اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا يَفْتَرِسُ وطنٌ أبناءَه- إضاءةٌ على المشهد في الأردن// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لا يَفْتَرِسُ وطنٌ أبناءَه- إضاءةٌ على المشهد في الأردن

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

لا يتم عادة، إضعاف أي وطن، إلا بالتدريج المتعمد. والأردن ليس إستثناءً بهذا. ألتغول على حقوق أهله وكرامتهم، والتفريق والتمييز بينهم، ملحوظ لكل بصير، بالطبع ما عدا قطعان السحيجة. فهم عمي بكم صم لا يفقهون وفي غَيِّهِمْ يعمهون.

 

لا يُقام إستقرارُ وطنٍ قوي، على آليات ألمنحِ والأعطيات والإمتيازات والإقطاعيات. فتلك آلياتٌ وأدواتٌ تُنهي، بالقضم المُتراكم، فكرة الوطن الواحد، والهوية المشتركة، والولاء الواحد. وتؤسس لكانتونات متناحرة، بين مجاميع المؤلفة قلوبهم. لتتفشى في ثناياهم ولاء ات انقسامية وتسود. ويتبعثر على ضفافهم الوطن الى أشباه. تمتزج فيها كل عوامل التفرقة والضعف.

 

ومع كل أزمة داخلية، يتبخربفضلهم شئ من السلام الداخلي. وفي ظل مشاريع خارجية، تُنْضَجُ على هباتِ نارٍ مُتقدة، تسعى ليل نهار، لتفكيك الوطن العربي الأكبر، وإعادة تركيبه وفقا لمصالح العدو الصهيوني،  يتنافح صغار وكبار إقطاعيي الكانتونات الجدد، أصحاب الهويات الإنشطارية، مستنجدين: وينكم  يا الأهل؟!

 

من يتلفت حوله، سرعان ما يدرك بلا مأمأة، أن التشظي طاحونة لا ترحم، لكل من وما في الأوطان من بشر ومن حجر .وأن الأوطان القوية، لا تتمأسس ولن ترتقي، على مواطنات متفاوتة الإمتيازات والأعطيات والشرهات، منعزلة الإنتماءات والولاءات. بل تسقط بالحتم، مع أي إمتحان جدي لها.

 

للخروج من مستنقعات ما نحن فيه، وبناء نهضة فعالة، ثمارها متاحة بعدل، نحن أحوج ما نكون لوطنٍ، يكون حصيلة قوى ثلاث:  مواطنة حقة ، قانون عادل، وكرامة حقة.

 

وطن بلا قوانين غابة. القوي فيها يأكل الضعيف. قوانين نملك الشجاعة لتنفيذها وحمايتها. لا نصمت إن راينا ظلما، يقع على أي كان ومن أي كان. فمن لا يدافع عن حقوقه وفق القانون، يفقد كرامته. وطن بلا كرامة، زنزانه في سجن مقيت. الكرامة في الوطن الجيد، منظومة قيم ونظام حياة. وليست قابلة للتفاوض أو المساومة. هكذا وطن، لا يفترس أبناءه. بل يبدع في تجديد كرامتهم. 

 

بإعتماد النّهج الديمقراطي في العلاقة مع المواطن ومع الوطن، وتجذير آليات الصراع مع العدو الصهيوأمريكي ومن يواليه، تتعمّق الروابط  بين أهل الوطن، ومع كل حبة تراب فيه، ومع الحياة. كما يليق بهم أن يعيشوها، أسيادا، أحرارا، كراما، ووردا في قلوبهم، وفي عقولهم ، وفي سواعدهم.

 

الأردن – 3/6/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.