نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

كوكب الباحث الفلكي العراقي

الدكتور عبد العظيم السبتي

    يعتبر تكريم عالم عراقي فخر للعراق والشعب العراقي , وهذا الفخر يزداد إذا أطلق أسم ذلك العالم على أحد الأجرام السماوية تقديراً لذلك العالم وجهودهُ المبذولة والكفاءة العلمية والمهنية  في مجال الفضاء والعلوم الفلكية.

   أنهُ العالم والباحث الدكتور عبد العظيم السبتي تقديراً من (الاتحاد الدولي للفلكين) في واشنطن فقد  تقرر تسمية أحد الكويكبات التي تقع بين المريخ والمشتري باسمه , هذا الجرم السماوي الذي يبعد عن الأرض(308) مليون كيلومتر وعن الشمس (411) مليون كيلومتر هو الكويكب (الأسترويدAsteroid) هذا الكويكب  الذي يشكل حزماً هائلاً يدور بانتظام بين المريخ والمشتري تثميناً لانجازاته العلمية في مجال علم  الفلك وتقديراً لمكانتهُ العلمية  , فقد استحق هذا العالم هذا التكريم الكبير ليصبح أسماً في الفضاء  ويحلق فوق قلعت مولده( قلعة صالح) لينظم إلى العالم الجليل الراحل  الدكتور عبد الجبار عبد الله,  ذات التشابه في العلوم والاختصاص والديانة  والمولد, ولكن هذا العالم يا تُرى هل سيطلق أسمهُ أو أسم رفيقهُ الدكتور عبد الجبار عبد الله على أحد شوارع مدينتهما العمارة أو بغداد أو أحد القاعات العلمية من لدن الحكومة العراقية أم يهمل أسوةً بأسماء العلماء  والمفكرين العراقيين الآخرين.....؟

   الدكتور عبد العظيم السبتي من مواليد مدينة العمارة عام1945 , وقد حصل  على شهادة البكلوريوس والماجستير والدكتوراه في العلوم الفلكية من جامعة مانشستر  في سبعينات القرن الماضي ,فعاد للعراق وساهم في التدريس بجامعة بغداد وشارك ببرنامج العلم للجميع المعد والمقدم من قبل الراحل كامل الدباغ من خلال قناة العراق التلفزيونية ,إذ كان لديه طموح أن يبني مرصداً فلكياً في العراق ليرصد  متغيرات الفضاء والكون , ولكن هذه الفكرة  تلقت قبولاً من  اتحاد الفلكيين الدولي وجرى تخصيص مبلغ مقداره( 170 )مليون دولار من قبل الحكومة العراقية السابقة وأنجز المرصد بنسبة 80% منهُ في موقع كردستان العراق ( جبال كورك) إلا أن  الحرب العراقية الإيرانية وما خلفتهُ من مآسي فقد تضرر هذا المرصد وأهمل من قبل الحكومات العراقية السابقة واللاحقة ,وقد اختير موقع جبل كورك لعدة أسباب منها  لتميز المنطقة بصفاء الأجواء ونقاوتها معظم أيام السنة ويمنحها القدرة على متابعة الكواكب السيارة وقد اقترح الدكتور عبد العظيم السبتي على جامعة أربيل بعد زيارته للعراق عام 2005 أن تتولى الإشراف  على المرصد كمؤسسة  أكاديمية ولقربها من موقعة , لكن آمال هذا العالم قد ذهب أدراج الرياح  , فغادر العراق لينظم إلى قوافل المهاجرين من العلماء والأدباء والفنانين والكوادر الطبية واختار المملكة المتحدة مقراً لهُ ولعائلتهُ , فلقى الترحاب في الاتحاد  الدولي للفلكيين ليمارس هواياته الفلكية المفضلة في الفضاءات الحرة  وليسجل نجاحاته العلمية الجديدة .

    واستكمالاً لأحلامه العلمية  والوطنية اقترح الدكتور عبد العظيم السبتي على زملائه إقامة مهرجان علمي  لإطلاق اسم الدكتور عبد الجبار عبد الله على أحد الكواكب  أو الأجرام السماوية , إكراماً لمكانته العلمية ودوره  في إعداد البحوث والمعادلات الرياضية الخاصة في علم الأنواء الجوية و(فيزياء الجو) والأعاصير,لكن بوفاته خسر العراق والمجتمع الدولي عالماً وإنساناً ذو صفات إنسانية رفيعة.

بهذا المنجز  نهنيء أنفسنا , ونقول للعالم عبد العظيم السبتي  : إن نجاحكم فخر لنا ولوطننا وللإنسانية جمعاء , نهنئكم ونتمنى لكم المزيد من النجاحات الباهرة لرفع اسم بلدكم وشعبكم.