اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الحقيقة الغائبة: نظراتٌ في أسرارِ أسمهان، وسحرِ فنِّها (ح1)// سيمون عيلوطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سيمون عيلوطي

 

عرض صفحة الكاتب 

الحقيقة الغائبة:

نظراتٌ في أسرارِ أسمهان، وسحرِ فنِّها (ح1)

سيمون عيلوطي

 

(الحلقة الأولى)

أسمهان: الصوت الذي أوشك على تحرير جبل العرب

وشرَّع الأبواب على الغرب:

توطئة:

سيَّان عندي إذا اتفقتُ مع بعض المراجع، أو اختلفتُ مع بعضها الآخر حول تكليف المخابرات البريطانيَّة للمطربة أسمهان بإقناع أهلها من زعامة آل الأطرش بصفتهم أمراء جبل العرب السوريّ، بتسهيل مهمَّة القوات العسكريَّة البريطانية من العبور عبر الجبل إلى دمشق، بهدف اخراج المحتل الفرنسي منها. أسمهان أقبلت على تنفيذ هذا التَّكليف فقط بعدما حصلت على تعهُّد بريطاني خطّي- رسمي، ينص بالحرف على منح سوريا ولبنان وفلسطين الاستقلال. 

    

في سبيل هذا الهدف السَّامي، غامرت الأميرة في خوض المخاطر خدمة لبلدها، سوريا، ولأهلها في لبنان وفلسطين لينعموا بالاستقلال المنشود.

 

مهمَّة أسمهان في جبل العرب

لم يشهد تاريخ الغناء العربي، لا سيّما النّسويّ منه، مطربة مثيرة للجّدل، مثل المطرية آمال فهد الأطرش، 1917-1944، المعروفة فنيًا باسم "أسمهان". فقد عاشت منذ ولادتها في البحر، حتى وفاتها، أو قتلها يوم 14 تموز 1944 في ترعة ماء عند قرية "شرنقاش" بين طلخا والمنصورة. عاشت حياة صاخبة، مطَّربة، أثارت من حولها الكثير من الشّكوك والشَّائعات والأسرار التي لم تُفك طلاسمها حتى اليوم.

 

في اعتقادي أنَّ هذا التَّخبّط في شخصيَّتها يعود إلى احساسها بأنها أميرة لا بدَّ أن تنعم بجاه وسلطان وحريَّة، وبين كونها مطربة استطاعت خلال فترة قصيرة، بموهبتها الفذَّة، أن تجذب إليها كبار الملحّنين في عصرها، إضافة إلى شقيقها فريد، ليضعوا لها أعذب الألحان التي تساير صوتها السّاحر، ذات المساحات الواسعة، والامكانيَّات العالية، ما جعلها تتقن الغناء الشرقيّ والأوبراليّ الغربيّ بمنتهى اليسر والجمال، وتقف شامخة إلى جانب أم كلثوم.

 

في رأيي أن أسمهان لو وظّفت جلَّ اهتمامها لفنَّها وغنائها دون أن ُتبعثِر مواهبها وثقافتها على شؤون سياسيَّة أخرى، لاستطاعت أن تنافس "كوكب الشّرق"، أم كلثوم، وتُحقّق التّجديد المطلوب الذي بدأته في الغناء العربيّ. مثل أغنيتها "ليالي الأنس في فيينا"، سنة 1944، كلمات أحمد رامي، تلحين شقيقها فريد الأطرش، أو أغنيتها "يا طيور" سنة 1944 كلمات يوسف بدروس، ألحان محمد القصبجي، والأمثلة كثيرة.

 

أما بالنسبة لعملها مع المخابرات البريطانيَّة، فأنا وفقًا للمراجع الكثيرة التي طالعتها حول هذه المسألة، أقول منذ البداية، وقبل الخوض في التَّفاصيل: إنّ أسمهان لم تكن طيلة حياتها القصيرة على وجه هذه الأرض، جاسوسة لبريطانيا أو لأية دولة أجنبيّة أخرى، كما رَوَّج البعض، بل أرادت أن يحظى جبل العرب، وسوريا بالاستقلال من الاستعمار الفرنسي الذي أحكم قبضته بعد الحرب العالميّة الثانية، على سوريا ولبنان ودول شرق أوسطيَّة أخرى، وقد رحَّب في ذلك ابن عمّها، الأمير حسن الأطرش، بعد استشارة ومباركة زعيمهم سلطان باشا الأطرش المشهود له بمواقفه الوطنيَّة المشرّفة.

                               

 عن حياة وفن هذه المطربة الخالدة سيكون حديثنا القادم.

(يتبع)

رابط أغنية يا طيور، بصوت أسمهان، 1944، كلمات يوسف بدروس، ألحان محمد القصبجي

https://www.youtube.com/watch?v=PA3IRE7EPUM

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.