اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

شؤون تللسقف

ملف خاص عن المرحوم جميل روفائيل بذكرى وفاته الرابعة ( القسم الثاني)

تقييم المستخدم:  / 4
سيئجيد 

  

ملف خاص عن المرحوم جميل روفائيل بذكرى وفاته الرابعة ( القسم الثاني)

خلوداً لك يا مَن ذهب عنا من دون وداع.

في 30 ايلول 2009 حصل المرحوم جميل روفائيل الفيزا الى تركيا للعودة النهائية في 10تشرين الاول 2009 والاستقرار في وطنه العراق الذي كان في قلبه دائما وفي بلدته تللسقف التي احبها كثيرا, الا ان القدر كان اكبر من كل الامال التي كانت في مخيلته وكان راغبا جدا بتحقيقها, اذ اختاره الله الى جواره في 1 تشرين الاول 2009 , بعد يومين فقط من حصوله على الفيزا, نعم وصل جميل روفائيل في الموعد الذي حدده للعودة النهائية لكن مسجى في تابوته لينام نومته الابدية في بلدته تللسقف.

وصل جثمانه الطاهر الى مطار اربيل الدولي، عصر يوم الجمعة 16 تشرين الاول /2009 برفقة ابنتيه كفاح ورماح, وبالاضافة الى ذوي الفقيد واصدقائه كان في مقدمة مستقبليه، السيد سركيس اغاجان، والسيد روميو هكاري السكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي وعدد من اعضاء اللجنة المركزية للحزب, والسيد جميل زيتو رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري (انذاك) ووفد كبير من المجلس، وعدد من اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني، والسيد بولص شمعون رئيس جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا، وعدد من ممثلي احزاب شعبنا. وايضا كان في الاستقبال الاعلامي السيد شمعون متي ممثلا عن مدير عام قناة عشتار الفضائية والعاملين في القناة.

وبعد الصلاة على الجثمان وضع السيد سركيس اغاجان اكليل من الزهور على جثمانه ثم نقل من المطار برفقة جميع المستقبلين الى كنيسة مار كوركيس في عنكاوا، لينقل في اليوم التالي الى مسقط رأسه في بلدة تللسقف.

 

تشييع جثمان الكاتب والصحفي جميل روفائيل في مسقط راسه بتللسقف

 

صباح السبت 17 تشرين الاول 2009 نقل جثمانه الى بلدة تللسقف بموكب مهيب ضم بالاضافة الى ذوي الفقيد، السيد روميو هكاري السكرتير العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي ووفد من الحزب، والسيد جميل زيتو رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ووفد من المجلس، والسيد ضياء بطرس الامين العام للمجلس القومي الكلداني وووفد من المجلس، وبولص شمعون رئيس جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا ووفد من الجمعية، والسيد فاضل رمو ممثل المنبر الديمقراطي الكلداني والسيد بطرس عليبك.

وكان في استقبال الموكب على الطريق العام عدد كبير من الشخصيات، منهم اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني، والسيد سردار دهوكي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني ووفد من محلية دهوك للحزب، والسيد روئيل داود سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكلداني والوفد المرافق، وابو فائز سكرتير محلية دشت الموصل وعدد من اعضاء المحلية للحزب الشيوعي الكوردستاني, وابو ايفان سكرتير محلية نينوى للحزب الشيوعي العراقي ووفد من اعضاء الحزب, وومثلين من منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكوردستاني وجمع غفير من ابناء تللسقف، وتجاوزت عدد سيارات الموكب الـ 100 سيارة.

وفي تللسقف كان باستقبال الجثمان السيد نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري وزير السياحة والاثار في اقليم كوردستان، والسيد باسم بلو قائممقام قضاء تلكيف، والسيد عادل ميخا عضو مجلس قضاء تلكيف, وفد من الحركة الديمقراطية الاشورية، وفد من دار المشرق الثقافية - دهوك ممثلا بالاب شليمون ايشو مدير الدار وعدد من العاملين في الدار، والشاعر روبين بيت شموئيل، والشاعر سمير زوري، ووفد من مكتب شؤون المسيحين في تللسقف، ووفد من مكتب حراسات تللسقف، ومنظمة تللسقف للحزب الديمقراطي الكردستاني، ووفود من محليات احزاب شعبنا في تللسقف ( حزب بيت نهرين الديمقراطي, المجلس القومي الكلداني, الحزب الديمقراطي الكلداني, الحزب الوطني الاشوري, الحركة الديمقراطية الاشورية) وممثلين من منظمة الطون للحزب الشيوعي العراقي, وهيئة تحرير جريدة طريق السلام، وعدد من المثقفين والشعراء، وعدد كبير من وجهاء وابناء قرية تللسقف والقرى المجاورة.

واقيمت صلاة الجناز والدفن عى روحه الطاهرة في داره في تللسقف شارك فيها الاب فارس ياقو والاب شليمون ايشو واباء كهنة من تلكيف وباطنايا ودير السيدة في القوش وبعد الصلاة القى السيد جميل زيتو كلمة مؤثرة بالمناسبة تلتها كلمة السيد كامل زومايا عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني ثم القى الشاعر لطيف بولا قصيدة مؤثرة بالمناسبة( نص القصيدة ادناه ضمن هذا الملف).

ونقل الجثمان من داره الى مقبرة افني مارن محمولا على الاكتاف حيث شارك في حمل النعش بالاضافة الى ابناء البلدة عدد من السادة مسؤولي وممثلي الاحزاب, وفي مقبرة افني وضع السيد كامل زومايا دفترا وقلما على جثمان الفقيد، تقديرا واعتزازا لخدماته الصحفية والكتابية, ثم ووري جثمانه الطاهر وغطي بالتراب الذي كان جميل يتمنى ان يعيش فوقه ويشتم رائحته... لكن!!!!

وشكر ممثل عائلة الفقيد الحضور لمشاركتهم اياها باحزانها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكانت عائلة عم مرقس قد نعت الكاتب والصحفي جميل روفائيل, وادناه نص النعي:

تنعي عائلة عم مرقس ابنها البار الكاتب والصحفي جميل روفائيل الذي توفي مساء يوم الخميس 2009/10/1 اثر جلطة دماغية مفاجاءة.

المرحوم جميل من مواليد 1936 اشقائه متي وباسم ولطيف .شقيقاته مادلين وايلشواع وباسمة وايفلين .

متزوج من المرحومة اميرة توما شعيا اولاده نجاح وكفاح ورماح وسلاح وسماح .

وسيتم نقل جثمانه الطاهر الى بلدته تللسقف بعد اكمال اجراءات النقل من مقر اقامته في مقدونيا .

الرحمة من الرب للمرحوم جميل واسكنه فسيح جنانه

ــــــــــــــــ

قصيدة الكاتب والشاعر والفنان لطيف بولا

( القى الشاعر لطيف بولا هذه القصيدة في مراسم دفن المرحوم جميل روفائيل)

لا  تجزعوا من أمر قضى

لطيف ﭙـولا

 لا تجزعوا من أمرٍ قد  قضى او نضبَ    

إذا   الباري   اخذ    ما  الينا    وهبَ

ما كلُ نجم ٍ غاب َ من الفانين حُسب َ 

فــكلُ  النيازك  ِ كانت  يوما  شـُهــبا

 آلــيتم ان تزوروا  وطـنا  مـُعذبـــا   

لقد  أمسى الوفاءُ  هذا اليوم   مـَثـلـَبا

  بالأمس ِ وعـدتنا ان تروي اشتياقـَـنا 

تـُقاسمنا  الــمُرّ  والهَـمّ  والكَـَربـا

  اتيتَ تلسقفََ مرحى مرحى مرحبا! 

وليس  كالمعهود ِ  لن  تعانقَ  الصُحُبا

  من يطفيء الآهات وقد غدت لـُهـُبـا     

لا تنفعُ  الدموع ُ  إن ْ   هَطلتْ سُــحبا

  وفي القلب ِ أحزانٌ كلّ عنها الكلام ُ   

قـَصّرَ  في  نقلها  ومهما  قد  أسـهـَبا

  وداعا يا جـميلُ وكلنا نرحــلُ   

فلماذا  اتـيـنا؟  لا  نعرف ُ  السـَبـبا

  كل ُحي ٍ يـموتُ  ولا يخلد ُ الا     

من يزرع العلـومَ والفـنَ  والاْدبــا

  نجوبُ الدنيا بحثا، لنـصل َ المأربا        

نفترشُ  الضريحَ ونسـكن ُ الخشــبا

 وغدا المكرُ  فنـّا حِكرا لمن كذبا       

فان عشت َ عزيزا تشـيخُ مــُـعذبا

 شَـدّوا  الرحالَ  قسرا فالطغاةُ قد عدّوا 

عاشقَ الحرية  ِفي شرعـِهم قد صَبـا

 يفترسنا الجهلُ  وكل يوم نسمع ُ        

مِشعلا من قومـِنا في الغربة ِ قد خَبـا

 ان كنتَ مناضلا ميدانك الوطن ُ    

تسألني الــــديارُ الى اين هربــا ؟!

 يمنحون َ شـَهدَهم ليكسبوا الدُببا     

ها هم قد عادوا موتى توسدوا الترُبــا

 ألم ترَ الطغاة نمورا من الورق ِ    

وكلُ عاتِِ منهم عند الموت ِ ارنبا ؟؟

 وصوت ُ الشعب ِ رعدٌ من الضيم  ِ زمجرَ

كالاســد ِ وعلـى الفريسة ِ وثبا

ها قد حلً السلام ُ ولكي يعـانقَ  

الكلـداني الاثـوري الكـُردَ والعربا

 قد عرفتََ يراعي يوما  حين ينطق ُ  

سياط  َ اَلحق ِ يهوى ، زانا ، ليس قصبا

 يسعى بين الأفاعي حُرا رغم سـُمِّـها  

وفي كل ِ نزال ٍ كان دومــا أصلبـا

قد أحزنك  أمري يا جميلُ  لأني        

أزرع ُ في الرمال ِ ،غيري يجني ذهبا

عاتبتني حينما أهملتُ التواصلَ       

وقلب ُ الشــعراء ِ قـليل ٌ أن يعتبـا

 نحن هنا نخيط ُ جراحا لاتنتهي      

لتـُعلـن أخبارا  فتثـيـر الطـَــَربا

 فبدت حياتـُنا مسرحا  للمآسي          

وكأنّ الفـرح َ من الوجــوه  شُـطبا

 والوحش ُ  يريدنا من أجل ِ ان نسلم َ

أن نـكسـر َ القلم َ ونحرق الكـُتـبـا

 يئسنا بعد ليل ٍ طال ظلمُ دجاه ُ     

أفلـتْ نجومُــه فاحــترقنا حَطبا

وتاه  قطيعـُنا شـــتاتا دون راع ٍ      

مـزقتـه  الذئـابُ  في الـدروب ِ إرَبا

فبتنا كالذين استفاقوا في القبر ِ  

قد ضيعنا الآمـال َ وشاهـدنا العجبــا

 تركنا اعشاشـَنا ويـَمّمنا البوادي                 

وأهلنا في التيه ِ قد وصلوا القـُـُطـُبا

والشرُ  تجَذر على الخير ِ غـَـلبا                                                                     

والبانـــي ترهّبَ والذئبُ إستكـلبا

والآمال ُ سراب ٌ والآحلام ُ تذوب ُ

والأماني تزحفُ  وإنْ  مشت خببا

فبمن تستعين ُ وضِباعُ الظلام ِ

تنهشُ في العلن ِ وطنا مـُحببا ؟

وكلََـَفت للمكرِ  السباع ُ الثعالبا   

يذبـحك قاتلٌ تـظـنـًُه راهبا

صديقي وعدوِي عليَِّ  تكالبا    

ومن كان آسيا قد صار مٌحاربا

آليت ُ على نفسي شعرا أنْ لا أكتب َ

فعسى من الغيض ِ أشفي عـَيـَا أجربـا

فلا يروق ُ له ننشدَ  للحياة ِ  

صوت ُ الحق ِ يملأ قلوبَهم رُعبـا

لكنك جدير ٌ بان نبـكيك َ شعرا          

ساتركُ الميدانَ لكـل من رغبا

ويكفي المرء َ فخرٌ مثل جميلٍ على      

منبر ِ الصحافة ِ كالمسيح  صُلبـا

      وجوهر ُ المعدن ِ بان اذا ذُوٍٍب َ    

والذهب ُ قُــُيم وبعد أن جُـربـا

ما كلُ نجم ٍ غاب َمن الفانين حُسبا  

فكل ُ النوازك ِ كانت يومـا شُـهبا

لاتجزعوا من أمرٍ قد قضى أو نضبا      

إذا البـاري اخـذ ما الينا وهبا

ـــــــــــ

وقد نعت كثير من المواقع والمنظمات والشخصيات الكاتب والصحفي جميل روفائيل, وهذا بعض من منها:-

موقع عنكاوا كوم 

انطوان الصنا - مشيكان

جمعية مار ميخا الخيرية

اسرة مجلة السنبلة

وديع بتي حنا - السويد

الهيئة التنفيذية للمنبر الديمقراطي الكلداني / العراق

موقـع شورايا

وليم أشعيا

المكتب التنفيذي للمنبرالديمقراطي الكلداني في اميركا وكندا

مدحت البازي - سدني - أستراليا

شقلاوا دوت كوم

أ.د. تيسير الآلوسي رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

حركة تجمع السريان المستقل

المجلس القومي الكلداني

آشور سمسون

مجلس أعيان قره قوش/ بغديدا

حزب بيت نهرين الديمقراطي

مختصة كلدو اشور للحزب الشيوعي العراقي

اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري الثاني

لجنة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في الدانمارك

نقابة الصحفيين العراقيين

اتحاد بيث نهرين الوطني

نقابة صحفي كوردستان

ووردت تعازي من المؤسسات والشخصيات عبر الانترنت والمكالمات الهاتفية الى عائلة الفقيد تجاوزت الثلاث الاف تعزية

بعض ماكتب عن الفقيد

ـ جميل روفائيل الصحفي والكاتب والانسان ... في ذمه الخلود

المهندس معن باسم عجاج - ناشط اكاديمي في مجال سهل نينوى

(قبل اربع ايام غادرنا الى جوار ربه الكاتب والاعلامي اعراقي الكبير جميل روفائيل فكتبت عنه حقائق لا تنسى )

كنت اسمع عنه كثيرا وكنت اقرا له كثيرا ولم يخطر في بالي يوما انه زميل والدي لا في التعليم او السكن بل في النضال من اجل تحرير العراق من الرجعيه التي زرعها فينا الاحتلال البريطاني منذ قدومه للعراق.

في لقاء مع الاستاذ جميل روفائيل في قناه الموصليه انتبه له والدي ليقول لي انه صديقي وبدء الحديث لوالدي وكان ممتعا عن نضال عنيف ضد الامبرياليه العالميه وضد الحكم الرجعي الملكي وكيف كانوا رجالا كرام وابطالا لايقبلون الذل او ان تداس قيم الوطن. مرت بضع ايام واذا بي التقي الاستاذ الكبير جميل روفائيل وبعد التعرف على اسمي الثلاثي واللقب ابتسم ليقول لي والدك مناضل كبير انه صديقي هل لي ان اراه ؟ قل له ان صديقك يريد ان يراك ؟ فقلت له تفضل الى بيتنا فقال قد لا استطيع القدوم للموصل فيا ريت نلتقي في تللسقف .

ومر يومين وفي اليوم الثالث كان موعد اللقاء وكان استقبالا حميما لم ارى يوما احد اعمامي يستقبل ابي بهكذا حراره فقال بالنص بعد ان ترك دعوه غذاء لمسوؤلين كانوا قادمين من عينكاوه وبغداد ليلتقي ابي .تنهد وقال (اه يا باسم يا بطل اين انت وماهي اخبارك) وبدء يحدثني عن كيف قام ابي وهو بقياده مظاهره ضد انشاء مطار عسكري امريكي في السعوديه وكيف تعرضوا للضرب من قبل الشرطه للحكم الرجعي في الخمسينات وكيف كانوا يقاومون الاحتلال وكيف انقذهم مدير شرطه بعقوبه او احد ضباطها الكبار وهو موصلي كان صديق جدي في السليمانيه وكان هذا النوع من الحديث يعجبني كثيرا رغم تالمي على والدي الذي اكل الزمن والدهر منه وشعرت لبرهه اني قد اكون مثل ابي فشعر والدي بما افكر وقال مسترسلا حديثه مع صديقه المرحوم جميل روفائيل (ولدي معن اليوم يكتب ضد الاحتلال الامريكي وانا اخاف عليه وقد كثر الحديث عنه) فقال كاتبنا الكبير لا حدود للكلمه مادامت من اجل الوطن وتكتب بقلم صادق.

طلب الاستاذ جميل ان ناخذ صور تذكاريه فقد مر على غياب الاستاذ جميل عقدين او يزيد وهو خارج الوطن . قام الاستاذ باسم (شقيق الاستاذ جميل) وانا معه بسحب عده صور وكان معي كامره فديوا فصورت بضع دقائق وطلب الاستاذ جميل اتوسطه ووالدي في صوره تذكاريه وكان حديثه رائع معظمه وطني ويخص ما كان يقوم به ابطال دار المعلمين في بعقوبه في مظاهراتهم ضد الحكومات اللاوطنيه حينها .

انتهى اللقاء وفي قلب الاستاذ الكبير اماني كبيره يحلم في تحقيقها في سهل نينوى وبالخصوص قريته العزيزه تللسقف وقد وضع الامال الكبيره وشد الحزام لعله يحقق بعضا من الاماني التي كانت تنوا في نفسه ايام صباه.

لقد رحلت عن هذه الدنيا ايها الجميل ولكنك تركت في عيون محبيك حب كبير وعلمت الاجيال معاني حب الوطن وارسيت معاني جديده واما كبيره للحياه في ايام حياتك. وسيبقى صوتك المنادي من اجل العراق واهله ومحبه الذي كان يصدح لسنوات في اذاعه منتكارلوا يصدح ويعلوا ون ننسى كلماتك الممتلئه بالحب للوطن ايام حرب ايران .

ان العبر تؤخذ من التاريخ ومن رجال صنعوا التاريخ او من رجال شاركوا في بناء هؤلاء الرجال الذي صنعوا التاريخ .وستبقى الرموز شامخه عاليه مهما على عليها غبار الزمن ولكن لابد ان يزاح هذا الغبار اتعود الاصاله الى مكانها وبريقها وان زوبعات المحتل التي اسكتت افواها صادقه بقوه القسر لهي زائله ولن يبقى في عراقنا الا قوه واراده الشعب العظيم الذي كنت شاهدا عليه يا استاذنا المغفور له جميل روفائيل وهو يعاني الامرين على يد الامبرياليه العالميه البغيضه ويعاني مصائب القتل والتهجير على يد الارهاب العالمي المتاتي معها ومن والاها من عملاء صغار معتقدين ان العماله ستصنع منهم رجال وعلى قول ابي ( ابات جوعانا كريم النفس خيرا من ان اشبع بطني وانا مهان وخائن لان كل مادي زائل ولن تبقى الا الذكرى الحسنه التي سيفخر بها من بعدي اولادي عندما يقال عن ابيهم انه بوطنيته اهان المحتل ورفض عروضه الغير نظيفه ).

ــــــــــــ

ـ جميل روفائيل شمعة "العراقية" التي لا تنطفئ ونسمة فضيّة من (نسائم الوطن)

احمد الياسري مدير تحرير جريدة العراقية الاسترالية

 

تنعى جريدة العراقية وهي تستعد للدخول في عامها الخامس كاتبا من اهم كتابها، ورجلا شهدت له المحافل الادبية والمنابر الاعلامية والصحفية بالنزاهة الابداعية والمثابرة المهنية في كل المواقع التي تسنمها وفي كل الدول التي تنقل بينها مغتربا.

 

عشق الوطن وكان قدره ان يعيش ويموت غريبا عنه. حلم بأن يكون صوت الوطن المسافر وكان كذلك الصوت العراقي الموجوع من الالام غربته والحالم بعودة هادئة لأحضان وطن تركه مرغما لسنوات طوال. حزم امتعة العودة للوطن ولقريته الامنة تللسقف ولكن شبح الموت لم يتركه يتمهل بوطنه بعد عذابات غربته الطويله واطفىء شمعة لقائه الروحي بهذا الوطن الغريب نعم سادتي انه الكاتب العراقي الاصيل (جميل روفائيل ) تركنا جميل ونحن ننتظر مساهمته التي اصر على ارسالها حال خروجها من المستشفى لقرائه الذين عشقوه من ابناء الجالية العراقية في استراليا لكنه لم يوف بوعده رحل عنا وتركنا نجتر الالام وحسرة فقده. نعم انه الاصيل روفائيل صاحب النسائم الوطنية الجميلة التي اطل بها على جمهوره من القراء وعبر جريدة العراقية طوال السنين الماضية لم يكن جميل خلالها الا اجمل .. يحمل روحه الادبية على راحتيه ويضع العراق لا شيء غير العراق نصب عينيه فكان مثالا حيا للمثقف الصادق مع نفسه وقرائه. كان يحلم بان يرى ابناء جلدته من الناطقين بلغته السريانية الام من ابناء العراق الاصلاء موحدين وكان يفتخر بأنتمائه الوطني والقومي ولم يتخل يوما عن مسئولياته الادبية والاخلاقية تجاه هذه الثوابت الوطنية. قد يتصور البعض من الذين لا يعرفون روفائيل بأنه كاتب عابر او شخصية صحفية انطلقت من جريدة العراقية لذا كان لزاما علي كجزء من الوفاء لهذا الراحل الكبير ان انوه الى دوره التثقيفي والتوعوي في مجال الصحافة بما فيها اسهامته المهمة في عالم الصحافة الاسترالية الناطقة باللغة العربية وتحديدا جريدة العراقية .

جميل روفائيل هو كاتب واعلامي عراقي مهم ومن الرعيل الصحفي الاول الذي عمل منذ السبعينات بأشهر الصحف العراقية الرسمية وغير الرسمية وكتاباته بمجلة(المثقف الاشوري) تعد من الكتابات المهمة حيث ركز روفائيل على خصوصية الناطقين في السريانية عراقيا كونهم من المكونات العراقية الاصيلة الا ان انتقل الى يوغسلافيا للدراسة في نهاية السبعينات وعمل خلال اقامته بيوغسلافيا السابقة بأهم الصحف العالمية منها جريدة الحياة اللندنية التي يعد من كتابها الرئيسين والمدير الرسمي لمكاتبها في منقطة البلقان (كراوتيا والبوسنة والجبل الاسود ومقدونيا ) ومن منا ينسى صوت جميل روفائيل حين كان مراسلا لمحطة مونتوكارلو العالمية وتقاريره الفورية عن احداث الحرب التي حدثت بيوغسلافيا السابقة التي يعد شاهدا مهما على ما حصل في تلك الفترة دون شهاداته الذاتية عن تلك الفترة بمدونات ادبية كان يحلم ان يقدمها لقراء العراق. كما عمل خبيرا في شئون منطقة البلقان بأذاعة البي بي سي العالمية اضافة الى مساهماته الكبيرة في مختلف محطات التلفزة والاذاعة العالمية. فقد كان سفيرا للأعلام العراقي في مختلف البلدان ونتاجاته الصحفية والاعلامية التي قدمها كانت  محط اهتمام واعتزاز كل من سمع صوته وانصت لأفكاره وارائه الحرة.

جمعنا موفق ساوا بهذا المبدع العراقي الكبير حين استغل صداقته الشخصية به منذ السبعينات ليضمه الى الكوكبة الرائعة التي تزين اسماؤها جريدة العراقية وكنا فرحين جدا بأنضمام هذا الكاتب العراقي المهم الى جريدة العراقية ولكن الاقدار لم تدم علينا فرحة معرفته ولقائه طويلا ..كان موعد انطلاق رحلته الابدية الى السماء متزامنا مع موعد انطلاق العراقية بفضاء عامها  الخامس .العراقية التي احبها جميل روفائيل بكل ما يملك من قوة وصرح عن حبه لعموده الاسبوعي في اكثر من مناسبة ولأكثر من محطة اعلامية وكان دائما يقول عمودي الاسترالي وقراءي في استراليا حاول البعض تفسير اراء الراحل بغير محلها ووضعها بغير نطاقها الصحيح الذي يقصده القارئ في مختلف القضايا التي طرحها للنقاش الصحفي ولكن جميل كان جميلا وواثق الخطى حرفيا ينظر للكل بمسافة واحدة ويحترم كل الاراء حتى الذين اساءوا له وحاولوا تشويه تاريخه الوطني النبيل، ارحل يا روفائيل فهذا العالم الموبوء لا يحتمل طهارة افكارك ولا يتسع لنبل طروحاتك الانسانية ارحل يا جميل الى السماء لتزداد بهجتها ويكتمل جمال رونقها بجمال روحك الاصيلة .. نعدك بأننا سنطالع السماء في كل صباح لنرى ابتسامتك العراقية تندي بهجتها وتزين وجه السماء فأمثالك لم يترك لهم قبح العالم مساحة ينثروا فوقها هوس اراوحهم الجمالي ارحل ارحل ايها الرائع عن عالمنا ولكنك سوف لن ترحل عن مخيلتنا وكلماتك التي حفرت على جدران ارواحنا ستبقى القنديل الذي يبدد ضباب التخلف والانهزام وداعا سيدي الحبيب جميل روفائيل ولا يسعنا الا ان نعزي قراء عمود (نسائم الوطن ) بفقد هذا العلم الثقافي العراقي الكبير ونعتذر منهم اشد الاعتذار لتوقف عمود نسائم الوطن لأسباب سماوية خارجة عن ارادتنا.

ـــــــ

ـ وداعاً جميل روفائيل .. كما عرفناك..

ناصر عجمايا - ملبورن \ استراليا

 

عرفتك منذ صغري , تكلمنا كثيرا , رغم فارق العمر , نتبادل الآراء بكل احترام , كنا قريبين منك ومن العائلة , رغم تواجدك القليل في المنطقة , عرفتك عمرا متوسطا بين المرحوم والدي , وانا .. كنت صديقا ورفيقا , لوالدي منذ الخمسينات القرن الماضي , شيوعيا يافعا , مثقفا ملتزما , تتحرك سريعا بين الاهل والاقارب , لتوسيع ونشر الفكر الشيوعي الذي كنت تحمله , مؤمنا ايمانا قاطعا وعن وعي , في انتشال الفقر والعوز من الناس , كنت في مستوى المسؤولية الحزبية رغم صغر عمرك , ورغم فارق العمر بيني وبينك , قريبين متقربين متحابين , بحكم العلاقات العائلية والسياسية التي كانت تربطنا حتى بشكليها الجدي والعفوي البريء في بناء العلاقات العائلية .

لازلت اتذكر جيلك القريب من عائلتي وانت واحد منهم , نكن للجميع كل الاحترام والتقدير , كما نتحصر لتلك الايام البريئة , التي كانت تجمع الاخوة والصداقة المليئة بالاحترام والتقدير , اتذكر جيلكم الثوري حقا بعيدا عن القربى , تحاربون كل ما هو ضد الانسان والوطن , وقفتم بالمرصاد ضد كل ما هو متاخر وجاهل , لكن جهلة الارصاد ترصدكم بالمرصاد , تريد النيل منكم , خاصة بعد ثورة تموز 58 .

الحقيقة انتم الشباب الذين قدمتم الكثير لمدينتكم تللسقف وللمنطقة , رغم تجربتكم البسيطة والجديدة في العمل السياسي , تحملتم الكثير في عملكم ونضالكم وفكركم الانساني الاصيل في معالجة الامور , بالشكل الذي يخدم الانسان العراقي ضمن الوطن الكبير العراق, كما نظرتكم ومواقفكم الاممية في خدمة الانسان العالمي , و نحن الجيل الثاني الذي واصل المسيرة من بعدكم , طعم النضال فيما بيننا , كنتم الاصل في البناء الفكري واستفدنا كثيرا من تجربتكم وخبرتكم اليافعة , في تحركنا الجماهيري .

كنى نختلف ونحن متقاربين , كنا نتراجع ونحن متفاعلين , كنا نخطو خطوات للامام , ونتراجع خطوات للوراء , وتلك حالة صحية في العمل الاجتماعي والسياسي وحتى الاقتصادي , تلك حقيقة الانسان الذي لا يملك كل الحقيقة ابدا مهما ملك , من ذكاء وفطنة خارقة , لا يعمل من دون خطأ , لا يتحرك من دون خكة وهدف , لا اقدام من دون مشروع وبرنامج معد في خدمة الوطن والناس , كان العمل جماعي حقا, نستشيركم وانتم اكبر عمرا , وانت واحد منهم .

الانسان يتحرك ويخطأ ويتراجع , ومن دون عمل لا وجود للخطأ , وبالعمل لابد من خطأ .

وهذه قدرات كل انسان , والفعل يكون حسب ما يستوعب من معلومة وفهم للفكر وللامور , كما التحمل , يختلف في مواجهة الصعوبات والمآسي , وكل انسان يختلف فيما هو عليه وما يرادفه, من ومن ... الخ . لكن الانسان هو من لا يؤذي اي انسان , وانا واثق وشاهد المرحوم الكاتب والصحفي جميل روفائيل ذات القلب الطيب الحنون هو واحد منهم , فهو من الذين تحملوا عنفوان ودكتاتورية , البعث عام 63 , كان قدره بالتراجع السياسي , بما يفكر به التزاما , كان قدره وقدرته من التحمل , كاي انسان يحب الحياة والعيش , لكن قلمه كان مع الوحدة القومية لشعبه ومع الوطن وتاريخه القديم والحديث , تجمعنا واياه الكثير ,كما نختلف معه في امور فكرية وقومية من وجهة نظرنا كلانا , كانت صحة وليس خطأ , تلك حقيقة موضوعية واقعية لابد من ذكرها , في خدمة المجموع , وللتاريخ . كان لنا قواسم كثيرة وكبيرة في نقاط الالتقاء , كما كانت لدينا تحفظات , نستفاد ونفيد , من دون حقد ولا كراهية , بل كنا في صفاء ونقاء بكل تقدير واحترام بالتبادل في الرأي والرأي الآخر.

علينا ان لا ننكر , المرحوم الكاتب والصحفي , جميل روفائيل هو , من الذين لبو مساندتنا , ودعمنا لمشروعنا , الذي نفذناه على الارض , في تللسقف , لبناء مقر لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي . مبديا دعمه المعنوي اللامحدود كما المادي , متبرعا من دخله الخاص بمبلغ (مليون دينار عراقي) والتي عادلت , في حينها 800$ امريكي . اسوة بكل الرفاق والاصدقاء من ابناء تللسقف , المتواجدين في عالم الغربة , الذين جميعا ساهموا في بناء مقر الحزب , في مدينتنا تللسقف الخالدة , وهو مشروع جماعي , يذكره التاريخ وتتلقفه الاجيال..

رحمة لك يا استاذنا الكبير, وابن مدينتنا العزيزة الغالية , على قلوبنا جميعا , لجهودك الكبيرة في خدمة شعبنا ومدينتنا وعراقنا , وكل ما قدمته , خدمة للانسانية . وانت من عائلة عم مرقس المعروفة بمواقفها الفكرية الشيوعية , التي لا يمكن نكرانه ابدا..

خدماتك في البلقان , وتقاريرك المفصلة للصحف , ونقلك المعلومة كاملة , بكل امانة , هي الدلالة الدالة لنزاهة قلمك وارثك الفكري والسياسي الذي تعلمته , من الفكر الماركسي الخلاق , في تطور وتقدم البشرية جمعاء .

ابداعك الاعلامي بارز وواضح في رؤية الوحدة , كما في مواضيح مختلفة عديدة ومتنوعة كثيرة , تاريخية وادبية وثقافية واعلامية واضحة الرؤية , من قالا سريايا (الصوت السرياني ) كما مؤلفاتك في دراسة التاريخ علميا وفق المصادر والادلة التاريخية الواضحة , كما قلمك شارك حتى في مجلة الثقافة الجديدة في احد اعدادها في منتصف السبعينات..

لا ينكر , مواكبتك للتطورات الثقافية والفكرية , والادبية التاريخية , رحيلك خسارة كبيرة للساحة الثقافية بتنوعها الفكري المطلوب , لكن الموت خطفك ,من بين ذويك ومحبيك واصدقائك , وفي الغربة !! تلك هي الاقدار التي , لا يمكننا ايقافها او تغييرها , وبهذا تركت فراغا واضحا وشاغرا في الحقل الثقافي الاعلامي , كل هدفنا كان ولا يزال اثبات الحقيقة للناس , لينير الطريق لهم في خدماتنا الفكرية للشعب.

كان لنا لقائنا الاخوي , في مقر الشعب (مقر الحزب الشيوعي في تللسقف) وحديث مشوق , متلهف , في امور تخدم , شعبنا الكلداني خصوصا , والعراقي عموما , في شهر تموز عام 2008 , نهنيء فيها الحزب فرحا مرحا بالانجاز الكبير هذا , كما من المدعويين , لحضور الافتتاحية الكبيرة والتاريخية , لافتتاح مقر الحزب في تللسقف , وكنت من المشاركين , تمثيلا لكل رفاق واصدقاء الحزب المغتربين من تللسقف في الافتتاحية معبرا للجميع تقديرا لجهودهم لانجاز بيت الشعب , واتذكر جيدا تقدير المرحوم لكلماتي , عوضا عن الجميع.

نودعك وداع اخ كبير , وعزيز فقدناه , لا نعلم كيف نرثيه , مهما كتبنا , هو قليل بحقه , لكنها مفاجئة , بالنسبة لنا , عندما سمعنا الخبر المفجع , الذي اذهلنا جميعا , لكننا امام حقيقة , لامفر منها , ولا يسلم منها احدا , وهو طريق الآباء والاجداد , لكن الذكرى تبقى ابد الدهر ..

ثانية الرحمة للمرحوم جميل روفائيل عم مرقس , كما الخلد الابدي في الجنة , مع تعازينا للقلم الحر والثقافة والاعلام العراقي والعالمي , وللاهل والاقارب والاخوة والاخوات , وآل عم مرقس الكرام .. مواساتنا لنا جميعا بهذه الفاجعة المفاجئة .. التي اذهلتنا متفاجئين , بالمصاب الكبير, والخسارة الفادحة للعراق , وللفكر الانساني اجمع..

ــــــــــــــــــــــ

ـ وداعاً جميل روفائيل

حبيب تومي

الصحافي والإعلامي البارز جميل روفائيل سمعناه عبر الأثير وهو يلقي التقارير الأخبارية من البلقان ، وعرفناه كاتباً قديراً يكتب في شتى المواضيع ، ولكنه كان يحمل على متنيه هموم توحيد شعبنا فكانت هذه الوحدة هي البوصلة التي يقتدي بها وفق رؤيته لهذه الوحدة  .

 

كما عرفناه منذ السبعينات من اعضاء هيئة تحرير قالا سريايا " الصوت السرياني " وفي العددين الثاني والثالث عام 1974 يحرر جميل روفائيل ملف خاص عن مهرجان افرام ـ حنين بن اسحق ، وفي نفس العدد يكتب جميل روفائيل مقالاً تحت عنوان " نحو دراسة علمية لتاريخنا "

 

وفي هذا اليوم كان هذا الزائر المباغت المتربص بالأنسان في كل لحظة ، إنه الموت الذي يدخل ساعة يشاء ودون استئذان ، اجل خطفت يد المنون صديقنا جميل روفائيل ، وهو الكاتب المبدع في حقل الثقافة والأعلام فترك موقعه شاغراً ، وأقول ان رحيل جميل روفائيل خسارة لساحتنا الثقافية بتنوعها الفكري الجميل .

 

لقد واكب جميل روفائيل الحركة الثقافية لشعبنا ، وكانت التزاماته الوظيفيه لا تشغله عن الكتابة في امور شعبنا ، فقد كتب الكثير ، ودخلنا معه في حوارات وجدالات وكان القاسم المشترك في هذه الجدالات هو اللغة الحضارية المستخدمة مع مبدأ احترام الرأي الآخر مهما اختلف عنك في آرائه .

 

 التقيت بالراحل جميل روفائيل في القوش في مقر جمعية الثقافة الكلدانية وقد حضر مع الأستاذ جميل زيتو وبعض الأخوة الآخرين من المجلس الشعبي حيث رافقت هذا الوفد بزيارة بعض بلداتنا ومنها بغديدا وكرملش وبعشيقا .. لقد تبادلنا اثناء الرحلة شتى الأحاديث وإن جدالاتنا السابقة لم تمنع من غرس وتمتين اواصر الصداقة والمحبة بيننا .

 

 وانا اكتب هذه الأسطر ساورتني الحيرة ولا استطيع ان اجد لها تفسيراً لما حدث لي يوم الخميس الموافق  1 / 10 / 2009 حيث كتبت لادارة موقع تلسقف رسالة ختمتها بقولي :

 

 ((( تحياتي وسلامي للصديق جميل روفائيل عسى ان  يكون بخير وصحة جيدة حيث منذ مدة لم يصلنا شيئاً عما يسطره قلمه ،  سلامي لكم جميعاً آل روفائيل الطيبين.

وفي نفس اليوم يسلم جميل روفائيل روحه لخالقه .

إن الذي اقوله في رثاء الأخ الصديق المرحوم جميل روفائيل ان ساحتنا الثقافية قد خسرت مثقفاً واعلامياً بارزاً وكاتباً مبدعاً  ، وأقول :

يرحمكم الله ووداعاً جميل روفائيل

ـــــــــــــ

ـ الى روح اخي جميل روفائيل

سمير اسطيفو شبلا

سقط نجم الثقافة جميل روفائيل! الرجل الوفي لقومه ووطنه واهله قبل عائلته، نعم خسرنا جميل جسدياً ولكنه باق وسيبقى في وجداننا كونه الاخ والصديق الوفي لشعبه من خلال ما قدمه من تضحية وفداء في سبيل شعبه، نعم اعتقل وهدد وتغرب في سبيل الحفاظ على قيمه ومبادئه وهويته، نعم عرفت جميل روفائيل مناضلاً من طراز خاص، عصامي في مواقفه، نقطة ضعفه كانت "مصير شعبه" كان همه الوحيد كيف يوصل بني قومه الى بر الامان، وفي آخر مكالمة لنا معه اكد انه تعبان ولكن لم يمنع هذا من قوله: بارك الله بجهود كل من يعمل من اجل توحيد شعبنا

اذن نودع نجم ن نجوم الثقافة والفكر المبدع وتبقى ذكراه نبراساً لنا جميعاً لتنير دربنا نحوالدفاع عن مصلحة شعبنا العليا حسب ما كان يقول لنا معلمنا جميل روفائيل

الى روحك سيدي هذه الابيات

تحملت العذاب والالوان – من اجل فكرك وقلمك الشيحان

تغربت في بلاد البلقان – كي تقي شر ثنيان خاصتك والبنيان

كنتَ تتمنى الرجوع الى الخلان – ولكن ما العمل قد فاجئك المنيان

لم يكن لديك شبيه وزكين – لان الله لم يخلق احد شبيهك من الشدهان

اسمك يدل على انك صوان – لانك دائماً كنت من الطمحان

انك حقاً عراف الكتبة والغُران – في الغربة كنت مع الحياة كالغلوان

كنت حقاً صديقاً وفياً للفهمان – دائماً مع الحق ضد البطلان

رجعت الى تللسقف الحبيبة لهفان – بالحضن والحب والشكران

هكذا لا ننسى فضل الرزان – لانه اضاف للحق مزيداً من الرجوان

نم قرير العين يا محب الرشدان – لا ترى الوحدة الا عند الديان

وهكذا تدور الحياة مجدداً ونخسر جميل ويأتي روفائيل، وهكذا هي الحياة، انها ألم وموت ثم فرح وحياة، نهاية وبداية، لا فرح دون ألم، ذهب جميل وبقي جميل، نعم يبقى في اولاده واخوانه واخواته واهله واقرباءه واصدقائه ومجتمعه وشعبه، اذن جميل هو خالد بيننا ما دام فكرنا ثابت

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ إلى روحه أهدي هذه القصيدة

منْ أين تأتي الرياح؟!!

اسحق قومي - شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

حينَ نقرأُ أناشيدنا اليتامى ..

كتابنا العتيق..

يغرقُ الضوءُ في ليلة العتمة أحلامنا

وحينَ نودعُ آخر السنونواتِ

يكون المطرُ، الربيعُ يكتب آخر القصائد الباقية.

منْ أين تأتي الرياحُ التي تحملُ أشواقنا؟!!!

ونلتهي في وداع تلك التي قبلتنا مرةً قبل أنْ نكونْ.

كمْ صرخنا…وبكينا….

وجرى دمعنا فوق لعنة التي مارستْ عشقها غضباً؟!!

وكمْ لنا من الضوء كي نمشي بلا أحذيةْ؟!

هنا ترقدُ التي أسميها عاشقتي…

فلا هي تتجه إلينا…

ولا نحنُ نقرأُ عليها آخر المزامير الممزقةْ

في الفجر يتكون آخر الحلمِ…

ونركض…

حين تمارس الطيور المقيدة ببرد الشتاء طقوسها..

منْ يجرأُ على همس النعنعِ البري…

ويوقظُ بقايا أصابع المداراتِ..؟!!

في آخر المدارات كانتْ…

وكنا نرقص خلف ستار الخوف رعشةً..

لقد طال الغيابْ…

ولن نقرأَ قصائد الشاعر الذي أحبها زمناً…

الشاعر الذي احترق على ضفاف أنهارها بنار عشقها..

كان وحيداً…

مهاجراً

…يهدهد آخر المنهزمين

بمياه مخاضها العسير…

وكان يقرأُ على أسوار(بابل)

سورة انبعاثها  من جديد..

لو أنهُ تزوج(شميرام )…

مرة في الحلم …

لو أنهُ يُعيد الحوار مع (حمورابي)…

(وسركون)…

وآخر الفرسان .

كيف للحدائق المعلقة

أن تستدير على قامة العشق..؟

وأنتِ تسكرين بخمر اغترابي الذي يطوف في الرئة؟؟؟

أخاف أن نشعل تنورها قبل أن نوقظ أحلامنا المبعثرة ..

لازالت خمورها تملأُ الجرار التي عبأتها جدتي…

والمراكب تحمل إلينا بآخر الزنجبيل الهندي

فأي التراتيل نقدمها لزرقة البحر؟!!!

يوقظني النداءُ  واشتهي أن أمارس طقوسنا معاً…

أحلمُ بيومٍ نردد شعارها.

ـــــــــــــــــ

ـ فارقنا على غير موعد

الشماس يوسف جبرائيل حودي والعائلة ـ شتوتكرت ـ المانيا

فارقنا على غير موعد الزميل والصديق العزيز الراحل جميل روفائيل طيب الله ثراه ، وكانت لنا معه وقفات منذ بغداد مرورا بـ ( سكوبي) بمقدونيا وحتى تورونتو في كندا..

وداعا وسلاما .. يا جميل وأنت تغادرنا إلى دار البقاء في ملكوت الله السماوي تاركا لنا أحمالا وأثقالا كبيرة وكثيرة سنتحملها دونك .

وداعا وسلاما .. وأنا أجول بذاكرتي في صحف بغداد في سبعينات القرن الماضي ، وكنت واحدا من نجومها .

وداعا وسلاما .. وأنت تحتضنني في ملعب مدينة سكوبي عاصمة مقدونيا عام 1997 .

وداعا وسلاما .. وأنت تستضيفني في بيتك الصغير في تلك العاصمة والمطل على مقر رئاسة جمهوريتها وساحتها الرئيسية .

وداعا وسلاما .. وانت تحملني هدية للأب الراحل يوسف حبي رحمه الله ، وهديتي الخاصة .

وداعا وسلاما .. وأنت تسلمني مقالتك الأثيرة عن ( شعبنا الكلداني السرياني الآشوري) والتي ما زلت احتفظ بها ، وأعدها لأنشرها في ( جريدتي نينوى).

وداعا وسلاما .. وأنت تتصل بي قبل سنوات بعد وصولي تورونتو لتقول لي بملء فمك : مبروك خلصت منهم !

وداعا وسلاما .. أيها الجميل .. الخلق والأدب والمرح والجدية والسخاء والمحبة .. وسلام عليك وأنت تغادرنا ، وهنيئا لك وأنت ترقد في تربة البلد الذي أحببناه سوية ..

 

 يقول الرب في كتابه المقدس ( ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل

   اقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك )) . ادخل الان الى الملكوت )  .

 

      الراحة الابدية اعطها له يارب      ونورك الدائم فليشرق عليه

ـــــــــــــــــــــ

ملاحظة: للاسف لم نجد اسم الاستاذ الذي نشر هذه المقابلة

عند سماعي عن طريق عينكاوا كوم  خبر وفاتك بحثت عنك في الكوكل ظهرت لي المقابلة أدناه الذي اخترت جانبا من إجاباتك أيها المتوفي الحي

 

ما هو الدافع الذي جعلك تسلك هذه المهنة الشاقة عمليا وفكريا ؟

 

قـدري كـان معـها دائمـا وأن أسـتمر فيـها .. إذ أن كثيـرا مـن زمـلائي الذيـن كـانوا معـي في العمل الصحـافي في جريدة الثـورة قبـلوا الإنتـماء إلى حزب البـعث فـأصبحـوا سـفراء وقناصـل وملحقيـن إعلاميـين في السـفارات العراقية ووكلاء وزارات ومدراء في مؤسـسـات الدولـة العـراقية، أمـا أنـا فـقـد رفضـت الإنتـماء للبـعث وإغـراءاته ومنـاصبـه ومكاسـبه المتـنوعـة، وآثـرت البـقاء مـع قـدري في الصحافـة، لكـن المهـم عـندي، على رغـم كـل المعـاناة والخسـائر، أنـني بقـيت جميـل روفائيل ( معـتـزا باسـمي واسـم والدي الذي أنجبـني، أدونـه في كل المجالات، ورافضـا بـأبـاة اي اسـم مسـتعـار فـي أوقـات الشـدائد والمعـوقات) شـامخ الـرأس في منـزلـتي التـي أسـتحقـها وحـالتـي المتـواضعـة التـي ارتضـيتـها، بعيـدا عـن التـأثـر بالحسـابات السـياسـية والمناصبـيـة، وابـن تلازقـيـبا - تللسـقف بكـل انتـماءاتـها، في العـراق والغـربـة وانتـظار العـودة .

 

من النادر أن تجد أو تسمع هناك في الوسط الآشوري، بأنه يوجد صحفي متخرّج، ألا ترى معي أنه من واجب الصحفي أن يؤثـّر على الجهات التي تتحكم بمصير الشعب الآشوري وذلك بتبيان ووضع الحقائق، بدلا من تمرير الأكاذيب التي يستخدمها الانتهازيون بحق الأمة الآشورية، والسعي لتوعية أبناء الأمة الواحدة ؟

 

الحقيـقة، يـوجـد كثيـر مـن الصحافيين الآشـوريين المتخـرجين، وغـالبيـة الصحـف والمجـلات الرئيسـية في العراق في العهدين الملكي والقاسـمي كان أصحابـها مـن الصحـافيين الآشـوريين (لغـة العـرب - الأب أنسـتاس مـاري الكرمـلي، البـلاد - روفائيـل بطي، الزمـان - توفيـق السـمعاني، الأخبـار - جبـران ملكـون، صـوت العروبـة - اسـكندر معـروف، ... ألـخ) وحـاليا يوجد، وأنا أعرفهم، العشـرات من الصحافيين الآشـوريين، لكـن المشـكلة أن الكثيرين منهم اضطروا للنزوح خارج العراق وعـدم الإهتمام بالقضايا الآشـورية وإنمـا الإتجاه إلى مجالات صحافية أخرى أو أعمال مفيـدة مـاليـا، لأن العمل الصحافي لأبناء شـعبنا يـكفـي فقـط لتـوفير العيش، حتـى أن صـديقا صحافيـا غـادر إلى ديتـرويت اتصـل بـي هاتفيـا وقـال :

" أنصحـك أتـرك العمـل الصحافـي واسـتأجر دكـانا بقـدر إمكاناتـك وضـع فيـها عـددا مـن صـناديق الطماطـة والفاكهـة وثلاجـة مرطبـات وبعـد فتـرة سـيكون لـك بيـت وعمـارة مثـلي .."

 أمـا الذين لايزالون في الداخـل فإنـهم يكتـبون ولكن بصـورة محدودة بسـبب ظروف العـراق الصعبـة، والمطلـع على الصحف الموجودة داخل العـراق بصورة منتظمـة يرتاح لمـا يكتبـه فيـها الصحافيـون الآشـوريون، وإن كان قسـم مـن هـذه الكتابات لايـزال متـأثرا بالإنقسـامات السـياسية والمذهبيـة، ولكـن طبعـا هـذه اسـتثـناءات بحسـب قاعـدة ( لا يوجـد لحـم مـن دون عـظـــم) .

 

برأيك إلى متى ستبقى الأمة الآشورية تعاني من عدم التعامل بجديّة تجاه القومية؟

 

بحسـب مـا أراه وألاحظـه مـن خـلال المعـايشـة داخـل العـراق أن الوعـي القـومـي للأمـة الآشـورية (الكلدان الآشوريون السريان) في تقدم سـريـع وبنـهج عـقـلانـي ينـاسـب أوضـاع العـراق فـي التـعـامل مـع اسـتـقرار أوضـاع الآشـوريين القـوميـة والجغـرافيـة والأجتماعيـة والإقتصـادية والتـعـامل مـع الأخـوة الكـرد للعيش كجيران في شمال العراق، لكـن المشـكلة هـي في طـروحـات المتطرفيـن مـن شـعبـنا في الخـارج الذيـن ليس لهـم غيـر الكـلام وإبـراز العضـلات بالأرض والحدود والاعتماد على جهات دولية توعد ولا تفي وتقديم المذكرات ذات الأمور التعجيزية والمطالب والأحزاب والمؤتمرات والشعارات الخيالية التي تلحق الضرر بالصامدين في الداخل، وأنا قلتها جهارا وأكررها الآن بكل وضوح وجلاء إن الذين هم في الخارج ليس من حقهم تأسيس أو اتنماء الى أحزاب لشعبنا وليس لهم الحق بأي تدخل في شؤون الداخل باستثناء المساعدات المالية والمساهمة في مشاريع إقتصادية في بلدات وقرى شعبنا للمشاركة في تطويرها، إذا كانوا حقا أوفياء نافعين لشعبهم، لأن الموجود في الخارج يعمل في أرض خالية من فائدة لاستقرار وبقاء شعبنا بخصائصه الكاملة، كما أن علاقته تنقطع نهائيا مع الأمور القومية واللغوية والثقافية لشعبنا مع أبنائه وأحفاده .. أما الـذيـن هـم في الخـارج - أفـرادا وجماعـات - ويريـدون التدخل في قضايا شعبنا في الداخل، فينبغي عليهم أولاً العودة الى مناطق شعبنا في شمال العراق – كما عاد كثيرون، وثم من حقهم وبكل الحق والحرية التدخل كما يشاؤون وحتى بأقصى درجات التطرف إذا شاؤا .. وعجيب أمر المتدخلين من الخارج في شؤون الداخل، فمثلا، توجد قرية رائعة اسمها (بدريه) على الطريق الرئيسي من الموصل إلى دهوك وهي إلى الغرب من ألقوش، كان كل سكانها من الآشوريين (الآثوريين) وطردهم منها صدام، أسوة ً ب 183 قرية مسيحية في شمال العراق دمرها صدام بالكامل (هذا العدد لا يشمل القرى والبلدات المسيحية التي أسكن صدام المستوطنين من شذاذ الآفاق فيها) فغادروا (أهل بدرية) إلى خارج العراق، وبعد الاطاحة بصدام سيطر الكرد عليها وطلبوا من سكانها العودة إليها، كما عاد سكان غالبية القرى المدمرة الأخرى، ولكن حتى اليوم لم يعد فرد واحد من أهل بدرية إليها، ومع هذا فإن العديد من سكانها في الخارج يتاجرون بالتطرف القومي .. أليس أمرهم وكثير من أمثالهم في الخارج يدعو إلى الألم والتأمل والإستنكار ؟ !!

كيف ننساك أيها الرجل الصالح يا من ساهمت بقوة في نشر الوعي القومي بين أبناء شعبنا  وكيف ننسى  طروحاتك وأفكارك

ــــــــــــــــــــ

 

أضف تعليق


شؤون تلسقف

تللسقف/ تلا زقيبا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.