اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الانقلاب العسكري في تركيا حقيقة أم مسرحية؟// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الانقلاب العسكري في تركيا حقيقة أم مسرحية؟

جمعة عبدالله

 

اثار الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا, الكثير من اللغط والجدل, والتكهنات والشكوك, والكثير من التحليلات المتضاربة, وفجر الكثير من الاسئلة التي ظلت بدون اجوبة شافية, ربما ستكشف عنها الايام القادمة ويميط اللثام عنها لنعرف الاسباب والدوافع وراء الانقلاب العسكري. منْ المخطط والمدبر له؟ منْ يقف خلفه  دول ام مؤسسات أم  اشخاص؟ من هو المشارك الفعلي من المؤسسة العسكرية والامنية؟  لماذا تحول النجاح السريع للانقلاب الى الفشل الاسرع من المعقول والمنطق؟ ماهي العوامل التي ادت الى فشله واخفاقه؟ واكبر من هذه الاسئلة الصاخبة, هو هل ان الانقلاب حقيقة فعلية بهدف أسقاط اردوغان وحزبه الحاكم (حزب العدالة والتنمية) أم انه عمل مدبر من تدبير اردوغان في السناريو والاعداد والاخراج؟ لماذا اردوغان يتهم خصمه الاسلامي الداعية فتح الله غولن بانه يقف وراء الانقلاب؟ بينما هذا يرفض الاتهام جملة وتفصيلاً بل يدين الانقلاب العسكري باقوى العبارات؟ هل هو صراع بين قطبين اسلاميين من فلك (اخوان المسلمين) ؟ بين اتباع اردوغان وحزبه الحاكم, واتباع الاسلامي فتح الله غولن, رغم ان اردوغان فاز بالانتخابات النيابية المتكررة بالدعم الكبير والمساند من الداعية الاسلامية فتح الله غولن. وهل كان الانقلاب من اعداد اردوغان في سبيل تكريس السلطة المطلقة في يديه وتصفية خصومه ومعارضيه من اجل اعادة الحكم المطلق بأعادة السلطنة العثمانية ليكون الامبراطور العثماني الجديد. مع هذه الاسئلة والاشكالات الاخرى, فأن اردوغان وضع نفسه وتركيا معاً, في عين العاصفة وكل الاحتمالات والعواقب مفتوحة نحو الاسوأ, التي تجعل من تركيا دولة الفوضى واللاقانون, رغم ان اردوغان استغل مزاج وسيكلوجية الشعب التركي المعارض دائماً لحكم العسكر الذي لايحترم ابسط اشكال الديموقراطية. بأن يتحكم بشريان الحياة, العسكر وحدهم دون شريك. لهذا استجاب الشعب بالسرعة الفائقة ونزل الى الشارع في مجابهة دبابات الانقلاب العسكري, ليس حباً بأردوغان, بل الكره الشديد لحكم العسكر, وكذلك الدفاع عن الديموقراطية البرلمانية. رغم هذا وذاك, فأن تركيا اليوم ليس تركية الامس, والخوف والخشية من القادم السيء, لهذا عبرت دول الاتحاد الاوربي وامريكا عن خشيتها وقلقها من ان يؤدي فشل  الانقلاب الى تصفية دولة القانون والديموقراطية, وتصفية الخصوم والمعارضين, واحتمال عودة احكام الاعدام الجماعية, وحذرت دول الاتحاد الاوربي أردوغان بأن عودة تطبيق احكام الاعدام يعني غلق الباب نهائياً في وجه تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوربي. وتشير الاخبار التي تقلق الدول الاوربية من حملات الاعتقالات الواسعة التي طالت الالاف, وحسب تصريح رئيس الوزراء تركيا (بن علي يلدريم) بأن قوائم الاعتقالات والطرد والتسريح بلغت لحد اليوم, اعتقل 7543 شخصاً, منهم 6000 عسكرياً من مختلف الرتب العالية جداً الى ادنى الرتب من  الجنود, الذين نفذوا الاوامر دون ان يعرفوا شيئاً سوى ابلغوهم بأن بروفة او تدريب عسكري فقط. وكذلك تم طرد 9000 شرطي في وزارة الداخلية. ان هذه القوائم بهذا الحجم الكبير من الضخامة يثير الشكوك والريبة بأنها معدة سلفاً من اجل تحزيب الدولة مؤسساتها بيد اردوغان وحزبه الحاكم (حزب العدالة والتنمية) بحجة تصفية الانقلابيين. لذلك طالبت الدول الاوربية, ان يطبق سيادة القانون باحترام الديموقراطية. بأنها هذه الدول ستقف بالمرصاد من تحويل تركيا الى دولة دكتاتورية قمعية, وحذروه, بأنهم لا يعطونه شيك على بياض, في تصفية الخصوم والمعارضة وضرب الديموقراطية. وكل المؤشرات بأن تركيا تبتعد عن الديموقراطية رغم ان اردوغان يستغل الشارع الى جانبه حالياً , ولكن الرهان على الشعب يعني احترام الديموقراطية, وأردوغان في غطرسته وعنجهيته السياسية لا يحترم الديموقراطية, ولا للمعارضين من كل الاصناف الاحزاب والمؤسسات والاشخاص

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.