كـتـاب ألموقع
ارث التاريخ...// خديجة جعفر
- المجموعة: خديجة جعفر
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 13 آب/أغسطس 2024 19:40
- كتب بواسطة: خديجة جعفر
- الزيارات: 632
خديجة جعفر
ارث التاريخ...
خديجة جعفر
تُدرس الحضارات بآثاراتها، ومنجزاتها، فخلال قيامك بجولة سياحية او علمية للمواقع الأثرية تلحظ انك تزور مواقع تخص اصحاب المواقع العليا سلطة واتخاذ القرارات في مجتمع سبق مروره خلال حقبة زمنية محددة...
لطالما خدمت الاختراعات العلمية والعمرانية على مر العصور، مصالح السلطات والحكام، غالبية المواقع الأثرية التي يتم دراستها، وزيارتها، والاكتفاء بها لتبيان عظمة شعب ما ، هي مواقع تخص شخصيات عليا، حاكمة، مواقع الحكم واتخاذ القرارات في المجتمع، وكأن الاستمرارية للسلطة التي تنظم وتدير شؤون العامة من سيختفي ذكره بمجرد انتهاء عصرها ليخلد الحاكم...
للعامة فرص الظهور في الكتب والروايات وأحاديث النقل ،العامة لا تترك اثرا عمرانيا واضحا في البناء، العامة للتنفيذ، العامة ادوات لسيطرة الحكم عليهم ..
الناس العاديون، وجدوا لمهمتين اساسيتين.....
اولها:
ان يكونوا شواهدا على عظمة السلطة وقوتها وتنفيذ كل قوانينها وشرائعها... بحيث لن تظهر عظمة سلطة ما لم يثبت انها نفذت احكاما حاسمة، عميقة، وواسعة، تترك اثرا وبُعدا في حكاية المواطن العادي . او انها ساهمت بحروب استخدمت فيها المواطن العادي للربح الموجب او لخسارة تؤدي مرتباتها ملاحم حقد وعقوبات على المواطن ... على مر التاريخ، لم يبنَ معبد، او محكمة، او بنك، او قلعة الخ ... دون استخدام الانسان العادي ليبقى ذكر البناء فخامة عصر في حين يذهب أثره واسمه وكيانه، ذوبان في منجزات سلطة قائمة الذكر ربما للابد ..
وثانيهما :
على المواطن العادي حمل بذور تلك السلطة ثقافة متوارثة عبر الاجيال وتخليد اسماء قادتها وحفظ رموزها حتى لو هزمت لصالح حضارات اخرى قد تتخذ من بقاياها انطلاقتها، وما لعبة الانتخاب عصرنة سوى وهم استخدام المواطن في مشاركة بناء لان المنتخب سوف يبقى اثره فيما سيغيب الشريك الذي انتخبه...
ان تسلسل الحضارات تباعا، قائما على انقاض بعضها من الناس، وعلى حفظ اثر سلطة تسبقها فكلما تعاظم ذكر سلطة سابقة وهزمت، كلما انطلقت حضارة اخرى بعزم وثبات اكبر، السلطات تهتم بعظمة اعدائها لا تغذيها الحروب الصغيرة، فسوف لن تسطر هيبة للتواريخ القادمة تثبت من خلالها عظمة تفوقت على سابقتها ...
الناس العاديون لا يحملون دم الدراسة والتحليل، الناس العاديون وقود التنفيذ ، الناس ارقاما انجازات يقام عليها وبها كل بناء سيستمر بعد انتهاء مدتهم، الناس العاديون صالحون فقط للتلقي ....
انه ارث الحضارات، الشعوب، الدول وحتى الجمهوريات الحديثة .. الحضارات تبنى على انقاضنا اناسأ عاديين، مواطنين، .. فأنا، انت، نحن، هم ... لن نؤثر في مسار التاريخ، سيمر التاريخ بمحاذاتنا، سوف يستخدمنا وقوده ليمر. وان صودف وتمكنا من تعطيله فترة سوف نتفحم بشرور تعطيلنا نفسه لاننا سوف نطيل عمر اللهب منا وفينا ...
وجب عليك ان تقتنع بانك كومة فحم ستترمد حين يخفت لهيب وجعك وحده فتنتهي ...
إقتنع بانك حجر لا تنفع عمرانا ولا مخبأ ، فقط ستكون يدا تكسر الصخر لرصف الطرقات للمارين..
اقتنع بانك غصن شجرة ستصبح فأسا للقطع ...
اقتنع بانك صوت في الهواء، يُترك ليحفظ في برادات فضائية، سيستخدمك الذكاء الاصطناعي ذات يوم، لتستكمل بك اداءك في بناء حضارات تكون فيها حجرا يغلق ثغرة ..
المتواجون الان
538 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع