اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يا سيدتي..... أين النجاة ؟// لطيف پــولا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يا سيدتي..... أين النجاة ؟

 

لطيف پــولا

 

 

(في الذكرى الخامسة لمذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد )

 

غدت عيناك ِ بـنت ُالعراق أَعشاش َ حُزن ٍ تـُبكي الغـُرابا

              مات َ گلگامـش هـَرب َ انو نامت عشـتارُ تحت خـِمبابـا

ست ٌوعـشرون قـَرنا يهوى بالسـيف ِعلى نبضِ الحيــــاة ِ

               والملايـين ِ من البـُناة ِ سـادَ الـرُعاع  ُ بـثـوا الإرهابــا

فاستحالت ِ البلاد ُ سِجنا  يـحوي أشباحا لأمس ٍغـابَ

             حـينَ مَـزّق َ سُـــلطان ُ السيف ِ حضاراتـِنـا محى الـكتابـا

جـَلـَب َ المـوت َالى الحقول ِ والضـَـلالــة  الى العـقـول

               أطفـأ النورَ أذوى الكـروم َ بثّ السُـموم َ أدمى المحرابا

بإسم الدين ِ صادروا الارض َهتكوا العرضَ أقاموا الفرضَ

                حَللوا الذبـح َ وقد جعلوا من فـَردوسـِنا مـَسخـا خَـرابـا

فـمن تلوم ُ وقد خـُلـِقوا  مِـن آكـلات ِ لحم ِ الـبـَشرِ ؟

                 وقـد وجدوا في وطننـا صيـدا  سمـيـنا ، دما  شـــرابا

وسال َ الـدم ُ مع النهرين نهـرا ثــالـثـا، رابــعٌ  دمـع ُ

                 زرعوا الهَـمّ دَكـوا الآمالَ وكما تـمحو الـريح ُ السحابا

يوقـظ البــيد َ نـَبـض ُ الحياة إذا مـَسها نـدى الــطـَلــل ِ

                 أمـّا  دِمـانا حــين َ تـُراقُ  فـلا  تـُــنعـِـشُ  إلا  الــذِئابـا

سـلـوا شـَنعارا وأمـصاره مِــن بابِ الله ِ حـتـى حـيـرَة َ

              ومِـِن نـينوى حـتى آشورَ مـَن جـَعـَلها قـــَفـــرا يــبـابـا ؟

ناد ِ سـُميل َ وطورَ عابديـن َ ومـِن هكاري الى صوريـا

              قد فاضَ الدم ُ في كرخسلوخَ  أوفى صُلبانا أروى حـِرابا

ما مِن جـَديد ٍ في كنيسة أُم ٍ النـَجـاة ِ  يـُدهـشُ  القـــوم َ

                   إنّ  الافــا وملايـينَ  عـاشوا عــبــيــدا ماتـوا أَربابا

غــشى الجـرادُ مِن كلٍ صوب ٍ وأسوارُنـا  دون َ رَقـابَ

              ذبـل َ الــزَرع ُ وجَــفّ الضَرع ُ  ولـم  يـَنـتـَخ ِ فـينا رِئابـا

هـذه الارض ُ والتي انـطوت عــلى كـنوز ٍ نـام َ أهـلـُهـا

                اُغتيل َ الـرب ُ بـُقـِرَ البَطـنُ  كـُبـِّـلَ الشعـبُ شيبا شـبابا

كـل ً  ذرة ٍ فـيهــا بـقايـا  وذَخــائــرٌ  لــلــشــهــداء ِ

                كـيف تـَطـَاُ حين َ تسير دون أن تـَبكي، هـذا الـتـُرابا ؟

فـقـد قــتـلوا شيخا يزرع  ُ طـِفلا يـَرضَع ُ أُمّــا تـَهجَــع ُ

                كاهـِنـا أمضى في التـعـبُد ِ  يــدعــو لـلربِ كلّ من تابـا

جعلوا  الحـِقدَ  مـُفـَخخـاتٍ ، كـَبـّروا جـَهــلا كـأن َ اللهَ

              جزارٌ يهوى شُرب َ الدماء ِ للمجرمين  َيعطـــي القابـا

إن الكـلاب َ أداة ُ صــيدٍ  لـها أســياد ٌغـُـررَ بـهـا

               الى ضحايا تــُقـاد ُ لها فـلا  تــلـوم ُ يــوما كـِلابـا

قد علمتنا دروسُ الماضي أن ّ الـفـِخـاخ َ خـلـفهـــا يــد ٌ

               ومـَن يحوك ُ في الــدَهـاليـــزِ  يـَتـَحـَمل ُ  ذنـبــا، عـِتابــا

فيا حـَبذا سـألت َ الجاني وكــالعـادة ِ فهــو مجهـول ُ!

               لـِم َ  قـتـلت َ قوما يصلـي  مِن دون ِ ذنبٍ؟ هـات أسـبابا

مَن أَمركَ تـَصْـلي الجـُموعَ بنار ِالحِقد تنهــي الخشوعَ

                 تروي الغليل َ بصوتِ طفلٍ  مـَزّق َالقلب َ،هـَدّ الـقـِبابـا

أيـهٍ بغـداد ُ جَفّ المِـدادُ  هـكـذا شــاء  لنا  الأوغــاد ُ

                أقاموا الظـُلمَ ودَسوا الُسُــمّ فـَرقوا الأهل َ أخلوا الشِـعابا

شعـُبنا يدري بالذي يجري فات َ الأوان ُ مـات َالأمان ُ

                 ومَن طلب َ النجاة َ بعد فـَوات ِ الأمر ِ لاقى الصِعابـا

ومَن فـَرّط  َبِعـِزّ الدار ِ لن  يــَنـفـعـُـه ُ يــوما نـَدَم ُ

                 ولا يـرحم ُ قلـب ُ اللصوص ِ إذا فــُتِحـَت لهم أبـوابـا

صار شعبــُنا سِرب َالحمام ِ ينشدُ الحبَ يخشـى عـُقابـا

                 ولا  يـزرعُ  إلاً الـسلام َ ولا  يحصـدُ  إلا عــذابـا

فلا  السارق  ُيخشى حـسابا  ولا  القاتـــلُ  نال العِقابـا

                وفي زمن ٍ مال َ قـِسطـُه ُ دعاء ُ الصِدق ِ بالكذبِ شابا

بمَن تـَثـِق ُ كلً الوعود ِ صارت كلاما، وِهما ، سَـرابا

                يـئـسَ النـاسُ ، فمَن لم يمت آثـَـرَ الهـَجــرَ  والإغـتِرابـا

 يا سيدة َ الـنجـاة ِ اشـهدي عــلى إجرامِ  ِ بـَني الضـِباع ِ

               لا يملكون َ ضميرا  ولا  رأيـا  سـديـــدا ولا آدابـا

أمست مـَزارا  يا سيدتي  كنيسـتُـك ِ، مـَرجـا خــَلاًبـــا

               يـومَ نـَـزِف  َفيضُ الجـروح ِ سِــرَ العمادِ دمـا خِضابـا

صوتُ الشهيدِ ينادي الباري ولا يـردُ  لــه جوابـا

                  تدعو الجلادِ الى السلامِ ؟ إنما الدنيا حقا غِلابا

 ومثل آدم ,طفلٌ ملاكُ ,يمسي طعامَ ذئبٍ أمعطٍ

                 كـيفَ النـَجاةُ  يا سيدتي ومَـن يـَسمع ُهذا الخِــطابـا ؟

إن لـم تـُغـَـن  كالـطير ِ حُـرّا تعلوا القـِمَم َ، تجوبُ الغابا

                 فبئس َعَيشٍ  في ظل ِ رُعب ٍأثـقـَل َ، ذِلا،  نيـر ٌ رقابـا

لـيت َ شـعـبـَنا  أدرَكَ أنّ  مفتــاح َ الغدِ في أصواتـِه

                إذا قـَرًرَ حيـن َ يـخوض ُ في السياسـة ِ والإنـتخـاب

وأن يردمَ  كـلً ثـغــرة ٍ  ينفـذُ   منها عــَـدو الــنـور ِ

                نبـني وطـنا حَـبـاه  ُالله والمناضـلُ   يوما ما هابـا

نحن أبناء ُ شعبٍ عرق ِ من الشمال ِ حتى الجـنـوب

                فلا يَـفـتً  قــَط في عـضدنا مثـلما كـُنـًا  دوما أحـبابا

قـد جـمعـتنا سُـوحُ الـنضال ِعبرَ السهول ِ وفي الجبال ِ

               يَـغـصُ المرءُ  إذا سألَ : كـيف  يخون ُ الحرُ أتـرابا؟

وإذا كانت شمسُ الوطنِ ِأدمى وجهَـها وحش ُ الظلام ِ

              فـلنجعــل َ  كـلّ شـهـيد ٍ فـي سـمائـِنا يزهو شـهـابـا

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.