كـتـاب ألموقع
اغنية: أثرا دبابي// لطيف ﭘولا
- المجموعة: لطيف ﭘـولا
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 16 حزيران/يونيو 2014 18:48
- كتب بواسطة: لطيف ﭘولا
- الزيارات: 1880
اغنية: أثرا دبابي
لطيف ﭘولا
اكثر القصائد التي اتاثر بها واكتبها بحماس معجون بالعاطفة ،هي القصائد الوطنية والتي تفرض عليَّ لحنها, وكأنه يولد معها ،وعندما أُغنيها أحس وكان قلبي يضبط إيقاعه معي ومع أوتار عودي .. هذا التأثير النفسي والوقع الروحي للاغاني الوطنية رافقني منذ طفولتي عندما كنت انشد مع الطلاب في المدرسة الابتدائية نشيد (موطني) كلمات الشاعر إبراهيم طوقان والحان الموسيقار الألقوشي (حنا بتي شاجا ) ونشيد ( أزئير الأُسد ِ دوّى أم نشيد الرافدين ؟) الذي علمنا إياه الاستاذ حكمت زيباري، والذي اختارني لأكون ضمن الفرقة المدرسية للنشيد، أقول عندما كنت انشد كانت كلمات والحان النشيد تؤثر في نفسي تاثيرا كبيرا بحيث كنت اردد النشيد ليس في البيت والمدرسة بل أحيانا انفرد بنفسي في البيادر او على سطح البيت وانشد النشيد وانا أتامل الجبل والسماء والافق البعيد, اطرب لحلاوة الكلمات واللحن، رغم انني لم اكن ادرك تماما معنى القصيدة , لكن موسيقاها ولحنها كان لهما وقعا شديدا على نفسي ..وعندما كنت اواجه لحظات صعبة في حياتي كنت اردد اناشيد وطنية لتقوي من عزيمتي، وكأن الوطن يراقبني وينظر اليَّ وانا اجتاز المحنة بفخر واعتزاز بوطنيتي ..ولما اشتدت الظروف في وطننا وبدات الانظمة الدكتاتورية والتوجهات الرجعية توجه ضرباتها الى ابناء شعبنا لتنال من روحه الوطنية بالقهر والارهاب والتجويع والتهجير ..لم يكن لي من سلاح الا القلم . بدات بالكتابة للمسرح ،لأجسد التراث واضعه امام اعين المشاهدين ليتذكروا ارضهم وشعبهم في المعامل والحقول .انه التمسك بالجذور امام الرياح العاتية. ثم اضيف عليها اللحن الثوري الحزين لاشد من معنوياتهم ليقاوموا زمن الضلال والضياع قدر المستطاع .وكنتُ أُعرِّضُ نفسي للمساءلة جراء اناشيدي واعمالي الفنية ،لان العملاء والانتهازيين في كل مكان يتصيدون في المياه العكرة لينالوا فرزدقهم وفتاتهم المنقع بالذل ..الا ان اعمالي واناشيدي بالذات انتصرت عليهم ! ووجدت طريقها الى قلوب الوطنيين وخاب ظن العملاء ..وقد عرف الشعراء والموسيقيون قوة النشيد، شعرا ولحنا ،على المستمع فقد كانت جوقات الموسيقى والمنشدين يرافقون ويستقبلون الجيوش الذاهبة للحرب او القادمة بالنصر ،وكذلك المرتلون في المعابد منذ عهد سومر وبابل واشور . وابدع برديصان في نشر تعاليمه عن طريق الاناشيد . وعلى منواله سار مار افرام السرياني وغيره.. ولولا تلك الاناشيد لكان من الصعب حفظ هذا الثراث الكنسي والشعبي الهائل والذي يشمل الاف القصائد .لكن من خلال الالحان والتراتيل ترسخت في عقول الناس وتناقلت من جيل الى جيل ...
في بداية القرن العشرين وبسبب المجاعة هاجر عدد كبير من ضحايا المجاعة الى آدنة في تركيا. ويذكر الذين عادوا فيما بعد كيف كانت الشاعرة الالقوشية ( كشى من بيت نـَگارا ) تنشد شعرها وهي في الغربة فتثير مشاعر الحنان والوطنية عند اهلنا المغتربين ..ومن شعرها نقلا عن امي والتي نقلته عن المرحومة ( بيك ِ) والدة موسى ريس , اطال الله عمره وابنة الشاعرة المذكورة .إذ انشدت المرحومة الشاعرة ( كـَشِّ ) الألقوشية مرة في احدى الليال في مدينة (آدنة ) في بدابة القرن العشرين وعوائل القوشية من حولها مستذكرين موطن آبائهم الذي اجبرهم شظف العيش على تركه فقالت :
خذا شاتا ثيل ِ تلگا وقطيئآله اورخا دمارگا
خوزي خذا شتيثا م إنتا وخذا إيتوتا قـَم دَرگــا
( في سنة من السنين تراكمت الثلوج وقطعت علينا طريق المروج
من لي بشربة ماء من الحب وبجلسة امام الباب مع الأحباب )
اجل كان للهجرة اثارا بليغة على نفوس ابناء شعبنا وحياتهم وبشكل خاص على الشعراء والفنانين الذين يتأثرون قبل غيرهم بهذا الوجع الازلي.
واسباب الهجرة كثيرة منها 1- سيف الغزاة الذي لاحقنا وسبب دمارا لمددنا وقرانا وفتك بشعبنا وهاجر من هاجر واستعبد من تبقى منذ سقوط نينوى عام 612 ق م وبابل 539 ق م ..
2- المجاعة :لان شعبنا كان يعتمد على معيشته على الزراعة . ولما كانت زراعته تعتمد على الديم بقي مصيره معلقا على قطرات المطر . وصادفت عدة سنوات متتالية لم تمطر السماء فاصاب الجدب والمحل والجفاف حقل فلاحنا, فكان يضطر الى ترك حقله وبلدته بحثا عن لقمة العيش في مكان اخر 3- الحروب :كانت الحروب مستمرة بين العثمانيين والفرس , وبين العثمانيين والروس وكانوا يسوقون الرجال الى ميادين القتال حيث اللاعودة . تبقى العائلة بدون معيل فتضطر الى البحث عن لقمة العيش في مكان اخر ..وهذا ما لمسناه اثناء الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج وتبعاتها والتي سببت ولازالت تسبب في هجرة الملايين من ابناء شعبنا. 4- البطالة : بما ان الوصوليين منشغلون بصراعهم على الكراسي فانعدمت الرقابة وانتشر الفساد وتاخرت المشاريع وكثرت الجريمة ,ولم يجد العاطل امامه إلا الهجرة لتنقذه من هذا الواقع المرير 5 –الارهاب والملاحقات وكبت الحريات ( لان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) الشريحة المثقفة، المتعلمة والواعية لا تقبل ان يصبح التخلف وروح السيطرة والدكتاتورية كابوسا يجثم على صدرها الى الابد .الانسان الحر لا يقبل ان تصادر حريته بل يبقى يبحث عن تلك الحرية حتى لو كان خارج الوطن. فيضحي بكل شيء لينالها حيثما كان إذا عزَّ ذلك عليه داخل وطنه . ومن هذا الواقع المرير نسجت قصيدتي هذه ولحنتها وغنيتها كي أُذكـِّـر من ترك وطنه ،ان الوطن لازال يناديه ,وان الارض التي تضم رفات اجداده تبقى تنتظره ،رغم البعد والالم ..وهذه قصيدتيباللغة السريانية ومترجمة الى العربية و بالـﮕرشوني مع اللحن والغناء .
وطنُ الأجداد ِ ( مترجمة من السريانية
شعر ولحن وغناء لطيف ﭘولا
موال : وطني الذي أنجبَ رجالا في وقتِ الشدائدِ
ليُحلـِّقوا كالنسور ِ ,يملأون قلوب الغربان رُعبا
فانشدوا معي يا أبناء وطني بالقلوب والأفواه
عن خلود ِ حضاراتـِنا على مَـرِّ الأزمان ِ
******
الأغنية : وطني يبقى دوما شمس َ الوجود ِ
وصوت َ الأجداد ِ من السماء ِ ينادي
فأسمعه يـُدوّي في أعماقي إذ يقول
بلادُ الرافدين ِ بلاد ُ االغلـَّة ِ والخيرات ِ
************
حينما اشمُّ , في الفجرِ , عبقَ الشرق ِ
تتضوع ُ انسام ُ وطني كعطر الورود ِ
فتتغنى به ِ حماماتُ السلام ِ وكلُّ الكائنات ِ
وطنُ الأجداد ِ الذي أنشدَ له الشعراء ُ
**************
لم يبق شيءٌ جميلٌ في العالم ِ يا ولدي
فإذا كنتَ تحب ُ شعبـَك افعلْ ما أقوله لكَ
إيـّاكَ أن تبيعَ وطنـَكَ بالذهب ِ أو بالدينار ِ
وطنـُك الذي انجب َ رجالا جبابرة
**************
كيف تنسى وطنـَكَ ؟! هذا أمرٌ مستحيل
وعيون ُ أُمِّك على الطرقات ِ تنتظرك َ
فالغربة ُ كابوسٌ , نيرٌ , وموت ٌ بطيء
ووطنكَ كالنهر ِ العظيم ِ.. يجري في صحراء !
أثــرا دباباواثــا
شعر ولحن وغناء لطيف پـولا
موال : بأوﭘرا دأثري قملـَي ﯖور ِ بزونا كوما
ﭘـرخلــَي خنشر ِ دمالـَي زدوثا قـَلا وبوما
زمروا أمي ناش دماثي بلبا وﭘـوما
أمينوثا دمذينايوثن بليل ويوما
الأغنية : اثرا دبابي اخ شمشا بكل شِـنّ ِ ودار ِ
وقالا دبابواثا من شميا كقارِ ِ
بگو خوشاوي كشمئـنلى وكل جهوي كشارِ
اثرا دبابي دموقمل ِ من خـِط ِ وصار ِ
**********
كود كميخن بقـَدمتا ريخا دمّدِنخا
ونـَشماثا دكيثـَي مأثري اخ ريخا دپـقخا (1)
كزَمري بشمّح برياثا ويوناثا خوار ِ
اثرا دبابي دكزمري بشمح زما رِ
*********
لا پـيش مندي بپـياشا بث عـالما بروني !
ان بائـتـوالا اومثوخ بأوذت باجبوني
اثروخ چـو گا لا مزبنت بگـو دِهوا وپـار ِ
اثـرا دبابوخ دموقمل ِ گور ِ گبار ِ !
************
ديخ بناشتلــِه اثروخ ؟ جوگا لا كبار ِ
يـمّـوخ دهَــويا بسپارا لگـَريثا وگار ِ
نوخرايوثا يـَقورتا خنيرا واپسار ِ
اثرا دبابوخ خدو نـَهرا ببَـريا كــجـار ِ
المتواجون الان
418 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع