اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عرس عراقي مكسيكي// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عرس عراقي مكسيكي

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

في حفل عقد قران عراقي على مكسيكية في «ريتشموند بارك» بلندن، فوجئتُ بما يحدث للبشر. قاعة الاحتفال التي تحمل اسم عالم وفيلسوف الرياضيات البريطاني «برتراند راسل» تقع على مرتفعات «ريتشموند»، وفيها اختلطت الأعراق، والحضارات، والأشعار، والموسيقى، والرقص. «لحظة ندخل الحديقة أنا وأنت، تهرع جميع نجوم السماء لتلقي نظرة علينا، فيما نحن نلتهب كبدر التمام، وتستشيط حسداً طيور النار المُجنَّحة، وفي ذلك المكان نضحك شغوفين، أنت وأنا. أيُّ معجزة، أنت وأنا مجدولان في العش نفسه، بينما أنا في (قونية) وأنت في (خراسان). أيُّ معجزة أنت وأنا، حبٌّ واحدٌ، عاشقٌ واحدٌ، نارٌ واحدةٌ في هذا العالم الآخر، في بحرين لا نهاية لهما». هذه كلمات الشاعر الصوفي الفارسي التركي جلال الدين الرومي ألقتها في حفل العُرس مُقلِّدتُهُ العراقيةُ السويدية فرح البياتي، وهي عراقية جزائرية من أصول عربية وكردية، وهذا عرس ابن عمتها الباحث الطبي والكاتب المسرحي العراقي البريطاني حسن عبد الرزاق على المكسيكية البريطانية «سيسيل غيفارا»، وهي من «الهنود الحمر» سكان أميركا الأصليين.

و«أنا أحبكِ كنبتة لا تُزهر قطُّ، لكنها تحمل داخلها ضوء ورود خفية، بفضل حبكِ يرتفع ضوء مكين من الأرض، ليقيم خفياً في جسدي. أنا أحبُّكِ من دون أن أعرف كيف، أو متى، أو من أين. أنا أحبُّكِ حباً صريحاً مباشراً دون تعقيد، ولا زهو. هكذا أحبُّكِ لأنني لا أعرف طريقة أخرى غير هذه، حيث لا أكون موجوداً ولا أنتِ، نكون قريبين جداً من بعضنا، حدّ أن ذراعك على صدري هي ذراعي، وعندما تغلقين عينيك أستسلم للنوم». قصيدة الشاعر الشيلي بابلو نيرودا ألقاها المحامي «جيمس روبرتسن» وهو من أب إنجليزي وأم رومانية، وزوجته المحامية «أسيل»، شقيقة حسن عبد الرزاق.

وفي العرس اكتشفتُ لماذا وظّفَ أحد أكبر المصارف العالمية «أسيل» في دائرته القانونية، فالقضاة البريطانيون يثمنون روح النكتة أكثر من أي حجة قانونية. وكلمتها في العرس مسلسل نكات قوطِعتْ بضحكات كَتَمَت أنفاس المحتفلين، بدأتها بتحية الضيوف، الذين قدِموا من أرجاء العالم، كالسويد، وسكوتلندا، والأردن، ونيويورك، وكاليفورنيا، وقالت «مدهش كم يسافر بعض الناس بعيداً لأجل وجبة طعام مجانية!». وحذار من نكات الشقيقات على الأشقاء المدللين. والعرس كان فرصة للانتقام بالنكات، حيث قارنت بين شقيقها الذي كان سميناً كطفل مصارعي «السومو» اليابانيين، فيما كانت هي كما لو كان أن أبويها لا يطعمانها. وكانت أمها تحثها، وهي في سن الـ15 عن منافسة شقيقها «أخوك يعمل الدكتوراه، الدكتوراه، وأنت ماذا تفعلين؟».

وأطرف نكاتها تعارف شقيقها وعروسته «الحكاية الرسمية محاطة بالغموض، تقول إنهما التقيا في المسرح، ودار بينهما حديث ثقافي حول المسرحية، وتارة يكون اللقاء خلال الفترة بين الفصول، أو بعد المسرحية، ويوماً ما تَعتَعَ المرحُ (حسن) و(سيسيل) فظهرت الحقيقة، وهي أن الحب الأول لحسن (كومبيوتر ماك بوك برو) قاده إلى لقاء عروسته المكسيكية الجميلة في غرفة الدردشة».

«أحبُّكَ في العاشرة صباحاً، وفي الحادية عشرة»، قصيدة الحياة الزوجية للشاعر «جيمي سابين»، وهو مكسيكي لبناني إسباني، أنشدتها صديقة العروس «كارولاين»، وهي من كولومبيا. و«كل يوم أحبُّكَ وأكرهكَ بشكل يتعذر إصلاحه. وهناك أيام، وساعات، لا أعرفك فيها، وتكون فيها غريباً عنِّي، كما لو كنتُ زوجة شخص آخر. الرجال يقلقونني، وأنا أقلق على نفسي، متاعبي تحيّرني. وربما هناك وقت طويل عندما لا أفكر بك قطُّ. ها أنت ترى من يحبك أقل مني يا حبيبي». عرس عراقي مكسيكي، تطايرت فيه على أنغام الغيتار قبعاتُ «السمبريرور» المستديرة كالبدور، واختتمه مِسكُ رقصة الأعطاف العراقية، دارت فيها كالمروحة جدائل راقصة من مسلمي ألبانيا!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.