اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

مشاهير ألقوش في القرن العشرين// يوسف زرا

 

مشاهير ألقوش في القرن العشرين

يوسف زرا

 

 

الاهداء

               الى كل من اضاء نفقا

               بنور المعرفة الإنسانية !!

               والى كل من يقتفي أثرهم

               بعطاء لا ينضب

                                                               المؤلف

                                                               1998

 

المقدمة

       ان الأعراف والعادات والقيم، ضوابط اجتماعية أخلاقية، وهي ظواهر حتمية التولد والتواجد لدى كل تجمع بشري. وانها انعكاسات لاجتماعية طبع الانسان، ولا يمكن تفضيل أهمية احداها على الأخرى، الا بنسب متفاوتة. وللمعتقد الديني كأول منطلق فكري، والى جانب التقاليد الاجتماعية طبقيا، وفي كل زمان ومكان لها الدور الرئيسي في النشوء والتحكم في صيغة العرف والعادة والقيمة. ومقدار تفاعل كل منها والتعامل بها وتباينها بين فئات إنسانية مستقرة كليا او نسبيا، لان الاستقرار الاجتماعي حالة رسوخ وتراكم هذه الظواهر وتحولها الى قوانين يفرض وجودها والعمل بموجبها فترة زمنية طويلة، وما يفرز من مسيرة الانسان بين بدء الاستقرار الجماعي، وصولا الى حالة تطبيق القوانين طوعا. (مرحلة التفاعل الاجتماعي والاقتصادي والفكري) . هذه المرحلة التي تتحكم ببروز افراد ذوي خصائص في تفكيرهم ومنطقهم ، ولهم دورهم الريادي في قراءة ابجدية هذه المعالم المعنوية للمجتمع الإنساني .

       ان ما جاء في حكمة الفيلسوف الاغريقي (ارسطوطاليس) والذي يقول (في كل زمان ومكان، دولة ورجال ، ولكل امة احاد) وهؤلاء الاحاد ما هم الا النخبة البشرية التي يلتف المجتمع حولها ويلتزم بتطبيق مفاهيمها متداخلة مترابطة لا يمكن الاستغناء عنها في مرحلة زمنية معينة. بل يمكن ان تتحول وتتكيف هذه المفاهيم الى ما يلائم كل جيل في موقع جغرافي محدد. سواء كان قرية صغيرة ام مدينة كبيرة ام مجتمع كامل .

       وما تشخيصنا لبعض من الأسماء ومن كلا الجنسين، ولشتى مجالات الحياة الاجتماعية والفكرية، العلمية والدينية والفنية، والتي كان لها موقعها المميز، وبرزت على قمم روابي المجتمع ونالت الشهرة في تخصصها. فلابد ان ينصفها التاريخ في ذكره لمأثرهم، ليكونوا كتلك الشموع التي تبقى مشتعلة وتنير درب الأجيال بلا انقطاع .

       والاسماء التي اخترتها، والتي تمثل القلة من المجتمع من الذين عاشوا خلال هذا القرن في هذه البلدة العريقة – القوش – ولابد ان يكون لهذا المجتمع ارث متواصل لهذه المفاهيم. تناقلتها الأجيال ، وتفاعلت معها كل حسب ما يناسبها .

       وما وراء القصد، الا اقتفاء اثرهم كرموز إنسانية حية لا ينضب عطاءهم في خدمة مسيرة المجتمع وبدون كلل .

       وشخصيات هذه الحقبة الزمنية القصيرة لهذه البلدة، ليسوا بمأثرهم وبعددهم البسيط سوى الامتداد الطبيعي لأولئك الأجداد عبر عشرات القرون التي انطوت بسجل حافل لبطولاتهم ومواقفهم الإنسانية، والتي ستبقى موضع احترام وتقدير الاحفاد أينما كانوا ووجدوا وعاشوا مع مر الزمن في هذه البلدة وفاءً منهم وكاستحقاق زمني لهم .

       وهناك قائمة بأسماء اكثر من تسعمائة شخصية لأبناء هذه البلدة، تمثل كافة منابع الحياة المعاصرة العلمية والاجتماعية والفكرية للقرن الماضي وهم فعلا شعلة متواصلة لمسيرة النخبة من الرجالات الواردة سيرتهم في مقدمة هذا الكتاب .

       ولابد ان تتابع الأجيال القادمة الركب الحضاري بخطى اسرع وبأفق أوسع واينما كانوا .

المؤلف 1998

 

1-   المطران ايرميا طيماثيؤس مقدسي :

       ينتمي الى عائلة مقدسي، ولد في القوش في 13-1-1847م، دخل دير الربان هرمزد عام 1864م، وبعد خمس سنوات من دخوله الرهبنة، ارسله رؤساؤه الى روما لتلقي العلوم الكنسية والفلسفية، تقديرا لاهليته ومقدرته التعليمية.

       نال درجة الأستاذ في الفلسفة واللاهوت، ورسم كاهنا في عام 1879م .

عاد الى ديره ليعلم الرهبان اللاهوت النظري والادبي والمنطق، وفي عام 1888م عين وكيلا بطريركيا على ابرشية اورميا، بعد استقالة ميخائيل نعمو مطران سعرد.

       وفي عام 1892م رسم اسقفا على زاخو وتوابعها. وفي عام 1899م حضر انتخاب البطريرك عبد يشوع الخياط. وفي سنة 1914م بنى كاتدرائية ماركيوركيس بجانب القلاية الأسقفية في زاخو ، واكمل بناؤها عام 1919م .

       وفي عام 1928م نظرا لشيخوخته وصعوبة إدارة ابرشيته الواسعة، عين البطريرك عمانوئيل المطران مار بطرس عزيز الموصلي مساعدا له .وبسبب هذا التعيين، ترك الخوري ابلحد قلو، والذي هو ابن اخت مار طيماثيؤس الكنيسة وعاد اليها عام 1950م . وكان يطمح بخلافة خاله .

       توفي المطران مار ايرميا طيماثيؤس في 3/اب/1929م .

 

 اهم منجزاته :

1- وضع كتابا في النحو لللغة الارامية وطبع في مطبعة الدومنيكان عام 1889م.

2- نقل كتابا للمنطق عن اللاتينية ولم يطبع وكتابا اخر لللاهوت الادبي وطبع منه على شكل كراريس . ولم ينجز الباقي وذلك في عام 1884م .

3- ترجم كتابا لللاهوت الادبي بمجلدين من اللغة الإيطالية الى الارامية وذلك عام 1922م واهداه الى دير السيدة حافظة الزروع في القوش .

4- له عدة قصائد باللغة السريانية (سورث) .

5- له مذكرات ورسائل خاصة ، كان يحتفظ بها الشماس سليمان مقدسي – وهو ابن أخيه - .

المصادر

1- تاريخ النصارى في العراق – روفائيل بابو اسحق ص 158 .

2- معجم الادب السرياني – المجلد الأول ص 111 – 112 .

3- تاريخ الرهبنة ص48 – 83 .

4- ادب اللغة الارامية ص560 – 561 .

5- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص181 – 182 .

 

2- مار إيليا ابونا :

       هو كوركيس ياقو مروكي ابونا. من مواليد 1863م. وهو الشقيق الأصغر لإسرائيل ابونا، والذي رسم كاهنا عام 1879م من قبل مطران العمادية مار كيوركيس كوكا والمتوفي عام 1896م في قرية بيدارو قرب زاخو.

       دخل كوركيس ياقو المعهد الكهنوتي في الموصل عام 1887 على يد مار إيليا عبو اليونان ، باطريرك بابل على الكلدان باسم القس كوركيس ابونا.

       بعد رسامته قسيسا، ارسله الباطريرك الى المدن، ماردين، ديابكر ،ترسوس. ثم شغل منصب الوكيل الباطريركي لمار عبو اليونان في الموصل. وبعدها خدم في كل من حلب، بيروت، إسطنبول الى عام 1902م . حيث استدعي من قبل مار عمانوئيل توما الثاني ليستقر في بلدته القوش .

       في عام 1903 انشا لجنة مشرفة على صندوق التبرعات الكنسية من مجموع وجهاء البلدة، يسمون (وكلاء) . وفي عام 1909م نقل كاهنا الى الموصل من قبل الباطريرك نفسه. الا انه توجه الى قوجانوس والتحق بمقر باطريركية الكنيسة الشرقية الاثورية. واستقبله مار شمعون بنيامين ابونا وبصحبته كل من الشماس يوسف عبيا ودنو ابونا وبتو ساوا والقس إيليا من تللسقف. وفي رحلته من القوش الى قوجانوس القي القبض عليه واودع السجن في جوناميرك لمدة شهرين. ثم افرج عنه بواسطة مار شمعون بنيامين لدى السلطات التركية – العثمانية – في إسطنبول. وفي قوجانوس رسم مطرانا على ابرشية اشور – موصل وتوابعها – باسم المطران إيليا ابونا. وبدوره رسم الشماس يوسف عبيا كاهنا باسم القس يوسف عبيا .

       في عام 1910 عاد الى مسقط راسه القوش، الا انه القي القبض عليه ثانية ورحل الى الموصل، فتمكن من الهروب والاختفاء في بيت نمرود الرسام. وبمساعدته خرج من الموصل متوجها الى دهوك، ثم قوجانوس مرة ثانية، وعين مطرانا على ابرشية (صرا) (سعرت) .

       وفي عام 1918 شارك في انتخاب مار شمعون بولس في مدينة خوسراوا باطريركا على الكنيسة الشرقية بعد مقتل البطريرك مار شمعون بنيامين ابونا على يد إسماعيل اغا (سمكو) . وحضر رسامته في 15/3/1918 . وفي ك1/1919 رافق مار شمعون الى تفلس وكان بانتظاره قائد الحامية الجنرال نزاروف – للتفاوض على مصير الاثوريون في تركيا وايران .

       حضر انتخاب مار شمعون ايشاي باطريركا على الكنيسة الشرقية الاثورية والذي كان طالبا في إنكلترا مع عمته سُرمي يدرس فيها .

       في 6-12-1922 عاد مار إيليا ابونا الى القوش مرة ثانية، دون ان يكون له مسؤولية. مقدما الطاعة الى مار عمانوئيل توما الثاني. فقبله بشرط ان لا يكون له أي نشاط ضد الكنيسة او يسيء اليها.

       وفي عام 1914 عين وكيلا لأبرشية عقرة. وبعد فترة قصيرة رجع ثانية الى القوش بدون مهام كنسية.

       في عام 1955 توفي ودفن في كنيسة ماركيوركيس في القوش. وهناك نصب من حجر المرمر يوجز فيه حياته باللغات الثلاث – العربية ، واللاتينية، والكلدانية – من نحت البناء اسحق حنا جونازرا في عام 1957م .

منجزاته

1- وضع كتاب في تاريخ الكنيسة عنوانه (اقلسيسطيقا ) وتوجد نسخة منه في مكتبة المطران يوسف بابانا .

2- الف كتابا في علم الفلك عام 1905.

3- وضع تاريخا مختصرا لأسرة ابونا .

4- نقل من العربية الى السورث رواية (يزداندوخت) للمطران سليمان صائغ .

المصادر

1- معجم الادب السرياني المجلد الأول /1990 ص250 .

2- تاريخ الرهبنة ص50 – 52 .

3- القوش عبر التاريخ – المطران يوسف بابانا ص179 – 180 .

3-   المطران إسرائيل اودو :

       هو إسرائيل بن القس هرمز بن ميخائيل بن مرخو بن اسحق حكيم بن اودو . وهو ابن اخ البطريرك يوسف اودو وشقيق المطران توما اودو .

       ينتمي الى عائلة مرخو، والتي نزحت الى القوش من منطقة (تخوما – ديادين) الواقعة حاليا في جنوب تركيا .

       من مواليد 1858م درس في مدرسة مارميخا في القوش.

       دخل المعهد الكاهنوتي الكلداني في الموصل وتخرج عام 1881م . قدم اول خدماته في كنيسة القوش. نقل الى بغداد برفقة البطريرك إيليا عبو اليونان عام 1888. وبقي فيها حتى عام 1891م .

       خدم في البصرة وبنى كنيسة مارتوما الرسول والمقر البطريركي والقائمين فيها لحد الان . انشأ مدرسة لأبناء الطائفة الكلدانية .

       دامت خدماته في البصرة زهاء العشرين عاما. كان مضرب المثل بالإخلاص والتفاني في خدمة الطائفة .

       في عام 1909 انتخب مطرانا لأبرشية ماردين اثر وفاة رئيس اساقفتها مار إيليا ملوس. في 25/شباط/1910 نال رتبة الاسقف وفي 27/منه رسم اسقفا لها .

       تجاوزت خدماته لهذه الأبرشية الثلاثين عاما من 1910 – 1941م . كان يتقن اللغة الكلدانية وقد ترك فيها عدة رسائل بليغة لغويا وذات قيمة تاريخية .

       رثى مذابح ماردين وديار بكر والجزيرة وسعرد ودان في تركيا في رسائل مؤثرة للذين سقطوا ضحايا الحرب العالمية الأولى من بني قومه .

       توفي في 10/شباط/1941 في مدينة ماردين ودفن فيها .  

المصادر

1- تاريخ الرهبنة ص21 .

2-   القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص184 .

 

4-   المطران اسطيفان كجو الأول :

       ينتمي اسطيفان إيليا كجو الى عائلة كجو القادمة من قرية اشيثا. ولد في مدينة الموصل في 16/1/1883م واكمل دراسته الابتدائية فيها .

       في 10/9/1895 ارسل الى أكليريكية القديس لويس للآباء الكبوشيين في مدينة إسطنبول ، وبعد اثنتي عشر سنة من الدراسة المتواصلة للعلوم اللاهوتية واللغوية ، نال الدرجة الكهنوتية في 25/7/1907 .

       في 30-8-1907 عاد الى الموصل وعينه البطريرك يوسف عمانوئيل توما الثاني (1900– 1947م) معلما يلقي الدروس الكتابية باللغتين (الفرنسية والتركية) والتاريخ الكنسي على طلبة المدرستين العلمانية والكهنوتية في الموصل.

       انتقل الى قصبة القوش في 1909 وادار مدرستها لغاية عام 1915 . وفتح صفا تمهيديا للدراسات الكهنوتية واتبع فيها النظام الداخلي .

       في عام 1910 أسس في بلدته القوش (اخوية القربان المقدس) . ولازالت قائمة لحد الان .

       خدم في خورنة مار يوسف في الموصل من 1915 – 1918م .

وفي عام 1918 عمل وكيلا بطريركيا فزائرا لأبرشية عقرة .

       وفي عام 1919 عاد الى الموصل ليساعد غبطة البطريرك عمانوئيل في إيواء اللاجئين ، وخاصة الاثوريين منهم بسبب الحرب العالمية الأولى .

       من تاريخ 1922 الى 1927 ادار ميتم الأطفال المنكوبين أنشي بفكرة منه ، وتخرج منه العديد من الشخصيات ، ومنهم المطران زيا دشتو 1910 – 1972 والراهبة الأخت برناديت صائب (1919+ ؟) رئيسة راهبات بنات مريم الكلدانيات.

       ومن عام 1927 الى عام 1939 عمل وكيلا بطريركيا في كنيسة ام الاحزان.

في 4-5-1947 رسم مطرانا لأبرشية الموصل وبصفة معاون بطريرك مع كل من المطران بولس شيخو والمطران روفائيل ربان بسبب مرض البطريرك عمانوئيل.

بتاريخ 28/6/1953 توفي اثر مرض عضال امهله خمسة أيام فقط طريح الفراش، ودفن جثمانه في كاتدرائية القديسة مسكينتا. ورثاه الكاتب الاشوري أدي بمقالة مؤثرة نشرها في مجلته الشهيرة (كلكامش) الصادرة في العقد السادس من القرن العشرين وكانت تصدر باللغة السريانية (السورث) .

منجزاته

1- وضع كتابا عن حياة الانبا جبرائيل دنبو وطبعه في الموصل عام 1932 .

2- وضع كتاب اسفار البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني ، ونشره في مجلة النجم المجلد الأول منه 1929 ص530 – 532 .

3- نظم ملحمة شعرية بالسورث تقع في 208 بيت باسم (السيف الأول) . يصف فيها مجزرة (ادن) في تركيا ، ذاكرا فيها أسماء الضحايا من تلكيف والقوش أيام الاضطهاد التركي للأرمن والاشوريين . 

4- وضع فهرسا للمكتبة البطريركية في الموصل يصف فيها - 141-  مخطوطة مضافا اليها  - 116 – مخطوطة للفهرس للمطران ادي شير بالاشتراك مع المطران روفائيل بيداويذ واسحق عيسكو . وقد ذكره المستشرق – فياي – لهذا الفهرس في مؤلفاته .

5- اشرف على مسرحية (الملكة استير) واخرجها في عام 1912 ومثلت في القوش . وكان من بين الممثلين (1- يوسف رئيس (يوسف باخوخا) (2- ميخا كادو) (3-بولس قاشا) وغيرهم .

المصادر

1- معجم الادب السرياني المجلد الأول 1990 ص146 .

2- مجلة بين النهرين – المطران كجو الأول – ادمون لاسو ص280 – 283 .

3- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص186 – 187 .

5-   المطران اسطيفان بلو :

       هو ابلحد جونا ميخا بلو مولود في فيشخابور من مواليد 1910 . امه تدعى تريزا ميخا ساكو – تعتبر عائلة بلو مع عائلة شكوانا (رابي رابا) وعائلة قوجا من اقدم العوائل التي سكنت القوش وظهر

منهم نابغون وخاصة عائلتي بلو وشكوانا وذلك في الادب واللغة والعلوم الأخرى والخط السرياني . منهم البطريرك مار يوحنا سولاقا دانيال بلو المتوفي عام 1555م والمرحوم القس اوراها شكوانا 1850 – 1930م .

طفولته ونشأته :

       من جراء القحط وشظف العيش تركت عائلته القوش، وهاجرت الى فيشخابور مع والديه واخوته الأكبر سنا. اما هو فلم يكن قد ولد بعد. وقد اختاروا فيشخابور لان راحيل اخته كانت متزوجة رجلا من أهالي المنطقة. وفي تلك الفترة ولد ابلحد (المطران) في عام 1910م وترعرع في كنف اخته. وفي بداية الحرب العالمية الأولى 1914 ونتيجة الاضطرابات التي حدثت وعصفت بالمسيحية في منطقة فيشخابور قتل زوج راحيل اخته وهربت الى قرية (خانكِ) السورية . اما ميخا وتريزا والأولاد فهربوا مع الهاربين حتى وصلوا قصر ايزيدين التي كان يسكنها اليزيدين. ومكثوا فيها مدة سنتين، ومنها هاجروا الى كرمليس عام 1916 وفيها عاشوا فقراء يكدحون في سبيل تحصيل لقمة العيش ، اما الصغير ابلحد فبدأ يتعلم مبادئ اللغة السريانية على يد المعلم المشهور – توما قزح – واضع اللبنة الأولى في بناء صرحه العلمي واللغوي والثقافي . وهنا حدث تغير بسبب وفاة والده وزوج اخته. اما والدته فضلت العودة الى القوش لوحدها وعملت خبازة في دير السيدة، بعدها أرسلت في طلب ابنها ابلحد ليعيش معها في الدير بعد ان كان مع اخوه الأكبر ميخا .

حياته الدينية :

       كان وصوله الدير عام 1924م وبها دخل سلك الرهبنة باسم اسطيفان بلو، ومنذ دخوله هذا الدير وعمره (14) عاما تأكد لدى رؤسائه مدى حبه واحترامه للقوانين والأنظمة الصارمة المطبقة في الدير المذكور . إضافة الى اندفاعه نحو التقوى والعبادة وعمق الايمان. وفيها لبس اسكيم الرهبنة حتى عام 1927 ليرسل الى المعهد الكهنوتي في الموصل. وكان متفوقا دراسيا على زملائه ، ومثالا رائعا في الاخلاق والصدق .

       في عام 1930م نال نذر الرهبنة ولازال طالبا في المعهد المذكور في 14/10/1934 رسم كاهنا باسم الاب اسطيفان بلو. ثم عاد الى ديره وهو مليء الثقة بالأيمان والمحبة .

       في عام 1935 قرر رؤساؤه ارساله الى روما لمتابعة دراسته ، وبعد خمس سنوات نال شهادة الدكتوراه في العلوم الشرقية. ثم عاد الى وطنه في عام 1940م عين رئيسا للمبتدئين .

       وفي عام 1942 انتخب مديرا أولا للرهبنة الكلدانية الهرمزدية .  

في عام 1948 أسندت اليه رعاية الدير، فانتخب رئيسا عاما للرهبنة حتى عام 1958 . وخلال العشر سنوات الأخيرة من خدمته هذه .

       أنشأ اول اكليركلية رهبانية للمؤهلين من الرهبان، وتخرج منها بدرجة الكاهن احد عشر راهبا . تم توزيعهم الى مختلف مراكز الطائفة .

       في عام 1949 قام بوضع الحجر الأساسي لبناية الميتم للأطفال الذين اصبحوا بلا مأوى ورعاية ابوية . وحين اكتمل البناء عام 1951 . تم إيواء عدد كبير من اليتامى الى الميتم والاهتمام بهم واكسائهم وتثقيفهم ، بإدخالهم المدارس الابتدائية ثم المتوسطة والاعدادية في القوش. الى جانب التعليم الديني لهم. وكل ذلك كان مجانا وخيرا للإنسانية المعذية .

       في عام 1958 عين نائبا اسقفيا عاما لأبرشية سوريا الكلدانية، حتى عام 1959 عين باطريركيا لها. في 10/ك2/1959 ارتسم مطرانا في بيروت في 24-7-1990 توفي في مدينة روما. ودفن جثمانه وحسب وصيته في كنيسة دير السيدة . وله نصب جداري عن حياته فيه .

منجزاته :

1- الربان ادم عقرايا . مجلة النجم  8/1936 ص223 – 224

2- افراهاط الحكيم مجلة النجم ص 229 – 304 .

3- اليد المارونية والطائفة الكلدانية – نقد تاريخي – مجلة النجم 10/1938 ص20 ، 25 ، 54 ، 60 ، 111 .

4- القرن السادس عشر عن تقرير لاونر دهابيل – مجلة النجم 10/1938 ص170 – 175 .

5- توما الالقوشي مجلة النجم 10/1938 ص 292، 296 ، 320 .

6- في طريق الكمال – ترجمة من الإيطالية الى السريانية على شكل محاور تمثيلية/الموصل/1957 .

7- التعليم المشجع في طريق الابتدائية الرهبنة ، وضعه بالسريانية موصل/1957 .

8- ترتيلة في مدح العذراء بالسريانية الدارجة كتاب القيثارة/1972 .

9- مخطوطة عن حياة البطريرك مار عمانوئيل توما الثاني بالسريانية – فهرست خزانة الرهبانية الكلدانية في بغداد الرقم 663/1946 -664/1953 ، 665/1954.

10- مخطوطة كتاب الحوليات بالسريانية (طبٍا يوميٍا) كتاب تاريخي .

11- مخطوطة كتاب – اعمال المجمع الاسقفي لانتخاب البطريرك يوسف السابع غنيمة /1947 .

12- مخطوطة – انشودة لعيد مار يوسف السريانية وضعها عام 1955 .

13- مخطوطة – جمع ورتب رسائل المطران يعقوب اوجين منا السريانية – خزانة الرهبانية 962/1950 .

14- شعر المناسبات – خزانة الرهبانية الكلدانية الرقم 871/2/1957 .

15- كتاب الفرص (كةًٌبًا دفورسًا) كتاب ادبي اجتماعي .

المصادر :

1- تقرير عن اعمال الجمعية الخيرية لطائفة الكلدان – في حلب في سوريا من سنة 1958 الى نهاية 1961 .

2- معجم الادب لسرياني / المجلد الأول ص136 – 137 .

3- القوش عبر التاريخ – المطران يوسف بابانا ص98 – 99 .

6-   المطران افرام بدي :

       هو الياس بن يوسف اوراها عوديشو حنا بدي من مواليد 1916 ، ينتمي الى عائلة بدي والتي قدمت الى القوش من قرية باشبيتا في أواسط القرن السابع عشر .

       دخل المعهد الكاهنوتي لمار يوحنان الحبيب في الموصل عام 1929 . ورسم كاهنا في 15/5/1941 باسم القس افرام .

       عمل معلما لدرس الدين في مدرسة القوش الابتدائية لفترة طويلة .

أسس الجمعية الخيرية في عام 1947 لمساعدة الفقراء عمل راعيا نشطا لجمعية (الاخوة للقربان المقدس) للرجال وجمعية القلب الاقدس للنساء .

       نقل في عام 1951 الى سوريا مرشدا للكنيسة الكلدانية فيها .

في عام 1980 نقل الى مصر لرعاية الكنيسة الكلدانية في القاهرة .

كان يجيد العزف على الة الاورغن . وكان له صوت جميل .

       توفي في عام 1984 في القاهرة ونقل جثمانه الى العراق ودفن في كنيسة مريم العذراء في القوش امام الحائط الجنوبي داخل الهيكل وحسب وصيته .

منجزاته :

1- تأملات في اسرار الوردية/حلب/1958 .

2-تاريخ الكنيسة الكلدانية بالفرنسية/حلب/1960 .

3- كتاب كنز الحياة الروحية بالسريانية الدارجة موصل/1948 كركوك/1962 . 4- أشهر مؤلفي الطقس الكلداني – مجلة المشرق البيرونية/1962 .

5- وضع – النوتة – الحان لطقس القداس الكلداني في مجلدين روما/1967 .

6- قصة ظهورات العذراء (فاتيما) القاهرة/1968 .

7- ترجم طقس العماذ من السريانية الى الألمانية برلين/1971 .

8- فهرست مخطوطات مكتبة كنيسة القوش (مخطوط) .

9- ترجم اناجيل السنة الطقسية من السريانية الى السورث لمطرانية العمادية (مخطوط) .

10- سجل بصوته عدة كاسيتات لجميع الحان الطقس للكنيسة الكلدانية . ونفذ ذلك من قبل جمعية المانية تعني بالتراث ، وله أهميته كمرجع ومصدر لتعليم الالحان الطقسية للكنيسة الكلدانية .

المصادر :

1-   معجم الادب السرياني – المجلد الأول /1990 ص177 – 178 .

 

7-   اوراها شكوانا :

       من مواليد 1849 – القوش

هو القس اوراها بن شمعون (جونا) بن اوراها بن القس شمعون بن دانيال بن القس شمعون بن حنا بن القس حذبشبا القس إسرائيل بن القس عوديشو بن القس هرمز القس إسرائيل الالقوشي .

       ينتمي الى عائلة (رابي رابا) (شكوانا) وتعتبر من العوائل القديمة الساكنة في القوش .

       تلق علومه الدينية في مدرسة مارميخا العريقة في بلدته .

رسم كاهنا في عام 1882م . خدم بلدته حتى عام 1893م عمل امينا للسر للبطريرك مار عبد يشوع الخياط في عام 1893 . سافر الى اورميا ودرس الطب في الكلية الانكليريكية . وقام بتدريس اللغة والخط السرياني فيها ؟

       مارس التعليم في قرية ارادن الواقعة في شمال العراق – دهوك .

يعتبر القس اوراها شكوانا من مشاهير الخطاطين للغة السريانية . وتخرج على يده عدد كبير منهم واشهرهم الشماس بولس قاشا .

       كان شاعرا فذا باللغة السريانية الام . له عشرات المخطوطات باللغة السريانية محفوظة في مكتبات داخل البلاد وخارجه .

       توفي عام 1930م .

منجزاته :

1- له كتاب في الخدمة الكنسية (كةًٌبًٌا دسوٌكًلًا) الإيضاحات بالسريانية – وضعه عام 1901 ونسخة منه بخطه في مكتبة المجمع العلمي العراقي (هيئة اللغة السريانية لعام 1925) .

2- له خطب محفوظة منها :-

1- في عيد مريم العذراء .

2- صلاة ختامية للأعياد الكبرى .

3- في انتقال مريم العذراء .

4- في عيد مار اسطيفانوس .

5- مخطوطة (تاريخ أربيل)

6- في عيد شمعون الشيخ .

7- مديحان لعيد القيامة وغيرها .

جميعها محفوظة في مكتبة كنيسة القوش . تحت رقم (15) ولدى صادق شكوانا ولدى موسى شكوانا واخر في مكتبة كنيسة تلكيف تحت رقم (56) ومخطوطة تحت رقم (33) في كنيسة القوش .

3- وضع تقويما سنويا بالأعياد والتذكارات الكنسية حتى عام 2050م . موجود مع ملحق مخطوطتي الصلاة الطقسية (خودرًا) في كنيسة القوش تحت رقم (104) و (105) .

4- مخطوطة (تاريخ أربيل) بيعت الى مكتبة برلين وسجلت برقم (3126) وكان ثمنها (3500) فرنك باعها – منكنة – بعد ان زورها واشبعها دخان التنور .

المصادر :

1- مزامير داود كتبها عام 1875 (القوش 15) .

2- كتاب في أسباب المزامير (باطريركية /20) .

3- معجم الادب السرياني المجلد الأول /1990 ص215 – 216 .

4- تاريخ الرهبنة ص87 .

5- مجلة المجمع العراقي /العدد الخاص بهيئة اللغة السريانية ، المجلد العاشر – د. بطرس حداد ص116 -185 .

6- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص177 .

8-   كنيسة المشرق – كتاب يوسف حبي ص105 /1989 .

8- إيليا هومو :

       القس إيليا ابن الشماس هومو (جونا) اب الشماس شعيا ابن القس هومو.

       ولد في القوش عام 1856 ، مارس التعليم في ارادان وتزوج فيها .

في عام 1895 رسم كاهنا وخدم في قرى ابرشيتي العمادية وعقرة .

عاد الى القوش وعمل مديرا لمدرستها ورئيسا دينياً لها .

كان مضطلعا باللغة السريانية ويجيد العربية والكردية وهو وريث اشهر اسرة بخطاطيها . توفي عام 1932 .

منجزاته :

1- في عام 1869 كتب قصص القديسين والكتاب حاليا في المكتبة الوطنية في باريس تحت رقم (309) .

2- له مقالات تاريخية عن أحوال عصره ومشاهداته لتجوالاته المتعددة .

3- مراسلات جدلية من صديقه المطران توما اودو .

4- مخطوطات كثيرة منها . لدى مكتبة دير السيدة والمنقولة الى دير الرهبان في بغداد/الدورة  ومكتبة كنيسة القوش ، ومكتبة البطريركية الكلدانية .

5- في عام 1921 استنتج بحثا في الطب (مامرا دعل مت شوفا) .

المصادر :

1- معجم الادب السرياني المجلد الأول /1990 ص268 – 269 .

2- مجلة المجمع العلمي العراقي المجلد التاسع – 1985 ص188 – 191 .

3- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص177 .

 

9- ايشوع بانو :

       هو ايشوع بن ججو بن سفر ينتمي الى عائلة – مبيضانِ – (الصفار) . والتي قدمت الى القوش عام 1743م من منطقة الجزيرة الواقعة حاليا ضمن الأراضي التركية . وهو من مواليد 1850 م .

       كان من ابرز الشخصيات الاجتماعية والمالية ،والتي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر في هذه البلدة .

       اشتهر في سعة املاكه واراضيه الزراعية وكان له ولدان اوراها وججو .

       جاءت تسمية العائلة (مبيضانِ) لامتهانها منذ قدومهم الى القوش مهنة تبيض (طلي) الاواني النحاسية ، ويؤكد ذلك ، ان اخر محل كان بمثابة ورشة طلي لهذه الاواني كان يقع في بداية السوق القديم مقابل مجموعة دكاكين القصابين سابقا . ولازالت خرائبها قائمة لحد الان ، اما مجموعة دكاكين القصابين ، فهي باقية عامرة ومشغولة كالبقالة وغيرها .

       كان يعمل في هذه الورشة الى أواخر الخمسينيات من هذا القرن (العشرين) كل من الاخوة . داود صفار – الملقب – (داغود  كوزينة) واخيه بطرس صفار الملقي (كوتي) والاخ الأصغر هرمز صفار الملقب بـ (ورمز كوزينة) ومعهم ابن عمهم يونس صفار الملقب بـ (يونس بردسمِ) مع أولاده .

       كان لايشوع بانو الدور الرئيسي والمباشر في بناء كنيسة ماركيوركيس الكبيرة وذلك عام 1906 لكونه من ابرز وكلائها آنذاك وتبرع بمبلغ (2750) قرش صاغ ، وهي عملة عثمانية من الذهب الخالص لصندوق الكنيسة .

       له دار ملاصقة لكنيسة مريم العذراء غربا ذات تصميم مميز بتوزيع غرفها مكونة من ثلاثة طوابق . احدى غرفهِ شرقاً تشكل قنطرا ملامسا بناؤها للكنيسة المذكورة . ومساحة ارضها (300م2) . وحاليا مقسمة الى دارين بسبب الورثة والتي بنيت عام 1882م .

       اختير ايشوع بانو رئيسا للبلدة من عام 1897 الى عام 1900- ولمدة ثلاث سنوات توفي في عام 1916م .

المصادر:

1- مسح ميداني للدار شخصيا .

2- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا .

 

10- اسطيفو رئيس :

هو اسطيفان بن ججو بن حنا كوزي من مواليد القوش عام 1850م. ينتمي الى عائلة رئيس المتفرعة من عائلة – هومو - .

       درس في مدرسة البلدة وتعلم اللغة السريانية والعربية والتركية . كسب خبرة كبيرة في الخط وفنونه ترك مخطوطات عديدة في مكتبات محلية وعالمية .

       كان كثير السفر الى بلدان الشرق كمبشر للديانة المسيحية . وما نقل عنه من صديقه ججو تمو بان الشماس اسطيفو اكد له بان شاهد عربة تجري بدون خيول وأخرى تطير في الجو وذلك في كل من ايران وروسيا.

       اكد لي حفيده اسطيفان رئيس في رسالة حول جده يقول فيها (افاد المرحوم يوسف ميخا ريس ابن اخ اسطيفو رئيس . بان مثلث الرحمة المطران فرنسيس داود الارادني تقصده من اجل ابلال وشفاء أطفال ومطالب أخرى .

       اكد هذه الرواية المرحوم ججو قاشا اخ المطران فرنسيس ، وذلك في دار العم يوسف رئيس في القوش حيث حضرت المأدبة) .

       يقول الحفيد اسطيفان هرمز في رسالته (ثلاثة كتب قيمة بخط يده اهديتها للمطران جبرائيل كساب) .

       اما الخط فغني عن الوصف بالأخص اذا قسنا زمن الكتابة وادواتها.

       وكان الحفيد يملك ملفا خاصا من مراسلاته مع رجال الدين في ايران وفقد سنة عام 1963م .

       ابدى الحفيد ملاحظة أخيرة في رسالته بخصوص جده . اذ قال . كان يحارب رجال الدين الذين انشقوا عن الكثلكة حربا دون هوادة ولايهادن مطلقا .

       توفي اسطيفان رئيس عام 1943 ودفن في ارادان .

منجزاته :

1- صدرت له مخطوطة (كةًٌبًٌا درِشا) . كتاب الفصول (منكنا 18) والتي استنسخها من مخطوطة قديمة فريدة مكتوبة بخط سرياني غير مألوف عام 1883م .

2- نظم شعرا قصة يوسف بن يعقوب بالسريانية الدارجة ، مأخوذة من (ميامر) افرام ونرسي سنة 1893 وفوستي 330/1924م .

3- قصة بطاركة بيت الاب (ابونا) بالسريانية الدارجة .

4- قصائد مختلفة لأغراض متنوعة .

5- (كةًٌبًٌا دفَرديسًا دابىةًا 1892) كتاب الفردوس الإباء .

6- كةًٌبًٌا دمشعينيت داخيقر خكيما 1883 م .

7- كةًٌبًٌا دخوشبنٍا كتاب الحساب 1833م .

8- كةًٌبًٌا دسيبرت دكىنا ودعةيدوت دمقربو لفةورا قديشا كتاب غذاء الكهنة .      

المصادر :

1- معجم الادب السرياني المجلد الأول 1990 ص144 – 145 .

2- فهرست المخطوطات السريانية في العراق الجزء الثالث / 1 ص179 – 333 .

3- رسالة حفيده اسطيفان هرمز رئيس مؤرخه في 2/اب/1997 .

11- الياس بولا :

       هو الياس بن بتو بولا ، ولد في القوش عام 1880 . ينتمي الى عائلة بولا القادمة الى القوش في عام 1701 من قرية سميل الواقعة غرب دهوك .

       كان لألياس صفات متعددة في الذكاء والفطنة إذ إعتلى منصب رئيس بلدية القوش من عام 1928 لغاية 1933 . وهو الأول في هذا الموقع ، ولم يسبقه احد ، علاوة على كونه من ابرز الوجوه الاجتماعية في البلدة وذي سمعة طيبة في جميع الأوساط الاجتماعية والحكومية لما له من القابلية في إدارة الأمور الانية والمستقبلية لبلدته بصورة عامة . ولمنفعته العائلية والشخصية بصورة خاصة .

       تعتبر عائلة بولا من أولى العوائل التي اعتنقت المذهب الكاثوليكي مع عائلة حيدو وزرا . وبسبب ذلك عزل مدفن امواتهم عن المقبرة الرئيسية والواقع حاليا في قطعة ارض صغيرة مُسيجة الى الجهة الجنوبية الغربية من المقبرة الرئيسية المذكورة . والتي تفصلها عدة دور ومنها دار (متي هاويل عقراوي) .

       وفي عام 1945 بسبب اتهام ابنه الأكبر بقتل حنا حنينا لتنافسهم على وكالة الملح . مما أدى الى تدهور سمعة الياس بولا في المجتمع وانسحابه الى مواقع خلفية منسيا حتى من الأوساط الحكومية .

       وتدهورت حالته المادية بسبب تكبده مبالغ طائلة في تبرئة ساحة ولده من تهمة القتل المذكورة .

       كان يعتبر من كبار الفلاحين في المنطقة ، لسعة أراضيه الزراعية ذات الخصبة المميزة .

       توفي الياس بولا عام 1953 ، ولم يتمكن احد من أولاده السبعة من تبوء مركزه الاجتماعي والرسمي .

       وان ابرز أولاده في مجال العلم والمعرفة هو حبيب الثالث في التسلسل العائلة، والذي كان مدرسا في ثانوية بغداد . ثم الابن الثاني يونس والرابع كامل موظف بسيط في بلدية البلدة والابن الخامس جلال وكان طبيبا . شغل فترة رئاسة صحة الطلاب في بغداد والابن سادس زهير مهندس وحاليا مقيم في بريطانيا واخرهم جمال كان ضابطا في الجيش العراقي .

12- اسحق حنا جونا زرا :

هو اسحق ابن حنا ابن جونا ابن ميخا زرا . من مواليد 1893 . وينتمي الى عائلة زرا ، والتي هي احدى أصول الشجرة بيت – ميخا رومتا – الملقب – مخو – والذي قدم من منطقة – التخوما – رومتا وقلياثا – الواقعة حاليا ضمن الأراضي التركية جنوبا ، وذلك في (1550 – + 1575م) . وتشمل شجرة – مخو – والذي هو الحفيد السابع لميخارومتا ، وحسب تسلسل صلة القرابة الاجتماعية للفروع السبعة المتكونة منها الشجرة وهي (زرا – غزالة – بنا) (خندي – شامايا حناني) (قاقوس) الفرع السابع وكان يسكن كرمليس . وانفصلوا عن الشجرة بسبب الحروب وكثرة الاعتداءات في المنطقة والمجاعات التي شهدتها وبسبب الجفاف بالذات .

       احترف اسحق منذ طفولته مهنة البناء والتي تعلمها من والده البناء والمشهور بـ (حنا البنا) .

       ومهنة البناء محترفة وراثيا . لم يزاحم اسحق احد في هذه المهنة من أبناء البلدة وبدرجة كفاءته المتوسطة غير البنائين القادمين من الموصل في فصل الصيف ، الذي كان فصل للبناء وترميم البيوت .

       كان اسحق يجيد نحت الحجر والزخرفة وحفر الكتابة بجميع اللغات ، علما انه كان اميا لا يقرأ ولا يكتب الى جانب ذلك كان يجيد النجارة بما يكفي لسد حاجة البيت والاقارب من الأثاث كالتخوت لغرف النوم ودواليب المطبخ وغيرها . وكان يجيد حياكة الملابس الصوفية والقطنية بآلة الجوما وبكفاءة عالية . الا انه لم يمارسها تجاريا ، بل لسد حاجته الشخصية من الملابس فقط .

       ورث ابنه الأصغر ميخا حرفة البناء بدرجة جيدة ولم ينافسه احد على نطاق المنطقة كلها بل كان يقارن بأمهر البنائين الموصليين المشهورين فنيا وخفة اليد .

       انيطت باسحق مهمة مختار محلة قاشا وذلك منذ عام 1959 الى أواخر السبعينيات من القرن الماضي .

       توفي اسحق في عام 1981 عن عمر ناهز الثامنة والثمانين سنة معتكفا في السنين الأخيرة في داره المعلقة في صعدة الجبل المسمى – قورزي – شمال شرقي كنيسة مارميخا . والذي شيده عام 1935م .

       قضى اسحق اكثر من ربع قرن من السنين يصارع الجبل الى ان حول فناء داره بالشوكة والمعول مع أولاده الثلاثة منذ صغرهم وهم :

               1- جرجيس مواليد 1923 .

               2- يوسف مواليد 1933 .

               3- ميخا مواليد 1935 .

الى ساحة كبيرة منتظمة مع حفر كهف صغير في الزاوية الشمالية الشرقية من داره وغرفتين ملاصقتين له بجدران من الجبل من جهات ثلاث عدى السقفين معقودة بالجص والحجر .

       كان اسحق سريع الغضب ، لا يساوم على كلمة الحق والعقيدة الدينية .

13- الياس اسطيفو مدالو :

       من مواليد 1909 في القوش ينتمي الى عائلة مدالو والتي نزحت الى القوش من منطقة كوكاي – كوبان – الواقعة حاليا ضمن الأراضي التركية .

       اكمل الدراسة الابتدائية في مسقط راسه واصل في خدمة التعليم قرابة (33) عاما من 1930 – 1963 . كان يجيد اللغة السريانية الى جانب العربية وامتاز بخط جميل لكلتا اللغتين .

       ساهم عام 1972 في تأسيس الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية في بغداد وعمل فيها نائبا للرئيس .

       عين مديرا لمدرسة القوش الابتدائية عام 1942 وهو ثاني مدير لهذه المدرسة من أهالي البلدة اذ كان القس يوسف كادو اول مدير لها عام 1924 .

       استمر في إدارة المدرسة المذكورة حتى عام 1958 استلم ادارتها المعلم بطرس لاسو مرادو وبقي فيها حتى عام 1985 .

       من اهم صفاته الإدارية . كان شديد الضبط مع الهيئة التعليمية . لا يساوم مع أي كان على حساب التعليم والإدارة .

       كان بعيدا في علاقاته مع ذويه في حساب المنسوبية وموقعها وظيفيا . كان كثير المراقبة والمتابعة للطلاب والهيئة التعليمية داخل المدرسة وخارجها علميا وسلوكيا .

       ابتكر نظام الحسلقة الحديدية في تعليم اللغة العربية داخل المدرسة للطلاب بدلا من التكلم باللغة المحلية (سورث) .

منجزاته :

1- مقالة – تقاليد الزواج في القوش – مجلة التراث الشعبي .

2- لغة الصابئة المندائيين وهي ، الارامية الاصلية – جريدة النور البغدادية العدد / 397 4شباط / 1970 .

3- تركيب اللغات السامية – مجلة الكاتب السرياني 13/4/1990 ص4 – 8 .

4- الاراميون – المجلة السابقة 15/6/1990 ص7 – 11 .

5- مخطوطة باللغة السريانية لتاريخ احداث الحرب العالمية الأولى – لإسرائيل اودو ، وكتب (دوركت) وصلوات الأخوية واناشيد السعالين . ومخطوطة صغيرة في مكتبة السيد بنيامين حداد بعنوان (قصة الراهب المتوحد) بالسريانية الدارجة .

 

14- أبرم عما منصور :

مواليد 1924 القوش ، ينتمي الى عائلة (رابي رابا) (شكوانا) من العوائل القديمة في القوش اكمل دراسته الابتدائية في القوش وانتقل الى المرحلة المتوسطة ولم يكملها .

       تميزت حياته ككاتب واديب باللغة السريانية تعرض الكثير من التقلبات والهزات . بسبب نشاطه السياسي في العهدين الملكي والجمهوري كما تعرض لأكثر من مرة للاعتقال والمطاردة لانتمائه للحزب الشيوعي العراقي في الاربعينيات من القرن الماضي .

       بسبب مرضه (الربو) استقر اخر حياته في بلدته القوش حتى وافاته في 26/7/1991 .

منجزاته :

1- بحثا باللغة السريانية – نشر في مجلة قالاسوريايا العدد /50/ 1974 ص 11 – 15 . وترجمته باللغة العربية ص16 – 18 نفس المجلة .

2- ترجم الى العربية المحاورة بين طيماثاؤس الأول البطريرك والخليفة المهدي (مخطوطة) .

3- معجم سرياني – عربي كبير بعنوان (تفسير الالفاظ اليونانية في ثنايا كتب اللغة السريانية ) مخطوطة 1988 .

4- مخطوطة (شرح الأسماء الصعبة للحشائش الطبية وتوابعها عام 1990).

5- قصيدة باللغة السريانية بعنوان (عيد الربيع عند اجدادنا مجلة الصوت السرياني / العدد/4/1975 ص56 – 57 وترجمة للقصيدة لبنيامين حداد ص58 – 59 .

9-   قصيدة بالسريانية بعنوان لغتك أيها الاشوري مجلة الصوت السرياني (قالاسوريايا العدد /8/1975 ص57 – 60 .

15- استير اسحق حنا زرا :

ولدت في القوش عام 1930 في أحضان عائلة من ابوين متواضعين شديدي التدين والتمسك بالتقاليد والعادات والأعراف الاجتماعية السائدة في البلدة آنذاك.

       كان تعداد العائلة مكونا من ثلاثة أبناء وسبع بنات. تأتي استير في التسلسل الرابع من حيث العمر ، وللعائلة صفات فنية موروثة .

       كانت استير منذ طفولتها تتمتع بصفات ونشاطات تمييزها عن اخواتها جميعا. اذ كانت مولعة بجمع قصاصات من اقمشة مستعملة، وجديدة وبالوان مختلفة، وتختفي في احدى زوايا البيت ساعات وساعات, تصنع من اقمشتها دمية بشكل انسان او حيوان او طير اليف. كأنها تصنع لنفسها عالما تحكي بأصابعها معه لغته وتقص لزميلاتها من أطفال المحلة مدى حبها لهذه الدمية الادمية الجميلة . وأخرى تمثل قطة وديعة مغمضة العينين وكأنها نائمة .

       حقا انها ذات موهبة فنية منذ صغرها .

       عندما تزوجت استير في عام 1944 وايام جحاف من جراء الحرب العالمية الثانية ، ولصعوبة كسب القوت ، لم يكن لزوجها هرمز الصفار مهنة او حرفة كمصدر رزق له ولزوجته ، غير مهنة طلي الأوان النحاسية ، والتي كانت على وشك الانقراض لظهور أوان مصنوعة من مادة الالمنيوم والخزف ولا تحتاج الى الطلي .

       اضطرت الزوجة استير ان تضع قدميها على دولاب ماكنة الخياطة . ولأول مرة لتصنع المستحيل وتخيط الملابس ، ولهذه المرأة ولتلك بأجر بسيط فتساهم بصورة جدية في توفير لقمة العيش للعائلة التي اخذت تنمو عدديا عاما بعد عام .

       وفي الأيام الخوالي من الخياطة . كانت تنكب لتصنع دمية بحجم اكبر من التي كانت تصنعها وتعطيها لأطفالها ولأطفال الجيران يلهون بها .

       وهكذا بدأت قصة صناعة الدمى وتطعيم الصور بقطع معدنية وبالوان فضية او ذهبية كذابة القماش والجلد . لتخرج بالقطعة وكأنها تحكي لناظرها قصة زمان لمجتمع بتراثه وتقاليده وعاداته من خلال ما تتركه بصماتها الحية على كل قطعة ، وتقودك للتعرف من خلالها الى أقوام كيف تعيش وكيف تفكر . ممثلة برجل وامرأة لمختلف الأزياء ولعمق التاريخ المحفوظ منه في متاحف ، ومنه ما زال يعيش ضمن بقايا أجيال معمرة هنا وهناك في ارض الوطن وخارجه بكل معانيه واشكاله وهكذا وانت داخل الى بيتها ذو طابع معماري مميز عما حوله من البيوت والذي يقع في راحة كف واد شرق محلة قاشا يدعى (كلية دقبلا) أي (وهدة القوافل) . تراها وهي قابعة في صدر غرفة مستطيلة كبيرة ، وحولها اجسام لعب بلاستيكية مختلفة الاحجام والاجناس ، متناثرة هنا وهناك ، مع مجاميع واكوام من الاقمشة القطنية والحريرية اللماعة وغيرها . وعلى اريكة الغرفة تجلس مجموعات من النساء والرجال وكأنهم في عيادة طبيب ، كل ينتظر دوره للمعاينة والكشف . بعضهن يريد زوج من الدمى لرجل وامرأة بزي عربي ذو كوفية وعقال كل حسب بيئته وهي ملمة بذلك . كأي عالم اجتماعي يعرف مجتمعه جليا . واخر لزوجين من الدمى بزي كردي او اشوري وهلم جر العشرات الأزياء لمختلف القوميات والاثنيات في العراق وخارجه .

       كأن بصيرتها تمتد الى أجيال منقرضة ازياؤها . تكتفي لبعض من الوصف والتلميح لتعيد الحياة لتلك الأزياء بدمى صامته في منطقها حية في ملامحها ونظراتها.

       وللجاليات العراقية ومنهم اهل البلدة المنتشرون في ارجاء المعمورة تصنعها لهم يسدون بها فراغ حب الوطن والغربة القاتلة .

       ومنذ أواسط الستينات ولحد هذا التاريخ ، لم يخل معرض سنوي او فصلي لأية مدرسة او ناد اجتماعي او جمعية خيرية من اشكال متعددة من الدمى والصور المطعمة المصنوعة من قبلها . وتساعدها ابنتها باسمة أحيانا وحسب التوصية للنوعية والزي مسبقا . علاوة على مساهمتها بصنع أزياء كاملة من الملابس والحلي الذهبية المستخدمة في كل قرية او منطقة ، ولا يمكن تمييزها وخاصة الحلي عن اصلها المعدني الثمين مالم تلمس وتجس بدقة . وما زالت تستخدم هذه الأزياء والحلي في احياء حفلات تراثية في عدة نواد في بغداد ومنها اخصها نادي بابل الكلداني بالذات بنوعيه النسائي والرجالي .

       توفيت استير في 24/2/2012 بعد اصابتها بكسر في حوضها اقعدها الأيام الأخيرة في الفراش الى جانب المرض السكري الذي انهكها أيضا .

       وقد تربعت على عرش هذا الفن منذ اكثر من ثلاثة عقود من السنين ولم ينافسها احد في المنطقة .

       حبذا لو كان هناك واحدا او واحدة ليرث هذا الفن حرصا على ضياعه من بعدها .

المصدر :

نشر هذا الموضوع في مجلة مهرجان نادي بابل الكلداني لعام 1997 الثاني وبقلكم شقيقها يوسف زرا بعنوان (فنانة التراث من القوش) .

 

انتقل الى الصفحة الثانية

التعليقات   

 
0 #1 الشماس عوديشو الشماس 2024-02-07 13:46
بوركتم ميقرا رابي يوسف على نشر هذه السيرة لتاريخ حافل بالانجازات لمشاهير شعبنا الطيب من اهل القوش منبع الثقافة والعلم
احترامي
 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.