كـتـاب ألموقع
أَوْلاَدُ الْأَبَالِسَةِ- قِصَّةٌ قَصِيرةْ// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- المجموعة: محسن عبد المعطي عبد ربه
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 07 تشرين1/أكتوير 2023 19:41
- كتب بواسطة: د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- الزيارات: 800
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
أَوْلاَدُ الْأَبَالِسَةِ- قِصَّةٌ قَصِيرةْ
أ د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
شاعر وناقد وروائي مصري
لَمْ يَتَخَيَّلْ (زِيدَانُ) مَا حَدثَ ,لَقَدْ ذَهَبَ إِلَى الْمَدْرَسَةِ لاَبِساً بَدْلَتَهُ ,حَامِلاً عَصَاهُ, مُحَضِّراً حِصَصَهُ الدِّرَاسِيَّةَ فِي كَشْكُولِ التَّحْضِيرِ ,وَدَخَلَ (زِيدَانُ) حُجْرَةَ النَّاظِرِ وَكَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ ,لَمْ يَجِدْ (زِيدَانُ) النَّاظِرَ فَقَالَ- فِي نَفْسِهِ – لَعَلَّ وَرَاءَهُ بَعْضُ الْمَشَاغِلِ أَو الظُّرُوفِ وَلَكِنْ مَا هَذِهِ الظُّرُوفِ الَّتِي تَمْنَعُ نَاظِرَ الْمَدْرَسَةِ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى مَدْرَسَتِهِ؟!!! وَمُتَابَعَةِ الْعَمَلِ بِهَا , مُتَابَعَةِ الْعُمَّالِ وَهُمْ يُنَظِّفُونَ الْمَدْرَسَةَ عَلَى الْوَجْهِ الْأَكْمَلِ وَالْأَمْثَلِ قَبْلَ حُضُورِ الطَّلَبَةِ وَالْمُدَرِّسِينَ ,وَ مُتَابَعَةِ عُمَّالِ الْحِرَاسَةِ وَالْأَمْنِ (اَلنَّبَطْشِيَّةِ) الَّذِينَ يَسْهَرُونَ اللَّيْلَ لِحِمَايَةِ الْمَدْرَسَةِ مِنَ اللُّصُوصِ وَالْبَلْطَجِيَّةِ وَالْمُجْرِمِينَ مِنْ شَارِبِي الْخَمْرِ وَالْحَشِيشِ وَالْبَانْجُو وَالشَّمَّامِينَ وَمُتَعَاطِي حُبُوبِ الْهَلْوَسَةِ ,لَعَلَّ الْمَانِعَ مِنْ حُضُورِ النَّاظِرِ خَيْرٌ , وَالصَّبْرُ طَيِّبٌ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ ,وَصَدَقَ الشَّاعِرُ فِي قَوْلِهِ : سَتُبْدِي لَكَ الْأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً = وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَا لَمْ تُزَوَّدِ قَالَ الْأُسْتَاذُ(زِيدَانُ) - فِي نَفْسِهِ – لاَ بَأْسَ , أَبْحَثُ عَنْ دَفْتَرِ الْحُضُورِ وَالاِنْصِرَافِ عَلَى مَكْتَبِ النَّاظِرِ وَجَدَ (زِيدَانُ) الْأُسْتَاذَ/رَاضِي فَوْدَةْ يَجْلِسُ أَمَامَ دَفْتَرِ الْحُضُورِ فِي مَكْتَبِ النَّاظِرِ ,وَيَقِفُ فِي وَسَطِ الْحُجْرَةِ الْعَامِلُ /مِخَيْمَرْ الَّذِي يَتَوَلَّى الْإِِِِِشْرَافَ عَلَى خِدْمَةِ النَّاظِرِ وَتَنْظِيفِ حُجْرَتِهِ وَعِنْدَمَا هَمَّ الْأُسْتَاذُ/ (زِيدَانُ) أَنْ يَأْخُذَ الْقَلَمَ مِنْ عَلَى مَكْتَبِ النَّاظِرِ لِيُوَقِّعَ فِي خَانَةِ الحُضُورِ كَانَتْ الْمُفَاجَأَةُ الُْكُبْرَى إِذْ قَالَ الْأُسْتَاذَ/رَاضِي لِلْأُسْتَاذِ/ (زِيدَانَ) , إِنَّ تَمَامَكَ الْيَوْمَ لَيْس هُنَا , إِنَّ تَمَامَكَ فِي (بََنْهَا) حَيْثُ هُنَاكَ دَوْرَةٌ تَدْرِيبِيَّةٌ لِتَحْسِينِ مُسْتَوَى الْمُعَلِّمِينَ ,وَتَنْمِيَةِ مَهَارَاتِهِمْ وَتَوْسِيعِ دَائِرةِ أَفْكَارِهِمْ لِلتَّعَامُلِ الْأَمْثَلِ مَعَ الطُّلاَّبِ خَاصَّةً, و مَعَ مَنْ هُمْ فَوْقَهُمْ وَ مَنْ هُمْ دُونَهُمْ, وَقَالَ الْعَامِلُ /مِخَيْمَرْ- وَقَدْ أَحَسَّ بِمَدَى الْخَطَأِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ زُمَلاَءُ (زِيدَانَ) ,حَيْثُ لَمْ يُخْبِرُوهُ بِمُعَاوَدَةِ نَشَاطِ الدَّوْرَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ قَدْ تَوَقَّفَتْ بِسَبَبِ الثَّوْرَةِ:- لَقَدْ أَتَى خِطَابٌ للْمَدْرَسَةِ بِمُوَاصَلَةِ نَشَاطِ الدَّوْرَةِ التَدْرِيبِيَّةِ بَعْدَ أَنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدِ انْتَهَيْتَ مِنْ حِصَصِكَ , وَرُبَّمَا نَسِيَ الزُّمَلاَءُ أَنْ يُخْبِرُوكَ , قَالَ الْأُسْتَاذُ / (زِيدَانَ): اَلْحَمْدُ لِلَّهِ , قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ,وَانْطَلَقَ يَرْثِي حَالَهُ , وَقَلْبُهُ يَتَفَطَّرُ حُزْناً ,لِأَنَّ أَحَداً مِنَ الزُّمَلاَءِ لَمْ يُكَلِّفْ خَاطِرَهُ بِرَفْعِ سَمَّاعَةِ التِّلِيفُونِ وَإِخْبَارِهِ بِاسْتِئْنَافِ نَشَاطِ الدَّوْرَةِ التَدْرِيبِيَّةِ , وَمَشَى (زِيدَانُ) فِي الشَّارِعِ الْكَبِير ِوَهُوَ يَقُولُ - فِي نَفْسِهِ :– يَا لَأَوْلاَدِ الْأَبَالِسَةِ!!! مَا لِقُلُوبِ الزُّمَلاَءِ امْتَلَأَتْ بِالْأَنَانِيَةِ!!! أَيَخَافُونَ أَنْ تَتَفَوَّقَ عَلَيْهِمْ يَا (زِيدَانُ) ؟!!! إِنَّ أَحَداً لَنْ يَأْخُذَ رِزْقَ أَحَدٍ, وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَأْخُذُ رِزْقَهُ وَمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الْمَعْدُودَةِ الْأَنْفَاسِ وَالْمَحْدُودَةِ الْعُمْرِ, لاَ بَأْسَ, أُوَصِلُ الْقِرَاءَةَ فِي أَلْفِيَّةِ ابْنِ مَالِكٍ, وَأُصَلِّي الظُّهْرَ فِي أَوَّلِ جَمَاعَةٍ, وَسَيُعَوِّضُنِي اللَّهُ خَيْراً, وَسَأَتَفَوَّقُ عَلَيْهِمْ وَأَكُونُ الْأَوَّلَ عَلَى الدُّفْعَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَاللَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ عَبْدٍ أَحْسَنَ الْعَمَلَ وَسَيَنْقَلِبُ مَكْرُ الزُّمَلاَءِ عَلَيْهِمْ , وَسَأَخْلُقُ مِنَ الْأَلَمِ أَلَماً جَدِيداً وَأَذْهَبُ بَاكِراً إِلَى الدَّوْرَةِ التَدْرِيبِيَّةِ رَغْمَ كَيْدِ الْكَائِدِينَ وَمَكْرِ الْمَاكِرِينَ وَ أُوَاصِلُ الْقِرَاءَةَ وَالاِطِّلاَعَ لَيْلَ نَهَارٍ وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: أَخْلِقْ بِذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ = وَمُدْمِنِ الْقَرْعِ لِلْأَبْوَابِ أَنْ يَلِجَا!!! .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع