اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قيام دولة من رحم صراع بلا نهاية و تصدع القطبية// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

قيام دولة من رحم صراع بلا نهاية و تصدع القطبية

قرار المسعود

 

       يذكرني بيت أبو القاسم الشابي، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدا أن يستجيب القدر لنصر شعب غزة المصمم على بقائه في الوجود إما الحرية وإما الإستشهاد والدفن فيها رغم كل المؤشرات التي تفرض عكس طموحه ومبتغاه من أجل إقامة دولة يتنفس في كنفها عطر الحرية وجو الاستقرار حتى ولو أن الإعانة والمساعدة تخونه في ذلك وتشتت أفكاره.

 

       إن بناء دولة في فلسطين يؤدي لا محالة الى تمتع المجتمع بالحرية والنظام الديمقراطي وهذا لا يتماشى مع النمط السائد في محيطه ومن هنا فالمعادلة تتطلب حلين، دولةٌ ديمقراطية ومسألتها أصبحت حتمية وبذلك تتسبب في تفكيك محيطها وسيميل ميزان القوة العالمي إتجاهها، أو وجود حل وسطي مؤقت يسعى اليه بكل قواه الغرب وحلفائه حتى يُضمن ولو مؤقتا التمسك بنصيب مما يملكون وفي حالة صورة مشهد تعنتي للمتمسك بمبادئه من الطرفين واستمراره  طويلا سيؤدي الى حرب شاملة تقضي على الأخضر واليابس. لأن الغرب عاش بنمط الدعاية الإعلامية التي يخوف بها المغفلين من المجتمعات ليحقق ما يريد ويستعمل لهؤلاء الشح الإعلامي حتى يزدادوا جهلا.

 

         فالعمل الدؤوب على إنشاء دولة من رحم صراع مؤكد عنه أنه باقي ولا ينتهي (عقائدي) والتي تتم في ربوعها الحرية الحقيقية والاستقرار المراقب دائما والمخطط له حسب كيفية الوضع الميداني وهذا ما يفعله الغرب باستمرار للإستيلاء على العالم. وهذا ما كان ينبه عليه هنري كسنجر وزير الخارجية الأسبق بعدم السماح بالتقرب بين روسيا والصين.

 

        إن إقحام المؤسسات الأممية وطرح الإنشغلات الموضوعية أمامها من طرف الكثير من الدول المتطلعة لحرياتها واستقرارها في هذا الحصن الحصين أوالشبح المخيف الذي كان لا يمس ابدا، يكشف حقيقته للرأي العام ويقلل من فعاليته كما نرى في أروقة مجلس الأمن ومحكمة العدل ويعطي الرغبة في بعض القضايا التي تساعد في تصدع تدريجي للقطبية لأحادية التي كان الغرب بواسطتها يهيمن على خيرات الدول وشعوبها. فصمود المرابطين في غزة ركع وحطم وفكك تقريبا كل المخططات التي كان الغرب يرى تنفيذها سهلا وبدون تكلفة من طرفه وإذا تطلب الأمر فجيران المنطقة يتكلفون بالواجب على حسابهم من أجل الحفاظ على الاستقرار وعدم زعزعة مجتمعاتهم. فنجاح كل مشروع سياسي مربوط بقياس عقلية تلك المجتمعات وصمود شعبها وإقدام أبطاله في المعركة وتأكدهم أن لا مُناد على مَنْ تُنادي من قريب فبهذه الطريقة تكون سمات بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 مرحلة حتمية لا مفر منها والقدر إن شاء الله يستجيب لشعب أراد إقامة دولة في ظل كل المؤشرات التي تفرض العكس.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.