اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خيارات العبادي الصعبة بعد الاعتصام// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

خيارات العبادي الصعبة بعد الاعتصام

جمعة عبدالله

 

نجحت حركة الاحتجاجات الشعبية في الوصول الى تخوم المنطقة الخضراء والاعتصام على بواباتها. هذا يعتبر تغيير في كفة الميزان الصراع, لصابح جبهة الشعب في مظاهراتها الجماهيرية الحاشدة, ضد جبهة الفساد والفاسدين, وبات هؤلاء وضعهم اكثر صعوبة وحرجاً لا يحسد عليه, وينذر بشتى العواقب والاحتمالات السيئة, وان الوضع السياسي مقبل على هزات كبيرة , من شأنها ان تحول المشهد السياسي الى تبدلات نوعية واضحة, ان تطور حركة الاحتجاجات الجماهيرية, خلقت ظروف سياسية جديدة, لا تقبل المساومة والمهادنة والترقيع, وهذا تطور واضح في الصراع السياسي ووصوله الى مرحلة الحسم. وهذا يمزق سياسة الطمطمة والمهادنة التي دأبت وتعودت عليها احزاب المحاصصة السياسية في امتصاص ازماتها وعبورها دون تصدع في السابق, اما آلآن الوضع اختلف لا يقبل المناورات السياسية المخادعة, ومن يراهن على ذلك فأنه في وهم وسراب كبير, غير ملم بدقائق الظرف السياسي ومرحلته الصعبة, أو يتجاهله بغطرسته المكابرة الفارغة بعدم التنازل الى الشعب والاعتراف بالاخطاء الكبيرة بحق الشعب والوطن, ان الوصول الى مرحلة الاعتصام بعد تراكم فشل العلاج السياسي, والعراق يندفع الى الهاوية, بحيث صار الوضع لا يحتمل التأخير والتأجيل, في ايجاد العلاج اللازم بالاصلاح والتغيير الحقيقي, وفشلت كل الذرائع والحجج التي كان تتعكز عليها احزاب المحاصصة الفرهودية, ان مطاليب حركة الاعتصام لا تقبل التنازل قيد انملة في حق ومشروعية الاصلاح والتغيير الحقيقي, ومحاربة الفساد والفاسدين, وتقديم حيتان الفساد, سراق قوت الشعب وخبز الفقير, بتقديمهم الى المحاسبة والعقاب, وعودة الاموال المسروقة, الذين استغلوا المناصب القيادية  للاختلاس والسرقة والاحتيال, انهم عبدة السحت الحرام, خلقوا امبراطوريات مالية على حساب افقار الشعب وتجويعه, اليوم امام العبادي ثلاث اختيارات صعبة, عليه ان يختار احدهما قبل انتهاء مهلة 45 يوماً  .

× الخيار الاول: ان يسعى الى تنفيذ وعوده الاصلاحية بالتغيير الحقيقي , بتشكيل حكومة تكنوقراط مهنية مستقلة خارج احزاب المحاصصة السياسية (الفرهودية) وغير خاضعة الى اسطبلهم الحزبي, لانقاذ العراق من الازمات الخانقة التي تعصف به .

× الخيار الثاني: ان يلجئ الى اجراء انتخابات برلمانية  مبكرة , والعراق غير مهيئ لها , وغير مستعد في خوضها تحت اشراف المفوضية العليا للانتخابات, التي اثبتت التجربة باليقين الذي لا يقبل الشك, في تجربة الانتخابات البرلمانية عام 2014 , بأنها لم تحافظ على استقلاليتها ومسؤوليتها الكبيرة تجاه الشعب والوطن, فقد كانت غير مستقلة بالمرة ومنحازة بقوة الى قائمة ائتلاف دولة القانون, وتساهلت كثيراً لصالحها في التجاوزات والخروقات, وحتى التلاعب في نتائج الانتخابات,  من اجل مجيء قائمة ائتلاف دولة القانون في المرتبة الاولى , ضد جميع الكتل والاحزاب الاخرى, المشاركة في الانتخابات, اي انها فقدت النزاهة والاستقلالية , ومسؤولية اجراء  المنافسة الديموقراطية العادلة والشريفة  والنزيهة .

× الخيار الثالث: ان يذعن العبادي ويستسلم لضغوط احزاب المحاصصة السياسية, بتشكيل طاقم وزاري جديد, من اسطبلهم الحزبي تحت شماعة حكومة تكنوقراط الترقيعية, تكون تحت اشرافهم ووصاياهم, وبالتالي ستتعمق الازمة السياسية الى اكثر خطورة, وربما تقود العراق الى عواقب وخيمة من الصراع السياسي, فيكون الاسوأ اكثر من اي وقت مضى, يعني اطلاق رصاصة الرحمة على العراق والعملية السياسية برمتها, وعندئذ سيزيد الغليان الشعبي العارم, وخاصة ان الاعتصام على ابواب المنطقة الخضراء , من يضمن عدم اراقة الدماء البريئة , وسيكون الحل الامني وبالاً على من يتعكز عليه , وبذلك يقودون العراق الى مسلخ الذبح , وبالتالي سيكون الخاسر الاكبر هو الوطن

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.