مقالات وآراء

نموذج آخر من السياسيين الفاشلين// د. محمد شطب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 02 شباط/فبراير 2020 10:49

كتب بواسطة: د. محمد شطب

الزيارات: 2094

د. محمد شطب

نموذج آخر من السياسيين الفاشلين

د. محمد شطب

2020.02.01

* رئيس الوزراء المكلف الجديد، إسلامي الهوى، شيعي المذهب يرث مخلفات الفساد والمحاصصة التي إعتمدها أسلافه وأسياد نعمته من أحزاب الدين الإسلاميَّة الشيعة الذين كلفوه بمهمته الجديدة رغم أنف الشعب وتطلعات المتظاهرين ويتعهد لهذه الأحزاب بمواصلة نهجهم.

** سياسيّ يتقلب وفقاً لمصالحه الخاصة، فبعد إنظمامه إلى حزب الدعوة الإسلامي في بداية حياته السياسية يلتحق بحركة الوفاق العلمانيَّة بزعامة أياد علاوي بحكم علاقاتهم العائلية.

*** يحصل على عضوية مجلس النواب عام 2006 ومن بعدها على كرسي وزارة الإتصالات حتى نهاية عام 2007 بدعم من القائمة الوطنية بقيادة إبن عمه أياد علاوي. ثم يلتحق مرة اخرى بمجلس النواب عوضاً عن النائبة المتوفية السيدة عايدة عسيران عام 2008 حتى انتخابات عام 2010.  ويحصل مجدداً على كرسي وزارة الإتصالات حتى نهاية عام 2010 لكنه يفشل في قيادة الوزارة  ويترك العمل فيها بعد توجيه تهمة الفساد إليه وصدور حكم قضائي ضده.

**** التكليف الجديد لرئاسة الوزراء يعد مخالفة مكشوفة وبسبق الأصرار للتوجيهات العامة والمواصفات التي أعلنها المتظاهرون في الساحات والشوارع كما أعلنتها المرجعية الدينية وفي مقدمتها ـ المجرب لا يجرب، عدم الإنتساب لأحزاب الفساد التي أدارت شؤون البلاد في الفترة الزمنية السابقة، عدم توجيه شبهات فساد إليه، وأن لا يكون من ذوي الجنسيتين، وتكون قراراته عراقية خالصة ويتبنى مطالب المتظاهرين ـ وهذه كلها شروط لم تتوفر برئيس وزراءنا المكلف الجديد فهو غِرْسُ لنعمة الفساد والمحاصصة التي بلينا بها منذ 17 عام.

***** يتجاهل في أول خطاب له بعد التكليف مطالب المنتفضين الأساسيَّة وفي مقدمتها تقديم القتلة وكبار الفاسدين للعدالة والتحضير لإنتخابات مبكرة، لكنه يعلن حزمة من التعهدات الإنشائيَّة التي تفوق قدراته وتفوق إمكانياته السياسيَّة ويلجأ إلى إسلوب الشعارات الرنّانة التي لا تخلو من الكذب المكشوف، فمثل هذه التعهدات تتطلب بالإضافة إلى توفر الشروط الضروريَّة الملائمة لتنفيذها، وهي غير متوفرة في الأوضاع الحاليَّة التي يمر بها العراق، بالإضافة إلى دعماً سياسياً واسعا، وهو بذلك يسبح في تعهداته ضد التيار السياسي العام في البلاد.

ــ  فقد تنصل زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، وهو أحد أقطاب تحالف البناء في البرلمان العراقي بقيادة هادي العامري عن تأييده لدعم تكليف علاوي بتشكيل الوزارة ربما لخلافات سابقة، وهذا ما عكسته وثيقة الإتفاق التي تم توقيعها قبل التكليف والأسماء الموقعة عليها، كما نأى السيد أياد علاوي زعيم إإتلاف الوطنية، الذي ينتمي إليه محمد توفيق علاوي، عن دعمه لهذا التكليف، حيث جاء في تصريح لقائمته: ,,لا نقبل بمرشح يملى به من خارج العراق واي حكومة تشكل خارج إرادة الشعب العراقي لن نكون معها". وبهذا يكون رئيس وزراءنا الجديد مكسور الأجنحة وبدون دعم سياسي من الأحزاب أو الكتل المتواجدة في البرلمان، وهنا يطرح السؤال عن كيفية قيام المكلف الجديد بتنفيذ تعهداته وبرنامجه الكبير الذي أعلنه على الملأ، وهل تتعدى عملية التكليف هذه غير كونها مراوغة لإمتصاص الغضب الشعبي الواسع ليس إلا .

 ــ يدَّعي بأنه يرفض الإملاءات من أية جهة كانت، لكن الغريب في الأمر هو أنه يقدم تعهداً خطياً  للكتل المتنفذة ـ منبع الفساد والمحاصصة البغيضة ـ  لتلبية مطاليبها كشرط لكي يحضى بموافقتها على تكليفه، ومعروف بأنَّ حجم التعهدات المفروضة عليه وبخاصة من الكتل الكبيرة المتنفذة في مجلس النواب وبخاصة الإصلاح والبناء لتأمين مصالحها هو أكبر من تلك التي تم إعلانها.

ــ ويقول بأنه يرفض التدخلات الأجنبيَّة في شؤون العراق الداخلية، ونسي أنَّ تكليفه بمهمته الجديدة كرئيس لوزراء العراق خلفاً لعادل عبد المهدي تم بتدخلات أجنبيَّة واضحة أولها الإشراف المباشر لمسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني السيد محمد الكوثراني، الذي قام بعمليات وساطة مكثفة لتقريب وجهات نظر القوى الشيعيَّة صاحبة القول في حسم عملية الإختيار هذه، ويعتبر الكوثراني خليفة لقاسم سليماني في المرحلة الآنيَّة، وما وراء هذا التدخل تدخل أكبر وأوسع نفوذاً يتمثل بالدور الذي يلعبه السيد حسن نصر الله في هذه المرحلة وبتكليف من القيادة الإيرانيَّة. هذا يعني بشكل مباشر أو غير مباشر بأنَّ أحزاب الدين السياسيَّة الشيعيَّة المتنفذة ومن ورائها إيران تحاول بكل ما أوتيت من قوَّة الحفاظ على مكتسباتها وتدوير الوجوه والأمور لصالحها.

• < السابق
• التالي >