اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التداوي بالعقل– النص 4: الوظيفة الأمْنِيَةُ للعقل– إصلاح الذات// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

التداوي بالعقل– النص الرابع

الوظيفة الأمْنِيَةُ للعقل– إصلاح الذات

الدكتور سمير محمد ايوب

 

النفسُ المًطْمَئنَّةُ وما يَعْمُرُها مِنْ تَصوُّراتٍ وأفكار، ليست ناتجا عرضيا، بل مقصودا بالضرورة. لتشذيبها وتهذيبها وتأثيثها، تستعين النفسُ اللوَّامَةُ، بإختصاصاتِ العقل وضوابط  وتوقعات وحوافز، الحواضن الإجتماعية.

 

معلومٌ أنَّ الأفكار المهيمنةِ  في النَّفس المُطْمَئنة، تُحدد نوعية الحياة التي يستظلها الفرد والجماعة. وأن تلك الأفكار، تُتَرجَم إلى مشاعر وأحاسيس. تتمظهر في أقوال وخطب. وأن الأقوال سرعان ما تتجسد في تصرفات وأفعال.

 

إستتباعا يمكن التأكيد، على أن أفكار الناس حول بعضهم بعضا، تؤثر بشكل مباشر سلبا أو إيجابا، على حياتهم وعلاقاتهم ورغبتهم، وعلى قدراتهم على العيش المشترك. فمن الصعوبة بمكان ،أن يتحقق السلام بين شخصين، يعتقد كل منهما أن الآخر خصم له.

 

لكن إذا كانت بعض التصورات عن الأخر، تمثل تعزيزا أو تهديدا لِسِلْمِ النسيج الإجتماعي، فلأنها قد مثَّلَت قبل ذلك، تعزيزا أو تهديدا صريحا، للسلم الداخلي للفرد ولأمْنهِ الروحي.

 

لذلك، فإن الكثير من حرائق وفتن أي نسيج إجتماعي، هي شررٌ إبتدأ وميضُه وإنطلق، من أعماق فردٍ قبل إنتقالها إلى علاقة الناس بعضهم ببعض. هنا تكمن الوظيفة الأمنية للعقل.

 

بيد أن الرهان على العقل، لا يعني أن يأخذ مكان الإيمان بالخالق، ومقتضياته وتبعاته. ولا يعني أن فضاءات العبادة ستترك مكانها لضوابط العقل. ولا يعني الرهان على العقل، أنَّ أنبياء الله ورسله، سيتركون ما حملوه وما كُلِّفوا به، للعلماء. أو أن الوعاظ ورجال الدعوة، سيتركون بالضرورة، منصاتهم شاغرة  للمخترعين  والمبرمجين ، ورجالات التطبيق التقني.

 

ليس موضوع النظر العقلي هو خلق العالم، بل التوظيف العلمي للنواميس التي اودعها الخالق العظيم، في مفردات وتضاريس هذا العالم، حيث نعيش الآن. وتنمية قدرتنا على العيش فيه وإعماره.

 

لأجل ذلك، تتمثل وظيفة العقل إتقان إصلاح الذات الإنسانية، في كافة أبعادها العقلية، والغريزية، والروحية. بصرف النظر عن الموقف، من المسائل والحقائق  الموصوفة بالمطلقة.

 

إصلاح الذات الإنسانية، معناه في الأساس إصلاح العقل. فبالعقل السليم يتم تخليص الغرائز من دوافع الانحطاط، والعقائد من الخرافات والاوهام. وهذا هو موضوع النص التالي من هذه الباقة.

للحديث بقية ....

 

الأردن -  25/2/2019

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.