اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تّراثُنا الغِنائيّ الفلسطينيّ إلى أين؟! (6)// سيمون عيلوطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سيمون عيلوطي

 

عرض صفحة الكاتب 

تّراثُنا الغِنائيّ الفلسطينيّ إلى أين؟! (6)

سيمون عيلوطي

 

(الحلقة السادسة)

هل نعتبر سناء موسى باحثة أكثر من كونها مطربة؟

مغامرة سناء موسى في البحث عن المجهول في الغناء التُّراثي الفلسطينيّ، وإصرارها على تقديم ما كاد يطويه النَّسيان من هذا الغناء، لا سيَّما ما له علاقة بحياة الشَّعب الفلسطينيّ اليوميَّة كالحصاد، والصَّيد، وممارسة حياته وعمله في مدن السَّاحل، وما نتج عن ذلك من أغنيات انقطعنا عنها بسب التَّهجير في العام 1948، واللجوء، وسياسة الإقصاء، والتَّجهيل، والتَّهميش، والغزو الثَّقافي، ورحيل العديد من حافظي تلك الأغاني، إضافة إلى غياب أرشيف وطنيّ-فلسطينيّ، رسميّ يُنعى بجمع وتدوين الموروث التُّراثي الشَّامل، بما في ذلك، ما نحن بصدده، "الغناء". ناهيك عن الارتجالية الواقعة في عمل بعض المؤسَّسات التي أخذت تجمع وتوثِّق أصناف التُّراث، ما أحدث بلبلة لدى المهتمِّين في هذا المجال، وذلك بسبب تعدُّد رؤى تلك المؤسَّسات، وتباين أهدافها من التُّراث خاصَّة، والحياة عامَّة.

في ظلِّ هذا المناخ الشَّاحب غامرت سناء موسى في مشروعها، وأراها قد قسمته على عدَّة أصناف ومضامين، وفقًا لحاجتها في هذه المرحلة أو تلك، وبما يتطابق أيضًا مع ما تريد تقديمه في برامجها، وقد قادها البحث مؤخَّرًا إلى العثور على أغنيات فلسطينيَّة لم تكن منتشرة، كأغاني الأعراس مثلًا، وهي عن الحصاد، والصَّيد، وغيرها من أغنيات أهل السَّاحل التي تُحاكي البحَّارة والبحر. وقد أعدّتها سناء لتشدو بها في العام، 2022-2023، حيث استمعنا فعلًا إلى بعضها، ولم نزل على موعدٍ مع بعضها الآخر.

 إنَّ عدم اكتراث مؤسساتنا الفلسطينيَّة بالموروث الثقافي بشكل الذي يستحقّه، لا يقتصر على تقصير هذه المؤسَّسات فحسب، بل يتعدَّاه إلى العالم العربيّ، وأذكر أنَّ المطرب اللبناني الكبير وديع الصَّافي، عرض على وزارة الثقافة اللبنانيَّة تسجيل الموشَّحات الأندلسيَّة بصوته، بهدف أرشفتها وحفظها من الضَّياع، غير أنَّ عرضه لم يجد الآذان المُصغية من طرف القيِّمين على هكذا وزارة، فتبدّدت مبادرته، وباتت الموشَّحات الأندلسيَّة، خاصَّة غير المنتشرة منها، عرضة للضّياع والنِّسيان.

 

"كلُّنا في الهَمِّ شرق:"

ما جاء أعلاه يُأشَّر بوضوح إلى أنَّ ما تقوم به سناء في جمع وتوثيق التُّراث الغنائيّ الفلسطينيّ، إلى جانب توثيقها لقصص تلك الأغاني، عجزت عنه بعض الدُّول العربيَّة، لذلك أراها تُسجِّل سابقة فريدة من نوعها، على مدى الخمسين سنة الماضية، مشكِّلة بذلك علامة فارقة بين الأوساط الفنيَّة على الصَّعيدين الفلسطينيّ والعربيّ. وهي في هذه النَّاحية تُذكِّر بفنَّان الشَّعب، سيِّد درويش،1892/ 1923، الذي حين أراد أن يخرج من تأثير التُّركيَّة على الأغنية العربيَّة، ذهب إلى الفن الشعبيّ، فنتج عن ذلك أغنيات نابعة من التُّراث، منها: "الحلوة ده قامت تعجن بالفجريَّات"، "زوروني كل السَّنة مرَّة "، "طلعت يا محلى نورها"، إلخ...إلخ... غير أنَّ سناء بذلت جهدًا كبيرًا في البحث والتنقيب، بينما درويش أبدع في الابتكار والتَّجديد.

وقد صار على نفس هذا الاتجاه بعد سنوات طويلة الموسيقار العبقريّ، بليغ حمدي، 1932/ 1993، الذي اعتمد على التّراث في تلحينه مجموعة من الأغاني الشعبيَّة لكل من: محمد رشدي، شادية، عبد الحليم حافظ. وقد كتبتُ عن ذلك قبل مدَّة سلسلة مقالات، خصّصَها حول تجربة بليغ حمدي، الفنان والإنسان.    

فهل نعتبر سناء موسى باحثة أكثر من كونها مطربة؟

الاستنتاج هنا قد يوقعنا في خطأ فادح بسبب أنها لم تزل في طور تشكيل مشروعها وتطويره. 

 

"يا أسمر اللون:"

 أورد أدناه أغنية "يا أسمر اللون"، وهي من أغاني التّراث، لنرى كيف أصبحت عند بليغ حمدي، بصوت شادية، وكيف تعاملت معها سناء موسى.

أنوِّه إلى أنَّ الشُّعوب العربيَّة تناقلت عن بعضها البعض، عبر فترات زمنيَّة مختلفة، العديد من أغاني التّراث، وردَّدتها في أقطارها المختلفة، منها على سبيل المثال "يا أسمر اللون"، التي اشتهرت في مصر، كما اشتهرت في بلاد الشام تمامًا، ولعلَّ هذا ما شجَّع سناء على أن تُضيف إلى مشروعها بعنوان: "زخارف" أغنيات تراثيَّة من أقطار عربيَّة مختلفة، باعتبار "كلُّنا في الهَمِّ شرق".

https://www.youtube.com/watch?v=4Z1bioM0cJY

 (سناء)

 

https://www.youtube.com/watch?v=xif_SKQrlc4

 (شادية)

(يتبع)

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.