اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تحرير تكريت.. ماذا يعني لنا؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

تحرير تكريت.. ماذا يعني لنا؟

صائب خليل

2 نيسان 2015

 

عندما تمر أحداث مهمة بالإنسان السوي وتنتهي ويزول التوتر الذي سببته له ويزاح عن ذهنه ثقل الإنشغال بتفاصيلها، فإنه يجلس متفكراً في ما قدمته له تلك الأحداث من دروس وتصحيحات في وجهة نظره عن مختلف الأمور والشخوص التي كان لها علاقة بالأمر. لأنه إن لم يفعل ذلك، بقيت الحقائق التي تكشف نفسها، مشوشة ولم تتمخض عن قرارات، و لم يستفد شيئاً من دروس ماضيه وبقي يكرر أخطاءه ويدفع ثمنها المرة تلو المرة.

كذلك الأمر مع الشعوب. ويفترض بنا نحن مثقفي شعوبنا أن نكون ذهنها المتفكر الذي يوضح ليس فقط ما يجري حولها، وإنما أيضاً ما يعنيه ذلك بالنسبة لها ولصورة العالم عندها. لذلك سوف أكتب سلسلة مقالات تحت عناوين تنتهي بـ "ماذا يعني لنا؟" تهدف إلى مراجعة الحدث أو الحقيقة المكتشفة وما الذي تعنيه وما هو الموقف المناسب الذي تفرضه.

 

أنبه أن هذه المقالة وأمثالها تعتمد على استنتاجاتي الشخصية التي أراها الأكثر منطقية من وجهة نظري، لكنها ليست جزء من الحقائق، ويمكن أن يختلف القارئ معي في استنتاجاته من الأحداث.

 

اولاً أن معارك تحرير تكريت كشفت لنا، وحتى قبل تحقيق النصر، حقيقة الخرافة التي قام الإعلام وتصرفات القادة السياسيين بتثبيتها في رؤوسنا من أن العراقيين مجانين بالطائفية وأن أحدهم يريد ذبح الآخر إن أتيحت له الفرصة وأنه لا سبيل لبقاء الشعب العراقي موحداً.

وكشفت لنا ايضاً أن "المصالحة" بين "مكونات" الشعب العراقي لا تشترط إعفاء المجرمين وإعادة البعث إلى السلطة والأمن والقوات المسلحة، وأن تلك أهداف الساسة الذين جاء بهم الإحتلال ووضعهم كممثلين للسنة والذين لا نرى سنياً واحداً يعترف بهم اليوم، ولا ينتخبون إلا لحيرة الناس المحاصرة بالسفلة في كل مكان.

 

وكشف لنا أن العلاقة بين العراقيين علاقة إنسانية عميقة لم تتمكن سنوات الإحتلال والإعلام الذي جاء به إلا من خدشها خدشاً سطحياً، يزول تأثيره بأي حدث عميق يكشف المعدن الحقيقي للإنسان العراقي، من معركة تكريت وإلى كارثة جسر الأئمة. وكشف لنا أن القادة الدينيين الطيبين للطرفين والذين لعبوا دوراً أساسياً في منع الحرب الأهلية في الماضي، مازالوا قادرين على تحفيز المشاعر الشعبية والوطنية بوعي كبير، وبشكل خاص السيد السيستاني ألذي يدين الشعب العراقي له بالكثير.

 

كشفت الأحداث أن حملة رايات الحسين لا يقصدون الهجوم على السنة، أو تحركهم خرافات انتقام تاريخي، وإنهم مستعدين لتنزيل هذه الرايات ورفع رايات العراق الموحد إن تطلبت طمأنة المقابل ذلك.

وكشفت لنا بالمقابل أن السنة لا يرون في الشيعة أعداءهم بل احبتهم وعونهم وأملهم في التخلص من الظلم والحيف الذي أحاق بهم، فرحبوا بهؤلاء بالأحضان وبالرقصات العفوية العميقة الدلالة.

 

وما الذي يعنيه ذلك؟ إنه يعني أن أحداً ما أسس خفية ذلك العداء والكره المصطنع بين الشيعة والسنة لهدف في نفسه. جهة أو جهات تستفيد من هذا العداء لتسيطر على البلد، أو تثرى على حساب شعبه، وتبقى في السلطة رغم افتضاحها. ويعني ذلك أن على الشعب العراقي سنة وشيعة اعتبار هؤلاء المثيرين للطائفية بالكلام المباشر أو غير المباشر، ، وأنهم ليسوا فقط غير صالحين كقادة، بل أنهم اعداءه الصريحين الهادفين قصداً إلى تدميره وأن معركته معهم معركة حياة أو موت.

إنه يعني أيضاً أن على السنة أن لا يصدقوا مسبقاً كل إشاعة عن جرائم يرتكبها الحشد أو الجيش في المناطق المحررة، وأن يضعوا أمامها علامات استفهام لفحص مصداقيتها، لأن أكثر ما قيل هو قصص من الخيال، كتبت لتدغدغ مشاعر الخوف. وهو يعني من الجهة الأخرى أن على الشيعة ان لا يكذبوا مسبقاً كل شكوى سنية بحدوث اعتداء، وأن يكون لقادة الحشد الصبر والأمانة للتحقيق في الشكوى وطمأنة المشتكي أو اعطاءه حقه كاملاً. 

 

 

تحرير تكريت كشف لنا أيضاً خرافة حالة اليأس التي وضعنا فيها الإعلام العالمي وإعلامنا، وكذلك الأحداث، وأن هزيمة داعش لا تتطلب ثلاثين سنة من الدولة العظمى كما قال وزير دفاعها السابق، ولا حتى ثلاث سنين كما قال رئيسها مشاركا في الكذبة والوهم.

 

وماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن ساسة الولايات المتحدة كانوا يكذبون علينا في هذا الأمر.

وماذا يعني ذلك؟ إنهم يريدون أن نقتنع ونرضى باحتلال داعش كأمر واقع ننطلق منه، وربما نقبل بتقسيم بلادنا وإبقاء قواتهم على أرضنا، هم وبقية ذيولهم من عرب وغير عرب. معركة تكريت كشفت لنا أن هذا كله هراء، وأن لا حاجة لأية قوات عسكرية أمريكية أو ذيولها على أرض العراق.

 

ثانيا معركة تحرير تكريت قدمت لنا الدليل القاطع على أن داعش فرقة إرهاب أمريكية شأنها شأن القاعدة التي اعترف كبار ساستهم بتأسيسها (سليزنجر ، كلنتون)، وأن أميركا مازالت تدعمها بإنزال المعونات إليها، وأيضاً بقصف قواتنا عندما تكون في مواجهتها. إنه يعني أن أميركا الموجهة بالأجندة الإسرائيلية عدو للشعب العراقي.

 

هل هناك ما يؤكد هذا الإستنتاج أو ينفيه من التصرفات الأمريكية السابقة؟ إن أبرز الأحداث المتعلقة بمعركة تكريت وداعش هو موضوع التسلح. وقد رأينا كيف قامت أميركا باستلام المليارات من أموال العراق في صفقات بيع سلاح وتدريب جيش، وفي النهاية امتنعت عن تسليم السلاح، وقدمت لنا جيشاً يهزم أمام عصابة! وهذا يعني أن احتلال داعش لأرضنا كان مخططاً أمريكياً إسرائيلياً منذ زمن، منذ رفضوا تسليم السلاح، ومنذ أثاروا الدنيا على محاولة شراء السلاح من روسيا، وأثاروا ذيولهم في كردستان ليعترضوا على ذلك ويمنعوه! إذن فهذا الموقف العدواني ليس حدثاً طارئاً، بل مخطط قديم!

 

وماذا يعني هذا؟ عندما تكتشف الدولة جاسوساً له أجندة أخرى غير التي كانت تظنها، فإنها تراجع وبالسرعة القصوى، كل علاقات ذلك الجاسوس وكل تأثيراته وما قام به بحثاً عن الألغام التي وضعها وفق الأجندة المكتشفة. وهذا يعني أن علينا أن نراجع كل آثار الإحتلال ومؤسساته وكل ما أنشأه في البلاد. فلا يعقل أن يسعى لتدمير البلاد من خلال داعش، ويسعى إلى بنائها في كتابة الدستور وتأسيس البنك المركزي وأن لا يخترق الجيش العراقي وقوى الأمن التي أسسها بعملاء لإسرائيل وله!

 

إنه يعني ضرورة مراجعة العلاقة مع الأصدقاء المقربين من أميركا (وإسرائيل) كأشخاص مثل اياد علاوي (ومثال الآلوسي) (وهما يختبئان اليوم وراء مهاجمة أميركا .. سنكتب عن هذا) وما قاما به من نشاطات.

وكذلك علينا مراجعة علاقاتنا المقربين من أميركا على المستوى الدولي مثل العلاقة مع كردستان، والتي سنرى أنها علاقة نهب وابتزاز مستمر وتأييد لكل مشروع مدمر وممثلين لإسرائيل في مجلس النواب العراقي. وكذلك مع الأردن، لنكتشف تلك العلاقة المثيرة للتقزز، والسعودية، لنرى بوضوح ذلك البلد الزومبي الذي حوله الأمريكان إلى عدو للبشرية، والسيسي، لنفهم عميل إسرائيل الذي تفوق على مبارك في اجتهاده، وتركيا التي يحكمها من سنراه جاسوس سري واختراق إسرائيلي لتركيا والمكلف بتحطيم سوريا والعراق لصالحها.

 

إن مراجعة مسيرة العراق السياسية لكشف تأثيرات هذا العدو، ستكشف لنا خللاً هائلاً وخطيراً. فسنكتشف بسهولة أنه هو من قام بتنصيب حكوماتنا طيلة ما بعد الإحتلال، وبالرغم من الديمقراطية. ولقد فعل ذلك بتزوير الإنتخابات من خلال شركة “ناشطة” وغيرها كما كتبنا عن ذلك في سنين الإنتخابات الأولى، ومن خلال الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات التي وضع عليها فرج الحيدري وكشفت النائب الفتلاوي أن الهيئة، إضافة إلى فسادها الشديد، كانت تحوي إرهابيين اشتبكوا مع الشرطة في الشوارع!

وعندما لم يكن التزوير كافياً للحصول على العميل المناسب لحكم البلاد، فإنهم كانوا يغيرون رئيس الحكومة المنتخب كما يغيرون ملابسهم الداخلية، ولم يحكمنا حتى الآن إلا من انتخبوه هم! فبعد أياد علاوي، لم يبق الجعفري المنتخب في مكانه إلا لحظة زمن. فقد أزالت كونداليزا رايس إبراهيم الجعفري وجاءوا بالمالكي بمؤامرة قادتها كردستان. ثم قام اوباما بإزاحة المالكي، بعد ثمان سنين من الإنبطاح، والإتيان بالعميل الأكثر قدرة على القيام بالأعمال المخلة بالشرف، حيدر العبادي، الذي رأينا أنه لم يخيب أملهم ولا أمل ذيولهم في شيء.

 

إن مهمة العراقيين اليوم في تنظيف بلادهم من الآثار الأمريكية بعد إزالة سلطتهم عليها، كمهمة الحشد الشعبي في تنظيف بيوت وعمارات تكريت من الألغام التي تركتها داعش فيها قبل مغادرتها! إن كل زاوية في العراق بحاجة لـ "حشد شعبي" ينظفها من ألغامها. وما لم يقم الشعب العراقي بمهمته في كشف وإزالة تلك الألغام فسيبقى أبناءه يعانون طويلا من انفجاراتها القاتلة، وكلما تأخر بذلك زادت التكاليف والضحايا.

 

كشفت لنا تلك الأحداث أيضاً من هو الوطني الشجاع الذي يكشف الحقائق ويضعها أمام أنظار الشعب (د.حنان الفتلاوي ، حاكم الزاملي، قادة الحشد الشعبي وجنود وضباط الحشد الشعبي وغيرهم) ومن الذي وضع نفسه ستاراً ليحمي الأمريكان من الفضيحة على حساب شعبهم واستمروا بتأكيد وهم "الصداقة" الخطر:(رئيس الحكومة حيدر العبادي، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، القطط السمان في المجلس الأعلى، وغيرهم).

 

وماذا يعني ذلك؟ يعني أن الخط أصبح واضحاً بين الأعداء والأصدقاء، ويفترض أن لا يتمكن الإعلام والساسة المأبونون أن يشوهوا ذلك الخط علينا بالحديث عن "الصداقة" و "الحاجة" و "الإنفتاح على الجميع"..

هل هذا حدث طارئ وخلل تاريخي نشاز يمكن أن نأمل بزواله لتصحح العلاقة مع أميركا وبناء "شراكة" معها وتحقيق "منفعة متبادلة".. الخ؟ هناك الملايين من الأدلة على أن التدمير هو النهج الأساسي في تعامل أميركا مع العالم وأن إداراتها ترى مصالحها فيه وليس في "المنفعة المتبادلة" بل في الإستيلاء على كل الثروة وكل السلطة الممكنة في أي بلد. ويكفي المرء أن يقرأ كتاب "قتل الأمل" أو "التاريخ غير المروي للولايات المتحدة" أو مجموعة كتب جومسكي، بل يكفي أن يكتب في كوكل: "لا تثقوا بأميركا حسين سرمك" ليطلع على سلسلة مقالات جمع فيها الدكتور حسين سرمك الحقائق المذهلة من التاريخ الأمريكي الحديث، خاصة في التعامل الأمريكي مع الشعوب الضعيفة والعربية بالذات، ليعرف أن السم الأمريكي الذي يحقن في بلادنا ليس إلا قرار منهجي مقصود، وهو ليس إلا استمرار للسموم التي وزعتها هذه الدولة على شعوب الأرض خلال تاريخها الأسود القصير، بهدف هيمنتها على العالم وعملا بمبادئ وأخلاقيات الرأسمالية وحرية السوق التي تتبناها.

 

إذا انتهينا من تلك النقطة واتفقنا أن الخط بين الأعداء والأصدقاء اصبح واضحاً، وأن مصالحنا أصبحت واضحة والخطر الذي يهددها أصبح أمامنا، فأن ذلك يعني أنه صار أمامنا واجب واضح في العمل بكل السبل على تخليص بلادنا من الوجود الأمريكي والتأثير الأمريكي، وأن من كل من يسعى لتثبيته وبقائه، هو عدو لنا بالضرورة ويجب التعامل معه بالحزم اللازم، إن أردنا النجاة مما نحن فيه.

 

إنه يعني أيضاً أن الحكومة التي تتربع على السلطة في العراق، والتي نعلم جيداً كيف جاءت بجهد أمريكي مع ذيولهم في كردستان، حكومة معدومة الثقة وبالتالي حكومة خطرة على مصالح العراق وشعبه ويجب العمل على إزاحتها بأية وسيلة وبأسرع وقت ممكن. كذلك يجب العمل على مراقبتها بدقة والضغط عليها لمنعها من اتخاذ اية إجراءات مدمرة للبلاد لحساب من تأكدنا أنه عدو للبلد.

 

هل هناك ما يؤكد مقالقنا من هذه الحكومة، أم أنها جاءت وفق توازنات أخذت فيها مصلحة البلد بنظر الإعتبار؟ أنه يحمل الاعلام اليوم في مقدمة المحتلفين بانتصارات الحشد الشعبي، راكباً على نصر صنعه غيره، بل كان هو جزء من المشروع المضاد له. إنه يريدنا أن ننسى ما الذي الذي جاء العبادي يحمله، والذي لا يبقي أية شكوك في دوافع العبادي وأجندته. فقد جاء يحمل مشروعين: الأول تسليم كردستان كل ما تريد من ابتزاز للنفط وثروة البلاد، ووضع العراق في حالة عدم استقرار بسبب ذلك حين تطالب بالمساواة بقية المحافظات، ودون أن يقلقه ذلك الأمر الذي يؤدي إن تم، وكنتيجة حتمية إلى تمزيق العراق وانقسام محافظاته.

والثاني مشروع إسرائيلي واضح لتمزيق العراق، بتحويل السلطة العسكرية من سلطة وزارة الدفاع المركزية والجيش العراقي، إلى مجموعة جيوش تفرض سلطتها كل على محافظته. وجاء في نصوص المشروع بشكل صريح ما يستنتج منه أن الغرض من تلك الجيوش هو منع الجيش العراقي من دخول أية محافظة بدون موافقة الحكومة المحلية فيها. كما جاء بشكل واضح أن قيادة هذه الجيوش سوف تكون من ضباط صدام الذين تم استبعادهم بعد مكافأتهم برتب أعلى. وجاء بوضوح أيضاً في المشروع منع منتسبي الحشد الشعبي من دخول هذه الجيوش بتسميتهم "الميليشيات". أي أنه جويشات انفصالية يقودها ضباط بعثيين كبار عديمي الشرف تم تجنيدهم ليأتمروا بالتوجيه الأمريكي تماماً مثل اؤلئك الذين سلموا الموصل لداعش، وبنفس الأهداف!

 

هذا كله يؤكد استنتاجنا المنطقي بأن الذيل الذي أتت به أميركا بطرق كردستانية ملتوية وغير دستورية ليحكم العراق، هو جزء من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على العراق، وأنه عدو العراق الذي يجب إنهاء وجوده الخطر على كرسي الحكم قبل أن يتاح له الفرصة لتنفيذ أجندتها المدمرة في البلاد.

 

وهذا يعني أيضاً، أنه حتى يأتي ذلك اليوم للتخلص من سلطة هذا الرجل في العراق، فأننا يجب أن ننتبه لما يقوم به وتقوم به حكومته من توقيع اتفاقيات دولية واتفاقات مع عصابات المال الدولية المسماة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتي يعلم الجميع أنها تعمل لصالح المؤسسات المالية الثرية في الغرب وأنها تسببت في تدمير اقتصاد الكثير من البلدان النامية (وسنكتب عن ذلك لاحقاً). إننا لا نعرف ما يوقعه هذا الرجل وهو يتجول في العالم أكثر مما يتواجد في العراق، ويوقع الإتفاقيات بدون علم مجلس النواب مستغلا الإنشغال بداعش. لقد رأينا في ما يسمى "مفاوضات" حكومته مع كردستان ما يجب أن يثير الرعب فيما يمكن أن ينبطح به هذا الشخص أمام الأردن أو مصر أو أميركا، ليكمل ما بدأه "فاشل العصر" من سلسلة تسليم مقدرات العراق بيد أميركا وحثالاتها في المنطقة. ويجب على الشعب العراقي الإنتباه إلى ذلك لما سوف يلزمه به من تركة ثقيلة جديدة فهؤلاء لا يؤتى بهم إلى حكم بلادهم إلا لنهبها وتثبيت القيود على أجيالها التالية.

 

ما الذي يراد للعراق؟ شاهدت هذا اليوم فيديو مخيف عن الدمار الذي لحق بالرمادي.. وحجم الدمار المتحقق اليوم، ينبئ عما سوف يتحقق في القريب العاجل، وأن ما يراد للعراق هو ذات ما أريد لسوريا من دمار، إن هذه "المداراة" في الموقف من أميركا وأذيال أميركا والحقائق التي تكشفهم، والتردد الذي يتبناه ويعتمد عليه ساسة العراق لضمان مصالحهم والتضحية بالعراق، هو ما شجع اعداء العراق على الإيغال به، وأوصل الدمار في بلادنا إلى ما وصل إليه.

 

 

إذن السؤال الأخير هو: ما الذي يعنيه هذا الدمار بالنسبة لنا؟ إنه يعني أن من يقف وراءه لا يقف عند حد حتى نهاية ضحاياه، فهل من تردد ومداراة أمام هذا؟ هذا الدمار يحيل تشويش المجاملات إلى صورة مميزة حادة الملامح، يجب أن يراها المثقف العراقي بكل وضوح وشجاعة، ويعمل على وضعها بجلاء أمام أبناء شعبه.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.