اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثلاثة ... حالت دون التقسيم// صبحي ساله يي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

ثلاثة ... حالت دون التقسيم

صبحي ساله يي

 

   بعد إسقاط صدام ونظامه في 2003، كانت الفرصة مواتية لتقسيم بلاد الرافدين الى ثلاث دول مفيدة يعيش فيها الناس بعيدين عن المفارقات والتناقضات والضحك على الذقون والابتزاز والمساومات، ولكن ثلاثة تصورات خاطئة أو ثلاثة أوهام أوأحلام وردية أو رغبات خيالية حالت دون التقسيم، أولها وهم كوردي تجسد في التفكير والعمل من أجل بناء دولة مواطنة وتشكيل حكومة فدرالية ديمقراطية، وإثبات إنهم (الكورد) طلاب للحرية وحقوق الانسان وإنهم وطنيون وليسوا إنفصاليين، ثانيها وهم عربي سني تمحور حول محاولة إعادة السلطة المفقودة وحكم كل العراق بدلاً من منطقتهم الجغرافية، كما صعب عليهم إستيعاب فكرة السماح للاخرين بحكم أنفسهم بأنفسهم لذلك دافعوا عن وحدة العراق الوهمية وعملوا من أجل إعادة النموذج الغابر الذي كانوا فيه منفردين بالسلطة ويديرون لوحدهم الشأن العراقي السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي، وثالثها كان وهما شيعياً تركز في محاولة حكم كل البلاد على إعتبار إنهم الاكثرية وتعويض ما فاتهم من حيف وظلم وحرمان..

هذه الاوهام مجتمعة ساعدت على بقاء البلاد موحداً، وبعد سنوات من العمل وعقد الصفقات والتحالفات ودفع الاثمان الغالية تبين أن حالهم لم يختلف كثيراً عن البارحة، وتحمل الكورد وخاصة الفيليين والشبك والايزيديين عذابات التهميش والحرمان وعدم الاعتراف بحقوقهم الدستورية والقانونية والانسانية، وذاقوا الامرين من التهديدات الخطيرة وحالات الانذار بالترحيل والقتل والابادة من قبل العنصرين والشوفينيين والفاشيين الجدد الذين عاملوهم بقلوب ارهابية قاسية وعقول عفنة، من دون خوف ولا ضمير ولا دين ولا انسانية، ومورس بحقهم العنف المخيف والتفجيرات الانتحارية والعربات المفخخة، كما تم خلق العراقيل والمشكلات لاقليم كوردستان من خلال عدم ارسال حصة الاقليم المالية والامتناع عن صرف رواتب البيشمركه وتزويدهم بالاسلحة لمحاربة داعش. حينها إقتنع (الكورد) بأنهم كانوا واهمين وأن حالهم يشبه حال الراكضين وراء السراب، حيث لا وجود ولو لبصيص ضئيل من الأمل في نهاية النفق، وثبت أن الصحيح هو التوجه نحو التقسيم.. أما السنة الذين رفضوا قبول وضعهم الجديد كأقلية محدودة الحقوق، فقد سلكوا طرق التحدي والاستفزاز وتشجيع التمرد على الحكم الجديد وإنخرطوا في المقاومة، وذهبوا الى تسميتها بالمقاومة الوطنية أو الشريفة، وقد إندس بين صفوفهم القتلة التكفيريين والارهابيين الظلاميين، بل أن بعض السنة إحتضنهم وإعتبرهم منقذين لهم من حكم الشيعة والكورد، ومدافعين عن حقوقهم المسلوبة، ولكن مع ذلك كله تبين لهم إستحالة إعادة عقارب الساعة الى الوراء..

أما الشيعة الذين يملكون ثروة نفطية هائلة في أراضيهم ولديهم مساحات واسعة من الاراضي الزراعية وموارد مائية كبيرة، وهم الاكثرية العددية في البلاد، وبعد ماكانوا يحلمون بيوم يتم فيه إعتبارهم مجرد مواطنين من الدرجة الاولى، فإن قياداتهم الحزبية التي إمتلكت المال والحول والقوة والسطوة والمناصب السياسية والسيادية والوزارات، نست وتناست ظلم صدام والكثير من الحقائق المطلقة، فأخذت تظلم الشيعة أولاً وآلاخرين تالياً، وساد التناحر والصراع السياسي والاختلاف فيما بينهم وبينهم وبين الاخرين ودخل الجميع في دوامة فقدان الثقة، وتغلبت على العامة من الناس النزعات النفسية والتراكمات التاريخية، فتاهوا في الدروب الوعرة والمسالك الملتوية وأصيب الكثير منهم بالملل والكآبة، إذ بدلاً من أن يستفيدوا من الواقع الجديد أصبحوا أهدافاً للاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ومشاريع للموت المجاني..

اليوم وبعد مرور إثنتي عشر سنة على عمر الدولة التي بنيت على أنقاض الحكومات السابقة،  نسمع أصواتاً عالية تدعو الى التقسيم ونجد ألف سبب وسبب يدفع بالعقلاء والحكماء المخلصين والأكثرية الساحقة من الكورد والسنة والشيعة الى وقفات صريحة وشجاعة، وركل الموجود البائس والتوجه نحو الحقيقة التي هي التقسيم بالتراضي كأمر واقع إلى ثلاث مناطق مستقلة ومن دون إراقة دماء.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.