اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لايجوز اللطم في حفلات الغناء

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب

 

مقالات اخرى للكاتب

لايجوز اللطم في حفلات الغناء

وصلت على صندوق بريدي الألكتروني رسالة بتوقيع السيد عبد الواحد ناصر البحراني ( هكذا أسمى نفسه دون سابق معرفتي به). الرسالة تحت عنوان مبتور (حزب الدعوة مفتوحة) هكذا ورد العنوان نصا.

موضوع الرسالة من أوله الى آخره يتناول حفلة اقامتها نقابة الصحفيين والتي دعت فيها مطربة لبنانية لإحيائها. يذكر كاتب المقال بإن الشاعر كاظم اسماعيل القاطع مات في دولة لم توفر له الدواء وباع بيته من أجل العلاج. ووجه النقد الى نقابة الصحفيين العراقيين لأنها وجهت الدعوة " لغانية" لبنانية واقامت حفلة " للفسق والفجور". ثم يتطرق الى عملية نقل الفنانة بطائرة عسكرية من المطار، بعدها يوجه الكاتب سيف نقده الى رئيس الوزراء لوجود لافتة على المسرح تذكر بأن الحفل برعاية السيد نوري المالكي وهي إشارة الى أنه على رأس حزب ديني، "فإن كان يدري فهي مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم" و "إن من يدعي الدين بات يجاهر بالفسق فهم عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم".

ومع الرسالة رابط لجانب من الحفلة التي تظهر فيها المطربة اللبنانية وهي تغني وسط الجمهور والذي من بينهم يظهر الموسيقيار العراقي العالمي الأستاذ نصير شمه.ومن الطبيعي أن ترتدي المطربة اللبنانية الملابس التي ترتديها المطربات اللبنانيات على وجه التحديد، وهو هو أمر مألوف لا يثير الإستغراب.

الى هذا الحد ممكن تقبل الرسالة، رغم سذاجة محتواها، على انها تمثل وجهة نظر لشخص يرى الأمور كما يتصورها هو وفق خلفيته الفكرية والعقائدية.ولكن الكاتب المحترم "المتدين" أرسل الرسالة مذيلة بتعليقات كتبت بمنتهى السفالة وبلغة بمنتهى الدونية، إذ جاء في أحد التعليقات: أن واحدا من قياديي حزب الدعوة أختطف المغنية واغتصبها...مع تفاصيل مقذعة ووصف متهتك على المكشوف للأعضاء الجنسية والعورات المذكرة والمؤنثة وبمفردات شوارعية هابطة!!!

فكاتب المقال لم يحسب حساب لحرمات الآخرين فلربما تقوم سكرتيرة المرسل إليه في فتح صندوق البريد وهذا أمر ليس مستبعدا، أو إن الكثير منا أحيانا يكلف أولاده بفتح البريد، فما هو الحال لو فتح البريد أبن أو بنت؟

فما كان مني إلا أن أرجع الرسالة الى المرسل مشفوعة برسالة كتبتها إليه (كما في أدناه) وأطلب من القارئ الكريم أن يحكم على مثل هذه السلوكيات.

وختاما نقول وبصراحة : علينا أن ندرك عدم جواز اللطم في حفلات الغناء كما لا يجوز الغناء في الحسينيات.

نص رسالتنا إليه:

الأخ العزيز كاتب المقال المحترم

بعد التحية

إن اثارتك لإنصاف الشاعر المرحوم كاظم إسماعيل القاطع محق بها وكذلك مطالبتك بانصاف عائلات الشهداء الصحفيين هو مطلب رائع وينبغي لفت إنتباه المسؤولين حول هذه الأمور المهمة...لكنك تصف الفنانة اللبنانية بهذا الوصف المتهتك الوارد في مقالك ،اعتقد أنك تجنيت عليها ...هي فنانة ولبنانية وليست نعاية في مواكب اللطم ، وإنها جاءت للعراق كفنانة وليست ممثلة لحزب الله. ..والفنانين لهم نمطهم في الملبس والمظهر..فهل تريد منها ان ترتدي العباية السوداء "والشيله والعصابه"؟

وصدقني أني لست من هواة سماع أغاني هذا الزمان ولم أعرف مادلين مطر ولم اسمع باسمها من قبل ولا يستهويني غنائها...ولكن بالتكيد لها جمهورها ومحبيها

أما جعلك حفلة هذه الفنانة كمادة للهجوم على رئيس الوزراء ...مقدما أود أن اقول لك بان المالكي لا يهمني أبدا ولا تعجبني شخصيته وعليك أن تبحث في الكوكل عن مقالاتي بحق المالكي على موقع (كتابات) لترى ما قلت فيه ما لم يقله مالك في الخمرة...أقول لك سيدي ، إن المالكي ليس رئيس وزراء حزب الدعوة بل هو رئيس وزراء العراق...والعراق كدولة ينبغي أن تكون انشطتها شاملة ومتنوعة ومن تلك الانشطة رعايتها للفنون في مختلف أنواعها كالرسم والنحت والغناء والتمثيل والموسيقى.الخ ...أما إذا اردت أن تناقش الموضوع من باب الحلال والحرام والجائز والمكروه والأحوط والمستوحط فهذه المسالة لك الحق بمناقشتها ولكن عليك طرحها في الحسينيات والجوامع ولا يجوز لك ان تطرحها كمادة تشهير ضد الفن والفنانين ضمن رؤية دينية دوغمائية تريد ان تلزم الدولة ورعايا الدولة في اتباعها،

الدولة هي الدولة لها مؤسساتها ولها وسائل وآليات عملها،أما الدين فله قيمه ، وأماكن العبادة لها حرمتها ومكانتها. وللدين رجاله ودعاته ولباسهم المعروف. وللفنانين ازيائهم التي يرتضونها...وبمنطق الدولة ليس من حق أحد أن يجبر الفنانين إرتداء الجبة التي يرتديها رجل الدين.

لو كانت الحفلة في بيت المالكي فيصح لك ما كتبت ولكن الحفلة اقامتها الدولة وحضرها جمهور وجد متعته فيها...وليس من حقك أن تجبر الجمهور الذي حضر الحفلة ، أن تجبره بتركها والتوجه الى موكب اللطم..فكل انسان له خياراته وهو مسؤول عن سلوكياته أمام الله وأمام نفسه.وليس من المسموح أن تنصب نفسك وصيا على العباد.

وادعوك أخي كاتب المقال أن تطلع على التعليقات اللاأخلاقية "جدا جدا"والموجودة في ذيل مقالك هذا... وأقول لك :أتحداك أن تفتح رسالتك هذه وتعليقاتها ، أتحداك أن تفتحها أمام أبنتك إذا كنت أبا أو أمك أو أختك أو أي امرأة كانت...فالتعليق الوارد هو بمنتهى السفالة والانحطاط الخلقي وعدم الحياء

لقد وصلتنا رسالتكم مع هذه التعليقات السافلة...وينبغي فيكم أن تحسبوا الحساب بأن المتلقي امرأة أو تحسب أن كثيرا منا من يكلف إبنه او إبنته بفتح بريده.

إذا كنت متدينا فاذهب الى الحسينية ومجالس اللطم ولا يحق لأحد ان يعترض طريقك وإذا كنت من متابعي الفن فذاك شأنك ولا أحد يتدخل في خياراتك...فإذا دنست الفنانة مكان العبادة فمن حقك أن تثور،ونثور نحن معك، ولكن عليك أن تفهم العكس أيضا فلا يحق لك أن تحارب الفن والفنانين بهذه الطريقة الروزخونية.

مرة أخرى أدعوك وأتحداك أن تفتح رسالتك التي ارسلتها لنا ...أتحداك أن تفتحها أمام إبتنك أو أختك.فكيف سمحت لنفسك أن ترسلها إلينا؟

مع التقدير

أ. د. جعفر عبد المهدي صاحب

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.