كـتـاب ألموقع
• لماذا أنا قريب من بيت نهـرين الديمقراطي ؟
جميـل روفـائيـل
لماذا أنا قريب من بيت نهـرين الديمقراطي ؟
حقيـقة ، أنـا لسـت بعيـدا عـن أي مـن أحـزاب شـعبنا ( الكـلداني السـرياني الآشـوري ) فعـلاقاتي مـع كلهـا جيـدة ، ولكـن تـأييدي لهـا هـو بدرجـات متـفاوتة وذلـك وفـق مـا أجـد في ممارسـات كـل منـها قـربا مـع أفكـاري القـومية وقضايـا شـعبنا الراهنـة والمصـيرية وسعيها الجـدي بحسـب متطلبات حاجـات شـعبنا الآنيـة . . إلاّ أنـه بصـراحتي المعـهودة ، أقـول بجـلاء إن أقـرب هـذه الأحـزاب إلـيّ هـو " حـزب بيـت نهـرين الديمقـراطي " لمـاذا ؟ . .
والمقصود هـو أحـزاب شـعبنا داخل أرضها التاريخية المتواصلة في بلاد الرافـدين ( العراق ) ، لأنني لا أعتـرف بأي أحزاب وتنظيمات سياسية وقومية تدعي الإنتماء إلى شـعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) وتكون مقراتها ومؤسساتها العليا في بلدان المهجـر ( وهـذا لايشـمل أحزاب شـعبنا في سوريا ولبنان التي تأسست لتمثـل مصالح شـعبنا الراسخ في البلديـن ) . . لأنها ( أحزاب المهجر ) في حقيقتـها طارئة بعيدة عن أرض الواقع وتحمـل الأعباء المضنيـة ومتفرجة هي وقادتـها من فوق التلال . . وإلاّ لكانت نزلت إلى ساحة العمل الجدي وساهمت في السـراء والضـراء . . وهـذا يعني أنها نشـأت نتيجة أمور عاطفية وقتية أو خيوط متهرئة لاتزال باقية عند قادتها الذين غادروا أرض آبائهم منذ أمـد ليس ببعيـد أو بسـبب مصالح خاصة . . ولهذا فإن ضررها أكثر من نفعها لأنها قائمة أصلا على صراعات مذهبية واسمية ومناطقية وعشائرية بينـها وتـتدخل بـأمور لاتعنيـها في شـؤون شـعب الأرض الذي انفصلت عنـه واقعيـا .
شـخصيا ، لا أعتـمد في تقـويمي للأحـزاب من خلال محتويات صفحـات أنظمتـها الداخلية أو البيـانات التي تصدرها وحتى تصريحات قادتـها ، لأنـني اسـتنادا إلى تجـاربي الطويلة صـرت على علـم بـأن كـل هـذا هـو أمـور نظرية لكسـب التـأييد الجماهيـيري ، أو " عسـل ودبس للدعـاية وتـرويج للبضـاعة " . .
وإنـما أقـوّم الأحـزاب بنـاء على ممارسـاتها على أرض الواقع ومـا تقـدمه من عمل ظاهـر للجميع ومتواصل ودائم لمصلحة شـعبنا الآنية والمسـتقبلية ، أي الممارسـات اليومية الواضحة والثابتة التي لاتتغير مع اتجاهات الرياح ورغبات المكاسب السياسية والمصالح الشخصية لقادتها ونوعيـات الهالة الخادعة التي يودون الظهور بـها .
ومـن هـذا المنطلق ، أود الاشارة الى الحقيقة التي رأيتها وتابعتها في " حزب بيت نهرين الديمقراطي " فهذا الحزب لم الاحظ أنه يستعطف حزبا اخر قويا ونافـذا أو رجال دين أو جهات خارج أرض العمل المصيري لنيل مكاسب خاصة له على حساب مصلحة شـعبنا ، وهو كان دائما المبادر لتأسـيس لجان التعاون بين أحزاب وتنظيمات شعبنا ومنها " لجنة التـنسيق " لاحزاب وجمعيات شـعبنا من أجـل التعاون المشترك بينـها لتحقيـق الاسـم الموحد الرسـمي لشعبنا ومجالات أخرى تصب كلها في فائدة شعبنا منها : التأيـيد الكامل للحكم الذاتي لشعبنا ( الكلداني السـرياني الآشـوري ) في مناطقه التاريخية التي يسكنها حاليا والمرتبطة جغرافيا مع بعضها البعض . . وهـو إنجـاز عنـدما يتحـقق سـيكون لشـعبنا وجـودا ثـابتا أرضـا وحقـوقا وسـلامة دائمـة .
ويعـني هـذا في مجملـه وغيـره ، صيانة حقوق شعبنا واستقـراره الدائم في ارضه وارض آبائه وأجداده التي تـمت صـيانـتها مـن كل شـائبة منذ الاف السنـين . . كمـا ان " حزب بيت نهرين الديمقراطي " كان دائما المبادر والمتعاون ـ بحسـب امكاناتـه ـ في المساعدة لإنهاء أي محنة حلت بشعبنا مثـل قضايا المهجرين من الموصل والمرحلين من وسـط العراق وجنوبـه ، وزيارات قادتـه ومسـاعداتهم في هـذا المجـال معـروفة ومنـشـورة . .
قضـية الإسـم
ولابـدّ من الاشارة الى نوعية الاسم " بيت نهـرين " وهي عندي مسألة مهمة جدا واختيار رائع من بيـن الاسماء ، رأيت فيها دلالة على الوعي الكامل لمؤسسي هـذا الحزب ، بحيث تكون تسـمية حزبهم بعيدة عن كل ما يـدل على شـؤون التسميات التي يمكن أن تعتبر ممزوجة بين القومية والمذهبية ، وهو ما يثير عدم الرضا لدى الكثيـرين من مثـل هـذه التسميات الممزوجة ، خصوصا اذا كانوا لاينتمـون الى قطاع احدى هـذه التسميات الممزوجة وانـما الى غيـرها .
أمـا تسمية " بيت نهرين " التي تعني الارض الواقعة جغرافيا بين نهري دجلة والفـرات وهي بالنص التسـمية الدولية المتداولة " ميسـوبوتاميا " التي عاش فيها الشعب " الكلداني السرياني الآشوري " في كلها او قسـم منها منذ وجوده وحتى اليوم . . فهي تسـمية شمولية واقعية تاريخية ، ماضيا وراهنا لهذا الشعب ، بعيدة عن أي علاقـة بالتسميات المازجة بين القومية والمذهبية ، التي هي في كثير من الاحيان موضع خلافات وجدالات . .
ولـذا فليس في مقـدور أحـد أن يثـير حـول تسمية " بيت نهرين " أو " بيـن النهرين " خلافا او جدالا ، لانه لاتوجد فيها ثغرات يمكن الولوج منها لاثارة أي ذريعة أو حجـة أو ما يمكن أن يكون تهمة ما ، وهذا الاخـتيار السليم للتسمية وفّـر للحزب مجالين مهمـين ، الاول : انها جعلت الحزب مـرتاحا من كل الصراعات ذات العـلاقة بالتسـميات ، والمجال الثاني : وفـرت له صفة الوساطة والتجميع والتحدث في شـأن كل ما يدخل في مصلحة شعبنا وتجميع كلمتـه ، وهو ما حصل ولا يزال فعـلا .
وفي هـذا المجـال . . قـد يتـبادر إلى ذهـن البعض تسـاؤل ، وهـو سـؤال شـرعي ، وأقصد بـأنه مـادمـت على هـذا القـرب والتـأييد مـن " حـزب بيت نهرين الديمقراطي " فلمـاذا لاأنتـمي إليه عضـوا عـاملا فيـه ؟ !
وهـنا أؤكـد عـدم وجـود أي عـارض أو مـانع لهـذا الإنتـماء مـن حيث المبـدأ أو الإجراءات الواقعية الأخـرى . . وإنـما السـبب الوحيـد هـو ماذكرتـه مـرارا في كتابات سـابقة لـي ولقاءات مواقـع معـي ، إذ أنـني منـذ نحـو أربعيـن عـاما آليـت على نفسي موقفـا راسـخا وثابتـا لاعـودة عنـه ، وذلـك لأسـباب خاصة وقناعات ذاتية وظروف كانت قائمة في ذلـك الوقت ، بـأن لاأنتـمي إلى عضوية أي حزب طوال حياتي ، مهـما كان نـوع الحزب وأهـدافه ومقاصـده .
وكمـا كنت أكـدت أيضا في كتابات ولقاءات معي ، فـقد بقيت مصـرا على هـذا الموقف وملتـزما بـه حتى أثنـاء عملي في جريدة " الثورة " على رغم الإغراءات الكثيـرة التي قدمت لـي والمكاسـب المتنوعة التي كنت سـأحصل عليها في حـال انتـمائي إلى البعث ، كمـا حصل وارتقى إلى وظائف عالية كثيـرون بانتمائهم إلى البعث على رغـم أنهم كانوا أدنى منـي درجة خلال العمل الوظيفي في جريدة " الثورة " وهـذا أحـد التأكيدات على قراري الثابت القطـعي الدائم مـن كل الأحزاب ، وطبعا باعتـباره عامـا شـاملا ، فإنـه يسـري أيضا على " حزب بيت نهرين الديمقراطي "
التعـاون الإنتـخابي
وسـاهم " حزب بيت نهرين الديمقراطي " عمليا بكل ماهـو ضروري منه لتأيـيد ودعـم اللوائح الانتخابية التي ضـمت الاحزاب والتنظيمات والشخصيات المنضـوية ضمن " لائحة عشـتار الانتخابية " لمجالس المحافظات ، حيث حققت اللائحة ، نتيجـة هـذا التعـاون ، حضورا مهما بفوزها في محافظتي الموصل وبغداد ، وهي اللائحة التي سـيؤكد ممثلوها في مجالس المحافظتين بأنهم يمثـلون الشعب " الكلداني السرياني الآشوري " بكاملـه وخدمة حاجاته في مرحلته الراهنة التي تستوجب الاعتراف بوجوده الواقعي الواضح المعالم وبأنه مكون اساسي من بين مكونات الشعب العراقي ، له مثـلها جميعا الحقوق والواجبات نفسـها .
وبالمنسـبة ، فـأنا عادة لاأعـتبر الفـوز والخسـارة داخل مجال شـعبنا قضية مهمة من الناحية الإنتصارية ، لأنـني أحسـب شـعبنا بكامله كيانا واحدا فلا منتصـر فيـه ولاخاسـر من الناحية الواقعية ، فـأي فـوز يحقـقه قسـم منـه هـو فـوز لكل هـذا الشـعب مـادام الفـائز سـيعبر عـن حاجـات وتطلعات كل الشـعب " الكلداني السرياني الآشوري " وليس المصلحة الذاتيـة الخاصة لجـزء منـه . . ولهـذا كائـنا مـن كان الفـائز ولائحتـه فـإنه يقتـضي اعـتبـار وجـوده بـأنه يمثل الشـعب " الكلداني السـرياني الآشـوري " كله بعيـدا عـن أي حسـابات أخـرى . . وهكـذا الأمر بالنسبة لقوائم شـعبنا لانتخابات برلمان اقليم كردستان التي تجري في تمـوز المقبـل .
أمـا أولئـك الذيـن ينظـرون إلى الأمـور بصـور أخـرى ، فـأرى أن لهـم نظـرة قاصـرة ومجالات تفكيرية تـدور حـول مصالح حزبيـة خاصـة لاتعبـر في حقيقـتها عـن مصلحة شـعبنا الآنيـة وقضايـاه المسـتقـبلية ، وهـذا يعـني أن أمثـال هـؤلاء لايمكن أن يمثـلوا شـعبنا بكاملـه وعليـهم إعـادة النظر في مواقـفهم وحسـاباتهم ، وإلاّ فـإن حركة شـعبنا الصاعـدة نـحو حقوقـه وتـوحيـد كلمتـه وجمـع شـمله باتـجاه أمـوره المصيرية المشـتركة السـائرة بسـرعة في مجـالاتها الصحيحة ، سـتجعل أصحاب المصالح الذاتية والحزبيـة الخاصة في آخـر الرُكـب ويفـقدون حتى مصالحهم الخاصـة . .
المتواجون الان
425 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع