اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شيوعي في عيد الحزب (ج2)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

شيوعي في عيد الحزب (ج2)

عبد الرضا حمد جاسم

 

صالح الشريدة... أبو مهدي (ابو مهيدي)

خوية أبو مهيدي اشلونكم

شلونكم...

وشلون اهلنه اليمكم

وين ما جانو او جنتم

ذولاك همه بمعزتهم

...اهلكم عدنه وعد اهلم

وذولاك انتم

الوطن بكَلوبكم

لن هَّمْ الوطن همكم

ان فتحيتوا عيونكم

لو دقايق نمتم

لو حته لجل الوطن متم

وحقكم وحق كل ألي راحوا والبقوا ما ناسينكم

ان جنت حيٍ لو مِيتْ... أحنه بذكركم

نحبكم ... نحترمكم

خويــــــة أبو مهيدي:

عين ودموع وهموم

وجرح روح كل ساعة ملجوم

وعيون تدمع ما مرهن نوم

وغيوم... لفت ...غطت نجوم

وبيع أو مزاد او سوم وسموم

ولملوم صارت تتحكم

بالبلد والقوم

........................

أبو مهدي (صالح الشريــــــدة) ويسميه أهالي البصرة ومحبيه ب (أبو مهيدي) خمسيني قبل منتصف التسعينات من القرن الماضي... له قصه خاصة فهو شخصيه مثيرة حقاً.... هادئً... قنوع... صادق... قصير... نحيل... مُتعبْ... أنسان كريم يملك محل لبيع العُدد والمواد الصحية (مضخات وأنابيب بلاستكية وصحيات وغيرها) يقع في منطقة البصرة القديمة قرب الجامع (حسينية) وهو الوحيد في المنطقة لا أتذكر اسمه.

عندما كنت اُسافر إلى البصرة لشراء المواد وبالذات المضخات كنت اذهب بسيارتي الخاصة واقضي ليلتي في طريقي من بغداد إلى البصرة في بيت خالي في الناصرية وفي صباح اليوم التالي أسافر ومعي ابن خالي وهو أخي وزميلي ورفيقي ليرافقني حيث نقيم في فندق حمدان ونخرج من هناك للبحث عن المحلات... وفي أحداها دخلنا محل وهو عبارة عن بيت قديم... رحَّب صاحبه بنا... وبعد السلام وواجبات الضيافة... أخذنا نظرة واخترنا ما نريد وحُسم السعر ودُفع المبلغ نقداً مع دعوه للتواصل...هنا تعارفنا للمرة الاولى وتبادلنا أرقام الهواتف للتواصل والأخبار في حالة توفر مواد جيده.. قام صبي بعمر حوالي 12عام بنقل المواد وكانت مضختين صغيرتين نوع (سي هي) المانية الصنع للمحروقات إلى السيارة في بارك فندق حمدان...

وبعد عدة أيام اتصل بي أبو مهدي (ابو مهيدي) ليخبرني بتوفر ما يُفيد من المواد... فركبت وسلكت نفس الطريق وعند وصولنا وكما العادة اتفقنا وكانت الكميه بسعر أكثر مما نحمل من مال نقد فقدمنا له شيك وطلبنا منه إرسال المواد بالنقليات على عنواننا في بغداد بعد أن يتمكن من صرف الشيك ...ثم دعانا إلى عشاء يسبقه ما يسبقه من مشروبات روحيه في شارع الوطني وكان معه بعض أصدقاءه الطيبين وقضينا ليله جميله ...عدنا في اليوم التالي إلى الناصرية ومن ثم إلى بغداد لنفاجئ بعد يوم واحد بأن المواد قد وصلت وعند تدقيق كشف حساب البنك (بنك الرافدين فرع الخضراء) تبين أن الشيك لم يتم صرفه بعد...

في سفرةٍ لاحقه وقد تكررت بعدها الزيارات قلنا له أنت خالفت الاتفاق وبعثت المواد قبل صرف الشيك... قال اتصلت يومها بالنقليات وقالوا غداً فجراً ستخرج السيارة (باص النقل الى بغداد) وممكن إرسال المواد... فأرسلتها... فقلت له ومن يضمن لك أن للشيك رصيد... قال مبتسماً :

أولاً... أنت من الناصرية وثانياً... (جايب وياك واحد من هناك واسم أبوه فهد وتريد أدور وراك صكوك)... واخرج الشيك من درج مكتبه المتواضع وقال هذا الشيك...

قلت له أفصح هناك ألغاز ما علاقة فهد (خالي) بالموضوع والناصرية فقال لقد كان واضح من كلامكم إنكم (منا وبينه وفهد مو بس خالك انته هو خالنه وعمنه كلنه) [ فهد... هو الرفيق فهد... مؤسس الحزب الشيوعي العراقي... سكن في مدينة الناصرية وعَمِل هناك ...اُطلق على المدينة مدينة فهد]... عندما قلنا لكم ليلتها( بيتكم وين عن مكينة الثلج).. ضحكتم وقلتم لا (مو يمهه بس مو بعيده علينه).. فقد عرفتم قصدنا وعرفنا قصدكم ... وكان يقصد معمل الثلج (تسمى هناك مكينة الثلج) الذي كانت تمتلكه عائلة قريبة للرفيق الخالد فهد في الناصرية وكان يعمل فيها.

توثقت العلاقة وأصبحنا نعرف بعضنا... وفي تلك الزيارة طرحت عليه اقتراح لشراء ماكينة تقطيع (ثرم) البلاستك حيث لاحظنا توفر كميات كبيره جداً من القناني البلاستيكية وبالذات المستخدمة في تعبئة المياه لأن البصرة محرومة من الماء الصالح للشرب وكانوا يعتمدون على ما ينتجه معمل الحديد والصلب أو البتروكيمياويات من الماء الذي يوزع على خزانات موزعه في المناطق السكنية أو على الماء المعبأ بالقناني البلاستيكية وبالذات في الفنادق والمطاعم وتزايد ذلك بعد احتلال الكويت ولا توجد في المدينة ماكينة لتقطيع تلك الفضلات البلاستيكية... رغم اهميتها الاقتصادية و البيئية.

قام أبو مهدي وبعد اقتناعه بالفكرة بشراء واحده محلية الصنع من بغداد واستأجر مكان لذلك وسلمها لمن كان جالساً معنا ليلتها من أصدقاءه (رفاقه العاطلين عن العمل).

وفي واحده من الزيارات قال ابو مهدي:

هذه الليلة (معزومين في مكان معمل البلاستك كما سماه) وقد فوجئنا بعائلة ذلك الصبي الذي يعمل في المحل هي من تسكن المعمل وأفرادها من يجمعون القناني البلاستكية والذين يديرونه هم أصدقاءه فثمنت له ذلك وقال هذه العائلة عائلة شهيد فتوقعنا من شهداء الحرب مع إيران أو الهزيمة في الكويت فقلت له الله يرحمه (لازم مات بالحرب وخلف ها الأيتام) فقال لا استشهد عام 1979 وكان عامل مناضل وانا تكفلت بمعيشتهم وعندما كبر ابنهم عمل معي وكل العاملين هنا من رفاقي القدامى... تبين انه شيوعي عندما كانت هناك محليتين للحزب في البصرة وان الشهيد هو من شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين ماتوا تحت التعذيب أو أعدمهم الطاغية ومع الأسف لم نسأل عن أسمه في حينها لكنه من ملامح ابنه كان ذو بشره داكنة (سلاماً له اليوم وسلاماً لعائلته وسلاماً لحزبه وسلاماً لرفاقه).. لقد قام أبو مهدي (ابو مهيدي) بمصاريف كل ذلك على حسابه الخاص على أن يسددوا له أثمانها حسب (التساهيل كما قال) وبشرط أن تبقى العائلة هي من تجمع وتحرس المكان وتسكن فيه. وتعمل وتعيش..

(أبو مهيدي) كما يحلوا لرفاقه ومحبيه أن يسموه يحمل تلك الصفات وذلك النبل وتلك الطيبة... وفي أخر زيارة لنا إلى البصرة وعندما كنا (ندّوخ) الحديث (ويدّوخنا) قال له احد الحضور (العالوسه) عاطلة (كانوا يسمون ماكينة ثرم البلاستك عالوسه) فقال له أبو مهيدي بعصبيه (شعلستوا بيها حته عطلت) اثار هذا الطرح الذي لا يُنسى ضحك الجميع ولا زلنا نتذكره... ونتذكر أبو مهيدي الأمين لعمله ولتاريخه ولرفاقه وللمبادئ

فتحيه للغالي أبو "مهيدي" أن كان حياً والذكرى الطيبة له أن غادرنا ... وتحيه لأصدقائه وزملاءه ورفاقه وعوائلهم ولكل الطيبين في كل مكان ومن كل الأقوام والأجناس والأديان...

الفخر والعزة لكل من مات مظلوماً والعار والخزي لكل من عاش أو مات ظالماً من القتلة وأئمتهم ومحرضيهم وأتباعهم ومموليهم ومحتضنيهم من أشخاص من كان منهم معمم أو متأنق بلبطة عنق أو مرتدي الجينز من رعاة البقر أو من أصحاب القبعات أو منتعلي الغتر (اليشاميغ) والشراويل من كل الأجناس والأديان... ومن يقف او وقف ورائهم داعماً ومحرضاً ومشجعاً ومبرراً لجرائمهم او مدافعاً عنها وعنهم في كل مكان وزمان.

 

اكرر التحية والاحترام للغالي ابو مهدي "مهيدي" الكريم صالح الشريدة... أن كان حياً او كان قد غادرنا.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.