اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مرة أخرى، بصراحةٍ ما الذي يجري؟- إضاءة على المشهد في الأردن// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مرة أخرى، بصراحةٍ ما الذي يجري؟

إضاءة على المشهد في الأردن

د. سمير محمد ايوب

 

بعيدا عن إستثنائية أي ظروفٍ حالية أو متوقعة، أو مهاترات وقحة خاسرة، أو مناكفات أو تبريرات موجعة، للمباشر من حقائق ما يجري هنا وهناك، لا بد إبتداء، من إيمانِ الجميع، حاكمين ومحكومين، إيمانا مطلقا لا رجعة فيه، بأن بسملة الحقوق الدستورية في أي وطنٍ حُر هي، أن يكون المحكومين فيه، في كل وقت وفي كل ظرف، مصدر كل سلطة شرعية. وأن تلتزم تلك الشرعية في حكمهم، بالإمتثال المطلق والمستدام، لِصحيحِ رِضاهم الحُرِّ، لا المُشَوَّهِ أو المفروضِ عليهم.

 

ما شاهدناه خلال الأيام الماضية وما نزال، في كل مناحي الأردن، هو إبداعٌ جماهيري راقٍ، وليس أجندةً خارجيةً أو سيناريوهاتٍ عابثة، كما يُتَأتِأ الكَذَبةُ من السحيجة الكَتَبة. وهو ناتجٌ طبيعي حتمي وليس عرضيا، لتراكماتٍ موجعة من مثالب خذلان الوطن وإغتيالِ المُواطنة. مثالب إتفق جُلُّ أبناءِ الوطن، على أنها تزداد توحشا وتمددا، في الزمان وفي المكان. واتفقوا على أن صمتهم وإن كان موجعا، فهو ليس ضعفا أوعجزا، ولن يُصْبِحَ مُذلا أو وصمة عار في حياتهم.

 

تمكين الناس من التعامل مع هواجسهم وأحلامهم، وصنع حياتهم بحرية عادلة، وتفكيك منظومات الفساد وإنهاء المفسدين، فرصةٌ مُتاحة، فقط لمن يؤمن حقا لا فهلوة، بأن بوابتها الرئيس وكل عتباتها الفعالة، هي إصلاحٌ سياسي حقيقي للنهج، لا تغييرا للوجوه فقط. إصلاحٌ يعيد الولاية للناس كاملة، غير منقوصة أو مُشَوَّهَةٍ أو مُفْرَغَةٍ. إصلاحٌ يُحَصِّنُ إدارة الدولة بالنهج العادل الشفاف، وروحه الحكيمة. ويُنهي حالة السعار في توريث المناصب والمكاسب والمنافع، التي تغلغل أراملها وأيتامها ولقطاؤها وحواشيهم، في جُلِّ المفاصل الصغرى والكبرى للدولة.

 

الأزمة إن إستمرت لا سمح الله، فإنها للمخلصين على ضفاف الواقع مَكْرَهَةً وطنية. مدركين أن أنف الإنتهازية السياسية طويل متغول. وأن طابور المستوزرين أطول، ومنصات مرجعياتهم الداخلية والخارجية ناشطة.

 

الحذر الحذر من إستهتار العقلية العرفية بعقل المواطن. فموقع المسؤولية لا يعطي شاغله، حق تسفيه أحلام الأردنيين، أو تسطيح طموحهم بإستعلاء وفوقية.

 

ليبق الوطن بخير، لا بد من ضبط خطى الجميع، وفق موازين الذهب ومواقيت النواميس. إن أي تلكؤ في الإصلاح، أو الإلتفاف بالتعنت عليه، سيعيد الناس الى الشوارع ثانية وثالثة وألف، باساليب مختلفة في كل مرة عما سبقها. وإن ضاعت البوصلة لا سمح الله، سترتفع الكُلَفُ وتكون صعبة على الجميع.

 

حفظ الله الأردن لكل بنيه ، وطنا حرا عزيزا قويا .

 

الاردن – 4/6/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.