اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عراقيةٌ لا يغيبُ عنها بلدُها// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عراقيةٌ لا يغيبُ عنها بلدُها

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«يا بنات العراق، زهاء شيلة راسكم للعالم؛ عراقية صارت سيدة العمارة العالمية؛ شي لا يُصَدّق، وتتجاوز الخيال رؤيتها المعمارية المستوحاة من الخط العربي، وثورة أكتوبر الروسية». ذكرتُ ذلك للعائله في رسالة عبر بريد «واتسآب» من معرض زهاء حديد في متحف الأرميتاج في مدينة بطرسبرغ. ولن أقول هنا أكثر ولا أقل من ذلك. في الأسبوع الماضي أعلن «الاتحاد الملكي للمعماريين» في بريطانيا منحها «الوسام الذهبي الملكي»، الذي تصادق عليه ملكة بريطانيا شخصياً، وناله منذ تأسيسه عام 1845 عباقرة العمارة العالمية، بينهم «ديفيد رايت»، و«كوربوزيه». وزهاء أول امرأة معمارية تنال هذا الوسام، وكانت أول امرأة تنال وسام «بريتزيكر» الذي يعتبر «نوبل» في العمارة. وبريطانيا التي لم تعد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، تزهو بأعمال زهاء المعمارية، والتي لا تغيب عنها الشمس ولا يغيب عنها العراق.

 

و«زهاء اليوم قوة معمارية هائلة ومتنفذة عالمياً». صرّحت بذلك جين دانكن، رئيسة «المعهد الملكي البريطاني للعمارة»، وأشادت بأعمال زهاء «بالغة التجريب، والصرامة، والدقة، والتي أصبحت محط احترام وإعجاب الناس حول العالم». ولا تصميم يثير الإعجاب والاحترام مثل مُصلّى «مركز الملك عبدالله لبحوث ودراسات النفط» بالسعودية. قبة المصلى تنبسط بلورية مطوية كطي الكون، ومطرزة بنجوم تسمح بدخول ضياء الشمس وتمنع لهيبها. يدشن هذا التصميم عند تنفيذه عصراً جديداً في عمارة المساجد، كما فعلت بناياتها في قارات الأرض الخمس؛ مطاعم، وجامعات، ومراكز علمية، وثقافية، وغاليرهات، وملاعب، ومسابح أولمبية، ومتنزهات، ومقرات حكومية، ودور أوبرا، ومتاحف، ومصانع، ودور سكنية، ومحطات سكك حديد، ومطارات، وجسور، وحتى تصاميم للسيارات، واليخوت، والأثاث، والأواني، والحلي، والشنط، والأحذية النسائية.

 

وفي الأسبوع الماضي احتفت موسكو بإنشاء أول عمارة لزهاء. «برج دومنيون» الذي يتكون من تسعة طوابق، أقيم على ميدان تحيطه الشوارع مساحته 22 ألف متر مربع؛ ويحمل توقيعها المتميز على الأرض الروسية، والذي «قد يصبح معلماً سياحياً». ذكرت ذلك متحدثة في الاحتفال، الذي شارك فيه عدد من أبرز المعماريين ومنظري العمارة العالمية والروسية، بينهم كوزنيتسوف، رئيس معماري مدينة موسكو، والمنظر المعماري الألماني باتريك شوماخر.

 

و«لا يمكن لشخص أن يكون معمارياً إذا لم يكن نحاتاً أو رساماً عظيماً»، حسب الناقد البريطاني جون رسكين. وعبقرية زهاء، كما يبين المعرض الاستعادي لأعمالها في متحف «الأرميتاج» ليست في الرسم والتصميم فحسب، بل في الفكر المعماري أيضاً، وهو دليلها في اكتشاف معمار الخط العربي، وفنون ثورة أكتوبر الروسية. وتُرجح زهاء أن «كازيمير ماليفيتش» الذي اقتبست منه رؤيتها المعمارية، كان مطلعاً على الخطوط العربية. و«ماليفتيش» أبرز مؤسسي حركة الفن الطليعي الروسي مطلع القرن الماضي، والتي ولدت جميع مدارس الفن العالمي الحديث؛ التجريدية، والسريالية، والتكعيبية، والتفكيكية.

 

والعراقيون كالعراق، عندما يتدبر أمره ينشئ حضارات عالمية؛ سومرية، وبابلية، وآشورية، وأكدية، وعربية، ويلدُ حمورابي، أول مشرع في التاريخ، والخوارزمي، مؤسس علم الجبر، وبن حيان، مؤسس علم الكيمياء، وابن الهيثم مؤسس علم الضوء. قلتُ ذلك للمهندسات الروسيات الشابات في احتفال موسكو، وحدثتهن عن عبقرية المكان الذي نشأت فيه أول المدن في التاريخ. وفي بطرسبرغ فوجئتُ بفخر زهاء بنشأتها «خلال ستينيات القرن الماضي في العراق، الذي كان يعتقد بشكل راسخ بالتقدم، ويملك قدراً عظيماً من التفاؤل». وذكرت في الحوار معها المنشور في دليل المعرض أن «جمهورية العراق الفتية كانت تبني البلد متأثرة بعمارة الحداثة. وكان «فرانك لويد رايت»، و«جيو بونتي» يصممان مباني في بغداد. ولعبت أفكار التغير والتحرر والحرية في ذلك الوقت دوراً حاسماً في تطوري الشخصي، وتطور أعمالي».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.