شامل عبد القادر

 حزب شاب عمره 77 عاماً

في 31 آذار من عام 1934 تأسس الحزب الشيوعي العراقي، وكانت جميع ظروف العراق آنذاك مؤاتية لقيام حزب ماركسي لينيني، واستقطب الحزب الجديد صفوة المثقفين والعمال والكسبة والطلاب العراقيين وكان بعبعاً مخيفاً لنوري السعيد الذي انشغل طوال حياته حتى قتله وسحله في شوارع بغداد يوم 15 تموز 1958 في محاربته وتفتيت خلاياه السرية وشنق قادته وترهيب اعضائه واصدقائه وزجهم في سجون ومعتقلات نائية وبعضها زرعها الانكليز- سادة الزعيم- في اعماق الصحراء لتحطيم نفسيات السجناء ومنعهم من اية محاولة للهروب والخلاص!!.

رفع الحزب الشيوعي شعاراً مركزياً؛ وطن حر وشعب سعيد.. وحول هذا الشعار المتفائل التف العراقيون من سكان الصرائف والاكواخ الطينية والاكراد والاكراد الفيليين والصابئة واليهود، وكان الحزب في الاغلب من حصة الفقراء والكادحين والحرفيين والشغيلة العمالية والفلاحين والطلبة والنساء وواجه الحزب حرباً بلا هوادة في العهد الملكي قادته دائرة التحقيقات الجنائية ومعاونية الشعبة الخاصة المرتبطة بمديرية شرطة بغداد التي اختصت بـ (مكافحة!!) الشيوعية والنازية والصهيونية على حد سواء!!.

الشيوعيون اليوم قلة قليلة لا تمويل لهم إلا اشتراكات مناضليهم واصدقائهم ولا يملكون ميليشيات وعصابات للسلب والقتل والابتزاز وليس هناك (اتحاد سوفيتي) لاتهامهم بالعمالة (!!) ولا توجد دولة مجاورة للعراق تحبهم او تمولهم بالخرجيات حتى انهم ازيحوا مؤخراً عن مقراتهم بأوامر الحكومة برغم ان (الحزب القائد) لهذه الحكومة يشغل بناية مطار المثنى العسكري منذ عام 2003 من دون ان يدفع فلساً واحداً بدل ايجار لحكومته!!.

من الامور الغريبة في (العراق الجديد!!) ان (احزاباً) لا تملك جماهير فازت فوزاً ساحقاً في الانتخابات الاخيرة وفي قلاع شيوعية محسومة للشيوعيين (لا اعرف كيف؟!) وحجزت لها عشرات المقاعد بينما تم افشال اعرق الاحزاب السياسية العراقية في مناطق نفوذه لان الشيوعيين – كما ارى – تجنبوا الوسائل المتخلفة في افساد وعي الجماهير او تضليلها!!. تحية لحزب شيوعي شاب وقوي عمره (77) عاماً وتحيتي لكل عائلة شيوعية عراقية تضررت نفسياً وجسدياً ومعنوياً عبر عهود وانظمة وتحياتي لكل مناضل عراقي يسعى لبناء عراق خال من الطائفية والشوفينية والهيمنة الامبريالية.. يسعى لاعادة الوجه العروبي والحضاري والانساني لبلاد

النهرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“مقتطفات”

جريدة “المشرق”

2/4/2011