اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الروسيا عام 2016// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الروسيا عام 2016

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

روسيا انتقلت من مرحلة الانتقال للاشتراكية إلى مرحلة الانتقال للرأسمالية وتمرُّ اليوم بمرحلة الانتقال بين مرحلتين انتقاليتين. هذه نكتة، لكنها التفسير الوحيد المعقول لوضع روسيا غير المعقول، وهذه ليست نكتة، بل استنتاجات أحدث الدراسات عن روسيا، أستشهدُ باثنتين منها هنا: «روسيا ولعنة الجغرافيا»، عنوان دراسة الباحث البريطاني تيم مارشال، المنشورة في كتابه «سجناء الجغرافيا»، وفيه يقول: «إذا أردت أن تفهم لماذا يفعل بوتين ما يفعله انظر في الخريطة»، فروسيا أكبر بلد في العالم مساحةً تطلُ على أوروبا وآسيا، وتضم غابات، وبحيرات، وأنهاراً، وبراري جليدية، وجبالاً، وتأتيها المشاكل من الأرض والبحر، فخلال 500 عام الماضية غزت روسيا أقوامٌ عدةٌ. البولنديون جاؤوها عبر السهل الأوروبي عام 1605، وأعقبهم السويديون عام 1707، ثم الفرنسيون عام 1812، وغزاها الألمان مرتين؛ عام 1914 وعام 1941.

و«أُمُّنا الروسيا»، كما يسميها الروس، مثل «ناتاشا» زميلتي في جامعة «بطرسبرغ»؛ عذبة، وحنون، وسخية، تصبح إذا خنتها عاتية، وفتاكة، وجليدية كشتاء روسيا الذي أهلك جيوش نابليون، وهتلر.

لكن جغرافية روسيا الشاسعة، التي دَمَّرت خطوط إمدادات الغزاة الفرنسيين والألمان، جعلت الدفاع عنها مسألة صعبة، واضطرت زعماءها عبر التاريخ إلى اتباع استراتيجية التقحم خارجها كوسيلة للدفاع. والشاغلان الرئيسيان لروسيا؛ انكشافها براً، وحرمانها من موانئ على المياه الدافئة، سببُ ضم «بوتين» شبه جزيرة القرم عام 2014، لمواجهة تطويق «الناتو» الذي أرادت أوكرانيا الانضمام إليه. وروسيا، منذ أول قياصرتها «إيفان الرهيب»، في القرن السادس عشر، مدّت حدودها إلى جبال الأورال شرقاً، وبحر قزوين، والبحر الأسود جنوباً، وأشادت «قلعة الشيشان» على جبال القوقاز، لصد الغزاة المغول، والعثمانيين، والفرس.

والكتاب الثاني عن روسيا فريد في مضمونه وعنوانه واسم مؤلفه. العنوان «من خنادق العالم متعدد الأقطاب»، ويضم ثمانية فصول عن «روسيا والإسلام»، وفصولاً عدة عن علاقات روسيا وأوكرانيا، والغرب، والصين، وسوريا، وإيران، وفصل عنوانه «الأنجلوصهيونية»، يتضمن شهادته الشخصية عن انقلاب «يلتسين» الواقع تحت النفوذ الصهيوني. والاسم المستعار للمؤلف «ذا سيكر» The Saker أصله «الصقر» بالعربية، كان والده ضابطاً بالجيش القيصري، وعمل هو باحثاً عسكرياً في أوروبا، ويعيش حالياً في فلوريدا، وتنشر مدونة تحمل اسمه نحو مليون صفحة شهرياً، يحررها كُتاب من أصول ولغات مختلفة، وخلافاً لمعظم الكُتاب الروس، الذين يحرصون على استخدام لغة دبلوماسية عند التوجه للرأي العام الغربي، يتحدث «ذا سيكر» بشكل مباشر، واستفزازي أحياناً، ويذكر أنه يهتم بجمهور أكبر يفضل «النقد النزيه، والمخلص» لما يسميها «الإمبراطورية الأنجلوصهيونية».

ويتوقع «ذا سيكر» أن تشهد الأعوام القادمة اضطرابات في روسيا سببها الصراع بين معسكر «الأوروآسيويين» الذي يمثله «بوتين»، ومعسكر «الروس الأطلسيين» ويمثله، حسب رأيه رئيس الوزراء «مِدفيديف»، وقد يستخدم «معسكر الأطلسيين» الواسع النفوذ، وحليفته واشنطن، «الإرهابيين الإسلاميين» لزعزعة الاستقرار في روسيا، «لكن طالما استمرت الدولة منظمة ومتماسكة لن يؤثر، حسب رأيه، أيّ قدر من الإرهاب على الأحداث، بل «سيكون لعودة ظهور الإرهاب الإسلامي تأثير معاكس تماماً يزيد قناعة الروس بضرورة وجود نظام قوي مستقل قادر على حماية البلد»، ولن يلعب «العامل الإسلامي» دوراً داخل روسيا فحسب، بل في العالم الإسلامي عموماً، فالروس الأطلسيون «معادون للإسلام، وموالون لإسرائيل، ويريدون دمج روسيا بنظام الأمن الغربي المناهض للأمن الإسلامي».

وليس جميع الروس «الأوروآسيويين» يقفون مع المسلمين، إلا أنهم جميعاً مع تعدد الأقطاب، «ولا يرون مشكلة في قيام قطب إسلامي، وبكلمات أخرى فإن الظروف الوحيدة التي يعتبرون فيها الإسلام خطراً عندما تستخدمه الولايات المتحدة أداة لزعزعة البلدان التي تجرؤ على مناهضتها».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.