اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في النص الشعري "سعاة العبث" للشاعر والمفكر: "جمال جاسم امين"// خديجة جعفر

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

خديجة جعفر

 

عرض صفحة الكاتبة 

قراءة في النص الشعري "سعاة العبث"

للشاعر والمفكر: "جمال جاسم امين"

خديجة جعفر

 

عند قراءة النص، نحكم بانه إعاد لتعريف الجمال ربطا بقوة المعرفة، فقد احالنا إلى بحث العمق والابتعاد عن سطحية الصورة، الصورة التي لم تعد في هذا النص خاضعة للمعايير الجمالية  المنظورة بقدر المعاشة، في هذا النص تتحدد معايير  صحة النظر بعيدا عن ملابسات الصورة،فإن يكن سعاة العبث بلا ملامح ذلك لن  يخدع الناظر في معرفتهم حتى ولو يفشل الرسامون ،لان الكاتب يعرفهم جيدا، يحدد هويتهم،  انهم ليسوا لصوصا انما سارقوا الجمال، المتكررون في الملل ،عشاق الخراب، ملتحفوا الليل لستر عريهم.

 

يشكل النص هوية للمعنى تعيد تعريف الصورة بما تترك من الاثر بعيدا عن المساحات والألوان.. 

بالتالي قد ذهب بنا النص لان يكون بمثابة إخبار، بحمولة عمقه المعرفي ،بدلالات قادتنا اليه الصور الجمالية، فكيف للجمال النصي أن يتقن قولا معرفيا يسمح بتتبع اثر هؤلاء السعاة في ظل الحياد الظاهري للكاتب والذي لم  يُنَصب نفسه قاضيا ولا محاكما ،فالكاتب خارج النص، بينما فاعليته ومعرفته حاضرة، هو الاصبع الدال : بأنكم تبحثون في المكان الخطأ يا سادة، فهؤلاء " لم يكونوا لصوصا" عليكم التنبه، اللصوص يسرقون الاشياء، انما سعاة العبث يسرقون منا حياة ..

 

نقف امام نص سعاة العبث بحيرة سؤال، أين نحن من هؤلاء؟

فيعبث بمشاعر قارئيه فيما يتوازن كاتبه بثقة العارف، الذي يملك كل إشارات الدلالة والتصنيف، لا نستشعر منه كرها، غيظا، حبا ،حسرة ولا شفقة، بل نسمع صرخة من وَجَدَ غريمه،ذاك الذي كان سببا في الحزن على فقد، الفقد على ما لم يحدث بعد وليس الافتقاد حزنا على ذاكرة تفاصيل كانت قائمة ..انه عصير الروح يقتلها العبث بما يمكن أن يكون .فقارئ النص لا يقرأ،  انه يسمع نواقيس خطر تدق لتعرية التراخي والفساد من حالة راهنة تاكل كل جمال محتمل فيما يتركنا التغول من العابثين نحاكي صرصار كافكا وجعا...

 

سعاة العبث ، نص الهوية لمرحلة، والهوية لمجتمع، هوية للمتلاعبين بقواعد التنظيم المجتمعي ،ما يشفع  للموروثات جمودها وقسوة بداوتها، فها هم سعاة العبث يمرحون بيننا، نتآكل فيكبرون، نتهافت فينضجون، ننظر فيحملقون، اجنة التسارع،  يَحكمون ولا يُحكَمون...سلالة الكسر والتجبير، سعاة العبث، حملة الغباشة من اللون لمحو كل جمال  كُتِب..

يسهم الجمال في هذا النص لغة واستعارات و

سلاسة واقتضاب في كتابة بيليوغرافيا لهوية "سعاة عبث" تتناسل وتتكاثر  وتتكرر في مجتمع محدد ، وتصلح ان تكون هوية  في كل المجتمعات فهي صفات تنتهج المبيديات نفسها نحو الخراب . .

 

خديجة جعفر

27/6/2025

-----------

" سعاة العبث " كتاب شعر

صار عن " دار الشؤون الثقافية العامة" ٢٠١٩

تاليف : الشاعر والمفكر جمال جاسم امين

النص :" سعاة للعبث "

 

سعاة العبث

لم يكونوا لصوصا على الإطلاق

ولكنهم...

لفرط أمانتهم على الظلام

يسرقون المصابيح فقط!

اعرفهم بلا ملامح

ولذا..

لا انصح الرسامين بالتقاطهم

يتكررون بلا ملل

ويخلفون اكثر من سلالة لمصير وتحد !

يزدهرون في الكارثة

ويتكاثرون في الخراب

وعندما يحتشدون على موقد في ليل...

يتواصلون بالظلام!

ولانهم يولدون ملفوفين بقماط من  الاجوبة

يتربون على كراهية الاسئلة

آخر غنائمهم الموت

وأول خسائرهم الحياة

ولشدة عدم احترامهم بشيء...

لا يأبهون لفداحة هذا العناء

المهم انم يتقافزون..

حتى لو في حديقة ألغام ! ...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.