كـتـاب ألموقع
شهادات من التاريخ (الشهادة الثالثة) -//- لطيف ﭘـولا
لطيف ﭘـولا
ـ القوش/ العراق
شهادات من التاريخ
(الشهادة الثالثة)
وتاكيدا على مكانة المراة ومكانتها السامية في حضارة وادي الرافدين يجدر بنا ان نذكر شيئا من شريعة حمورابي تتناول جانبا من هذا القبيل ..وردت مادة مفادها ( إذا ثبت بالشهود ارتكاب إمراة متزوجة الزنى وزوجها على قيد الحياة, ومع صديق لها, تُدان الزانية والزاني ويُلقيان كلاهما في النهر. اما اذا كانت الشهادة زورا، يُدان الشاهد الكاذب ويختم على جبينه علامة لتبقى مدى حياته وصمة عار كانسان كاذب لاتقبل شهادته. واذا قارنا هذه المادة بما يجري اليوم حولنا من إجحاف بحق المرأة وهي تقتل او تُجلد او تُرجم ونحن في القرن الواحد والعشرين الميلادي نتوصل الى اي مدى كانت حضلرتنا قد سبقت الامم ومنذ الاف السنين ؟!.
وحري بنا ان نذكر ان تيامات ( اليـَم ) يـٍمـًا ،امـًا ،أُم )وهي من اقدم الالهة الأُم الاولى والتي وقفت بوجه الثورة التي اشعلها الالهة الشباب (انو ، انليل ،شماش ،وسينا) وكان بمثابة تمرد على القديم ..وسخرت تيامات كل الكائنات الحية الضارية لمحاربة الالهة الشباب وكسر تمردهم .وادخلت تيامات الرعب في قلوب الالهة الشباب وعجزوا جميعا عن مقاومة غضبها .الا ان عملية التطور يجب ان تستمر لذا طلب إلاه الكل في العلى (انشار) من (مردوخ) في بابل و(اشور) في نينوى الاله الشاب المفعم بالحيوية والذكاء ان يجهز جيشا قويا ويحطم تعنت (تيامات) وغضبها على الشباب. واستطاع الاله الشاب (مردوخ , اشور) ان يحطم تيامات ويحقق النصر. ويبرهن على جدلية التطور وولادة الجديد في رحم القديم .ليدشن مردوخ او اشور عهدا جديدا من التطور في سفر الحياة والذي لازال وسيبقى مستمرا رغم كل قوى التخلف ومحاولاتها لارجاع عجلة التطور الى الوراء لانه منطق الحياة وديالكتيك التطور . وقد استوعب شعب الرافين كل تلك الفلسفسة العميقة والمبسطة وبنى عليها حضارته ونواميسه وقوانينه واصبحت من إرثه الاصيل وسمة من سمات سموه ورفعته ومكانته بين الامم . ومن اجل ذلك سن ً ملوكه العظام القوانين لتحقيق الحق وحماية الضعيف ورفع من قدر المرأة ولحماية البيئة والطبيعة التي تدمر اليوم من دون ان يحميها اويذود عنها حاكم اوسلطة او قانون . إذ بامكانك قطع شجرة حيث ومتى ما تريد دون مسالة قانونية . وهذا هو سبب التصحر والحر والغبار والتلوث في كل المواسم وفي كافة ارجاء الوطن .انه التخلف الذي افسد وشوه حضارتنا ..ففي شريعة حمورابي مادة رادعة بحق من يقطع نخلة مفادها ان من يقطع نخلة عليه غرامة يدفعها قدرها نصف مَن من الفضة . ترى اين نحن من اجدادنا المتحضرين الذين صنعوا الحياة ونحن نقتلها ؟؟
فالمتخلفون لم يقفوا عند حد قطع الاشجار ، بل اصبح قطع رؤوس الابرياء من البشر هدف البعض للفوز بالجنة !! ، وسرقة اموال الشعب وامتصاص دماء الفقراء حق عند الاخر لان له توكيل ألاهي ، كما يدعي ، لينشر الفساد والتخلف والتخريب !!! فهل مثل هؤلاء يستخطون قطع الاشجار أو قطع الارزاق ؟ ... هل ترجو الفحام َ ذهبا ؟؟؟ ام نقرأُ على حضارتنا السلام ؟؟؟
المتواجون الان
456 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع