كـتـاب ألموقع
دِيوَانُ اذْكُرِينِي الجزء الخامس// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- المجموعة: محسن عبد المعطي عبد ربه
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 26 كانون2/يناير 2024 10:23
- كتب بواسطة: د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- الزيارات: 768
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
دِيوَانُ اذْكُرِينِي الجزء الخامس
شعر أ د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
شاعر وناقد وروائي مصري
{82} سَلَاماً أَيُّهَا{الْبَطَلُ}الْمُفَدَّى
أَ{قَائِدَنَا}الْحَبِيبَ مَلَكْتَ قَلْبِي=فَأَنْتَ{حَبِيبُ كُلِّ السَّاهِرِينَا}
وَصَفْتُكَ بِالتُّقَى يَا{خَيْرَ حِبٍّ}=إِلَى جَمْعِ الْجُنُودِ الْمُخْلِصِينَا
سَلَاماً أَيُّهَا{الْبَطَلُ}الْمُفَدَّى=سَنَبْقَى لِلْمَحَبَّةِ ذَاكِرِينَا
تَعَامُلُكَ الْجَمِيلُ مَعَ رِفَاقِي=سَيَجْعَلُ عَهْدَنَا تِبْراً مَصُونَا
***
وَإِنِّي وَاثِقٌ مِنْ أَنَّ{رَبِّي}=يُدِيمُ مَوَدَّةَ الْمُتَعَاطِفِينَا
سَيَجْمَعُنَا اللِّقَاءُ عَلَى وفَاءٍ=وَإِخْلَاصٍ يَضُمُّ الْعَابِدِينَا
فَقَدْ يَتَقَابَلُ الْأَحْبَابُ يَوْماً=وَوَحْدَتُهُمْ غَدَتْ حِصْناً حَصِينَا
{83} قَسْوَةُ الْإِنْسَانْ فِي الشِّيشَانْ
يَا صَاحِبَيَّ قِفَا عَلَى الشِّيشَانِ=وَتَأَمَّلَا فِي قَسْوَةِ الْإِنْسَانِ
رُوسٌ غِلَاظُ الْقَلْبِ دَاسُوا أَرْضَهَا=وَمَشَوْا كَسِرْبِ الْبُهْمِ وَالْقُطْعَانِ
وَتَجَبَّرُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ تَمَكُّنٍ=ظَنُّوهُ سَوْفَ يَدُومُ فِي الْمَيْدَانِ
هَذِي الْمَدَافِعُ سَلَّطُوهَا عُنْوَةً=لِتَدُكَّ صَرْحَ الْعِزِّ وَالْإِيمَانِ
هَذِي الصَّوَارِيخُ الَّتِي قَدْ وُجِّهَتْ=تَبْغِي الْحَنِيفَةَ بِالْأَذَى..إِخْوَانِي
***
يَا أَيُّهَا الْأَبْطَالُ فِي الشِّيشَانْ=أَنْتُمْ جُنُودُ الْحَقِّ وَالرَّحْمَنِ
وَكَتَائِبُ الْإِيمَانِ مِنْكُمْ إِخْوَتِي=قَدْ بَارَكَتْهَا رَحْمَةُ الدَّيَّانِ
يَا مَنْ تَرَبَّيْتُمْ عَلَى طَلَبِ الْعُلَا=دُمْتُمْ لِنُصْرَةِ شِرْعَةِ الْمَنَّانِ
عِيشُوا كِرَاماً تَحْتَ رَايَةِ (أَحْمَدٍ)=وَتَمَسَّكُوا بِشِعَارِهَا بِتَفَانِ
وَتَكَاتَفُوا وَتَوَحَّدُوا تَتَخَلَّصُوا=- أَبَداً مِنَ الْأَقْزَامِ وَالطُّغْيَانِ
***
أَنْتُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ طَرِيقَ مُحَمَّدٍ=بَعْدَ اقْتِنَاعٍ مَا لَهُ مِنْ ثَانِ
لَكِنَّهَا(رُوسْيَا)بِكَامِلِ حِقْدِهَا=جَاءَتْ تَصُبُّ قَذَائِفَ النِّيرَانِ
وَهُمُ(الشُّيُوعِيُّونُ)عَاشُوا حِقْبَةً=فِي قُوَّةٍ عُظْمَى عَلَى الْبِلْدَانِ
وَتَفَكَّكَتْ دَوْلَاتُهُمْ بِمَشِيئَةٍ=فِي الْغَيْبِ مِنْ عِنْدِ الْعَظِيمِ الشَّانِ
اَللَّهُ أَكْبَرُ لَنْ يَسُودُ غُرُورُهُمْ= اَللَّهُ أَكْبَرُ قُلْتُهَا بِجَنَانِي
وَالنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ الْإِلَهِ لِجُنْدِكُمْ=بَعْدَ الْمَعَارِكِ ..إِخْوَةَ الشِّيشَانِ
{84} بُحُورُ الدِّمَاءِ فِي الْبُوسْنَةْ
فِي دُجَى الْهَمِّ الدَّفِينِ=لُذْتُ وَحْدِي لِلسُّكُونِ
وَتَذَكَّرْتُ طُمُوحِي=وَدُمُوعِي فِي عُيُونِي
وَعَلَامَاتُ اكْتِئَابِي=فِي ارْتِسَامَاتِ جُفُونِي
***
فَدَنَا صَحْبِي وَقَالُوا=يَا غَزِيراً فِي الْأَنِينِ
أَيْنَ أَيَّامُكَ تَبْدُو=فِي ابْتِسَامَاتِ الْحَنِينِ؟!!!
أَيْنَ أَزْهَارُكَ تُهْدِي=قُبْلَةً فَوْقَ الْجَبِينِ؟!!!
***
قُلْتُ:خَلُّونِي وَهَمِّي=وَارْحَمُوا قَلْبَ الْحَزِينِ
إِنَّ فِي الْبُوسْنَةِ بَحْراً=مِنْ دِمَا أَبْنَاءِ دِينِي
ضَاعِفُوا الْمَدَّ إِلَيْهِمْ=وَاقْطَعُوا قَيْدَ السَّجِينِ
{85} اِذْكُرِينِي
اِذْكُرِينِي فِي مَسَاءِ السَّاهِرِينْ=وَاكْتُبِينِي فِي كُشُـوفِ الْخَالِدِينْ
وَاذْكُرِي أَنَّ دِمَائِي قَدْ سَقَتْ=مَجْدَكِ الْأَخْضَرَ بَيْنَ الْعَالَمِينْ
أَنَا يَا أُمُّ فِدَاءٌ لِلثَّرَى=وَحَيَاتِي شَمْعَةٌ لِلْحَائِرِينْ
أَرْقُبُ الْأَطْفَالَ فَجْراً بَاسِماً=نَابِهَ الطَّلْعَةِ وَضَّاءَ الْجَبِينْ
سَطَّرُوا كُلَّ فَخَارٍ لِلدُّنَا=فَدَنَتْ تَرْنُو إِلَى أُسْدِ الْعَرِينْ
إِنَّهُمْ يَا أُمُّ أَطْفَالِي أَنَا=أًَقْسَمُوا أَنْ يُسْعِدُوا قَلْبِي الْحَزِينْ
بَارِكِيهِمْ بِدُعَاءٍ صَاعِدٍ=لِسَمَاءِ الْخُلْدِ مِنْ أُمٍّ حَنُونْ
اِنْتِفَاضَاتٌ بِعَصْرٍ زَاهِرٍ=سَوْفَ تُحْيِي ذِكْرَ كُلِّ السَّابِقِينْ
إِنَّهُمْ أَلْفُ (صَلَاحٍ)عَائِدٍ=أَبْشِرِي أُمَّاهُ بِالْفَتْح الْمُبِينْ
{86} اَلزَّعِيمُ الْوَفِي
زَعِيمَ الْوَفَا وَالْحُبِّ طَابَ زَمَانِي=وَسَادَ الصَّفَا وَالْوُدُّ كُلَّ مَكَانِ
فَبَعْدَ انْتِصَارِ الْجَيْشِ وَالشَّعْبِ قَدْ دَنَا=عُبُورُ صِعَابٍ ذُلِّلَتْ بِتَفَانِ
عَبَرْنَا إِلَى{سَيْنَاءَ}يَسْبِقُ خَطْوَنَا=مَقَالَةُ حَقٍّ أُنْشِدَتْ بِلِسَانِ
فَهَلَّلَ كُلُّ الْجُنْدِ بِالْفَرْحِ وَالْهَنَا=وَتَحْطِيمِ سَدٍّ لِلْعِدَا وَمَبَانِ
***
تَقَهْقَرَتِ الْأَعْدَاءُ يَا حَامِيَ الْحِمَى=يُوَلُّونَ فِي خَوْفٍ وَرُعْبِ جَنَانِ
وَكَبَّرْتَ نِسْراً يَسْتَبِيحُ رُؤُوسَهُمْ=وَحَقَّقَتِ الْأَبْطَالُ خَيْرَ مَعَانِ
مُبَارَكُ فَخْرٌ{لِلْكِنَانَةِ}أُمِّنَا=وَحِصْنٌ مَنِيعٌ مَدَّنَا بِأَمَانِ
{87} مِصْرُ الْوَفِيَّةْ
اِنْتِصَارُ الشَّبَابِ مَا تَكْتُبِينَهْ=أَنْتِ يَا مِصْرُ بِالْوَفَا تَعْرِفِينَهْ
بَعْدَ يُونْيُو الْحَزِينِ جَاءَ أُسُودٌ=قَهَرُوا الظُّلْمَ وَالْخَنَا وَالضَّغِينَةْ
***
وَعَبَرْنَا إِلَى التُّرَابِ الْمُفَدَّى=وَوَقَفنَا فَوْقَ الحُصُونِ الْحَصِينَةْ
وَمَسَحْنَا دُمُوعَ كُلِّ صَغِيرٍ=وَرَفَعْنَا اللِّوَاءِ فَوْقَ الْمَدِينَةْ
***
وَالْتَقَيْنَا عَلَى الْمَعَادِ وَسِرْنَا=وَجُنُودُ الْعُدَاةِ بَاتَتْ حَزِينَةْ
كَيْفَ كَانَ السَّدَادُ يَا خَيْرَ أُمٍّ=بِدُعَاءٍ إِلَى السَّمَا تَبْعَثِينَهْ؟!!!
***
كَيْفَ ظَلَّ النُّسُورُ دِرْعاً مَتِيناً=وَتَقُودُ النُّسُورَ أَيْدٍ أَمِينَةْ؟!!!
فَتَسَامَى مُبَارَكُ الْخَيْرِ جَلْداً=ثَبَّتَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالسَّكِينَةْ
***
وَأَذَاقَ الْعَدُوَّ طَعْمَ الْهَزِيمَةْ=قَدَّرَ اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْ يُعِينَهْ
{88} يَا مِصْرُ يَا أُمَّ الْبِلَادْ
يَا مَنْ يَوَدُّ الْعِزَّ لِلْأَوْطَانِ=هَلَّا نَعُودُ لِوَاحَةِ الْإِيمَانِ؟!!!
هَلَّا تَمَسَّكْنَا بِهَدْيِ كِتَابِنَا؟!!!=وَبِسُنَّةِ الدَّاعِي إِلَى الدَّيَّانِ؟!!!
اَلنُّورُ سَوْفَ يَكُونُ مِلْءَ قُلُوبِنَا=وَيَفِيضُ عِطْراً دَاخِلَ الْأَكْوَانِ
مِصْرُ الَّتِي بَيْنَ الضُّلُوعِ تَرَبَّعَتْ=ذُكِرَتْ بِآيِ اللَّهِ فِي الْقُرْآنِ
مِصْرُ اسْتَهَانَتْ بِالْغُزَاةِ جَمِيعِهِمْ=لَقِيَتْهُمُ بِشَبَابِهَا الْمُتَفَانِي
يَا مِصْرُ..يَا أُمَّ الْبِلَادِ تَرَقَّبِي=مَجْداً يَعُودُ غَداً بِلَا تَيَهَانِ
كُلُّ الْجُهُودِ تَهُونُ يَا أُمَّ الدُّنَا=حَتَّى نَرَاكِ بِأَجْمَلِ التِّيجَانِ
{89} اَلْقَائِدُ الْبَطَلْ
زَادَ الْقَصِيدُ وَفَاضَ نَبْعُ بَيَانِي=لَمَّا رَأَيْتُكَ قَائِدَ الشُّجْعَانِ
لِمَ لَا وَأَنْتَ الْقَائِدُ الْبَطَلُ الَّذِي=سَعِدَ الْجُنُودُ بِهِ بِكُلِّ أَوَانِ؟!!!
***
فَرِحُوا بِمَقْدَمِهِ كَشَمْسٍ أَشْرَقَتْ=تَهَبُ الْأَنَامَ ضِيَاءَهَا بِحَنَانِ
نَرْنُو إِلَيْكَ وَقَدْ تَثَاقَلَ هَمُّنَا=فَيَزُولُ طَيْفُ الْبُؤْسِ وَالْأَحْزَانِ
***
أَنْتَ السَّمَاحَةُ وَالْعَدَالَةُ نَفْسُهَا= أَنْتَ الَّذِي حَقَّقْتَ كُلَّ أَمَانِ
أَنْتَ الْأَمَانِي لِلْقُلُوبِ تُمِدُّهَا=بِرَبِيعِهَا وَجَمَالِهَا الْفَتَّانِ
***
قُدْتَ الَْكِنَانَةَ بِالْمَحَبَّةِ آمِراً=لِتَكُونَ نَبْعَ الْعِزِّ لِلْأَوْطَانِ
أَنْتَ الْبُطُولَةُ وَالشَّجَاعَةُ كُلُّهَا=تَدْنُو وَتَسْحَقُ رُكْنَ كُلِّ جَبَانِ
***
اَلْجُودُ أَنْتَ وَأَنْتَ مِفْتَاحُ النَّدَى=تَسْعَى لِأَجْلِ مَصَالِحِ الْإِنْسَانِ
يَا قَائِداً سَعِدَتْ كِنَانَتُنَا بِهِ=وَمَضَتْ تُزَلْزِلُ سَاحَةَ الشَّيْطَانِ
***
وَقْتَ السَّلَامِ نَرَاكَ تَسْعَى جَاهِداً=مِنْ أَجْلِ فَرْحَتِنَا مِنَ الْوِجِدَانِ
وَقْتَ الْحُرُوبِ نَرَاكَ كَالْأَسَدِ الَّذِي=خَضَعَ الْجَمِيعُ لَهُ بِلَا عِصْيَانِ
***
وَنَسِيرُ خَلْفَكَ فِي الْوَغَى بِحَمَاسَةٍ=لِنُبِيدَ صَرْحَ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ
مُسْتَبْشِرِينَ مُكَبِّرِينَ بِنَصْرِنَا=مِنْ فَضْلِ رَبٍّ مُنْعِمٍ مَنَّانِ
***
بُشْرَى لَنَا بُشْرَى لِكُلِّ جُنُودِنَا=هَلْ نَبْتَغِي إِلَّا رِضَا الدَّيَّانِ؟!!!
{90} تَحِيَّةٌ مِنْ مِصْرَ الْحَبِيبَةْ
اَلْكَوْنُ يَعْزِفُ أَجْمَلَ الْأَلْحَانِ=لَمَّا طَلَعْتَ بِضَوْئِكَ الْفَتَّانِ
لِمَ لَا وَأَنْتَ مُظَفَّرٌ طَلَبَ الْعُلَا=وَمَضَى يُشَيِّدُ أَعْظَمَ الْبُنْيَانِ؟!!!
***
أَنْتَ الْأَبٌُ الْحَانِي عَلَى جُنْدِ الْوَفَا= أَنْتَ الْأَمِينُ عَلَى حِمَى الْأَوْطَانِ
أَنْتَ الْفَطَانَةُ قَدْ لَمَسْتُ دَلِيلَهَا=فِي عَطْفِكُمْ يَا نَبْعَ كُلِّ حَنَانِ
***
أَعْطَيْتَنَا كُلَّ الْفُيُوضَاتِ الَّتِي=كَانَتْ- بِحَقٍّ- مَجْمَعَ الْخُلَّانِ
وَبَنَيْتَ مَجْداً قَدْ غَدَا فَخْراً لَنَا=بَيْنَ الْبَرَايَا يَا أَخَا الْإِنْسَانِ
***
فَأَتَى الْأَنَامُ إِلَى الْبِنَاءِ مُشَيَّداً=شَكَرُوا الْكِنَانَةَ فِي عَظِيمِ بَيَانِ
جُنْدُ الْأَبِيَّةِ حَقَّقُوا كُلَّ الْمُنَى=فَخْرُ الْكِنَانَةِ وِهْبَةُ الْمَنَّانِ
***
إِنِّي بَحَثْتُ عَنِ الْحَقِيقَةِ جَاهِداً=فَتَّشْتُ عَنْهَا كَيْ يَطِيبَ زَمَانِي
فَوَجَدْتُ قَائِدَنَا حَكِيماً فَاهِماً=يَسْعَى لِأَجْلِ مَصَالِحِ الشُّجْعَانِ
***
عَشِقَ النَّظَافَةَ إِنَّهَا خُلُقٌ لَهُ= إِنَّ النَّظَافَةَ مَنْبَعُ الْإِيمَانِ
وَشَهِدْتُ قَائِدَنَا يَقُودُ أُسُودَهُ=بِالْعَدْلِ فَضْلاً مِنْ عَطَا الدَّيَّانِ
***
وَعَرَفْتُهُ مِنْ أُسْرَةٍ نَشَأَتْ بِهَا=كُلُّ الْأُصُولِ بِعِزِّهَا الْمُتَدَانِي
سَعِدَتْ كِنَانَتُنَا بِهِ وَبِفِكْرِهِ=وَدَعَتْ لَهُ مِنْ دَاخِلِ الْوِجْدَانِ
***
مِنْ أَجْلِ رَاحَةِ جُنْدِهِ أُسْدِ الْوَغَى=قَدْ بَاتَ مَشْغُولاً بِكُلِّ أَوَانِ
وَكَتَائِبُ الْأَبْطَالِ حَيَّتْ جُهْدَهُ=وَتَعَاوَنَتْ مَعَهُ عَلَى الطَّيَرَانِ
***
فِي سَاحَةِ الْعَمَلِ الدَّؤُوبِ نَشَاطُهُمْ=قَدْ حَقَّقُوا شَيْئاً عَظِيمَ الشَّانِ
عَاشُوا مَعاً كُلَّ السَّعَادَةِ وَالْهَنَا=بِمَرَاكِزِ التَّدْرِيبِ يَا إِخْوَانِي
***
وَلَكَمْ وَدِدْنَا أَنْ يَدُومَ لِقَاؤُهُمْ=لِنُبِيدَ صَرْحَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ
نَدْعُو إِلَهِي أَنْ يُجَمِّعَ شَمْلَنَا=عِنْدَ الْحَبِيبِ الْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِي
{91} مُشْتَاقٌ إِلَى أَبِي
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
اِشْتَاقَ قَلْبِي أَنَا لِلْوَالِدِ الْحَانِي= هَلْ مِنْ لِقَاءٍ بِهِ يَرْتَاحُ وُجْدَانِي؟!!!
أَيْنَ الْعَطُوفُ عَلَى رُوحِي يُهَدْهِدُهَا=بِالْعِلْمِ فَيْضاً غَدَا عِيداً فَهَنَّانِي؟!!!
***
شَاهَدْتُ شَخْصَكَ مِقْدَاماً فَأَسْعَدَنِي=لَمَحْتُ نُبْلَكَ جَوَّاداً فَأَعْطَانِي
وَفِي الْمَنَامِ أَرَى حِبِّي يُشَجِّعُنِي=يَعُدُّ تَقْوَى الْإِلهِ الْحَيِّ بُنْيَانِي
***
كَمْ كُنْتَ تَحْلُمُ بِي فِي الشِّعْرِ مَفْخَرَةً= أَسْعَى أَشُدُّ الْخُطَا أُسَاعِدُ الْعَانِي
وَكَمْ وَدِدْتَ لَنَا سَعْداً يُتَوِّجُنَا=حَتَّى نَفُوقَ الْوَرَى يَا حُبَّنَا الْبَانِي
***
..أَبِي سَمَائِي غَدَتْ غَيْماً بِلاَ مَطَرٍ=أَيْنَ الضِّــــيَاءُ لَهَا يَا شَمْسَ بُسْتَانِي؟!!!
كُلُّ الْهَنَاءِ انْقَضَى وَذََابَ فِي أَلَمِي=تَاهَ الْفُؤَادُ جَوىً مِنْ فَرْطِ أَحْزَانِي
***
يَا سَاكِنَ الْقَبْرِ أَنْتَ النُّورُ يَا أَبَتِي=أَنْتَ الضِّيَاءُ بَدَا فِي كُلِّ أَرْكَانِي
يَا مُسْعَداً بِالْجِنَانِ الْخُضْرِ تَسْكُنُهَا=اَلْحَقُّ يُكْرِمُكُمْ وَ اَلْحَقُّ نَادَانِي
***
لَبَّيْكَ ..رَبَّ الْوَرَى أَنْتَ الْمَلاَذُ لَنَا=أَنْتَ الْحَبِيبُ الَّذِي أَهْوَاهُ يَهْوَانِي
يَا رَبِّ سَهِّلْ لَنَا فِي كُلِّ تَجْرِبَةٍ=تُرْضِيكَ يَا رَبَّنَا مَا كُنْتَ تَنْسَانِي
***
ثَبِّتْ خُطَايَ الَّتِي تَسْعَى لِمَكْرُمَةٍ=فَالْحُبُّ قَدْ عَمَّنِي وَالْحُبُّ نُورَانِي
يَا رَبِّ أَسْعِدْ أَبِي فِي كُلِّ مَـــــسْـــأَلَةٍ=قَدْ عَاشَ يُسْمِعُنِي آيَاتِ قُرْآنِي
***
يَا مَالِكَ الْكَوْنِ أَنْتَ الْخَيْرُ يَغْـــمُرُنَا= يُعْطِي الْعِبَادَ النَّدَى مِنْ غَيْرِ نُقْصَانِ
{92} أَبِي قَدْ تَسَامَى بِقُرْآنِهِ
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
أَبِي قَدْ تَسَامَى بِقُرْآنِهِ=وَنَالَ النَّعِيمَ بِإِيمَانِهِ
وَضَحَّى كَثِيراً بِكُلِّ نَفِيسٍ=تَخَطَّى الْمُحَالَ بِأَلْوَانِهِ
***
وَقَامَ يُجَاهِدُ فِي اللَّهِ دَوْماً=فَنِعْمَ الْجِهَادُ بِأَرْكَانِهِ
تَمَنَّى الْحَيَاةَ بِطَاعَةِ رَبِّي=وَفَيْضُ الْحَنَانِ بِوُجْدَانِهِ
***
وَلَمَّا اجْتَبَاهُ الْإِلَهُ تَجَلَّى=وَنُورُ الْجَلاَلِ بِشُطْآنِهِ
وَطَارَ سَعِيداً إِلَى حِصْنِ رَبِّي=يُغَنِّي بِأَعْذَبِ أَلْحَانِهِ
***
فَكَمْ كَانَ يَهْفُو بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ= إِلَى سَاحَةِ اللَّهِ رَحْمَانِهِ
وَكَانَ جَدِيراً يِكُلِّ احْــتِرَامٍ=وَفَـهْمِ الْجَمِيلِ بِعِرْفَانِهِ
***
..أَبِي يَا رَفِيقِي رَفِيقِ الطَّرِيقِ=طَرِيقِ الْأَمَانِ وَعُنْوَانِهِ
أُنَادِيكَ يَا أَبَتِي يَا حَبِيبِي=بِأَحْلَى الْكَلاَمِ وِتِبْيَانِهِ
***
سَعِدْتَ كَثِيراً بِجَــنَّاتِ رَبِّي=وَظِلِّ الْجِنَانِ وَأَفْنَانِهِ
فَنِعْمَ الثَّوَابُ ثَوَاباً جَزِيلاً=مِنَ اللَّهِ رَبِّي بِسُلْطَانِهِ
***
سَلامِي إِلَيْكُمْ سَلامُ الْحَبِيبِ=فَنِعْمَ الْحَبِيبُ بِإِنْسَانِهِ
حَبِيبُكَ شَهْمٌ تَقِيٌّ أَمِينٌ=وَيَحْفَظُ مِيثَاقَ أَيْمَانِهِ
***
عِظَامُ الشَّمَائِلِ طَبْعٌ لَدَيْهِ=وَحِفْظُ الْحُقُوقِ لِإِخْوَانِهِ
فَنَمْ هَانِئاً يَا حَبِيبَ الْقُلُوبِ=وَكُنْ مُطْمَـئِنًّا لِإِحْسَانِهِ
***
وَلاَ تَخْشَ كَيْدَ حَقُودٍ لَئِيمٍ=عَظِيمُ التَّحَسُّرِ مِنْ شَانِهِ
..أَبِي يَا وَفَاءً لِكُلِّ الْعِبَادِ=وَنِعْمَ الْوَفَاءُ بِأَغْـــصَانِهِ
***
وَكَانَ رَحِيماً بِجَمْعِ الْيَتَامَــى=وَيُصْغِي إِلَيْهِمْ بِآذَانِهِ
فَيَا رَبِّ أَعْطِ أَبِي بِسَخَاءٍ=وَجُدْ بِالْهَنَاءِ لِمِيزَانِهِ
{93} بَعْدَ يَوْمْ
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
يَومٌ مَضَى يَا أَحْسَنَ الْخُلاَّنِ=وَأَنَا أَعِيشُ مَرَارَةَ الْأَحْزَانِ
قَدْ بِتُّ مُشْتَاقاً إِلَيْكُمْ يَا أَبِي=وَأَنَا صَرِيعُ الْهَجْرِ وَالْحِرْمَانِ
***
أَتَذَكَّرُ الْحُبَّ الَّّّذِي أَحْظَى بِهِ=مِنْ أَعْظَمِ الْآباءِ فِي الْأَكْوَانِ
أَتَخَيَّلُ الْقَبْرَ الَّذي وَارَاكُمُ=لِتَفُوتَنِي بِغَضَاضَةِ الْهُجْرَانِ
***
أَبَتَاهُ قَدْ كَانَتْ حَيَاتِي جَنَّةً=بِكَ يَا أَمِيرَ الْجُودِ وَالْإِحْسَانِ
وَالْيَوْمَ أَبْحَثُ أَيْنَ كَنْزُ سَعَادَتِي=لَمْ أُلْفِهَا يَا نَبْعَ نَهْـــــرِ حَنَانِ
***
قَدْ كُنْتُ أَعْشَقُ كُلَّ حُسْنٍ فِي الدُّنَا=وَأُحِبُّهُ فِي ظِـلِّكَ الْفَيْنَانِ
وَالْيَوْمَ , هَلْ ذَهَبَ الْجَمَالُ وَحُسْنُهُ=لاَ لَنْ تَغِيبَ هَدِيَّةُ الْمَنَّانِ
***
لاَ لَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ يَا أَحْبَابُ لاَ=سَتَعِيشُ مِلْءَ الْعَقْلِ وَالْوُجْـدَانِ
يَا بَدْرَ أَيَّامِي الَّذِي أَحْيَا بِهِ=وَبِهِ تَكُونُ هِدَايَةُ الْحَيْرَانِ
***
أَبَتَاهُ لاَ تَحْزَنْ سَأَلْحَـــــقُ يَا أَبِي=بِكَ عِنْدَ رَبِّي الْوَاحِدِ الدَّيَّانِ
{94} تَرَكَ الْبُلْبُلُ أَيْكِي
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
أَنَا مِنْ هَــذَا الْمَكَانِ=أَشْـتَكِي غَدْرَ الزَّمَانِ
لاَ أُبَالِي أَيَّ شَيْءٍ=بَعْــدَ تَضْيِيعِ الْأَمَانِي
***
بَعْدَ بُعْدِي وَاغْــتِرَابِي=بَعْدَ تَحْـطِيمِ الْمَعَانِي
أَيْنَ فَرْحِــي وَانْطِلاَقِي؟!=أَيْنَ تَغْرِيدُ الْمَكَانِ ؟!!!
***
أَيْنَ أَحْلاَمِي وَعُمْرِي؟!=أَيْنَ أَنْغَامُ (الْكَمَانِ) ؟!!!
يَا فُؤَادِي لاَ تَسَلْنِي=أَيْنَ أَيَّامُ الْحَنَانِ؟!!!
***
تَرَكَ الْبُلْبُلُ..أَيْكِي=كَيْفَ أَسْلُو مَنْ هَوَانِي؟!!!
يَا أَبِي الْغَالِي هَـــنِيئاً=لَكَ فِي دَارِ الْأَمَانِ
***
كَمْ تَمَنَّيْتَ هَنَائِي=وَنُبُوغِي فِي الْبَـــــيَانِ
وَضَر َبْتَ الْأَرْضَ سَعْــياً=تَبْتَغِي رَفْعاً لِشَانِي
***
رَحِمَ اللَّهُ وَلِيًّا=مِنْ نَدَاهُ قَدْ حَبَانِي
{95} اَلْأُسْتَاذْ عِزَّتِ الطَّحَّانْ
أَحْلَى الْخِصَالِ بِسِحْرِهَا الْفَتَّانِ=قَدْ جُمِّعَتْ فِي عِزَّتِ الطَّحَّانْ
فَهُوَ ابْنُ بَلْدَتِنَا الْكَرِيمُ يُجِلُّهَا=وَيُحِبُّ رِفْعَتَهَا بِكُلِّ مَكَانِ
***
وَ(مَحَلَّةُ الزَّيَّادِ) ظَلَّتْ عِزَّنَا=فَهِيَ الْأَصِيلَةُ رَغْمَ كُلِّ جَبَانِ
يَا رَبِّ فَاحْفَظْهَا وَسَدِّدْ خَطْوَهَا=وَارْعَ الشَّبَابَ عَلَى مَدَى الْأَزْمَانِ
***
وَاشْدُدْ رِبَاطَ أُخُوَّةٍ قَدْ ضَمَّنَا=فِي عِزَّةٍ بِشَجَاعَةِ الشُّبَّانِ
يَا رَبِّ أَنْصِفْنَا وَبَارِكْ سَعْيَنَا=فَلَقَدْ رَضِينَا عَطْفَكَ الْمُتَدَانِي
***
كُلُّ الْأُمُوِرِ تَهُونُ يَا رَبَّ الْوَرَى=مَا دُمْتَ تَرْضَى يَا عَظِيمَ الشَّانِ
{96} اَلْفَرِيقْ
نِعْمَ الْفَرِيقُ مُعَلِّمُ الشُّجْعَانِ=صَنَعَ الْمَحَبَّةَ فَارِسُ الْفُرْسَانِ
أخْلَاقُهُ عُلْيَا وَكُلُّ طِبَاعِهِ=تَسْمُو بِحَقٍّ فِي بَنِي الْإِنْسَانِ
***
خَاضَ الْمَتَاعِبَ وَالصِّعَابَ جَمِيعَهَا=وَالصَّبْرُ يُدْنِينَا مِنَ الْإِيمَانِ
فِي الْبَرْدِ يَخْرُجُ فِي الصَّبَاحِ مُبَكِّراً=لَا يَبْتَغِي شُكْراً مِنَ الْإِخْوَانِ
***
تَرَكَ الْمَنَامَ وَرَاحَ يَبْغِي رِفْعَةً=وَيُقِيمُ صَرْحاً شَامِخَ الْبُنْيَانِ
يَبْنِي وَكَانَ الْمَجْدُ أَوَّلَ دَرْبِهِ=مَا رَامَ إِلَّا عِزَّةَ الْأَوْطَانِ
***
كَسَبَ احْتِرَامَ الْكُلِّ بَيْنَ جُمُوعِنَا=بِفُؤَادِهِ الْخَالِي مِنَ الشَّنَآنِ
عَزْمٌ وَتَصْمِيمٌ وَقَلْبٌ نَابِضٌ=بِتُقَى الْإِلَهِ الْوَاحِدِ الدَّيَّانِ
{97} كَيْفَ – بِاللَّهِ- يَا أَبِي ؟!!!
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
مَا لِحَالِي تَغَيَّرَتْ=بَعْدَمَا غَابَ بَدْرُنَا؟!
زَارَنِي الْحُزْنُ فَجْأَةً=ضِمْنَ سَاعَاتِ عُمْرِنَا
***
وَحَيَاتِي كَئِيبَةٌ=أَيْنَ أُنْسِي يَضُمُّـنَا؟!
هَـذِهِ تَنْهِيدَاتُنَا=فِي مَــسَائِي وَصُبْحِنَا
***
يَا رَبِيعاً بِدَارِنَا=كَيْفَ نَمْضِي مَـعَ الضَّنَا؟!!!
كَيْفَ – بِاللَّهِ- يَا أَبِي ؟!!!=كَيْفَ نَمْضِي وَمَنْ لَنَا؟!!!
***
هَلْ نَرَى سَعْدَنَا الَّذِي=كَانَ شَمْساً بِبِيْتِنَا؟!!!
{98} أَأُحْرَمُ مِنْ شَمْسِي؟!!
إِلَيْكَ يَا أَبِي إِلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ
مَا زِلْتُ أُعَانِي أَحْزَانِي=وَأُنَاجِــــي أَغْلَى الْخُلاَّنِ
أَبَتَاهُ تَرَفَّقْ يَا أَبَتِي=بِصَرِيعٍ نَهْبَ الطُّوفَانِ
***
أَبَتَاهُ وَكَيْفَ تُوَدِّعُنِي=لِأَعِيشَ وَحِيدَ الْأَزْمَانِ؟!!!
هَلْ هَذَا سَهْلٌ يَا أَبَتِي=بَعْــــــدَ اسْتِكْمَالِ الْبُنْيَانِ؟!!!
***
أَتُكَافِحُ جَلْداً يَا أَبَتِي=فِي الدُّنْيَا دَارِ الْحِــــــــــرْمَانِ؟!!!
مِنْ أَجْلِي يَا فَخْرَ الدُّنْيَا=وَصَدِيقِي بَيْنَ الْإِخْوَانِ
***
وَالْيَوْمَ أَأُحْـرَمُ مِنْ شَمْسِي=مِنْ فَجْرِي الْحُلْوِ النُّورَانِي؟!!!
يَا مَنْ أَشْرَقْتَ عَلَى رُوحِي=يَا مَنْ أَهْوَاهُ وَيَهْوَانِي
***
رُحْـَاكَ إِلَهِـي صَبِّرْنِي=فَالْحُزْنُ كَأَعْتَى النِّيرَانِ
اَلْفَجْرُ يَجِيءُ عَلَى نَفْسِي=وَيُهَدْهِدُ وَاحَةَ وُجْدَانِي
***
أَدْعُو مِنْ قَلْبِي يَا أَبَتِي=بِالصَّفْحِ وَأَغْلَى الْغُفْرَانِ
قَدْ كُنْتُ سَعِـيداً فِي الدُّنْيَا=أَتَأَمَّلُ أَبْهَى الْأَلْوَانِ
***
لَكِنِّي الْآنَ تَعِسْتُ كَمَا=تَعِسَتْ أَزْهَارُ الْبُسْتَانِ
حَاوَلْتُ الصَّبْرَ وَلَكِنِّي=أَصْبَحْتُ صَرِيعَ الْأَشْجَانِ
***
هَذِي دُنْيَانَا قَدْ غَدَرَتْ=أَخَذَتْ مِجْدَافِي وَأَمَانِي
اَلْبَيْنُ الْفَاتِكُ قَتَّلَنِي=آهٍ مِنْ قَلْبِي الْوَلْهَانِ
***
لَنْ أَنْسَى عَطْفَكَ يَا أَبَتِي=لَنْ أَنْسَى أَحْــلاَمَ الْبَانِي
لاَ لَنْ أَنْسَاكَ مَــدَى عُمْرِي=سَتَظَلُّ بِرُوحِي وَجَنَانِي
{99} عَبْدُ الْمُنْعِمْ صَقْرْ
أُخَلِّدُ فِيكَ أَجَلَّ الْمَعَانِي=بِأَسْمَى رِثَاءٍ يَصُوغُ جَنَانِي
أَغِبْتَ صَدِيقِي عَنِ الْكَائِنَاتِ=وَنَالَكَ يَا{صَقْرُ}رَيْبُ الزَّمَانِ
فِرَاقُكَ هَزَّ حَنَايَا الضُّلُوعِ=وَمَزَّقَ قَلْبِي وَشَلَّ لِسَانِي
فَصَحْوِي بُكَاءٌ وَلَيْلِي أَنِينٌ=وَأُنْسِي تَوَلَّى وَبِشْرِي جَفَانِي
***
وَقَلْبِي شَرِيدٌ بِدُنْيَا الْأَنَامِ=وَرُرُحِي وَزَهْرُ الْمُنَى يَبْكِيَانِ
.. صَدِيقِي الْحَبِيبَ تَرَكْتَ الْحَيَاةَ=وَرَبِّي بِطُولِ الْحَيَاةِ ابْتَلَانِي
لَقَدْ عِشْتَ فِي عَالَمٍ مُشْرَئِبٍّ=إِلَى دَفْقَةٍ مِنْ عَبِيرِ الْحَنَانِ
تُكَافِحُ فِيهِ بِقَلْبٍ جَرِيءٍ=وَتَرْمُقُ فِيهِ عَزِيزَ الْأَمَانِي
***
رَحَلْتَ إِلَى{اللَّهِ}تَبْغِي رِضَاهُ=وَوَدَّعْتَ دُنْيَا الْأَسَى وَالْهَوَانِ
هِيَ الدَّارُ تَلْهُو مَعَ الْعَاشِقِينَ=وَتَخْدَعُهُمْ بِالْهَوَى وَالْأَمَانِ
وَتَمْنَحُهُمْ كُلَّ شَيْءٍ جَمِيلٍ=وَتَرْقُصُ فِي اللَّيْلِ مِثْلَ الْغَوَانِي
وَهَيْهَاتَ يُؤْمَنُ غَدْرُ لَعُوبٍ=تُعَكِّرُ صَفْوَكَ فِي كُلِّ آنِ
***
فَلَا تَبْتَئِسْ يَا أَخِي بِالْحَيَاةِ=فَمِنْ طَبْعِهَا قَسْوَةٌ فِي الطِّعَانِ
إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ يَا ابْنَ الْكِرَامِ=تَعِيشُ سَعِيداً بِأَعْلَى الْجِنَانِ
{100} وَآهٍ مِنْكِ يَا دُنْيَا
وَآهٍ مِنْكِ يَا دُنْيَا=بِنَارِ الْجُرْحِ تَكْوِينِي
تَرَكْتُ السُّقْمَ يَكْوِينِي=وَيَنْهَشُ فِي شَرَايِينِي
وَآهٍ مِنْكِ خَلِّينِي=لِأَحْلَامِ الْمَلَايِينِ
كَتَبْتُ الشِّعْرَ مِنْ زَمَنٍ=عَلَى الْبَلْوَى يُعَزِّينِي
***
يُهَدْهِدُ قَلْبِيَ الْمَكْلُو=مَ فِي أَرْضِ الْبَسَاتِينِ
أَنَا يَا رَبَّةَ الْأَحْلَا=مِ طَيْرٌ مَنْ يُنَاجِينِي؟!!!
أَنَا فِي سَاحَةِ الْخَلَّا=قِ مُنْتَظِرٌ إِلَى حِينِ؟!!!
{101} لِوَاءُ الْأَدَبِ الْعَرَبِي
ُ مُهْدَاةٌ إِلَى أُسْتَاذِ الْأَسَاتِذَةِ اَلدُّكُتُورْ محمد أحمد العزب أُسْتَاذِ الْأَدَبِ وَ النَّقْدِ وَعَمِيدِ كُلِّيَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِالْمَنْصُورَةِ جَامِعَةِ الْأَزْهَرِ الشَّرِيفْ تقديرا واعتزازا وحبا وعرفانا مع أطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق ,وإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالـَى
أَنْتَ اللِّوَاءُ عَلَى مَدَى الْأَزْمَانِ=أَنْتَ الْحَبِيبُ لِمُعْظَمِ الْإِخْوَانِ
أَنْتَ الَّذِي أَرْسَيْتَ نَقْداً خَالِداً=يَعْلُو عَزِيزاً فَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
لِلشِّعْرِ بُعْدٌ قَدْ نَرَاهُ جَمِيعُنَا=وَهُنَاكَ بُعْدٌ دَاخِلَ الْوُجْدَانِ
وَالنَّقْدُ يَجْعَلُنَا نُمَيِّزُ سَمْتَهُ=وَيُضِيفُ لِلْمَعْنَى عَظِيمَ بَيَانِ
***
اَلنَّقْدُ مِفْتَاحٌ لِكُلِّ وَسِيلَةٍ=تُضْفِي عَلَى الْإِبْدَاعِ كُلَّ أَمَانِ
وَالنَّاقِدُ الْفَذُّ الْعَظِيمُ إِمَامُنَا=وَهُوَ الْمُضِيفُ مُشَارِكُ الْفَنَّانِ
أُسْتَاذُنَا{الْعَزَبُ} الَّذِي قَدْ قَادَنَا=فِي النَّقْدِ فَهْوَ الْمُخْلِصُ الْمُتَفَانِي
وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ الْمَقَالَةَ فَذَّةً=فِي أُمَّةِ الْإِسْلَامِ وَالْقُرْآنِ
***
وَهُوَ الْأَدِيبُ الشَّاعِرُ الشَّهْمُ الَّذِي=قَدْ جَسَّدَ الْإِحْسَاسَ لِلْإِنْسَانِ
يَا خَيْرَ أُسْتَاذٍ نَهَلْتُ عُلُومَهُ=فَهِيَ السَّبِيلُ لِعِزَّةِ الْأَوْطَانِ
فَقَرَأْتُ إِبْدَاعَ الْمُعَلِِّمِ شَدَّنِي=دَوْحٌ جَمِيلٌ بَاسِطَ الْأَفْنَانِ
وَسَعِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ زَعِيمَنَا=فِي النَّقْدِ يُعْطِينَا بِلَا نُقْصَانِ
وَ{مَجَلَّةُ الْإِبْدَاعِ}زَانَ سُطُورَهَا={مَنْفَى بُكَاءٌ دَاخِلَ الْوُجْدَانِ}(1)
أُعْجِبْتُ بِالْأُسْتَاذِ فَهْوَ فَخَارُنَا=بَيْنَ الْأَنَامِ عَلَى مَدَى الْأَزْمَانِ
جَعَل التَّوَاضُعَ نُورَهُ يَسْمُو بِهِ=نَحْوَ الْعَلَاءِ بِعِزَّةِ الْإِيمَانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)إِشَارَةٌ إِلَى قَصِيدَتِهِ{اَلْمَنْفَى وَالْبُكَاءُ مِنَ الدَّاخِلْ}اَلْمَنْشُورَةُ فِي مَجَلَّةِ إِبْدَاعْ .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
654 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع