اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة والتصريحات المُخدّرة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مصطفى محمد غريب

مقالات اخرى للكاتب

    المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة والتصريحات المُخدّرة

20/02/2011

 

عمت أكثرية المحافظات العراقية احتجاجات ومظاهرات نتيجة سوء الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والمجاري وعدم توفير مفردات البطاقة التموينية وبسبب عدم وجود حلول لقضية البطالة وامتدت إلى اتهامات بالفساد المالي والإداري وهي قضايا معروفة ومطروحة منذ سنين ما بعد السقوط والاحتلال وتشكيل أول حكومة عراقية برئاسة علاوي، إن نتائج القضايا المطروحة ما هي إلا آذان مغلقة من قبل الحكومات المتعاقبة إلا اللهم الوعود وجمل وخطب مُخدّرة مثل : إنشاء الله السنة القادمة سيحل الخير وتحل المظالم!! واصبروا فأن الله مع الصابرين... الخ " بينما هناك تطور ملحوظ مادي على أكثرية الأعزاء النواب الأولين والآخرين والمسؤولين الحكوميين من حيث الوجاهة والجاه والغنى والرواتب الخيالية التي قورنت مع البعض في دول أخرى فكانت العجب العجاب في الفرق رقمياً والقبض كمياً، احتجاجات الغضب استمرت طويلاً رقعته المناسبات الدينية والزيارات لمراقد الأئمة وغيرها من مناسبات حيث كانت الملايين تحشر وتلطم وتسير مئات الكيلومترات كي تنسى عذاب الفقر والبطالة ومتابعة الفاسدين الذي اغتنوا فلم يكفيهم أرض العراق وانتقلوا لشراء الفيلات والشقق والبيوت المرفهة في دول الجوار وحتى في بعض الدول الأوربية ولم تكفيهم بنوك العراق فانتقلوا إلى بنوك في دول بعيدة وقريبة وتحت أسماء ومسميات أرادوا منها حماية ما سرقوه من قوت شعبنا الفقير، المظاهرات التي خرجت على الرغم من الأوضاع الأمنية غير الجيدة والتفجيرات بالمفخخات المتنوعة مستمرة وعدم الخوف من الاغتيالات والموت برهان على مدى السخط والغضب الذي كتمته الجماهير الشعبية، هذه الجماهير التي خرجت متحدية كل شيء وشاركت في الانتخابات وجاءت بالقوى التي تهيمن الآن على سلطة البلاد لكنها دارت ظهرها لهذه الجماهير واستباحت حقوقها تحت طائلة من الحجج والأكاذيب وبقيت الجماهير تعاني من هذا الإهمال والتجاوز على حقوقها هذه القوى التي تعتقد أن مجرد الحديث عن الماضي وظلم النظام السابق يشفع لها وهو حديث شيق وجميل ويجب عدم نسيانه فالسيد رئيس الوزراء عندما يذكرنا بمقولة " الحائط عنده آذان وأن المواطن كان لا يستطيع أن ينبس ضد النظام بحرف واحد " ثم يتحدث عن الحرية وإمكانية الجماهير أن تتظاهر في الوقت الحاضر صحيح جداً، لكنه لا يمكن أن يكون حلاً لمعضلات الجماهير المتنوعة وهي أمامه ولا يمكن أن يتجاوزها أي إنسان له ضمير ووجدان، فما هو الارتباط بين الجدران لها آذان وبين الواقع المرير الذي تعيشه الجماهير الاضطراب الأمني الفساد المالي والإداري، المحسوبية والمنسوبية، التعيينات المفضلة للكتل وللأحزاب المهيمنة، البيروقراطية والروتين والرشوة وتأخير المعاملات في الدوائر والإساءة للمواطنين المراجعين، عدم حل مشاكل المفصولين السياسيين والمهجرين وفي مقدمته الكرد الفيليين وغيرهم، الرواتب الضعيفة (150أو 200 أو حتى 300 ) ألف دينار عراقي ) التي لا تكف لسد رمق العائلة بالمقارنة مع رواتب الرئاسات والبرلمان والمدراء المتنفذين وأصحاب السطوة والسيطرة التي تعد بملايين الدنانير العراقية، الحث نحو تأجيج الفتنة الطائفية، المحاصصة في الوظائف داخلياً وخارجياً " هذا لي وهذا لكم " الحياة المعيشية التي تتردى يوماً بعد آخر، الأسعار المرتفعة التجاوز على مفردات البطاقة التموينية، أزمة الكهرباء والسكن والنقل، سوء الخدمات في مجالات المجاري وتبليط الشوارع وانتشار المستنقعات المائية النتنة الآسنة، وأكوام القمامة والأوساخ، انتشار الأمراض والبطالة والتهميش وقلة فرص العمل، الاعتداء على الأقليات القومية والدينية، التجاوزات على الحريات المدنية والشخصية فرض الثقافة الرجعية والمتخلفة عن سير الحياة العصرية، محاصرة المثقفين العراقيين والتجاوز على مقراتهم ومحاولات الهيمنة عليها بالطرق المافيوية وبواسطة الشرطة وبعض الأجهزة الأمنية، تفجير محلات الحلاقة والنوادي الاجتماعية ووووو..الخ، فهل كل ذلك يجب نسيانه والتصفيق لمقولة " الحيطان كانت لها آذان" وهي ليست موجودة الآنََ ، لا ونقول بكل صراحة وإذا لم يعرف بها السيد رئيس الوزراء ـــ أنها موجودة لحد هذه اللحظة في المناطق الشعبية والفقيرة التي تهيمن عليها الميليشيات الطائفية الخاصة والمسلحة التي تأخذ الاتوات من العائلات بحجة حمايتهم وإذا لم تدفع العائلة يتم أما اختطاف معيلها أو احد أطفالها أو التهديد بالقتل لكي تنزح عن مناطقها وهناك عشرات العائلات التي مازالت مهجرة وهاربة بسبب هذه التهديدات ثم هناك مافيا تلبس ثوب الطائفية بحجة الدين الإسلامي تقوم بالتهديد والسيطرة والأعمال الإجرامية بما فيها قتل النساء.

ما زلنا مؤمنين بقولنا بأن الشعب هو الذي يصنع التاريخ وهو مصدر الخيرات والعنصر الأساسي في التطور وإذا ما جرى تهميشه بأي حجة كانت أو محاولة تشويه الوعي الاجتماعي فذلك كله وقتي ولن يكون حاسماً في إنهاء الصراع بينه وبين المستغلين والفاسدين وصيادي الفرص الانتهازيين والذين يحاولون توجيهه نحو الهدف الخاطئ لتبقى سطوتهم وقيادتهم لمقاليد السلطة، نعم كل ذلك وقتي لان الشعب لا بد أن يدرك الحقيقة ويرى ماذا يجري أمامه ويفرز ما بين الغث والسمين والتعلق بنتائج الانتخابات الأخيرة التي بدأت الأمور تتكشف أكثر فأكثر بطرق التزوير والتجاوز وخداع الجماهير، تتكشف حقيقة قانون الانتخابات السيئ وغير العادل ولماذا أصرت الكتل الكبيرة على تمريره وبقائه، وها هي الجماهير التي قالت " اقطع إصبعي البنفسجي لأنني انتخبتهم " انه قول حكيم ولن يبقى فقط على شكل مظاهرة واحتجاج إذا لم تجر معالجة الأوضاع السيئة وتحقيق مطالب الجماهير الشعبية الكادحة الفقيرة وإحقاق العدل والقانون وإبعاد الدين عن السياسة لأن ذلك سوف يؤدي مثلما يحدث الآن من كراهية سياسة الاحتواء إلى كراهية الدين ونحن نطالب بالفصل هذا احتراما للدين وللمؤسسة الدينية كي تستطيع الجماهير محاسبة الساسة المقصرين وإذا استمرت إساءتهم فسوف تعاقبهم وتطردهم من الكراسي.

لقد عولجت المظاهرات والاحتجاجات السلمية بالنار والرصاص والاعتداء وصولا إلى القتل وكأن العودة لأساليب القهر وإرهاب الناس علاج للتخلص من الاحتقان والغضب والرفض وهو أمر غاية في الخطورة لان الجماهير ما عادت مثلما كان التهديد " برشهم بالكيماوي " يخيفهم أو يجعلهم يتراجعون وها هي الأمثال أمام الجميع فكلما زاد القتل والضغط زاد الاحتجاج والرفض كلما مورس العنف فان العنف المضاد سيكون أقوى واعنف، وقرأنا ما تناولته وسائل الإعلام كيف رفض المعتصمون في محافظة ( الكوت) إجراء مفاوضات مع النائبة إيمان الوائلي عن التحالف الوطني وبعدما اجبروها على ترك مكان الاعتصام قاموا برشق سيارتها بالحجارة، فإذا كانت المظاهرة اليوم تعد بالمئات فسوف تتحول بالآلاف ثم بمئات الآلاف وبالتالي بالملايين واعتصام الشعب أي شعب بعد اكتمال الظروف لحدودها الموضوعية هو حتمية لكنس أية حكومة ظالمة لا تحترم شعبها، فعلى الحكومة العراقية التعقل وإجراء تحقيق نزيه حول الملابسات التي دعت إلى أوامر إطلاق الرصاص على المتظاهرين أو استعمال القوة غير الضرورية ضد المظاهرات والاحتجاجات السلمية وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم القانوني الصارم لابد أن تحترم المطالب الجماهيرية ويجري العمل على تنفيذها وعدم ركنها بحجة الميزانية وأسعار النفط وغيرها من الحجج التي سرعان ما تنكشف، المواطن المحتاج لا يمكن أن يسكت على ضيم وحتماً سيخرج إلى الشارع ويثور ويقول كلمته ورفضه فما عادت الأمور بمخفية فالكل يعرف النعيم الذي يعيش في ظلاله القلة وبخاصة من في قمة السلطة ودوائر الدولة، والعدالة يجب أن تطبق بدون حواجز وكلمات مُخدّرة فالخدر سرعان ما يزول ويرجع الألم أقوى من الأول وعند ذلك لا تنفع جميع مخدرات العالم من حالة الانفجار.. ارحموا شعبنا فهو الأصيل وبلدنا وهو بلد الحضارات، حققوا له ما يحفظ له كرامته فهناك من يتربص لاستغلال الفرص ليس حباً بالشعب بل كرهاً بهِ وبالاستقرار والبناء والتوجه لبناء الدولة المستقرة دولة القانون، إننا نحذركم من الرئاسات الثلاثة إلى الوزراء والنواب والأجهزة الأمنية بما فيها الجيش والشرطة من غضب الشعب إذا كنتم فعلاً تعملون من اجل صالحه وصالح العراق .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.