مقالات وآراء
مانفيستو مذهب "السفارةديم" الحاكم في العراق// صائب خليل
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 20 تشرين1/أكتوير 2025 19:28
- كتب بواسطة: صائب خليل
- الزيارات: 66
صائب خليل
مانفيستو مذهب "السفارةديم" الحاكم في العراق
صائب خليل
14 ت1 2025
على صورة استقبال مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي للداعشي المخضرم رافع الرفاعي، كتبت:
باجر إذا رجعت الدواعش، وسالت الدماء وسقطت الضحايا من جديد، لا أحد يسوي نفسه عصبي ويجيني يتفلسف بـ "الحاضنة السنية" و فقه "إبن تيمية" و "شركاء الوطن".حاضنة الإرهاب "عابرة للطوائف"، هي حاضنة كلاب السفارة من كلتا الطائفتين.و"الفقه" اللي هيأ الدواعش وسلحهم هي تعليمات السفارة اللي يسجد لها كلابها من الطرفين!
وكتبت: أنظروا الى وجوههم لتعرفوا انهم ليسوا "شيعة" ولا "سنة"، بل من مذهب ثالث هو مذهب "سفارة ديم"!
فكيف نعرف "مذهب" من يحكم؟ اليس من خلال النظر الى مواقفه واستنتاج معتقداته وايمانه من خلالها؟ هل يستنتج من مواقف السوداني او الكاظمي او العبادي مثلا، انهم يتبعون الإمام علي ومبادئه وأقواله؟ أو انهم يشبهون الحسين بكرامته، او ان فيهم ملمح من ذلك؟ وأنا هنا لا أقول بتطبيق اقوال الإمام علي او اتباع مسيرة الحسين بقوتها، إنما البحث عن "ملامح" اثر الإمام علي او الحسين فيهم؟ العكس تماما! لعلهم اقرب كثيرا الى معاوية في طمعه المطلق بالسلطة، لكن لهم صفاة من التذلل للعدو لا تجدها في اية شخصية مدى التاريخ، وهو الموقف النقيض للإمام الذي قال: "هيهات منا الذلة"!
إذن من الخطأ والتضليل ان نعتبر ان مذهب هؤلاء هو "الشيعة" كما هو شائع. فما الذي يفسر مواقفهم ويساعد على تحليلها؟ إنه: الاتباع المطلق للسفارة الأمريكية، وما تريده السفارة الامريكية، والتي بدورها لا تقوم إلا بما تريده إسرائيل في العراق. ومن هذا الخليط اسميته بمذهب "السفارةديم".
وبنفس الطريقة نراجع فكرة "المكون الأكبر" التي تطلق اليوم على "الشيعة"، فنجد أن "المكون الأكبر" الحقيقي في العراق، هم أصحاب عقيدة لا علاقة لها بالإمام علي ولا عمر، بل عقيدةٌ منطلقها الأساسي: "الكرامة والسيادة مجرد شعارات"! إنهم أكثر بكثير ممن يؤمن ويبتع توجيهات الإمام أو اية اتجاهات أخرى. إنهم "المكون الأكبر" في الشعب العراقي. وهذا "المكون" هو المكون الداعم لمذهب "السفارةديم" الحاكم.
.
فمذهب "السفارة ديم"، هو"مذهب" بكل معنى الكلمة، وهو مذهب "باطني" سري لا يفصح اعضاءه عن انفسهم. عدد اعضاءه قليلين جدا بحسابات المذاهب. وهؤلاء تم كسبهم من المذاهب والاديان الأخرى في العراق: الشيعة والسنة وايضا المسيحيين. والانتماء الى "السفارةديم" يتطلب من صاحبه التخلي عن كل ما له علاقة بمذهبه السابق تماما ونهائيا، وأداء قسم ضمني، بالولاء المطلق إلى مذهبه الجديد وطاعة "مرجعيته"(السفارة) طاعة عمياء.
ورغم ذلك فعلى هؤلاء أن لا يكشفوا حقيقة انتمائهم لمذهبهم الجديد!فهذا من متطلبات العمل بكفاءة لخدمة اهداف "مرجعيته"، لذلك عليهم أن يتظاهروا باستمرار انتمائهم الى مذاهبهم القديمة بل وتأكيد قوة انتمائهم لها، ومخاطبة الناس بلسان تلك المذاهب، وبالتظاهر بالدفاع عن مصالح افرادها وحمايتهم.
"السفارة ديم" الباطني الجديد، مذهب يهدف للسيطرة التامة على بلدان المنطقة وشعوبها من خلال أعضائه فيها، لذلك فهومضطر لتحطيم المذاهب الأخرى وبلدانها. إنها مهمة صعبة وتتطلب السرية والدقة، ولذلك يشترط على جميع المنتمين اليه اطاعة "مرجعيتهم" وتنفيذ تعليماتها الموجهة مركزيا لذلك، حتى ان لم تكن مفهومة او بدا انها تكلف المنفذ سمعته ومصالحه.
على أعضاء "السفارةديم"، القادمين من مذاهب واديان مختلفة، ان يعاون بعضهم البعض بكل اخلاص لتنفيذ تعليمات "مرجعيتهم" وان يدعم بعضهم البعض بكل قوة وايثار. لكن خشية ان يكشف هذا التعاونانتمائهم لمذهب واحد، وجهت مرجعية "السفارةديم" اعضاءها القادمين من اصول مذهبية مختلفة بالتظاهر بكره بعضهم ومهاجمة بعضهم البعض علنا او بمسرحيات "تسريبات" او غيرها، والمبالغة في التظاهر بالعداء ان تطلب الأمر، على ان يبقى التعاون سرا.
ولتحقيق خططها في تحطيم البلد، قامت"مرجعية" المذهب الجديد بدراسة واختراق والسيطرة على كل قيادات المؤسسات في البلد: السياسية والأمنية والعسكرية والقضائية والتشريعية والمالية،واعطت أهمية خاصة للمؤسسات الإعلامية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات!
كما ان تركيزا خاصا وجهدا بذل لاختراق المرجعيات المذهبية والدينية للسنة والشيعة والمسيحيين، وتم ذلك بنجاح كبير. لكن طلب من أعضاء المذهب الجديد الذين اخترقوا تلك المؤسسات ان يلجأوا للحذر، وان يتكلموا بتحسب، فيضربون ضربتهم المؤثرة حين يتطلب الأمر، ثم يطمئنون الناس ويهدئونهم. وهكذا يبقون في وضع غامض بينما يبقى اتباع المذاهب في حيرة من امرهم،فيبقون عاجزين عن إصدار حكم او تحديد موقف من علامات الاختراق، فيستمر ويزداد رسوخا وقوة.
كذلك تقتضي توجيهات مرجعية "السفارةديم" بإغراق الناس في بقية المذاهب في "مباراة" وهمية على حكم البلد، لدفع الناس للتركيز على منافسة بعضهم البعض وضرب بعضهم البعض فيتركون الحكم لمذهب "السفارة ديم" بدون صراع او منافسة، وهم يتصورون ان مذاهبهم هي التي تحكم.
ولتحقيق ذلك، وجهت مرجعية "السفارة ديم" بالترويج لحبوب مخدرة لا يطالها القانون بشكل واضح ولا تعرف المستشفيات علاجها. وتتميز هذه الحبوب بقابلياتها الإدمانية، حيث يشعر المعتاد عليها بالحاجة اليها للراحة والشعور بالانتعاش. ويتم توزيعها بشكل مبتكر من خلال وسائل التواصل ومحطات البث الإعلامي، والتي يملؤها تجار تلك المخدرات من اتباع "السفارة ديم" وبعض المدمنين. ومثل كل المخدرات، فأن تأثير هذه الحبوب مؤقت، ومن المتوقع ان يكتشف المدمنون أنهم خدعوا، لكن مرجعية السفارةديم تسعى ان يأتي ذلك الاكتشاف متأخرا، بعد ان يكون الخراب قد تم واكتمل، ولا سبيل لإصلاحه حتى ان اكتشفته. ولإعطاء اتباعها الوقت لإيصال البلد الى هذه الحالة من الخراب الذي لا عودة عنه، تقوم "مرجعية السفارة ديم" بتقوية تمويه أعضائها إعلاميا وزيادة اقناع المذاهب الأخرى بأنهم مازالوا ابناءها المخلصين، وليسوا عصبة جديدة تماما تتآمر على مذهبهم ومستقبلهم.