كـتـاب ألموقع

لو أن فاطمة.. إضاءة على المشهد في الأردن// د. سمير محمد أيوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 06 حزيران/يونيو 2018 19:47

كتب بواسطة: د. سمير محمد أيوب

الزيارات: 2462

الموقع الفرعي للكاتب

لو أن فاطمة.. إضاءة على المشهد في الأردن

د. سمير محمد أيوب

الاردن

لو كان الفقر أو الفساد  في بلادي رجلا، لو صح العزم منهم، لقتلوه من زمان. وأشبعوه قتلا، ومعه خمسة دمه. ولكن الفقر والفساد في بلادي، لم يَعُد رجلا ولا إمرأة ليُقتَل.

بات شيئا لزجا رجراجا مُتَعَمِّقا في ربطة خبزٍ، وحبات بطاطا، وعظما بِلَحم مجمد. ملعقة سكر وكمشة شاي. قرص فلافل وصحن حمص وطبخة فاصوليا. صار قسطا مدرسيا وكتابا ودفتر. طبيبا وحبة دواء. صار ضرائبا متناسلة بالتشظي الذاتي.

بات الفقر في بلادي، حارةَ كل مين إيدُه إلُو. تتغول بعنف . وتتجاوز بوقاحة. تستغل بالسر وبالعلن، شيئا من أدوات القوة الناعمة وبالغة الخشونة. لها مفارخ ومحاضن. لها منابع ومصبات. قطعانا لكل منها مرياعها ورعيانها وكلاب حراستها.

العلة ليست في ترحيل نِسْرٍ من هنا، أو صقر من هناك، أو حِدَّايَة أو ضبع أو واوي من هنالك، تخطى مصالح الناس ونبض شوارعهم.

رَحِمُ صندوق النقد، ممتلئ بالبدائل المُرْتَهَنَة. ما لا يعجبك من نسخه، خد بدلا منها بالألوان، ومع الكثير من الطنين والرنين. مش عاجبك أمير خد سمير. ومن شو بيشكي المفتي أو الملقي؟ والبزاز ممتاز كالرزاز. طالما العلف مُتاح ومُباح، وما في صيادَه، ستبقى بيادر البلد مهبطا، لكل الجوارح والسوارح والنواطح، بلا تلكؤ تغدو خِماصاً، وتروحُ بِطاناً.

بِدْكُم الصَّحْ أو إبن خالته؟!  ألمشكلة ليست فلانا أو علانا في حكومات الجباية، بَحْبِشوا ونَبِّشوا وفَتِّشوا، على التبعية مش عالمديونية، ومتسببيها وجنسياتهم المزدوجه. للفقر وللفساد والفشل والتقصير في مَواطِنِ العرب، منابع ومصبات وسواقي، تصب في شبكات، كشبكات الصرف الصحي. خطوط رئيسة وتفريعات لا يعلم إلا الله مرجعياتها.

عندما يصبح النهجُ أينما كان في بلاد العرب ، قادرا على قطع يد كل سارقة من الفَواطِمِ، وقادرا على إصطياد حيتان مدعومة كاملة الدسم، ويوقفها أمام قاض عادل، لمساءلتها بعدالة شفافة، وزجها  حقا إن وُجِدَتْ مُذنبة، ولو في سجن عشرة نجوم أو VIP زائد، ساعتها وساعتها فقط، قولوا صرنا في أول المشوار الصحيح العادل. وغيرهيك، تغميسٌ خارج الصحن.

لِتأسسوا لمسارات ديمقراطية جدية، إنتبهوا لكل مندس ومخرب. وقبل أن تذهب ريحكم صرصرا، لا سمح الله، أو تراوحوا مكانكم، لا تنسوا الإنتظام خلف قدوات مخلصة قادرة أمينة.

المشوار طووووويل طويل. فلا تدعوا العزم الواعي، يغادر إرادة عقولكم وقلوبكم. الأردن يستحق كل الخير، ألآتي بالعزم الصابر لبنيه ونشمياته.

الأردن – 5/6/2018

• < السابق
• التالي >