اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لعبة الشطرنج الروسية// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لعبة الشطرنج الروسية

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

من مهازل التاريخ أن يصيب الجمود العقائدي، الذي دَمّر المعسكر الشيوعي نهاية القرن العشرين، الفكرَ الأوروبي الليبرالي مطلع القرن الحادي والعشرين. «فيودور لوكيانوف»، رئيس «مجلس سياسات الخارجية والدفاع» الروسي يقول: «يمكن أن يلتقي المستقبل والماضي أحياناً عندما يكون طريق الحاضر مغلقاً، كما هو الحال اليوم». ويصف كيف انكبّت روسيا دون كلل خلال ربع قرن الماضي على بناء النظام العالمي الجديد. «وظهر فجأة أن الزمن انكفأ، وعاد الحديث عن حرب باردة جديدة، وصراع أيديولوجي، والرقابة على التسلح، والمجابهة النووية». وفيما تصنع الليبرالية الغربية كوارث «الربيع العربي»، يلعب الروس «الشطرنج التكعيبي»، حسب «أندريه كورتونوف» مدير عام «المجلس الروسي لأبحاث الشؤون الدولية». ويذكر «كورتونوف» أن «أهم ما في النظام العالمي الجديد رقعة الشطرنج المكعبة غير الثابتة، وأبعادها التي لا تتوقف عن الاتساع، وبالتالي تتسع مساحة اللعبة، ويزداد عدد التحركات الممكنة لعدد متزايد من اللاعبين».

وإذا كان «الروس هم مَن رَسَّخوا الشطرنج»، حسب أشهر لاعبي الشطرنج الأميركيين «بوب فيشر»، فإن الفكر السياسي الروسي الجديد يُرسّخُ لعبة «الشطرنج التكعيبي». إنه النموذج التطبيقي لمفهوم «البراكسيس»، وهي العملية التي تُفعّلُ فيها النظرية، أو تُجَسَّدُ، أو تُدرَكُ، ويلخصها القول المشهور للفيلسوف ماركس: «الفلاسفة فسَّروا فحسب العالم بطرق مختلفة، والمسألة على أي حال هي تغييره». وثورة الفكر السياسي الروسي الحالية كثورة أكتوبر عام 1917، من دون حدود، ولا تحفظات، ومنفتحة، بل متفتحة على العالم الخارجي. تُعبِّرُ عن ذلك عناوين أحدث بحوث الأكاديميين الروس المنشورة بالروسية: «بدأت الحرب السيبرانية»، و«النزاع المسلح المكشوف مسألة وقت»، و«روسيا تتموضع بشكل فعال في أسواق آسيا المتنامية»، و«وداعاً لأميركا الماضي»، و«المصالح النُظُمية العامة بدلاً من القومية»، و«المفاهيم الكلاسيكية والخصوصية الروسية»، و«روسيا وعالم الإملاء التكنولوجي»، و«ثلاثة سيناريوهات للمستقبل»، و«حول نفع المُخيلة»، و«الحملة الجوية الروسية في سوريا: استنتاجات أولية»، و«الصواريخ في أوروبا: إلى الماضي نحو المستقبل»، و«عودة سياسات القوة تناسب روسيا»، و«الوهم كضرورة»، و«الأيديولوجيا وانهيار الاتحاد السوفييتي»، و«كيف يبدو العالم من منظور روسي؟»، و«هل تتفكك الوحدة الأوروبية أم تتماسك؟»، و«العالم في مرحلة ما قبل الحرب»، و«تأملات في دورات التاريخ الروسي»، و«تشكيل أولويات جديدة تحت الاهتمامات الأمنية».

و«الشطرنج أحد الفنون القليلة التي يتشكل فيها التكوين سوية مع الأداء»، حسب «بوب فيشر». وهذا منجزُ بحث وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» عن «البعد التاريخي لسياسة روسيا الخارجية». وأهم ما في البحث المسهب مُصالحةُ روسيا مع تاريخها القيصري والشيوعي على حد سواء. «ولا شك في أن ثورة عام 1917، والحرب الأهلية التي أعقبتها، كانتا أكبر مأساة لشعبنا، لكن باقي الثورات أيضاً كانت مآسي. ولم يمنع هذا، على سبيل المثال، زملاءنا الفرنسيين من الإعلان عن تمجيد الثورة الفرنسية التي لم تجلب باستثناء شعارات الحرية والمساواة والتآخي سوى المشنقة ونهر من الدماء». ويذكر «لافروف» أن الفكرة المتجذرة في الغرب، والتي تعتبر انهيار الاتحاد السوفييتي نصراً للغرب في الحرب الباردة، لا أساس لها من الصحة. لقد كانت تلك إرادة شعب بلادنا في التغيير، عاكستها ظروف غير مواتية».

ويستعيد لافروف اعتراف «جورج كينان»، أهم واضعي سياسة احتواء الاتحاد السوفييتي، بخطئه المأساوي، الذي ساعد على إنشاء حلف «الناتو». ويذكر أن الخطأ العميق في السياسة الغربية أنها لم تقم على أساس الاعتماد المتبادل لمختلف الدول. و«اليوم لم يعد ممكناً بناء علاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما -كما خلال الحرب الباردة- مركز السياسة العالمية، من دون حساب العمليات الجبارة الجارية في منطقة المحيط الهادئ الآسيوية، والشرقين المتوسط والأدنى، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.