اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل انتقل الفساد الى الهجوم؟- ماجدة التميمي تتصدى وبنك الرشيد ينتقم// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

هل انتقل الفساد الى الهجوم؟

- ماجدة التميمي تتصدى وبنك الرشيد ينتقم

صائب خليل

30 آذار 2019

 

دافعت الدكتورة ماجدة التميمي عن موظف في مصرف الرشيد (زياد طارق كاظم)، بوجه إجراءات إدارية بحقه. وجاءت تلك الإجراءات بعد أن "كشف مخالفات مالية خطيرة بالمليارات وساهم بكشف الفساد ووثقه في تحقيقات إدارية أغفلها المصرف الذي سعى الى التغطية عليه" حسب قولها(1)

 

وبينت التميمي "بأنها قد رصدت مخالفات مصرف الرشيد ومؤسسات اخرى عديدة بالمئات وهي جاهزة لإرسالها الى هيئة النزاهة والادعاء العام وغيرها لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وستعلن عنها خلال مؤتمر صحفي قريبا جداً"

وقالت أن مدير عام مصرف الرشيد نقل الموظف الذي كشف الفساد من محل عمله وأبقى المتورطين بالتجاوز على أموال الدولة في مواقعهم التي أتاحت لهم التجاوز! ووعدت انها "ستقوم بعرض عدد كبير جدا من الملفات التي تتضمن المخالفات المالية والإدارية التي تورط بها مصرف الرشيد ومؤسسات اخرى في مؤتمر صحفي عن قريب تتضمن هدر اموال الدولة وفساد بالمليارات بالوثائق الدامغة"

 

هذا من ناحية، لكن وسائل الإعلام امتلأت بالأخبار والمقالات التي تقول ان “النائبة ماجدة التميمي “تبتز” مدير مصرف الرشيد الحكومي لمنع نقل احد الموظفين” كما في خبر "صوت العراق" هنا (2)

وكان تبرير المدير العام رشيد خضير وحيد، ان الموظف من المشمولين بقرار تدوير الموظفين. وقال أن النائب/ ماجدة التميمي اتصلت في الساعة العاشرة من ليلة الأحد وبصيغة الأمر بإلغاء أمر النقل، وانها اتجهت إلى التهديد والوعيد مدعية بأن لها ملفات فساد عن المصرف وستقوم بإبرازها امام الاعلام. وادعى أنها قالت: "يعتبر موقفك تحدي لشخصنا لعدم امتثالك لأوامرنا" وأنها سوف تقوم باستدعائنا الى اللجنة المالية في مجلس النواب.

وأشار مدير البنك الى انه حقق ارباحاً مالية للبنك بلغت ۱۷۰%عن السنة الماضية وكذلك تم استرجاع مبالغ طائلة للمصرف كانت بأعداد المفقودة منذ سنين خارج العراق. وقال "كرمنا من قبل دولة رئيس الوزراء بالشكر والتقدير."

 

من نصدق؟ البنوك مراكز الفساد المالي ومدراءها هم الأكثر فسادا في العادة.. لكن هذا ينطبق أيضا على أعضاء مجلس النواب بشكل عام.

إنني أميل كثيراً لتصديق التميمي واسبابي هي التالية:

1- كثرة الإعلام غير الطبيعي الذي دافع عن مدير البنك واتهم النائب ماجدة بابتزازه، تشير ان هناك حملة إعلامية منظمة ومدفوعة الثمن بسخاء. وبشكل عام فأن من أشد من يعمل لتدمير العراق اليوم هم الإعلاميون فهم يستلمون على قدر حجم الكذبة وسعة نشرها.

2- إذا كان هذا الموظف قد كشف ملفات فساد بالفعل، فستكون صدفة غير قابلة للتصديق ان يكون نقله بعد ذلك الكشف فوراً. والطبيعي في هذه الحالة ان يتم نقله الى مكان أفضل أو ان يبقى في موقعه على الأقل.

3- من الصعب تصديق ان نائب يقول لمدير البنك "يعتبر موقفك تحدي لشخصنا لعدم امتثالك لأوامرنا"، بشكل مباشر. وأفترض انه ليس للمدير دليل على ذلك، وإلا لقدمه (بشكل تسجيل صوتي مثلا، ولو ان هذا ممكن التزوير).

4- محاولة مدير البنك الدفاع عن نفسه بالإشارة الى أمور لا علاقة لها بالقضية مثل تحقيق أرباح أكثر من السنة الماضية أمر مثير للريبة. أما الإشارة إلى تكريم رئيس الوزراء له، فهو اشبه باستعراض العضلات والتهديد لردع المقابل عن متابعة القضية.

في كل الأحوال هذه الدفاعات لا تعني شيئا ولا تعني أن من يملكها محصن من الفساد، خاصة في دولة مثل العراق، حيث تكريم الفاسدين ورفعهم، هو قاعدة أكثر مما هو شذوذ.

 

قد يتساءل المرء: وما شأن النائب بموضوع نقل موظف في دائرة ما؟ وهذا الاعتراض مردود إن كان ذلك الموظف هو الذي قدم تلك المعلومات التي كشفت الفساد للنائب. في هذه الحالة يكون من حق النائب بل وواجبه حماية من كشف الفساد من الضرر الذي قد يلحق به من الفاسدين، وإلا لن يتجرأ أحد على كشف أي شيء مستقبلا.

 

لن نجزم مسبقاً بأي شيء، وعلى اية حال، النائب التميمي قالت انها تمتلك وثائق الفساد وانها ستقوم باستدعاء مدير البنك لمواجهته بها، وستكون تلك الوثائق القول الفصل في القضية، ونحن في انتظارها. فإن فعلت كان بها، وإن لم تفعل فهي تدين نفسها.

 

ملاحظة ختامية: إن تبين ان كلام النائب ماجدة صحيح، فتقديري أنه سوف يتم إبعادها عن مجلس النواب بطريقة أو بأخرى. فقد "نظفوا" المجلس، بالتزوير المفضوح للانتخابات، من كل من كان يفتح فمه فيه. ولذلك يستطيعون الآن تمرير موازنات عجيبة وعقود مدمرة ويرشح للحكومة رئيس بشكل مخالف للدستور. بعد كل هذه الإنجازات التي حققها الخندق الأمريكي - الفساد، لن يسمحوا لأحد ان يتحدى ويخرب لهم طبختهم، وقد يؤخر قليلاً انهيار البلد، كما يهدفون. نحن في انتظار تقارير د. ماجدة التميمي.

ملحق: بعد نشر المقالة تبين ان النائب ماجدة التميمي قد قدمت تقريراً اوليا الى مجلس النواب وهيئة النزاهة ونشر امس، عن اختلاس اكثر من خمسة ونصف مليار دينار عراقي، وان التحقيق مازال جاريا.(3) الغريب ان الموظفة المتهمة بالاختلاس شبه الثابت (بينت النائب طريقة الاختلاس بأنها كانت تأخذ جهازا مصرفيا لبيتها لتقوم بالعملية، وكذلك بينت انه تم نقلها عقوبة لها) تمت معاقبتها حتى الآن بنقلها الى فرع آخر! ألا يفترض حبسها على ذمة التحقيق او اتخاذ إجراءات لمنع هربها؟

جاء في كلام النائب ان المفتش العام قام بتقييم مدير البنك بأنه غير مرضي، مما يؤكد ما قلناه عن لجوئه الى الدفاع عن نفسه بالطرق الإعلامية والتهويش بأنه تلقى شكرا من رئيس الوزراء، وهو ما يضع رئيس الحكومة أيضا، ضمن التساؤل.

 

 (1) منشور من صفحة النائب ماجدة التميمي حول بنك الرشيد

https://www.facebook.com/drmajeda/photos/a.962951633764283

/2234839996575434

/

(2) صوت العراق | بالوثيقة.. النائبة ماجدة التميمي تبتز مدير مصرف الرشيد الحكومي لمنع نقل احد الموظفين

 https://www.sotaliraq.com/2019/02/28/بالوثيقة-النائبة-ماجدة-التميمي-تبتز-م/

 

(3) ماجدة التميمي تكشف عن عملية اختلاس في مصرف الرشيد بلغت أكثر من 5 مليارات دينار عراقي

 https://www.youtube.com/watch?v=QZN5pFNJ5fc

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.