اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة

 الامتداد التاريخي – المسار الواضح – القدوة النضالية.....1

 

Sihanafi]@gmail.com

 

الإهداء إلى:

 

ـ الشهيد محمد بوكرين: علما بارزا في نضال حركة التحرير الشعبية، وفي نضال الحركة الاتحادية الأصيلة، وفي نضال حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

ـ لبيب بوكرين، ونصوح بوكرين، وكل أبناء، وبنات الشهيد، والأم العظيمة التي كانت، وستبقى مصدر صمود المناضلين الأوفياء.

ـ كل المناضلين الأوفياء لنهج الشهيد محمد بوكرين.

ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي يستمد قوته، وصموده من صمود الشهيد محمد بوكرين.

توضيح لا بد منه:

 

لقد اعتمدنا في عنوان هذه الأرضية مفهوم "الشهيد" لاعتبارات كثيرة، نذكر منها:

 

1) أن الشهيد محمد بوكرين لم يمت موتة عادية، بقدر ما أرغم على الموت، ومغادرة الحياة بسبب الممارسة البيروقراطية التي تتميز بها إدار مستشفياتنا، فهو عندما شعر بالأزمة القلبية، أسرعت به أسرته، ومعها المناضلون الأوفياء، إلى المستشفى الذي كان يفترض فيه أن يكون في خدمة أبناء الشعب المغربي، ولكن إدارة المستشفى أبت إلا أن تمنع الأسرة من الدخول لعرض محمد بوكرين على الطبيب المختص. وبعد الإلحاح المتزايد، والتمسك بالحق في العلاج، دخل إلى المستشفى ليبقى في قاعة الاستقبال إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا.

 

2) أن الشهيد محمد بوكرين كان متمسكا بالحياة، ونظرا لبيروقراطية إدارة المستشفى أرغم على مغادرة الحياة تحت تأثير الانتظار كسلاح قاتل.

 

3) أن شخصا مثل الشهيد محمد بوكرين لا يليق به أن يموت موتة عادية، بل لا بد أن تكون موتته موتة غير عادية. وهو ما حصل.

 

4) أن ذكره بعد وفاته، وبسبب إرغامه على الموت، كما حصل في المستشفى، وبطريقة غير مباشرة ، لا بد أن يرتبط بمفهوم الشهيد إكراما له على التضحيات العظيمة التي قدمها من أجل الشعب المغربي، من خلال تضحياته في إطار حركة التحرير الشعبية، والحركة الاتحادية الأصيلة، وفي إطار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. تلك التضحيات التي كلفته عشرات السنين من فقدانه للحرية، بسبب مواقفه، وبسبب انتمائه السياسي.

 

5) أن تلك التضحيات التي كلفته البقاء داخل السجون المغربية لعدة سنوات من عمره، وفي عهد ثلاثة ملوك مغاربة، مما جعله يعرف بسجين الملوك الثلاثة، تفرض أن نطلق عليه اسم الشهيد؛ لأنه عاش حياة غير عادية، وصمد صمودا غير عادي، وساهم مساهمة غير عادية في بناء الحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، وفي بناء  الحركة الجماهيرية: النقابية، والحقوقية، والتربوية، والثقافية. وهذه التضحيات، وبالحجم المذكور، تفرض  أن نشرف ونقدر الأخ محمد بوكرين، باسم الشهيد، تقديرا لتضحياته، ولعظمة مساهمته في جميع المجالات.

 

فهل نكون قد كرمنا محمد بوكرين بربط اسمه بكلمة الشهيد، حتى يتصنف إلى جانب الشهداء الذي يعتز الشعب المغربي بتضحياتهم العظيمة، من أجل أن يتمتع بالحرية، والديمقراطية، والاشتراكية؟

 

وهل استطعنا أن نكرم الحركة التي اعتبر من مؤسسيها، ومن مقاومي التحريف في بنياتها، من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى أن انفرز حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ينبذ من بين صفوفه كل ممارسي التحريف، الذين يجدون أنفسهم بممارسته خارجه؟

 

إن تكريم الشهيد محمد بوكرين حق علينا، وتكريم الحركة المتطورة التي كان ينتمي إليها، وكما انفرز من داخلها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حق علينا؛ لأن التكريم يفرض السير على نهج الشهيد، "ومن يكرم الشهيد يتتبع خطاه". وخطى الشهيد محمد بوكرين لا يمكن أن نتصورها خارج حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

 

مقدمة:

 

إننا عندما نقبل من قريب، أو بعيد، الحديث عن شخصية عظيمة في التضحية: عن الرفيق الشهيد محمد بوكرين، يعجز القلم عن الاسترسال في إرسال المداد، نظرا لكونه يخجل من عظمة شخصية الشهد محمد بوكرين، ونظرا لعظمة عطائه الذي لا ينتهي بفقدان جسده، بقدر ما يستمر في النمو، والاسترسال من خلال شخصية أي مناضل يسعى إلى العمل على:

 

1) جعل الطبقة العاملة، الحاملة لوعيها  الطبقي طيلعة المجتمع في النضال من أجل التغيير المنشود في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

 

2) بناء حزب الطبقة العاملة، الذي يقود طليعة المجتمع في اتجاه تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

3) بناء الحركة الجماهيرية المناضلة، من أجل فرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لجماهير الكادحين، ومن أجل ثقافة شعبية، وديمقراطية، ومن أجل تمتيع الناس بجميع الحقوق.

 

4) الحرص على أن تحترم مبادئ العمل الجماهيري المتمثلة في الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، والكونية، والشمولية.

 

5) السعي الحثيث، والمستمر إلى وحدة اليسار، حتى تتوحد جميع جهوده في قيادة النضال من أجل الانعتاق من سيطرة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وبناء مجتمع الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

6) الاسترشاد بتضحيات شهداء حركة التحرر الوطني، الذين قدموا أرواحهم، من أجل فرض احترام كرامة الشعب المغربي، من أمثال الشهيد المهدي بنبركة، والشهيد عمر  بنجلون، والشهيد عمر دهكون، والشهيد محمد بنونة، والشهيد محمد كرينة.

 

7) مقاومة التحريف بنوعيه: السياسي، والنقابي، من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد الاشتراك،ي ومن الاتحاد المغربي للشغل إلى بروز مظاهر الانحراف في الحركة النقابية الحديثة، من أجل قيام حركة سياسية قائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، والبناء التنظيمي الثوري، والمواقف السياسية المعبرة عن احترام إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجل قيام حركة نقابية تحترم فيها مبادئ الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية.

 

8) النضال لا من أجل تلقي التعويض من المؤسسة المخزنية، المسماة ب"هيئة الإنصاف والمصالحة" عن ما يتعرض له أي مناضل في مسيرته النضالية، وخاصة إذا كان هذا المناضل من حجم الشهيد محمد بوكرين، بل من أجل أن يتمتع الشعب المغربي بالحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

9) الحرص على الربط الجدلي بين النظرية، والممارسة، من منطلق أن النظرية لا يمكن أن تتطور إلا على أساس النظرية المتطورة، الموجهة للممارسة، حتى نتجنب ما صار يعرف بالجمود العقائدي، الذي كلف الحركة الاشتراكية ثمنا عظيما.

 

10) الحرص على الربط الجدلي بين العمل الجماهيري: الحقوقي، والثقافي، والتربوي، والنقابي، والعمل السياسي، سعيا إلى تطوير مطالب الجماهير، وأملا في توسيع دائرة الاستفادة المادية، والمعنوية في صفوف الكادحين.

 

11) الحرص على تحميل المسؤولية للطبقة الحاكمة، وللأجهزة المخزنية، في مستوياتها المختلفة، فيما يخص ما تعرض له أبناء الشعب المغربي ،والعديد من المناطق المغربية من أضرار بسبب الاعتقال، والتعذيب، والإبادة الجماعية، فيما صار يعرف بسنوات الرصاص.

 

12) الحرص على جبر ضرر المناطق المتضررة من سنوات الرصاص، اعترافا من النظام المخزني بما ارتكبه في حق الشعب المغربي. وجبر الضرر لا يتم بالطريقة التي تم بها عن طريق هيئة الإنصاف، والمصالحة، بقدر ما يتم عن طريق تمتيع جميع المواطنين بجميع الحقوق، وضمان الحماية الصحية، والاجتماعية للمناطق المتضررة، وللأفراد المتضررين، ومساءلة المسؤولين الذين وقفوا وراء إلحاق الضرر بالمناطق المتضررة، وبالأفراد المتضررين فيما صار يعرف بسنوات لرصاص.

 

13) الحرص على إيجاد دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، حتى يتمكن من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي بنفسه.

 

14) الحرص على المطالبة المستمرة بملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وكل المواثيق، والاتفاقيات والإعلانات الخاصة.

 

فالشهيد بوكرين، الشامخ أبدا، سيبقى رمزا من رموز حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والشبيبة الطليعية، والحركة الديمقراطية، والتقدمية، والحركة اليسارية التي قضى عمره من أجل تقويتها، وتحقيق وحدتها، والحركة العمالية التي قدم ضرائب أكبر من أجل ترسيخ إيديولوجيتها في الواقع المغربي، وفي صفوف الحركة الاتحادي الأصيلة قبل 8 ماي 1983، وفي الالتزام بها في ممارسة الاتحاد الاشتراكي اللجنة الإدارية الوطنية، ثم في ممارسة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي صار يحمل رسالة الحركة العمالية في المغرب.

 

ورمزية الشهيد محمد بوكرين آتية من كونه:

 

1) امتدادا تاريخيا لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وللحركة الديمقراطية، والتقدمية، وللحركة اليسارية، وللحركة العمالية/ وللحركات الجماهيرية على تنوعها، وامتداداتها.

 

2) مسارا واضحا بدون التواء، وبدون غموض، للحركات المختلفة الفاعلة في الواقع المغربي.

 

3)  قدوة في منهجية العمل لكل المناضلين الأوفياء، أنى كان انتماؤهم الحزبي، أو الجماهيري.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.