اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

النووية في المرة القادمة// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

النووية في المرة القادمة

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«الفرق بين الغباء والعبقرية أن للعبقرية حدوداً»، كما قال ألبرت أينشتاين، وهذه مصيبتنا مع الغرب، حيث لا حدود لغباء يفعل بالعرب والمسلمين ما يقول عنه أينشتاين «الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه المرة تلو الأخرى بانتظار نتائج مختلفة». وإلا فمن يسرق البلد المقدس للعرب والمسلمين (فلسطين)، ويواصل لأكثر من نصف قرن قتل وتشريد الملايين من أهلها، ويقتل مليون جزائري، ومليون عراقي، وربع مليون سوري، وبعد كل حملة إبادة ينتظر نتائج مختلفة. وما فعلوه بالعراق أشدّ هولاً من ضربه بأربع قنابل نووية من حجم هيروشيما وناغازاكي، حيث قُتل نحو ربع مليون شخص، وأصيب نصف الضحايا بسرطان الدم، والمدينتان خاليتان وسكانهما حالياً من أيّ آثار للتلوث، فيما تستمر آثار التلوث الطائفي والفساد في العراق، ولا يتوقف هروب السكان خارج المناطق «الملوثة».

وإذا كانت «الحرية أن تفعل ما فعلوه بك»، حسب الفيلسوف سارتر، فلم يَرَ العالمُ بعدُ شيئاً. فمكونات الإنسان ليست مصطفة بعضها إلى جانب بعض إلاّ في ذهن الإعلام الغربي السطحي، الذي لا يجد تفسيراً لعمليات انتحارية يقوم بها شباب، ولد بعضهم وترعرع في أوروبا، فيلجؤون إلى «تغويل» العرب والمسلمين، ويحصلون بالتالي على «الغول». ولا «غول» كالإرهاب النووي الذي كان محور «قمة الأمن النووي» بواشنطن الشهر الماضي، وفيها ذكر «أوباما» أن تنظيم «داعش» في العراق يسعى للحصول على مواد لصنع أسلحة نووية، وأن أكثر من ألفي طن من المواد النووية في العالم غير مأمونة، وقد يستخدم الإرهابيون عشرات الأطنان لصنع «قنابل قذرة». ولا تحتاج «القنبلة القذرة» لطاقة تفجير نووية، بل تستخدم متفجرات تقليدية مختلفة لتلويث مساحات كبيرة بعناصر مشعة، تمكن سرقتها من مفاعلات نووية أو من مستشفيات. ومعظم الدول النووية تطور جيلاً جديداً من أسلحة نووية تكتيكية صغيرة، تعتبرها «واشنطن»، والتي تطورها هي كذلك، عرضةً للسرقة أو سوء الاستخدام.

«تَطَّرُف طالب ذي مستقبل موعود جعله صانع قنابل في بروكسيل»، عنوان تقرير مسهب عن «نجم العروشي»، الشاب المغربي الوسيم، حسب مراسلة «نيويورك تايمز» في بروكسيل، والتي تروي نشأته في عائلة مغربية مغتربة ببلجيكيا، تُعنى بتدريس أبنائها في المدارس الكاثوليكية. «سافر العروشي إلى سوريا، وعاد منها شخصاً آخر فتاكاً، رغم مساره المختلف تماماً عن كثير من جماعته، الذين لم يكونوا يملكون سوى فرص شحيحة». وانتقاء «داعش» الذي لا رحمة فيه لا يقدم للآخرين سوى فرصة أن يكونوا «طعاماً للمدافع»، إلا أن «العروشي» كان بلاشك مجنداً ثميناً، تلقى تعليماً أوروبياً، وأصبح متطرفاً، ليس في السجن بل خلال تعلمه في مدارس وجامعات جيدة.

ويحيط الغموض حياة «العروشي» الذي درس الهندسة الكهربائية، وبنى جهاز راديو بنفسه، وقد يعثر الخبراء على تفاصيل من بيئة وظروف «العروشي»، لكن تظل تفاصيله السيكولوجية مجهولة، ولا يُعرفُ سببُ إقدامه على عملية انتحارية، و«العامل العملي» قد يكون مخيفاً، حسب خبراء «يعتقدون أنه ليس صانع القنابل الوحيد في بلجيكا».

وذكر مدرس الدين الذي دّرَسَ «العروشي» في الكلية الكاثوليكية، أنه «شخص كان يبحث عن إسلامه، وتحول في النهاية من الإسلام المعتدل إلى الاعتقاد بأن الإسلام أسمى من الغرب». ويعجز المدرس عن تفسير لمَ صار الموت أهم لديه من «الحرية»، وهو الذي كان يطمح إلى أن يتمتع بالحرية كل شخص. «وقلتُ له يوماً إن مثاليته قد تتعرض للاختبار، وعليه الانتباه إلى أن لا يطلق لنفسه العنان في الفخر والغضب». ويتذكر المدرس أن «العروشي» قال وابتسامة مشرقة تضيء وجهه: «لن أفعل ذلك».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.