اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ملحمة كربلاء ومهرجان عرس الواوية// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ملحمة كربلاء ومهرجان عرس الواوية

جمعة عبدالله

 

ثورة الحسين شعلة وهاجة تتجدد بخلودها الدائم, في التراث الانساني الحر, شعلة تنير طريق الحق والعدل وتزيح ظلام الطغاة والفاسدين, ثورة من اجل الانعتاق من العبودية نحو الحياة الحرة, تكسر اصفاد الظلم والاضطهاد. صلبة كالفولاذ بالدفاع عن عقيدة الحق ومبادئ العدل والمساواة وفتح الطريق الى الاصلاح والبناء, وانهزام شرور الظلام والفساد في اقامة الحكم العادل الذي يحقق الحياة الكريمة, انها نيران حارقة لعروش الطغاة والفاسدين. انها بحق ثورة المحرومين والمظلومين. وقد دخلت التاريخ الانساني من ابوابه العريضة في مفخرتها العظيمة, لذلك انها ملك لكل الشعوب التي تتطلع الى الحياة الحرة الكريمة. انها ملحمة التغيير والاصلاح وترفض حياة الذل والمهانة, ترفض المساومة مع الطغاة والفاسدين, انها تؤمن بعدالة المجتمع والانسان الحر المكافح من اجل تحقيق العدل, وتؤمن محاربة الفساد والفاسدين بلا هوادة, ترفض سلطة الحرامية والسراق, ترفض نهب المال العام والفساد والرشوة, ان عقيدتها تدعو الى المحافظة على الامانة والمسؤولية والواجب بضمير حي, وان مبادئها الجليلة, تكون سيفاً بتاراً لكل سارق وحرامي, يستولي على خيرات وثروات الشعب لاطماعة الشخصية بالجشع الاناني المجنون لكي يحرم الشعب من منافعها ونعمها وبركاتها. والعراق الجريح والمذبوح, الذي تكالبت عليه ثعابين الحرامية واللصوص ونهبوا خيراته وحولوا من غنى  العراق الى بلد فقير مسلوب, والمواطن يصارع الحياة بمشقة وتعب من اجل توفير الخبز المر. لذلك يحاول الفاسدين بكل نفاقهم ونهجهم الشيطاني تشويه معالم الحقيقية للثورة الحسينية العظيمة, تحويل ملحمة التاريخية في استشهاد الامام الجليل الى مراسيم تهريجية تخلو من القيم والمبادئ الحسين بتحويلها الملحمة الى مراسيم تختص في  توزيع (التمن والقيمة) وجعلها ملحمة النوح واللطم والتطبير. وبنفاقهم السياسي الكوميدي الهزيل استغلالها كفرصة ثمينة لتبيض وجوههم السوداء وعهر السياسي المخادع, وما اتعس مسرحيات ذرف دموع التماسيح والصراخ المخادع (ليتنا كنا معكم لنفوزوا فوزاً عظيماً) وهم اصل البلاء والخراب للعراق المنكوب والجريح والمذبوح, هكذا وبكل بساطة شيطانية, خداع البسطاء والساذجين والمغفلين والبلهاء الجهلة, بأنهم من اتباع الحسين ورافعين رايته عالياً قلباً وقالباً. كأن الامام الحسين لم يستشهد ويضحي بحياته من اجل اصلاح امة جده, لم يستشهد من اجل مبادئ العدل والحق. كأنها ثورة ضد الفقراء والمحرومين والمظلومين والفاسدين يتصورون داخل نفوسهم الضعيفة بأن ارتدى ثوب السواد والحزن كافية لمنحهم صكوك البراءة والغفران, شهادات النزاهة والامانة, وهم حجرة عقبة في طريق المبادئ والقيم التي استشهد بها الحسين, انهم حجرة عثرة في تحقيق الاصلاح والبناء, عقبة ومعضلة حقيقية في تحقيق الحياة الكريمة للمواطن العراقي. انهم اسسوا واقاموا دولة الفساد والحرامية, دولة الباطل والرشوة والاحتيال والاختلاس. انهم يدنسون معالم ثورة الحسين, يشوهون التراث الحسيني الخالد الذي هو مفخرة الانسانية جمعاء. لذلك ما حوجنا اعادة ثورة الحسين الى نصابها العادل لتكون ثورة ضد الفساد والفاسدين وتشديد الخناق على بؤر الفساد والفاسدين, انها ملحمة العدل والحق, وليس ملحمة تنتمي الى الفساد والفاسدين, وبتحويل مراسيمها الخالدة, الى مهرجان لعرس الواوية

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.