اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

جنون عظمة أميركا// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

جنون عظمة أميركا

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«أميركا خطأ، خطأ عملاق»، قال عالم النفس فرويد، وقد تفسر نظريته عن «جنون العظمة» تخبطات أميركا العملاقة. وهل غير مجنونة بعظمتها تبيد ملايين اليابانيين، والفيتناميين، والعرب والمسلمين، ثم «تفزع من العيش في عصر إطلاقات النار في المدارس وقنابل الانتحاريين، والقتلة الجماعيين، الذين يعلنون نداءات رهيبة ضدنا». تقول ذلك «جيسيكا ستيرن»، أستاذة الدراسات الدولية في جامعة «بيردي»، وتشكو: «نحن لم نعتد العيش في هذا اللايقين المدوخ، حيث المدنيين ليسوا ضحايا عرضيين، بل أهداف مفضلة». وتذكر «ستيرن» في كتابها «داعش الدولة الإرهابية»، أن العنف الإرهابي مُعدٍ، و«إذا كنا سننتصر في الحرب على الإرهاب فعلينا أن نتذكر أن الحرية التي نتنفسها تتبعها مسؤوليات. وهذه المسؤوليات لا تتضمن الحرب على الإرهاب فحسب، بل معالجة إرهابنا أيضاً». وأول ما يتبادر للذهن لا نجده في أبحاثها، وهو إرهاب بلدها. وهل غير جنون العظمة يجعل جميع أعضاء الكونغرس الأميركي يفعلون ما لا يفعله أعضاء أي برلمان في العالم، حتى «الكنيست» الإسرائيلي، وهو الترحيب وقوفاً بنتنياهو، قاتل أطفال غزة؟!

«الخوف يشيع في الجو، الأميركيون يسترقون النظر خلف أكتافهم»، حسب تقرير في «نيويورك تايمز» يورد شهادات مفزعة عن فزع الأميركيين، حتى أن «بعض المحاربين القدماء في العراق يقولون إنهم كانوا يشعرون هناك بأمان أكثر مما في شوارع الولايات المتحدة». ويستذكرون بدقة كم يفكرون باحتمال أن يصيبهم إطلاق نار جماعي. «كل يوم. مرتان في الأسبوع. وبين يوم وآخر. وكل أسبوعين. أو كلما وجدوا أنفسهم في مكان مكتظ. كل يوم. كل يوم». ويذكر «آري بيليجر»، مدير دراسات الإرهاب في «أكاديمية الجيش الأميركي» في «ويست بوينت»، أن «الإرهاب رسالة سياسية سايكولوجية الوقع». ويعتبره «شكلاً من الاتصالات يستخدم العنف لإيصال رسالة سياسية هدفها تشكيل الرأي العام». و«لأن معظم الجماعات الإرهابية لا تستطيع تحقيق نصر عسكري تقليدي فهي تلجأ لاستخدام تكتيكات وحشية لتضخيم وقع قدراته الفعلية». وإذا وافقنا الباحث على أن الإرهاب شكل من الاتصالات، ألا يجدر بنا دراسة الطرف الآخر في عملية الاتصال الإرهابي، أميركا؟

وجنون عظمة أميركا يجعلها لا تحصي رؤوس قتلاها العراقيين والأفغان، بل حتى قتلاها الأميركيين، وليس في العراق وأفغانستان، بل في أميركا نفسها. «كم عدد الإطلاقات النارية الجماعية؟»، يسأل عنوان تقرير في «نيويورك تايمز»، فيجيب: «واحد بالمعدل يومياً، وعدد ضحاياها في العام الحالي 462 قتيلاً و1314 جريحاً». وهجوم «سان برناردينو» واحد من حادثي قتل جماعي في يوم واحد. «ووقع في العام الحالي 355 هجوماً نارياً جماعياً في 220 مدينة و47 ولاية. و60% من الهجمات قام بها أشخاص مُرخصون باقتناء الأسلحة»، ومعظمها لا علاقة له بالإرهاب. ويصعب التثبت من هذه الأرقام، لأن «لوبي صناعة الأسلحة» و«الكونغرس» قرّرا منذ عام 1996 أن لا تجري «هيئة السيطرة على الأمراض والوقاية» بحثاً شاملاً حول العنف المسلح.

وفي أميركا المجنونة بعظمتها 32 ولاية تنظر في حظر الشريعة الإسلامية، وتعمل 100 مجموعة ومركز تفكير على تشكيل رأي عام مناهض للإسلام، تنشر تقاريرها 300 ألف صحيفة ومحطة تلفزيون وموقع إنترنت. ذكر ذلك «كريستوفر بيل»، أستاذ علوم الاجتماع في جامعة ديوك، ومؤلف كتاب «مرعوب: كيف أصبحت المنظمات الهامشية التيار العام». ويشير «بيل» إلى أن الصحفيين كانوا قبل وقت طويل من ظهور «داعش» واقعين تحت تأثير قوي من «منتدى الشرق الأوسط» و«مركز السياسات الأمنية» الذي يدّعي على سبيل المثال أن الجماعات الموالية للإرهابيين تسللت إلى الجامعات الأميركية، وحتى إلى «البيت الأبيض»!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.