اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دِيوَانْ رِسَالَةٌ إِلَى الْحَبِيبَةْ الجزء الثاني// د. محسن عبد المعطي عبد ربه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. محسن عبد المعطي عبد ربه

 

عرض صفحة الكاتب 

دِيوَانْ رِسَالَةٌ إِلَى الْحَبِيبَةْ الجزء الثاني

شعر أ د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

شاعر وناقد وروائي مصري

 

{21} مَلاَكُ الْحُبْ     

غَزَتِ الْأَشْوَاقُ قَلْبِي=يَا تُرَى هَلْ عَادَ حُبِّي

مَرْحَباً بِالْبُعْدِ أَهْدَى=طَيْفَكِ الْغَالِي لِدَرْبِي

                                  ***

وَتَذَكَّرْتُكِ دَوْماً=لِتُزِيلِي كُلَّ كَرْبِي

يَا فَتَاتِي هَلْ تُرِيدِي=نَ الْهَوَى يَحْلُو بِقُرْبِي؟!!

                                ***

غَدَتِ الْأَيَّامُ شَهْداً=وَمَلاَكُ الْحُبِّ جَنْبِي

وَجَنَاحَاهَا فُيُوضٌ=منْ عَطَاءِ اللَّهِ رَبِّي

أَسْعَدَتْنِي بِضِيَاهَا=وَأَزَالَتْ كُلَّ خَطْبِي

 

{22} عَذَابُ الْحُبْ     

بِكُلِّ الصِّدْقِ مِنْ أَعْمَاقِ مَا بِي=تَحِيَّةُ حُبِّنَا عِنْدَ الْخِطَابِ

لَمَحْتُ الوُدَّ فِي عَيْنَيْكِ دَوْماً=لِقَلْبٍ مُخْلِصٍ دُونَ الذِّئَابِ

تَحَمَّل يَا عُلاَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ=لِأَجْلِ الْحُبِّ مِنْ أَجْلِ الشَّبَابِ

يُقِيمُ حَيَاتَهُ حُبًّا وَوُدًّا=لِيَعْلُوَ حُبُّنَا فَوْقَ الْهِضَابِ

وَعُذِّبَ فِي الْهَوَى ظُلْماً وَلَكِنْ=تَخَطَّى صَابِراً كُلَّ الصِّعَابِ

                                                   ***

يُجِلُّ حَبِيبَتِي فِي كُلِّ وَقْتٍ=يُحِبُّ عُيُونَهَا مُنْذُ التَّصَابِي

حَبِيبٌ مُخْلِصٌ أَمْسَى بِحَقٍّ=لِكُلِّ الْعَاشِقِينَ هُدَى الصَّوَابِ

بِكُلِّ الشَّوْقِ قَدْ وُهِبَتْ حَيَاتِي= لِيَسْمُُوَ حُبُّنَا فَوْقَ السَّحَابِ

تَنَاوَلَهُ اللِّئَامُ بِكُلِّ مَكْرٍ=وَ مَكْرُ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْمُصَابِ

فَلَقَّنَهُمْ دُرُوساً قَدْ وَعَوْهَا=بِأَنَّ الْبُعْدَ أَوْلَى بِالسِّبَابِ

                                                  ***

وَحُبِّي قَدْ غَدَا حُبًّا عَظِيماً=دُعَامَتُهُ الْبَشَاشَةُ لاَ التَّغَابِي

وَأَحْبَبْتُ الْحَبِيبَةَ مِنْ شُعُورِي=فَكُنَّا نَلْتَقِي بَيْنَ الشِّعَابِ

دَعَوْتُ اللَّهَ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِي= لِأَجْلِ حَبِيبَتِي خَيْرِ الصِّحَابِ

تَعَلَّمْتُ الْكَثِيرَ لِأَجْلِ حُبِّي= لِأَجْلِكِ غَادَتِي بَعْدَ الْعَذَابِ

 بِقَلْبٍ هَائِمٍ لِهَوَاكِ يَهْفُو=وَرُوحٍ قَدْ غَدَتْ حَيْرَى بِبَابِي

                                                ***

وَنَفْسِي بَيْنَ أَمْوَاجِ الْأَمَانِي=وَبَيْنَ الْيَأْسِ تَسْعَى لِلصَّوَابِ

فَأَنْتِ حَبِيبَتِي حُسْنٌ وَسِحْرٌ=وَأَخْلاَقٌ مُسَبِّبَةُ انْجِذَابِي

يَفُوحُ الْعِطْرُ يَا رُوحِي عَلَيْهِ=بِخَطْوِ حَبِيبَتِي رُوحِي إِيَابِي   

وَدَرْبٌ أَنْتِ قَادِمَةٌ عَلَيْهِ=طَرِيقُ الْحُبِّ مَرْفُوعُ الْجَنَابِ

لِسَانِي يَبْتَغِي إِرْسَالَ صَوتٍ=يُعَبِّرُ عَنْ أَحَاسِيسِ الشَّبَابِ

                                                  ***

وَبَيْنَ جَوَانِحِي حُبٌّ وَوُدٌّ=لِأَحْبَابِي غَدَوْا بَيْنَ الضَّبَابِ

بِجِسْمِي دَبَّ إِحْسَاسٌ خَفِيٌّ=بِأَنَّ الْحُبَّ يَخْلُو مِنْ عِتَابِي

وَقَاسَيْتُ الضَّنَا فِي الْحُبِّ دَوْماً=عَشِقْتُ الْقُرْبَ بَعْدَ أَسَى الذِّهَابِ

وَلَمْ أُفْصِحْ بِشَيْءٍ يَا حَبِيبِي=لِأُخْفِيَ حُبَّنَا خَلْفَ الْحِجَابِ

وَأَسْرَارُ الْمَحَبَّةِ فِي فُؤَادِي=يَضِنُّ بِهَا عَلَى نَبْحِ الْكِلاَبِ

                                                    ***

وإِنْعَامُ السَّمَا غَيْثٌ لَبِيبٌ =لِحُبٍّ خَالِدٍ بَينََ الْكِتَابِ

وَكِتْمَانُ الْمَحَبَّةِ يَا هَنَائِي =يُهَيِّجُ صَبْوَتِي عِنْدَ اغْتِرَابِي

وَلاَ أَبْغِي بِبُؤْسِي كُلَّ سَعْدِي=فَأَنْعِمْ بِالشَّقَاوَةِ خَيْرَ بَابِ

لِأَرْقَى مُتْعَةً وَسُرُورَ نَفْسٍ=دَوَاماً بَعْدَ هَمِّي وَاكْتِئَابِي

وَأُقْسِمُ أَنَّنِي أَهْوَاكِ عِشْقاً=وَلاَ أَرْضَى مُخَادَعَةَ السَّرَابِ

                                                 ***

وَلَمْ أَهْوَ الْعِتَابَ بِأَيِّ شَيْءٍ=فَكَانَ الْحُبُّ كَالشَّهْدِ الْمُذَابِ

أُفَكِّرُ فِي هَوَاكِ غَدَا بِقَلْبِي=وَبَيْنَ جَوَانِحِي حُبَّ الْمُجَابِ

أَخَالُ الْحُبَّ يَرْقُبُنِي بِطَيْفٍ=لِأَحْبَابِي أَرَى حُسْنَ الْمَآبِ

وَكَانَ الْقَلْبُ يَخْلُو مِنْ حَبِيبٍ= وَكَانَ الدَّمْعُ يَبْعُدُ عَنْ عِقَابِي

وَقَدْ أَحْبَبْتُ حُبًّا نَالَ بَوْحِي=فَطَالَتْ شَقْوَتِي كَثُرَ انْتِحَابِي

                                                 ***

وَتَغْشَانِي الْكَآبَةُ فِي مَسَائِي=وَجَفَّ الدَّمْعُ بَلْ كُلُّ اللُّعَابِ

وَأَحْزَانٌ تُخَيِّمُ فِي اللَّيَالِي=ويُضْحِي الْحُبُّ غَضًّا فِي اللُّبَابِ 

وَلَسْتِ بِجَانِبِي حَتَّى تُوَاسِي=نُقَاسِمُ بَعْضَنَا حُلْوَ الشَّرابِ

وَكَيْفَ السَّعْدُ فِي وَجْهِي أَرَاهُ=وَقَدْ بَعُدَتْ غَدَتْ نَهْبَ الْحِرَابِ

تَخَيَّلْتُ الْحَبِيبَةَ سَامَرَتْنِي=ونُورُ جَبِينِهَا بَدْراً دَرَى بِي

 

{23} وَدَاعاً أَيُّهَا الْحُزْنْ     

وَدَّعْتُ أَيَّامِي الْمُرِيبَةْ=وَمَشَيْتُ أَسْعَى لِلْحَبِيبَةْ

وَهَتَفْتُ هَيَّا يَا عُلاَ=نَحْيَا بِدُنْيَانَا الْعَجِيبَةْ

فََلَطَالَمَا أَوْدَتْ بِأَحْ=لاَمٍ كَانَتْ قَرِيبَةْ

                                 ***

هَيَّا لِنَجْعَلَ طِفْلَنَا=يَمْشِي سَعِيداً بِالْحَقِيبَةْ

يَلْهُو وَيَلْعَبُ ضَاحِكاً=كَيْ لاَ تُذَلِّلَهُ الْمُصِيبَةْ

                                    ***

هَيَّا لِنَسْقِيَ وَرْدَنَا=بِدُمُوعِنَا فَهِيًَ الْمُجِيبَةْ

وَنُوَدِّعُ الْآهَاتِ وَالْ=أَحْزَانَ وَالْمُقَلَ الْكَئِيبَةْ

 

{24} اُذْكُرِينِي يَا حَبِيبَةَ الصِّبَا  

كَيْفَ كَانَ الْحُبُّ كَالشَّهْدِ الْمُذَابْ=ثُمَّ أَضْحَى يَا حَيَاتِي فِي اكْتِئَابْ؟!!!

كَيْفَ كَانَ الْحُبُّ صَرْحاً شَامِخاً=ثُمَّ صَارَ الْحُبُّ وَهْماً كَالضَّبَابْ؟!!!

                             ***

 اُذْكُرِينِي يَا حَبِيبَةَ الصِّبَا=وَاذْكُرِي حُبِّي وَصَمْتِي فِي الْعَذَابْ

سَاعَةُ اللُّقْيَا.. حَيَاتِي قَدْ غَدَتْ=كُلَّ آمَالِي وَسَعْدِي بِالشَّبَابْ

سَامِحِينِي بَعْدَ كِتْمَانِ الْهَوَى=فَفُؤَادِي عَاشَ دَوْماً فِي اغْتِرَابْ

                              ***

لاَ تَلُومِينِي وَكُونِي غَضَّةً=فَالْهَوَى دَوْماً عَدُوٌّ لِلْعِتَابْ

اُذْكُرِينِي كُلَّمَا جَدَّ النَّوَى= اُذْكُرِينِي دَائِماً خَيْرَ الصِّحَابْ

 

{25} قَلْبُكِ  لاَ يُبَالِي بِاغْتِرَابِي

نَعِيمِي فِي الْهَوَى أَضْحَى عَذَابِي=وَ قَلْبُكِ .. لاَ يُبَالِي بِاغْتِرَابِي

أَبَعْدَ الْحُبِّ وَاللُّقْيَا دَوَاماً=أَعِيشُ مُشَتَّتاً بَيْنَ الضَّبَابِ

لَعَمْرُكِ يَا حَيَاةَ الْقَلْبِ إِنِّي=نَسِيتُكِ عَالِياً مِثْلَ السَّحَابِ

                                                    ***

فُؤَادِي قَدْ سَلاَكِ فَلاَ تَعُودِي=فَأَنْتِ طَرِيقُ وَهْمٍ وَاكْتِئَابِ

دَعِينِي فِي هَنَائِي وَانْتِظَارِي=أُحَقِّقُ كُلَّ أَحْلاَمِ الشَّبَابِ     

                                                      ***

سَمَائِي أَشْرَقَتْ وَالشَّمْسُ تَبْدُو=عَرُوساً تَرْتَدِي أَحْلَى الثِّيَابِ

سَأَمْضِي فِي طَرِيقِ النُّجْحِ دَوْماً=بِإِذْنِ اللَّهِ قَهَّارِ الصِّعَابِ

 

{26} حَنِينٌ وَشَوْقْ

شَوْقِي إِلَيْكُمْ زَادَ يَا أَحْبَابِي=فَمَتَى اللِّقَاءُ يَزُولُ كُلُّ عَذَابِي

وَاللَّهِ مَا غِبْتُمْ عَنِ الْقَلْبِ الَّذِي=يَهْفُو إِلَيْكُمْ بِالْهَوَى الْغَلاَّبِ

                                                     ***

اَلْبُعْدُ يَكْوِينِي وَيُضْنِي مُهْجَتِي=وَالصَّبْرُ مِجْدَافِي وَخَيْرُ صِحَابِي

 اَلْحُبُّ مَا أَحْلاَهُ طَيْفاً زَارَنِي=فِي اللَّيْلِ أَسْعَدَنِي بِحُلْوِ خِطَابِ

                                                ***

فَرَأَيْتُكُمْ وَالسَّعْدُ تُمْسِكُهُ يَدِي=وَوَجَدْتُ أَوْهَامِي اخْتَفَتْ كَسَرَابِ

 أَدْعُو الْإِلَهَ بِأَنْ يُجَمِّعَ شَمْلَنَا=فَهُوَ الْمُجِيبُ يُزِيلُ كُلَّ صِعَابِ

  هَلْ أَبْتَغِي إِلاَّهُ عَوْناً نَاصِراً=وهُوَ الْحَكِيمُ مُجَمِّعُ الْأَحْبَابِ؟!!!!

 

{27} رِسَالةٍ إِلَى عَرُوسِ الْحُلْمْ

لاَ تَسْكُبِي الدَّمْعَ الْهَتُونَ لِمَا بِي=وَدَعِي الْكَآبَةَ إِنَّنِي بِشَبَابِي

أَنَا يَا عَرُوسَ الْحُلْمِ جِئْتُكِ آمِلاً=أَنْ تُنْقِذِينِي مِنْ عَظِيمِ مُصَابِي

                          ***

أَنَا لَنْ أَمُوتَ وَفِي فُؤَادِي خَفْقَةٌ =لَمْ أُهْدِهَا لِسَعَادَةِ الْأَحْبَابِ

أَنَا لَمْ أَمَلَّ مَدَى الزَّمَانِ وَرِيشَتِي=فِي إِصْبُعِي تَحْكِي شَدِيدَ عَذَابِي

                        ***

أَنَا يَا رَفِيقَةُ قَدْ رَسَمْتُ مَعَالِمِي=مِنْ عِنْدِ رَبٍّ مُبْدِعٍ وَهَّابِ

 أَنَا فِي سَمَاءِ الْخُلْدِ طَيْرٌ حَالِمٌ=لَمَّا يَزَلْ فِي شَدْوِهِ الْجَذَّابِ

 أَنَا فِي طَرِيقِ النُّورِ أَكْتُبُ قِصَّتِي=بِمَدَامِعِي لِأَحِبَّتِي وَصِحَابِي

 

{28} تَمْضِي الْأَيَّامْ  

تَمْضِي الْأَيَّامُ عَلَى قَلْبِي=كَالصَّخْرِ الْجَامِدِ يَا رَبِّي!!

اَلْحُزْنُ الْقَاتِلُ يَغْمُرُنِي=فَأَتُوهُ بِلاَ أَدْنَى ذَنْبِ!!

                                       ***

أَتَخَيَّلُ قَلْبِي بُسْتَاناً=يُعْطِي يَهْوَى كُلَّ الصَّعْبِ!!

وَأُرِيدُ مِنَ الْمَوْلَى عِزًّا=يَدْنُو يَمْحُو كُلَّ الْكَرْبِ!!

                                              ***

وَأَشُدُّ رِحَالِي كَيْ أَلْقَى الْ =أَفْرَاحَ  تُدَنْدِنُ فِي دَرْبِي!!

يَا رَبِّ فَوَفِّقْ خُطُوَاتِي=وَاجْعَلْنِي أَبْعُدُ عَنْ خَطْبِي

وَاجْعَلْنِي طَيْراً صَدَّاحاً=يََهْفُو وَيُغَنِّي لِلْحُبِّ

 

{29} لَوْعَةِ الْفُرَاقْ

عَزِيزٌ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيقَ فِرَاقَكُمْ=وَقَدْ قُضِيَتْ أَحْلَى اللَّيَالِي مَعَ الصَّحْبِ

وَإِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ فِي مَلَكُوتِهِ=بِأَحْلَى كَلاَمٍ قَدْ يَكُونُ مَعَ الْقُرْبِ

وَأَنْتَ أَخِي رُوحِي أُحِبُّكَ دَائِماً=وَمَا أَجْمَلَ اللِّقَاءَ دَوْماً عَلَى الْحُبِّ

                                                                  ***

يَعِزُّ عَلَى نَفْسِي تَبَاعُدُ خطْوِنَا=وَكَمْ جَمَعَتْنَا حَادِثَاتٌ عَلَى الدَّرْبِ

إِذَا كَانَتِ الْأَيَّامُ تَأْبَى لِقَاءَنَا=فَإِنَّ الْوَفَا طَبْعٌ جَمِيلٌ لَدَى رَبِّي

                                                                       ***

وَمَنْ ذَا الَّذِي يَقْوَى عَلَى  حُكْمِ دَهْرِهِ؟!!!= وَمَنْ ذَا الَّذِي يَحْيَا بِلاَ قَدَرٍ صَعْبِ؟!!!

فَكُلُّ الْأَمَانِي أَنْ يَدُومَ هَنَاؤُنَا=وَقَدْ مَدَّنَا الْمَوْلَى بِنَصْرٍ وَذَا حَسْبِي

 

{30} وَرْدَتِي  

سَأَلْتِ فُؤَادِيَ عَنْ قِصَّتِي=وَمَا يَعْتَرِيهِ مِنَ اللَّوْعَةِ

وَكَيْفَ يَفِيضُ بِشِعْرِي الْبُكَاءُ=كَبَحْرٍ مِنَ الْحُزْنِ فِي صَفْحَتِي

                                                     ***

أَجَلْ يَا حَبِيبَةَ قَلْبِي الْمُعَنَّى=أَصَبْتِ بِرَأْيِكِ يَا وَرْدَتِي

وَأَيْقَظْتِ قَلْبِي مِنَ الْحُزْنِ لَمَّا=بَسَمْتِ بِعَيْنَيْكِ فِي مُقْلَتِي

                                                  ***

صَحَوْتُ عَلَى جَنَّةٍ مِنْ عَبيرٍ=تُدَاعِبُ قَلْبِيَ فِي سَكْرَةِ

وَطُفْتُ بِدُنْيَا الْخَيَالِ بَعِيداً=أُقَبِّلُ ثَغْرَكِ فِي رِقَّةِ

وَأَرْشُفُ مِنْ شَهْدِهِ مَا تَسَنَّى=وَأَنْسَى الْحَيَاةَ بِلاَ عَوْدَةِ

وَأَرْكَبُ فِي زَوْرَقٍ مِنْ حَنَانٍ=سَفِينَةَ حُبِّكِ فِي لَهْفَةِ

                                                ***

أَجَلْ يَا فَتَاتِي أُحِبُّكِ حُبًّا=يَفَيضُ سَنَاهُ عَلَى الضِّفَّةِ

أَضُمُّكِ نَحْوِي بِقَلْبٍ مَشُوقٍ=وَأَرْوِي حَنِينَكِ مِنْ قُبْلَتِي

وَأَسْبَحُ فَوْقَ مِيَاهِكِ حَتَّى=أُغَيِّبَ فِكْرَكِ فِي النَّشْوَةِ

وَأَعْصُرُ نَهْدَيْكِ حَتَّى الصَّبَاحِ=أُمَتِّعُ قَلْبَكِ بِاللَّحْظَةِ

وَنَشْرَبُ كَأْساً مِنَ الْحُبِّ لَهْفَى=إِلَى هَيْكَلِ الْحُبِّ فِي شَرْبَةِ

فَأُنْسِيكِ هَمَّ الْحَيَاةِ حَيَاتِي=وَنَحْيَا عَلَى مَعْبَدِ الْفِتْنَةِ

                                                    ***

أَجَلْ يَا فَتَاتِي فَكُلُّ الْهُمُومِ=تَذُوبُ بِبَحْرِ الْهَوَى الْمُنْصِتِ

إِلَى حُبِّنَا فِي هُيَامٍ شَدِيدٍ=وَيَبْغِي التَّعَلُّمَ مِنْ صَبْوَتِي

فَهَلاَّ تَعِيشِينَ بَيْنَ فُؤَادِي=أُلَبِّي اشْتِيَاقَكِ يَا جَنَّتِي

أُدَاعِبُ أَضْلاَعَكِ الْحَانِيَاتِ=وَأَعْبُرُ بَحْرَكِ يَا نَجْمَتِي

أُعَيِِّشُهُ فِي اللَّيَالِي الْحِسَانِ=وَأَسْكُبُ فِي مَوْجِهِ دَفْقَتِي

وَأَحْضُنُ بَيْنَ يَدَيَّ يَدَيْكِ=فَيَرْتَاحُ نَبْضُكِ فِي لَمْسَتِي

وتَحْيَيْنَ قِصَّةَ حُبٍّ كَبيرٍ=تَعِيشُ بِسِفْرٍ مِنَ الْفَرْحَةِ

 

{31} وَاللَّيَالِي بِحُبِّنَا تَتَغَنَّى

سَاعَةُ الْحُزْنِ يَا مَلاَكِي تَوَلَّتْ = وَحَيَاتِي بِسِحْرِهَا قَدْ تَجَلَّتْ

وَاللَّيَالِي بِحُبِّنَا تَتَغَنَّى = وَالْأَمَانِي بِفَرْحَةٍ قَدْ أَطَلَّتْ

                                          ***

يَا حَيَاتِي وَلِيدُنَا سَوْفَ يَنْمُو=وَيُنَادِي بِبَسْمَةٍ قَدْ أَهَلَّتْ

رُوحَ قَلْبِي بِعُشِّنَا كُلُّ مَعْنىً=أَنْتِ أَغْلَى حَبِيبَةٍ قَدْ أَحَلَّتْ

                                          ***

نَوِّلِينِي مِنَ الْهَنَا يَا فَتَاتِي=وَتَعَالَيْ بِبَهْجَةٍ مَا تَوَلَّتْ

أَنْتِ شَمْسٌ ضِيَاؤُهَا مُسْتَدِيمٌ=أَنْتِ دُنْيَا عَنْ حُبِّنَا مَا تَخَلِّتْ

                                        ***

عَاشَ حُبٌّ يَضُمُّنَا بِحَنَانٍ= فِي لَيَالٍ نُجُومُهَا مَا أَضَلَّتْ  

 

{32} وَأََتَى الْهَوَى بِالْمُعْجِزَاتْ

مَضَتِ السِّنُون َ الْجَانِياتْ=وَأََتَى الْهَوَى بِالْمُعْجِزَاتْ

وَدَنَا الْهَنََاءُ وَضَمَّنَا=وَالسَّعْدُ كَانَ مِنَ الْهِبَاتْ

                                          ***

عَلْيَاءُ هَيَّا أَقْبِلِي=فَالْحُبُّ قَدْ لَمَّ الشَّتَاتْ

يَا مَنْبَعَ النُّورِ الَّذِي=يُجْلِي جَمِيعَ النَّائِبَاتْ

                                           ***

هَيَّا لِتُعْطِيَ لِلْفُؤَا=دِ نَصِيبَهُ فِي الْأُمْسِيَاتْ

لاَ تَتْرُكِيهِ مُعَذَّباً=بَيْنَ الضَّنَى وَالْأُمْنِيَاتْ

                                          ***

أَنْتِ الشِّفَاءُ لَهُ غَداً=كَالشَّمْسِ بَيْنَ الْكَائِنَاتْ

 

{33} الْحُبُّ الْعَظِيمْ

صَبَاحٌ جَدِيدٌ أَتَى فِي حَيَاتِي=فَجَدَّدَ عَهْدِي مَعَ الذِّكْرَيَاتِ

شَهِدْتُ الْحَبِيبَةَ تَرْنُو اشْتِيَاقاً=وَحُبِّي يَزِيدُ مَعَ الْأُمْسِيَاتِ

وَعَلْيَاءُ قَدْ أَثْلَجَتْ خَاطِرِي=بِحُبٍّ عَظِيمٍ غَدَا أُمْنِيَاتِي

                                                 ***

أَيَا حُبَّنَا عِشْ سَعِيداً طَلِيقاً=كَطَيْرٍ يُدَنْدِنُ بِالْأُغْنِيَاتِ

دَوَاماً يُرَدِّدُ أَحْلَى نَشِيدٍ=بِقَلْب يُحَلِّقُ كَالطَّائِرَاتِ

                                               ***

وَلاَ تَخْشَ شَيْئاً فَكُلُّ الْهَنَا=حَلِيفٌ لَنَا بَيْنَ مَاضٍ وَآتِ

سَلاَماً لِحُبٍّ سَمَوْنَا بِهِ=يُعِينُ كِلَيْنَا عَلَى النَّائِبَاتِ

 

{34} أَهْواكِ  يَا حَيَاتِي   

تَذَكَّرْتُ الْأَمَانِيَ فِي حَيَاتِي=فَعِشْتُ رَهِينَ حَبْسٍ فِي سُكَاتِي

تَأَمَّلْتُ الْحَيَاةَ بِكُلِّ وَقْتٍ=وَجَدْتُ الْحُبَّ يَسْرِي فِي حَيَاتِي

مَذَاقُ حَيَاتِنَا كَالشَّهْدِ حَقًّا=وَكَانَ الْحُبُّ سَهْماً لِلْعُدَاةِ

                                                        ***

تَقَدَّمْ يَا حَبِيبَ الْقَلْبِ هَيَّا=لِنُحْيِيَ حُبَّنَا حُبَّ السُّقَاةِ

فَلاَحُ الْحُبِّ حَتْمٌ يَا حَيَاتِي=لِأَنَّ الْحُبَّ عَذْبٌ كَالْفُرَاتِ

أُرِيدُ دَوَاءَ حُبِّي يَا نَعِيمِي=وَأَنْتِ طَبِيبَتِي دُونَ الْأُسَاةِ

فَإِنَّ  الْحُبَّ دُسْتُورٌ جَمِيلٌ=نَهِيمُ بِهِ وَنَهْوَى بِالْأَنَاةِ

                                                        ***

تَحَمَّلْتُ الْفِرَاقَ لِأَجْلِ حُبِّي=فَدَقَّ الْقَلْبُ يَأْسَى لِلشَّتَاتِ

فَوَجَّهْتُ الْفُؤَادَ إِلَى إِلَهِي=لِيَجْعَلَ حُبَّنَا فَوْقَ الشَّكَاةِ

إِلَهِي  إِنَّنِي أَهْوَى حَبِيبِي=وَأَنْتَ الْحَقُّ يَا رَبَّ الْعِظَاتِ

إِلَهِي فَلْتُوَفِّقْ كُلَّ سَعْيِي= بِحُبِّ دَائِمٍ حُلْوِ السِّمَاتِ

                                               ***

وَهَلَّتْ فَرْحَتِي وَالْحُبُّ يَبْدُو=كَمَوْلُودٍ عَلاَ حُلْوَ الصِّفَاتِ

وَشَهْدُ الْحُبِّ جَدَّدَ كُلَّ سَعْيِي=وَهَاجَ الْحُبُّ مِنْ مَاضٍ وَآتِ

أَأَحْيَا خَالِداً مِنْ أَجْلِ حُبِّي=نُجَدِّدُ حُبَّنَا قَبْلَ الْفَوَاتِ؟!!!!

                                               ***

أُجِلُّ الْحُبَّ أَعْشَقُهُ وَأَبْدُو=كَمُنْتَظِرٍ لَهُ بَيْنَ الْفَلاَةِ

سَعِيدُ النَّفْسِ أَعْشَقُ مُقْلَتَيْهَا=وَأَهْوَى الْحُبَّ شَهْداً لِلْفَتَاةِ

تَذُوقُ النَّفْسُ مِنْ حُبٍّ لَدَيْهَا=وَلَمْ أَخْلُدْ لِفَنِّ السَّاحِرَاتِ

حَيَاتِي كُلُّهَا نَغَمٌ جَمِيلٌ = وَإِتْيَانُ الْحَبِيبَةِ بِالْهِبَاتِ

                                                   ***

إِلَيْكِ حَبِيبَتِي يَا نُورَ دَهْرِي= إِلَيْكِ الشَّوْقُ يَا أَمَلَ الْحَيَاةِ

إِلَيْكِ الْحُبُّ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِي= إِلَيْكِ الْوُدُّ يَا حُبًّا لِذَاتِي

بَعَثْتِ سَعَادَتِي وَالسَّعْدُ أَضْحَى=صَدِيقِي وَالسَّعَادَةُ لِلْأُبَاةِ

إِذَا أَلْفَيْتِنِي فِي الْحُزْنِ يَوْماً=تُسَلِّينِي بِقَصٍّ لِلنُّكَاتِ

                                              ***

وَكَمْ نَادَيْتِ أَقْبِلْ يَا وَلِيفِي=لِأَحْلاَمِي لِشُطْآنِ النَّجَاةِ

أَرَى الْمَوْهُوبَ مِنْ رَبٍّ حَكِيمٍ=بِنِعْمَةِ رَبِّهِ لِلنَّيِّرَات

وَآَلاَمَ الْمَحَبَّةِ كُنْتُ أُخْفِي=لِأَنَّ الْحُبَّ أَحْلَى الذِّكْرَيَاتِ

                                         ***

وَكَاشَفْـتُ الْحَبِيبَةَ يَا هَنَائِي=فَصَارَ الْحُبُّ أَغْلَى الْأُمْنِيَاتِ

وَآلاَمِي وَأَحْزَانِي تَوَلَّتْ=وَجَاءَ الْحُبُّ أحْلَى الْأُغْنِيَاتِ

                                   ***

ذَهَبْتُ لِكَعْبَتِي لِطَوَافِ سَعْيٍ=دَعَوْتُ لِحُبِّنَا عِنْدَ الصَّلاَةِ

عَبَدْتُ الْحُسْنَ فِيهَا فِي صَبَاحِي=شَهِدْتُ السِّحْرَ طَيَّ الْأُمْسِيَاتِ

وَبَيْتُ الْحُلْمِ يَا أَسَفِي وَحُزْنِي!!=تَقَابُلُنَا غَدَا إِنْكَارُ ذَاتِي

فَدَقَّ الْقَلْبُ وَاضْطَرَبَ اضْطِرَاباً=هَتَفْتُ بِهِ لِيَخْلُدَ لِلسُّبَاتِ

فَسَالَ الدَّمْعُ مِنْ عَيْنِي دِمَاءً=وَخِلْتُ الْحُبَّ مُخْتَالاً كَعَاتِ

                                               ***

طَوَيْتُ الْحُبَّ فِي قَلْبِي وَرُوحِي=تَرَكْتُ الْحُزْنَ أَسْعَى لِلْغَدَاةِ

وَكَانَتْ زَهْرَتِي وَرَبِيعَ عُمرِي=فَكَيْفَ-بِحَقِّكُم ذَهَبَتْ حَيَاتِي؟!!!

 

{35} لَيْتَهَا عَادَتْ لِقَلْبِي  

ذِكْرَيَاتِي ذِكْرَيَاتِي=هِيَ عُنْوَانُ حَيَاتِي!!

هِيَ جُزْءٌ مِنْ فُؤَادِي= هِيَ آمَالُ الْغَدَاةِ!!

هِيَ نَبْضِي وَشُعُورِي=وَصِمَامُ الْأُمْنِيَاتِ!!

                                  ***

أَنَا مِنْهَا خَيْطُ فَجْرٍ=لِلثَّوَانِي الْحَالِكَاتِ!!

تَنْطَوِي أَيَّامُ عُمْري=وَرَصِيدِي أُمْسِيَاتِي!!

                                  ***

يَا فُؤَادِي لاَ تَسَلْنِي=مَا جَرَى وَقْتَ الْفَوَاتِ!!

لَيْتَهَا..عَادَتْ لِقَلْبِي=وَحَبَتْنِي الْمُعْجِزَاتِ!!

لَيْتَهَا..لَمْ تُمْسِ وَهْماً=وَسَرَاباً فِي الْفَلاَةِ!!

لَيْتَهَا..قَدْ أَنْصَفَتْنِي=بِالْأَمَانِي الْخَالِدَاتِ!!

                                  ***

إِنَّهَا قِصَّةُ حُبِّي=فِي اللَّيَالِي الْحَالِمَاتِ!!

فَدَعِ الْآهَاتِ حِيناً=وَتَفَقَّدْ نَظَرَاتِي!!

سَتَرَى قَلْبِي جَرِيحاً=وَتُوَاسِي أُغْنِيَاتِي!!

فَمَتَى يَا حُلْمُ تَغْدُو=وَاقِعاً فِي ذِكْرَيَاتِي!!

 

{36} أَيْنَ قَلْبُ الشَّاعِرَاتِ ؟!!!!   

بِاسْمِ كُلِّ التَّضْحِيَاتِ!!= بِاسْمِ أَغْلَى الذِّكْرَيَاتِ!!

بِاسْمِ أَيَّامِ الطُّفُولَةْ= بِاسْمِ كُلِّ الْحَادِثَاتِ!!

بِاسْمِ حُبِّي وَانْتِمَائِي= بِاسْمِ كُلِّ الْمُعْجِزَاتِ!!

                                         ***

وَابْتِسَامُ النَّايِ دَوْماً=فِي جَمَالِ الْأُمْسِيَاتِ!!

يَا رَبِيعاً قَدْ أَنَارَتْ= كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي!!

يَا مُنَى الْأَيَّامِ وَالْأَحْ=لاَمِ والْحُبِّ الْمُوَاتِي!!

                                        ***

خَبِّرِينِي وَاسْتَرِيحِي=وَأَرِيحِي يَا فَتَاتِي!!

هَلْ تُحِبِّينَ الْفَتَى الْغَا=لِي بِقَلْبِ الْفَاتِنَاتِ؟!!

                                       ***

يَا مُنَى الْقَلْبِ الْمُعَنَّى=أَنْتِ أَرْضُ الْخُضْرَوَاتِ!!

أَيْنَ أَزْهَارُكِ تَهْفُو=لِمَزِيدِ السَّهَرَاتِ؟!!

لَمْ أَزَلْ إِيَّاكِ أَهْوَى=أَنْتِ أَحْلَى الْآنِسَاتِ!!

                                       ***

هَلْ تَنَاسَيْتِ عُهُودِي؟!!=وَرَنِينَ الضَّحِكَاتِ؟!!

هَلْ تَجَاهَلْتِ فُؤَادِي؟!!=صِرْتِ إِحْدَى الْمُنْكِرَاتِ؟!!

                                      ***

لاَ أَظُنُّ الْحُبَّ يُنْسَى=بَيْنَ لَيْلٍ وَغَدَاةِ!!

مُنْتَهَى الْقَسْوةِ هَجْرٌ=بِئْسَ شَأْنُ الْقَاسِيَاتِ!!

                                     ***

لاَ تَزُورِي صَرْحَ حُبِّي=لاَ تَسِيرِي فِي قَنَاتِي!!

إِنَّ قَلْبِي قَدْ تَنَاسَا=كِ كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ!!

                                    ***

زَارَنَا الْحُبُّ وَغَنَّى=لَكِ أَحْلَى الْأُغْنِيَاتِ!!

ثُمَّ تَلْهِينَ بِقَلْبِي؟!!أَيْن .. قَلْبُ الشَّاعِرَاتِ؟!!!!

                                   ***

كَم تَمَنَّيْتُ فَتَاةً=لاَ تُبَالِي بِالْعُدَاةِ!!

لَيْتَ شِعْرِي قَدْ تَبَنَّا=كِ  كَإِحْدَى الْمُلْهِمَاَتِ!!

     

{37} مَدِينَةِ الْعَرِيشْ لَوْحَةُ الْعُمْرِ الْجَمِيلْ   

أَتَيْتُكِ تَسْبِقُنِي فَرْحَتِي=عَرِيشَ الْجَمَالِ أَيَا جَنَّتِي

أَتَيْتُكِ وَالْقَلْبُ كَالطَّيْرِ يَهْفُو=إِلَى قَلْبِكِ الْحَانِي يَا مُنْيَتِي

                                       ***

 نَخِيلُكِ فِي حُسْنِهِ آيَةٌ=تُمَتِّعُ قَلْبِيَ بِاللَّحْظَةِ

وَشَطُّكِ كَمْ قَدْ قَضَيْنَا عَلَيْهِ=لَيَالِيَ تَحْفِلُ بِالْبَهْجَةِ

أَعِيشُ أَنَا وَالْحَبِيبُ عَلَيْهِ=لِنَرْشُفَ مِنْ أَكْؤُسِ الْمُتْعَةِ

                                         ***

أَتَيْتُكِ يَا وَاحَةً فِي خَيَالِي=تُنَادِي عَلَيَّ بِمَعْزُوفَةِ

وَتُطْرِبُنِي فِي زَمَانِ حَيَاتِي=تُجَدِّدُ لِي بِالْمُنَى بَسْمَتِي

                                          ***

أَنَا يَا عَرِيشُ أُحِبُّكِ حُبًّا=يَفِيضُ عَلَى النَّاسِ بِالنَّشْوَةِ

 أَتَيْتُكِ وَارْتَسَمَتْ فِي فُؤَادِي=مَعَانِي الْحَنَانِ بِذِي الْقِبْلَةِ

                                            ***

أَنَا الشَّاعِرُ الْعَالَمِيُّ الْكَبِيرُ=رَسَمْتُكِ بِالْحُبِّ فِي مُهْجَتِي

ر َسَمْتُكِ لَوْحَةَ عُمْرٍ جَمِيلٍ=وَمَا أَسْعَدَ الْعُمْرَ بِاللَّوْحَةِ!!!

 

{38} أَفْرَاحِ سَيْنَاءْ   

حَبِيبَتِي قَدْ كَتَبْتُ=شِعْرِي وَبِالْحُبِّ سِرْتُ

عَلَى طَرِيقِ الْأَمَانِي= حَبِيبَتِي مَا ضَلَلَتُ

لَمْ أَنْسَ طَيْفَكِ يَوْماً=وَفِي الْبُعَادِ اشْتَعَلْتُ

                                    ***

قَدْ كُنْتِ حُلْماً جَمِيلاً=بِالْوَصْلِ فِيهِ حَلُمْتُ

أَلْقَاكِ بِالشَّوْقِ يَحْدُو=خُطَايَ أَنَّى مَشَيْتُ

                                    ***

لَكِنَّ أَحْلاَمَ عُمْرِي=كَانَتْ سَرَاباً وَكُنْتُ

أَرْنُو إِلَيْكِ حَزِيناً=كَأَنَّنِي قَدْ صُعِقْتُ

                                    ***

هَلْ غَابَ فَجْرُ حَيَاتِي=فَحِرْتُ فِيهَا وَتُهْتُ

أَشُلَّ سِحْرُ رُبَاكِ=وَجَفَّ مَا قَدْ غَرَسْتُ

                                    ***

صَبْراً حَبِيبَةَ قَلْبِي= صَبْراً فَإِنِّي عَزَمْتُ

أَلاَّ أَنَامَ اللَّيَالِي=وَفِي الظَّلاَمِ سَهِرْتُ

أَشْدُو بِقَلْبٍ جَرِيءٍ=لَحْناً بِهِ قَدْ عَبَرْتُ

                                  ***

قَبَّلْتُ تُرْبَكِ شُكْراً=لِلَّهِ قَدْ صَلَّيْتُ

بَعْدَ انْتِظَارٍ مُمِلٍّ=جَاءَ الْمَعَادُ وَعُدْتُ

بِهَدْيِ مُوسَى وَعِيسَى=وَصِدْقِ حُبِّكِ عِشْتُ

مِنْ نُورِ خَيْرِ الْبَرَايَا=مُحَمَّدٍ قَدْ شَرِبْتُ

                                ***

عَلَى رُبُوعِكِ سِينَا=عُرْسَ السَّلاَمِ أَقَمْتُ

مِنْ فَرْحَتِي وَانْسِجَامِي=دُمُوعَ قَلْبِي سَكَبْتُ

رَوَيْتُ أَرْضَكِ مِنْهَا=وَفَوْقَ طَابَا زَرَعْتُ

فَفَاضَ خَيْرُكِ فَيْضاً=وَنِلْتُ مَا أَمَّلْتُ

 

{39} مِنْبَرِ الْإِسْلاَمِ وَابْتِسَامَةُ الْفَجْرِ الْجَدِيدْ 

يَا مِنْبَرِ الْإِسْلاَمِ عَمَّ حَيَاتِي=فَيْضٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ بِالْكَلِمَاتِ

فَلَأَنْتِ مِفْتَاحُ الْهِدَايَةِ نَفْسِهَا=بُسْتَانُ حُبٍّ فِي لَظَى الْفَلَوَاتِ

سِتُّونَ عَامَاً أَنْتِ شَمْسُ حَيَاتِنَا=تَحْنُو وَتُدْفِئُ حَبَّةَ الْمُهُجَاتِ

                                        ***

كَمْ بِتُّ مُشْتَاقاً لِهَدْيٍ مُنْقِذٍ=فِي عَالَمٍ قَدْ مَاجَ بِالظُّلُمَاتِ

فَيَفِيضُ شِعْرِي يَا أَعَزَّ رَفِيقَةٍ=وَبِغَيْرِ دَرْبِكِ مَا مَشَتْ خُطُوَاتِي

مَا اخْتَارَ نُورَكِ غَيْرُ كُلِّ مُوَفَّقٍ=غَرَفَ الْبَلاَغَةَ مِنْ سَنَا الصَّفَحَاتِ

أَصْبَحْتُ فِي الْحُبِّ الْعَظِيمِ مُتَيَّماً=أَشْدُو بِحُبِّكِ فِي سَمَاءِ حَيَاتِي

وَالْحُبُّ يَنْثُرُ ضَوْءَهُ بِدُرُوبِنَا=مِثْلَ الْوُرُودِ تَهِلُّ بِالْبَسَمَاتِ

عَقْلِي وَرُوحِي يَا حَبِيبَةُ بَيْنَكُمْ=رِفْقاً بِصَبٍّ تَاقَ لِلنَّفَحَاتِ

قَدْ هَامَ شَوْقاً يَا أَجَلَّ مَجَلَّةٍ=وَالشَّوْقُ فِي شَوْقٍ لِمَا هُوَ آتِ

                                       ***

يَا كُلَّ أَبْنَاءِ الْحَنِيفَةِ إِنَّنِي=أَدْعُوكُمُ فَتَقَاسَمُوا الخَيْرَاتِ

مِنْ مِنْبَرِ الْإِسْلاَمِ هَيَّا أَسْرِعُوا=وَاسْتَبْشِرُوا يَا قَوْمُ بِالْبَرَكَاتِ

يَسْمُو الْمُحِبُّ لَهَا لِأَعْظَمِ مَنْزِلٍ=وَيَسِيرُ فِي الْأَفْرَاحِ لِلْجَنَّاتِ

إِنِّي عَشِقْتُ فَلاَ تَلُمْنِي عَاذِلِي=وَالْعِشْقُ فِي قَلْبِي لِحِينِ مَمَاتِي

فِي مِصْرَ أَرْضِ الْآمِنِينَ بِدِينِهِمْ=شَبَّتْ تَفِيضُ بِأَنْفَعِ الثَّمَرَاتِ

فَكِتَابُ رَبِّ الْعَالَمِينَ سَبِيلُهَا=يَهْدِي وَيَكْشِفُ أَحْلَكَ الْأَزَمَاتِ

وَبِسُنَّةِ الْمُخْتَارِ قَامَتْ فَذَّةً=تَرْعَى الضَّعِيفَ بِعَالَمِ الْغَابَاتِ

وَلَكَمْ كَتَبْتُ لَهَا قَصِيداً مُشْرِقاً=بِالْحُبِّ وَالْأَشْوَاقُ فِي قَسَمَاتِي

وَتَبَسَّمَ الفَجْرُ الْجَدِيدُ بِبَسْمَةٍ=مِنْ ثَغْرِهَا فَتَبَسَّمَتْ أَوْقَاتِي

 

{40}رِسَالَةٌ إِلَى الْحَبِيبَةْ

أَنْتِ السَّنَا يَا شَمْسَ كُلِّ صَبَاحِ= أَنْتِ الْمُنَى أَنْتِ النَّهَارُ الضَّاحِي

أَنْتِ الضِّيَاءُ يَفِيضُ فِي كُلِّ الدُّنَا=فَيَعُمُّهَا بِالسَّعْدِ وَالْأَفْرَاحِ

                                                              ***

أَنْتِ الْجَمَالُ بِنَفْسِهِ وَبِعَيْنِهِ=فَاضَتْ بَشَاشَتُهُ عَلَى الْأَرْوَاحِ

مَا أَنْتِ إِلَّا وَرْدَةٌ رَيْحَانَةٌ=بِعَبِيرِهَا وَجَمَالِهَا الْوَضَّاحِ

                                             ***

فَلَكَمْ تَحِنُّ إِلَيْكِ رُوحِي يَا عُلَا=وَلَكَمْ يَدُقُّ الْقَلْبُ فِي إِلْحَاحِ

وَلَكَمْ تَسَاءَلَ:أَيْنَ أَيْنَ أَحِبَّتِي؟!!!=وَيَبُثُنِّي الشَّكْوَى بِكُلِّ رَوَاحِ

                                                            ***

وَلَكَمْ تَسِحُّ دُمُوعُ عَيْنَيَّ الَّتِي=جَفَّتْ لِكَثْرَةِ فَيْضِهَا السَّحَّاحِ

 وَلَكَمْ تَحِنُّ يَدَايَ فِي تَسْلِيمِهَا=لِيَدَيْكِ فِي لَمَسَاتِهَا بِصِفَاحِ

                                                           ***

وَلَكَمْ تَقَابَلَتِ الْعُيُونُ بِنَظْرَةٍ=فِيهَا الشِّفَاءُ وَمَحْوُ كُلِّ نُوَاحِ

وَلَكَمْ تَمَنَّيْنَا لِقَاءً دَائِماً=فِي عُشِّنَا أُخْفِيكِ تَحْتَ جَنَاحِي

                                             ***

بَيْنَ الْجُفُونِ أَضُمُّ عَلْيَاءَ الَّتِي=صَانَتْ هَوَايَ بِخَشْيَةٍ وَصَلَاحِ

وَلَكَمْ تَكَلَّمْنَا وَطَالَ حَدِيثُنَا=فِي أُلْفَةٍ وَمُرُوءَةٍ وَسَمَاحِ

                                                      ***

وَاللَّيْلُ يَسْمَعُنَا نُجَدِّدُ عَهْدَنَا=فَيَطُولُ يَشْهَدُ حُبَّنَا بِمَرَاحِ

وَلَكَمْ مَلَأْنَاهُ بِضَوْءِ حَنِينِنَا=حَتَّى يَقُومَ مُؤَذِّنُ الْإِصْبَاحِ

                                                   ***

وَلَكَمْ تَفِيضُ نُفُوسُنَا بِمَشَاعِرٍ=كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ خَدُودِ مِلَاحِ

وَلَكَمْ زَرَعْنَا الْحُبَّ فِي دُنْيَا الْهَنَا= وَلَكَمْ تَمَتَّعْنَا بِجَوٍّ صَاحِ

                                                                ***

وَلَكَمْ بَنَيْنَا كُلَّ أَحْلَامِ الْهَوَى=بِجُهُودِنَا فِي هِمَّةٍ وَكِفَاحِ

وَلَكَمْ مَشَيْنَا وَالطَّرِيقُ تُنِيرُهُ=شَمْسُ الْهَوَى أَقْوَى مِنَ الْمِصْبَاحِ

                                                         ***

يَا طَيْرُ فَلْتَحْمِلْ كِتَابِي بُكْرَةً=نَحْوَ الْحَبِيبِ مُتَوَّجاً بِوِشَاحِ

وَتَبُثُّهَا شَوْقَ الْفُؤَادِ لِوَصْلِهَا=إِنَّ الْوِصَالَ ضِمَادُ كُلِّ جِرَاحِ

 

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.       عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.