اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• كفاءات عراقية لم تكرم في العراق -//- سهام أحمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سهام أحمد

كفاءات عراقية لم تكرم في العراق

لطالما سمعنا بعبارة الكفاءات أو الطاقات في العراق الجديد. لكن هذه الكفاءات لم تجد في العراق ، الذي لم يعد جديداً ، مكاناً مناسباً لها. و يبدو هذا مستغرباً في بلد يحتاج إلى كل الخبرات و الطاقات لبناءه ، في وقت تستفيد الدول الأخرى من كفاءاته و علماءه و مثقفيه.

و مع كثرة الوزارات و المؤسسات الحكومية إلا أنها ما تزال تئن تحت وطأة قرارات اعتباطية و عدم التنسيق إما بسبب الفساد أو لنقص الخبرة. و من يقرأ التاريخ يرى بوضوح أن العراقيين لا تنقصهم الموهبة و لا الخبرة و إنما ينقصهم البلد أو الحكومة التي تستفيد منهم. و أتساءل ماذا فعلت الحكومات العراقية الجديدة لهؤلاء الكفاءات سواء في الداخل أو الخارج؟ هل وجدناها تستدعيهم لتسلم زمام مؤسسات و وزارات أم أنها اكتفت فقط بمؤتمرات مملة يلقي فيها رئيس الحكومة خطاباً ثم يستعرض مشيته أمام عدسات الكاميرات. هذا كله و الكفاءات العراقية في الداخل و الخارج مهمشة بل و غير مرحب بها.

و السؤال الأهم هو لماذا تستفيد أمريكا و بريطانيا و كندا و ألمانيا و الإمارات و قطر و الأردن و غيرها من الدول من كفاءات العراق و يبقى العراق محروماً منها؟ لماذا لا تكون زهاء حديد الحائزة على لقب المهندسة العالمية وزيرة للإسكان في بلد يحتاج فيه إلى أكثر من 2.5 مليون وحدة سكنية؟ و لماذا لا يكون المهندس عمر الرواي في فيينا التي اختيرت أفضل مدينة في العالم محافظاً أو أميناً لبغداد التي اختيرت أسوأ مدينة للعيش في العالم؟ و هل نعجز عن الاستفادة من خبرات عدنان الباججي في السياسة الدولية لتطوير دور وزارة الخارجية العراقية في العالم؟ لماذا لا نستفيد من الاقتصاديين الخبراء أمثال باسم جميل انطوان خبير القطاع الخاص و ماجد الصوري و مناف الصائغ عضو المعهد العراقي للإصلاح الاقتصادي و صادق الركابي مدير المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن في تطوير الاقتصاد العراقي المنهك و المتعب؟ و هل نسينا مهدي الحافظ و خبرته في التخطيط أو القاضي وائل عبد اللطيف و خبرته القانونية؟ جميع هؤلاء و أكثر منهم موجودون إما في داخل العراق أو خارجه لكن أياً منهم لم يتم الاستفادة منه إلا ما ندر. فهل يحتاج هؤلاء إلى وساطات حزبية و كتب تأييد من السيد (س) أو (ع) تغني عن شهاداتهم العلمية و خبراتهم الواسعة؟

لقد تحول العراق إلى ساحة للرقص على معاناة المحرومين و الفقراء و استبعد عن سلطة اتخاذ القرار أي نزيه أو شريف بل إن هؤلاء يحاربون حتى إعلامياً فتراهم يهمشون حتى من قبل العديد من قنوات الإعلام العراقي. و مع الأسف فمن المؤكد أن معظم هذه الكفاءات لا ترغب بالترشح لأي منصب في الحكومة العراقية لأنهم بالتأكيد ليسوا طلاب سلطة بل هم خدموا العراق و قدموا له الكثير و يبدو أنهم قد سئموا من المستنقع الخطير المحيط بهم. فأينما تولي وجهك تجد حزباً ما و فساداً و محسوبيات و هي أجواء موبوءة لا تقدم إلا السيء حتى أنها تحول كل ما هو شريف فتعطيه صبغة السوء.

فإلى متى نبقى نهمش كفاءات العراق و نستغل معاناة مواطنيه؟ و هل نجد يوماً أحد هذه الكفاءات وزيراً أو رئيساً للوزراء في موقع للمسؤولية في بلد يحتاجهم كالعراق (الجديد)؟ أسئلة يجيب عليه قادم الأيام لكنها تبقى رهن الشعب العراقي و صحوته المرتقبة.

(أقدم اعتذاري إلى كل كفاءة عراقية لم يتم ذكرها في مقالي و لكن هم في قلب و ذاكرة كل عراقي أصيل)

سهام أحمد (صحفية عراقية)

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.