اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الحمار .. من العواء يفهم// آدم دانيال هومه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الحمار .. من العواء يفهم

آدم دانيال هومه

 

 

قامت الدنيا ولم تقعد، وشبّت نيران النخوة والمروءة والأريحية في ضمير الإنسانية جمعاء لوفاة الطفل السوري (ايلان كردي) غرقاً قبالة سواحل تركيا. وأثار موته موجة عارمة من الغضب في الصحف والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة لدى أبناء شعبنا الآشوري. ومع أننا نتعاطف، كلياً، مع محنة أبيه الثاكل (عبداله شنو) ولكننا، في الوقت ذاته، نحمّله مسؤولية القتل العمد، وعن سابق تصميم وإصرار لأنه كان بإمكانه، كونه كردياً، أن يلوذ بعائلته إلى مكان آمن كالجزيرة السورية التي تقع، حالياً، تحت سيطرة الأحزاب الكردية، أو إلى شمال العراق الذي يتفاخر الأكراد، في جميع أنحاء العالم، بأنها المنطقة الوحيدة في العالم العربي التي يسود فيها الأمن والسلام، وتظللها راية الديمقراطية الحقّة.

إننا نتساءل، وبكل لوعة وأسى واستغراب، أين كان، يا تُرى، هذا الضمير العالمي نائماً حين اقتحم مسلحو منظمة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في عصر 31 تشرين الأول 2010 كنيسة سيدة النجاة في بغداد أثناء أداء مراسيم القدّاس، واقترفوا مجزرة مروّعة بحق المصلين الآمنين حيث لقي أكثر من اثنين وخمسين شخصاً مصرعهم بما فيهم كاهنان في ريعان شبابهما، إضافة إلى الطفل اليانع (آدم) الذي كان يصيح بالقتلة السفّاحين: كفى...كفى. ولكن، كما يبدو،كان الشيطان، يومذاك، قد وضع قطنة في أذنيه.

   أين كان هذا الضمير العالمي متنزّهاً حينما غزت قوات داعش مدينة الموصل وكل قرى سهل نينوى في حزيران 2014، وهجرّت آلاف العائلات الآشورية من منازلها واستولت على جميع أملاكها وممتلكاتها، والتي لم يزل جميع أفرادها، بما فيهم الأطفال الرضّع، يفترشون العراء، وفي أحسن الأحوال يفترشون أرض المخيمات إلى يومنا هذا؟. وأين كان هذا الضمير المثقوب سارحاً في 23 شباط 2015 حين شُرّد جميع السكان الآشوريين من خمسة وثلاثين قرية على ضفاف نهر الخابور في الجزيرة السورية، وسيق أكثر من مائتين وعشرين بين نساء وشيوخ وأطفال أسرى لدى تنظيم داعش الإرهابي، والذين لا زال قسم منهم مجهول المصير حتى يومنا هذا؟.

   إننا نتساءل، وذكرى المذابح الآشورية المرعبة لازالت ماثلة في أذهاننا وتنزّ ألماً حارقاً في قلوبنا، أين كان هذا الضمير العالمي والإسلامي منه بوجه خاص غافياً حينما اقترف أجداد هذا الطفل الكردي المنكود المذابح المروّعة بحق الآشوريين المسالمين الأبرياء أيام المجرم بدرخان والأمراء الأكراد الآخرين ما بين عامي 1843-1846 والتي راح ضحيتها أكثر من عشرين ألف آشوري، ناهيك عن التمثيل بجثث القتلى واغتصاب النساء وسبي الآلاف من الأطفال والصبايا الذين ضاع لهم كل أثر حتى يومنا هذا؟

أين كان هذا الضمير العالمي والإسلامي بوجه عام، يقضي إجازته حينما أعلنت تركيا الجهاد المقدّس ضد جميع مسيحيي الامبراطورية العثمانية عام 1915، وعلى وجه الخصوص الأرمن والآشوريين وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف أرمني، وأكثر من سبعمائة وخمسين ألف آشوري على يد القوات التركية النظامية، والعشائر الكردية الهمجيّة؟

   أين كان الضمير العالمي عامة، والعربي والإسلامي خاصة متقيّلا في أرجوحته الناعمة حينما اقترفت قوات الجيش العراقي بقيادة المجرم الكردي بكر صدقي مذبحة (سيميل) التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف آشوري حيث مثّل الجنود العراقيون بجثث رجال الدين، وأحرقوا النساء أحياء، واغتصبوا الفتيات العذارى، وبقروا بطون الحوامل، وكانوا يلقون بالأطفال في الهواء ويتلقفونهم على رؤوس الحراب على مرأى ومسمع العالم أجمع؟.

      إننا نتعاطف، كلياً، مع مأساة السوريين، ونتألم لمصابهم ومعاناتهم، ولكن ألا يحق لنا أن نتساءل باندهاش أين النخوة العربية والمروءة الإسلامية من المحنة السورية؟ ولماذا سُدّت جميع أبواب الدول العربية والإسلامية في وجوههم، وفتحت أمامهم أبواب الدول الصليبية الكافرة؟ وماذا بقي من القول الذي يجترّه العرب والمسلمون في كل بقاع الأرض: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)؟

   ألايحق لنا أن نتساءل بقلق شديد من المستقبل الأوربي المشوب بالرعب حين نرى هؤلاء اللأجئين يرفسون بأقدامهم قناني الماء وعلب الطعام والحليب الذي تقدّمه لهم هذه الدول، ويشتمون ويتهجون على رجال الأمن في أول خطوة لهم على أراضيها؟.

   ألا يحق لنا أن تتساءل بارتياب شديد لماذا يحمّل شيوخ الإسلام ومعظم كتّابهم ومثقفيهم أوروبا وأمريكا مسؤولية الصراع المذهبي داخل العالم الإسلامي في حين نرى أن منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الإسلامية قاطبة وفي طليعتها إيران وتركيا والسعودية وقطر والإمارت هي التي تدعم الإرهاب في كل دول العالم؟

أتمنى لو تحقّق التبادل بين السكان بحيث ينتقل جميع المسلمين إلى الدول الأورية وأمريكا وكندا واستراليا وينتقل الأوربيون والأمريكان والكنديون والاستراليون إلى الدول العربية والإسلامية وننتظر ما ستؤول إليه النتيجة بعد عشر سنوات فقط.

   نقولها بالفم الملآن، وعلى مسمع العالم قاطبة بأنه ليس هناك لاجئون حقيقيون من كل الدول العربية والإسلامية غير المسيحيين وباقي اتباع الديانات كالإيزيديين والصابئة واليهود وباقي أتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية عامة والآشوريين منهم بوجه خاص. أما هؤلاء الذين نراهم يتدفقون، الآن، على الدول الغربية من سورية فغالبيتهم العظمى إن لم نقل كلهم من المسلمين السنّة، وهم ليسوا ضد النظام السوري لأنه نظام دكتاتوري على الإطلاق وإنما لأنه نظام علوي شيعي لا أكثر ولا أقل. ومعظم هؤلاء اللاجئين إلى هذه الدول التي يعتبرونها كافرة إن لم نقل كلهم رؤوسهم محشوّة بآيات القتل والنكاح وأقوال وفتاوى شيوخهم التي تؤكد (أن نساء الكفّار وأموالهم حلال عليكم)، وخير دليل على ذلك أننا نراهم ونسمعهم فور وصولهم إلى هذه البلدان الكافرة، يحمدون ربهم على نعمة الإسلام، ويصلون على نبيّهم الذي أرسلهالله رحمة للعالمين.

   عندما نطالع سِيَر حيوات بعض الأنبياء نجد بأن بعضهم كانوا أشباه مجانين، والبعض الآخر مصابون بالصرع، وقد يكون الرئيس الليبي المخوزق معمر القذافي أحد هؤلاء الأنبياء حينما صرّح علانية: (بأننا، نحن المسمين، سنغزو أوربا.ولكن هذه المرّة ليس بالحرب والسيوف وإنما بتكثيف الهجرة إلى بلدانهم). والحمار... من العواء يفهم.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.