اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في برلمان كوردستان ..أناس يريدون إسقاط الشعب// صبحي ساله يي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

في برلمان كوردستان ..أناس يريدون إسقاط الشعب

صبحي ساله يي

 

 كوردستان بلد المكونات والجماعات، فيها أكثر من قومية ودين وطائفة ومذهب، جميعها حافظت على خصوصياتها وتعايشت بسلام ووئام وإطمئنان من دون أن تنصهر في بودقة العنصر الكوردي، لأن الكورد ليسوا عنصريين وتعاملوا معهم بذكاء وتسامح وحكمة، ولم يمسوا هوياتهم الدينية والطائفية والقومية ولم يفرضوا أنفسهم بالقوة والإكراه عليهم. كما لم تحدث بينهم صدامات مؤسفة بسبب الخوف على الاستقلال أو الانفصال والتقسيم، لأن الكورد أصلاً لم يكونوا مستقلين، ولم يرغموا أحدا على اعتناق دينهم ومذهبهم أو الدخول في قوميتهم.

الكوردستانيون عموماً إستوعبوا الاحداث السياسية العاجلة والمؤجلة وتجاوزوا الأخطاء والمطبات التقليدية، لذلك لم يكونوا يوما طائفيين ظالمين مستبدين متزمتين يغفلون الحقوق الأساسية في المجتمع، ولم يصمتوا خوفا من الحكومات العراقية المتتالية، بل تحركوا وطالبوا بالحقوق والحريات.

أما المكونات الكوردستانية من غير الكورد فقد لعبت أدورا وطنية مهمة، في مراحل متعددة وتعرضت إلى ضغوط كبيرة، لانحيازها إلى جانب الكورد، ويمكن اعتبار رفضها لإصرار الحكومات العراقية على توريطها واقحامها في الصراع ضد الكورد دليلا على إيمانها العميق بكوردستانيتها وقوة وحيوية أدائها السياسي ..

المكونات غير الكوردية في كوردستان اليوم، أكثر ذكاءً وفهمًا لحقائق الحياة السياسية والدستورية، وأقل كذبًا وتملقاً في العمل السياسي، وهم أكثر إقتناعا بأنهم على متن سفينة كوردستانية تسري عليهم القوانين فيها كما تسري على غيرهم، وتعطيهم حقوق متساوية مع حقوق الآخرين، وتمنحهم الحق في الاشتراك في كل المشاريع، لذلك تلعب تلك المكونات ذروة أدوارهها الدقيقة، وتحاول تجنب لهيب الصراع، وعدم التورط بالانحياز إلى فئة ضد اخرى، ولكن الموقف الانتقامي الأخير لبعض الاحزاب الكوردستانية تجاه التركمان والمسيحيين وبعض الاحزاب الصغيرة في العدد، والكبيرة في المواقف والتضحيات، وإستخدام الكوتا في برلمان الاقليم كورقة ضغط سياسي ضدهم، تفرض على الجميع الإلتفات الى أن خطر النزعات والهواجس وخطر أصحاب الرأي المتذبذب، والمشكوك بسلامة نياتهم مازال يهدد الكوردستانيين، ومازال البعض يبني أفكاره على ركام معادلات إنتهت منذ زمن بعيد، مع ذلك لانريد ان نفهرس الخسائر السابقة التي ألحقتها السياسات الخاطئة، ولانسجل أسماء المخطئين، والمراهنين على الأحصنة الخاسرة، ولا نريد ان نسترسل في الكلام وفي نبش  تفاصيل  تصرفات وتصريحات بعض السياسيين غير الاعتيادية، لأن علامات الإستفهام تكثر والكلام يطول وسيكون فيه ما يضحك ويبكي في آن واحد، وتختلط فيه السذاجة بالغباوة، وسيكون السجل قاتماً ولن ترجع إلينا مكاسب تذكر، بل ستزداد من الصعوبات والمشكلات أمام الآمال المعقودة على التفاهمات..

وبعد حزيران الماضي، نرى انفعالات متباينة تهب في أجواء كوردستان، والهبوب يزيد الالام والإحساس بالحزن الغامر والمرارة، ونرى أشخاصاً يمتهنون عشق إثارة المشكلات والنزعات وكراهية الآخرين وتحقيرهم دون ان يفهموا خطورة أفكارهم ومهنتهم ورفعة مكانة الآخرين، وتلك المواقف (السلبية) تدعونا الى البحث عن خارطة طريق جديدة، لكي يكون الكوردستانيون عليها بعيدين عن الاحقاد والكراهيات ومعارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وإن كان البعض ينوي أن يطعن التسامح والتعايش كما طعنوا التوافق، ويريدون ان تكون كوردستان أرضًا لإخافة غير الكورد، والبرلمان حاضنة لتوجهات شوفينية غير مبررة، وسببا لإسقاط الشعب في أتون الازمات، وبالتالي دفع الناس نحو تطرف يختلف في ظاهره عن التطرف والتعصب الديني ولكن يفوقه في التأثير على الحياة المدنية الديمقراطية، وإن كانوا يريدون ان يغلقوا كل نوافذ البيت الكوردستاني حتى لا نصاب بالبرد، فهؤلاء حتماً يجهلون إنهم ونحن سنصاب بفقر الدم والاختناق بسبب فساد الهواء والعقل؟. ويجهلون إن هناك آخرين لايرضون بأن يسقط الشعب من قبل برلمانه.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.