اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل سيضم ترمب الفرات لإسرائيل؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

هل سيضم ترمب الفرات لإسرائيل؟

صائب خليل

27 آذار 2019

 

نتانياهو استند الى آيات في التوراة لاعتبار الجولان أرضاً اسرائيلية، فلبى نبيهم الجديد في أميركا الأمر، فما الذي يمنع ان يضم الفرات لإسرائيل مستقبلا على نفس الأساس؟

صحيح ان الفرات بعيد جغرافيا (حتى الآن) عن حدود إسرائيل، لكن التقدم الحدودي ليس هو الطريقة الوحيدة للاحتلال.

هل نعلم مثلاً، كم إسرائيليا في السفارة الأمريكية في الخضراء؟ بل هل نعلم ان كانت تلك، "سفارة" أمريكية أم قاعدة استراتيجية إسرائيلية تدير احتلال البلاد؟

يمكننا ان نلمس اثرهم، ويمكننا ان نشاهد كيف يجعلون المواطن من الدرجة الثانية او العاشرة أمام يهودهم. قبل فترة شاهدنا مؤسسة دينية عراقية كبيرة تخاطر بسمعتها خانعة لتستضيف شخصية صهيونية معروفة، وقبل ذلك شاهدنا مخرجا سينمائيا ذليلا يحشر إهانة نبوخذ نصر في فلمه البائس وبلا أي مبرر معلن، ويحصل على المال لدعمه من وزارة الثقافة العراقية التي كانت قد رفضت دعم فنان عراقي اصيل في مشروع لتوثيق المسرح العراقي بحجة عدم توفر الأموال.. وقبلها ومنذ البدء، لم تظهر في بغداد الاحتلال إلا المسلسلات والأفلام الخاصة بالفنانين اليهود من العراقيين والشخصيات المعروفة بخيانتها للبلاد وتذللها للاستعمار، عدا التبجيل المستمر للشخصيات العراقية اليهودية وكأنهم كانوا البشر الوحيدين في العراق في وسط من الهمج!

هكذا نشاهد كل ما هو عراقي يدفع الى الخلف لصالح ما هو يهودي أو دوني يبرر للتطبيع، ودون ان تدري كيف ولماذا.

 

وأخيراً تمكنت السفارة من تحقيق حلمها القديم الذي سعت بهمة لتحقيقه منذ الحكومة المنتخبة الأولى بتنصيب شخصية ذات تأريخ أشد اثارة للقلق حتى من حاضرها، وهو عادل عبد المهدي، على رئاسة الحكومة.

وسارع هذا وكأنهم يحسبون ان أيامه قد لا تطول إلى كل المشاريع التي تسهل على إسرائيل السيطرة على البلاد. فأعلن انه "لا علاقة للسيادة بوجود قوات الاحتلال في البلاد" وقام بتعيين وزراء مشبوهين ومكشوفين من بعثيين وداعشيين ونحن نعلم لمن يعمل هؤلاء وهؤلاء، إضافة إلى تسليم وزارة المالية لكردستان مع رئاسة الجمهورية، ووضع شخص في وزارة الخارجية يسارع لأول مرة للحديث عن حل مع إسرائيل.

عبد المهدي سارع بتوقيع اتفاقيات مدمرة تماما للاقتصاد العراقي لم يجرؤ من قبله على توقيعها، تهدف إلى القضاء التام على اية صناعة أو زراعة وطنية مستقبلا.

كذلك باشر بهمة ونشاط بتوقيع والبدء بتنفيذ مشروع أنبوب النفط الذي لا يحمل أي مبرر اقتصادي، ليضع نقطة تصدير النفط عند المرمى الإسرائيلي، وليعلن مشاريع تصفية النفط ليس في بلده، بل في بلد اشد الحكومات عدوانية تجاه العراق وعمالة لإسرائيل.

وتم كل ذلك خلافا للدستور الذي ينص على ضرورة موافقة مجلس النواب على اية اتفاقية دولية وبنسبة الثلثين! لكن عبد المهدي لم يكن بحاجة إلا الى أن يطلق على اكبر اتفاقية دولية اقتصادية عرفها العراق في تاريخه اسماً آخر، ليفلت من النص الدستوري، وليقدم واعظ السلاطين الأشد تملقا ونفاقاً، والبوق القانوني الجاهز لتبرير لكل جريمة لاي حاكم عراقي منذ الاحتلال وحتى اليوم، بل هو بدأ مهمته غير المشرفة منذ النظام البائد، ذلك هو طارق حرب!

طارق حرب هذا شارك بهمة على الفضائيات في الحملة المسعورة لتوجيه غضب الناس من مقترح قانون الجنسية الجديد، نحو إيران ونحو العراقيين الذين هجرهم صدام الى ايران، رغم أن القانون مصمم بوضوح لتجنيس اليهود التي ستقدمهم إسرائيل على انهم احفاد الذين هاجروا من العراق! وفي احدى لقاءاتهم لم يخف طارق حرب رأيه بأنه من الأفضل إعطاء الجنسية لهؤلاء على "الإيرانيين"، كما يسمي العراقيين المهجرين من النظام السابق. طارق حرب جزء من تلك المؤامرة لكنه بالطبع ليس الوحيد.

قبل أيام شارك عبد المهدي، باجتماع مثير للقلق مع اشد رئيسين عربيين عمالة لإسرائيل، وحرص الثلاثي هذا على تجنب الإشارة الى مبادرة سيدهم بإعلان التبرع بالجولان لإسرائيل!

لكن الأشد خطر هو ما لم يتم الحديث عنه وهو الدافع الحقيقي لتلك القمة بين ذيول إسرائيل. والمنطق يقول أن الحديث لم يجر إلا على تمويل العراق للعميل المصري كما هو الحال مع تمويل العميل الأردني. كما انه من المتوقع ان يتم تكليف العراق بجزء مهم من مشروع إسرائيل لصفقة القرن، أو ما كان يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد.

ولنلاحظ ان إسرائيل تضع تكاليف عملائها دائما على رقبة الدول العربية ذاتها. فقد اجبر صدام على دعم نظام الأردن منذ خيمة صفوان، فكان يسلم "خاوة" النفط المخفض اليها، ليستلم مقابلها منتجات اردنية (أو غير اردنية يعلم الله من اين تأتي). وذات الفكرة تنطبق على جعل السعودية والخليج تدفع ثمن الحرب على اليمن لحساب اميركا وإسرائيل، وحتى على الاتحاد السوفيتي بإغراق السوق بالنفط الرخيص على حساب الخليج ذاته.

 

وتفضل إسرائيل متى كان ممكنا ان يكون الدفع من العراق، ولا تلجأ إلى الخليج إلا عند عدم إمكانية الدفع من العراق، رغم الفارق الشاسع في الوضع الاقتصادي للاثنين. ففي الفترة التي توقف فيها تصدير النفط العراقي خلال حرب الاحتلال الأخيرة، قامت السعودية والإمارات بتغطية "حصة العراق" من الدعم النفطي للأردن. وما ان عاد العراق للإنتاج، حتى اعادت له اميركا الخاوة المخصصة له.

لماذا تفضيل العراق لدفع تلك المبالغ؟ هناك أسباب عديدة، أولها أن الخليج بلدان مضمونة اكثر لإسرائيل وأميركا وثرواتها ستوجه لها في النهاية. لذلك من "الحكمة" المسارعة باستنزاف كل ما هو ممكن من العراق أولا. وهذه الإمكانية تتزايد حجماً مع تنصيب شخوص اكثر واكثر خضوعا لأميركا، وهذا ما لاحظناه بوضوح منذ الاحتلال. فبعد حكومة علاوي التي كان لأميركا الحرية الكاملة لاختيارها، جاء الجعفري المعروف بأنه اقل زملائه انصياعا للأمريكان فتمت ازاحته من قبل كونداليزا رايس خلال اشهر، بمساعدة تآمر كردستاني تام، فجاء المالكي الأكثر ليناً تجاه اميركا وكردستان، رغم ان أملهم كان بتعيين عبد المهدي. ثم تحركوا ليعينوا العبادي بالاحتيال وفرض الأمر الواقع، واخيراً تم تحقيق امنيتهم بتعيين عبد المهدي بخلاف صريح وتام للدستور، وخيانة الكتلتين الأكبر لشعبهما ولقسمهما بحماية الدستور.

 

هكذا يعيش العراق اليوم تحت اخطر حكومة عرفها على وجوده ومستقبله، منذ تأسيسه وحتى اليوم! إننا نرى هذه الحكومة تسارع بهمة غير طبيعية لعقد الاتفاقيات المدمرة للاقتصاد، والتي تسمى بأسماء أخرى لتجنب الدستور بمساعدة مستشارين قانونيين من أمثال طارق حرب، ويتم تكبيل البلد بديون تتزايد حجماً مع الحرص على صرف ميزانيته بأشكال غير مثمرة وتشتيت ثروته بحيث لا يستطيع ان يبني شيئا، سوى الديون!

 

إن تدمير العراق هدف بحد ذاته، وليس سرقته فقط. والعمل جار على قدم وساق لتحقيق ذلك الهدف. لقد تم انقاذ العراق بقدرة قادر من مؤامرة عبد المهدي على النفط من خلال قانون شركة النفط الوطنية العراقية، التي وصفها خبير المحكمة الاتحادية بأنها تهدد بتقسيم العراق واشعال الحرب الأهلية فيه. لكن هناك عشرات المؤامرات التي لا تقل خطرا، وليست الاجتماعات الأخيرة للقادة العملاء إلا لتنسيقها.

بالمقابل فأن جهة المقاومة العراقية تمر بأشد مراحلها هزالا وسخفاً. ولا أحد يدري إلى اين وصل الاختراق الإسرائيلي لها، لكن المفاجآت تتوالى، والحجج الباهتة للتخلي عن أي موقف حقيقي تثير الأسى والألم والخوف مما سيأتي.

لذلك فأن تسليم الفرات لإسرائيل من قبل الامريكان، حتى ولو كان بدون اعلان كما هو الحال في الجولان، ليس أمراً خيالياً تماما. إنه تحد كبير جداً لم يشهد هذا البلد وهذا الشعب بحجمة من قبل أبداً..

 

قبلنا مر المصريون بهذه المرحلة الحرجة وخسروها، فتحولت بلادهم التي كانت يوما عظيمة، إلى مسخرة مؤلمة.. وكما نحذر اليوم حذر المصريون الأباة شعبهم، فقالو لهم : مافيش بديل مافيش مناص.... يا تجهزوا جيش الخلاص.. يا تقولوا ع العالم خلاص ...

لم يجهزوا جيشهم، فقالوا ع العالم خلاص! .. وان استمرت المسيرة هذه، فهم السابقون ونحن وبلدنا وأولادنا... اللاحقون!

 

خلاص خلاص

مالكوش خلاص

غير بالبنادق والرصاص.

 دا منطق العصر السعيد

عصر الزنوج والامريكان.

 الكلمة للنار والحديد

والعدل اخرس او جبان.

 صرخة جيفارا يا عبيد

في أى موطن او مكان

مافيش بديل مافيش مناص

يا تجهزوا جيش الخلاص

يا تقولوا على العالم خلاص .

 

احمد فؤاد نجم .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.