اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مفارقات في أولويات الجهاد لدى المجاميع التكفيرية في البلدان العربية// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مفارقات في أولويات الجهاد لدى المجاميع التكفيرية في البلدان العربية

د. هاشم عبود الموسوي

 

        بكل أسف لم أستطع أن أشارك في إستطلاع سبق وأن عرضته علي "مؤسسة المثقف العربي" حول : (أي التحالفات الدولية و الإقليمية أهم للدول    "الضعيفة" ؟) ((والمقصود بها مثل العراق بوضعه الحالي)) . وعنما نجد أيا من الخيارات المطروحة  في هذا السؤال ليست لديها القدرة الإيجابية للمساعدة في تغيير الوضع الراهن ، هنا يبقى السؤال محيرا : (مع من يمكن لنا أن نتحالف ؟ )

      وبسبب كثرة الشكوك التي لا يمكن أن تغيب عني ، حول النوايا الأمريكية في حراكها الحالي والمتأخر بشكل لافت .. لا سيما وأن الحقيقة لم تنكشف أو تكتمل بعد عن الخطط  الجيوبوليتيكية التي تسعى وراءها القيادة الأمركيية .. كما حدث مرات ومرات  وتبينت فيما بعد  نتائجها المخالفة لأهدافها .. وأن الكل قد لمس  بأن الحروب السابقة التي قادتها أمريكا للقضاء على منابع الإرهاب ، أدت كلها الى إنتشار أكبر وأوسع للمجموعات الإرهابية المتشددة والمتطرفة . و نحن نعي بأن التنظيمات الإرهابية كانت قد نشأت في الأصل وترعرت بأحضان تلك الدول الحليفة لأمريكا والتي تدعي اليوم بأنها تشارك بحملة محاربة الإرهاب .. لكل ما تقدم ، فإني أتقدم بالإعتذارلمؤسسة المثقف العربي عن عدم المشاركة في الإستطلاع المذكور .

لذلك فضلت ، في هذه المقالة أن أعود الى أساسيات مهمة ، قد نتناساها حاليا ، ونحن نعيش حاليا مرارة و خطورة الوضع الراهن والملتبس علينا بكل جوانبه .

 

عودة الى التأسيس الفكري للمجموعات الجهادية :

     يبدو غريبا من الوهلة الأولى ، أن تلك التأكيدات التي تقول أن أنشطة التنظيمات الأسلامبة المعارضة ووجودها اللذان يبدوان على تناقض تام مع الأمبريالية و إسرائيل ( إذا حكمنا حسب الشعارات المرفوعة ) ، فهي في حقيقة الأمر وبلا شك خدمت لحد الآن مصالح الولايات المتحدة و إسرائيل ، كما أدت المساعي التي بذلتها هذه الحركات الأصولية مجتمعة لتحقيق هدفها الأول وهو إقامة الخلافة أو ما يسمى بالدولة الإسلامية، التي تهدف في حقيقة الأمر الى إضعاف إرادة الشعوب العربية  الساعية للتحرر  والمعادية للإمبريالية و الصهيسونية . يبدو هذا الوضوح جليا في الطبيعة اللاوطنية المتضمنة في الدعوات السياسية الأيديولوجية للقسم الغالب من التنظيمات الإسلامية المتطرفة في مفهومها العدو " البعيد " و العدو " القريب" . لنتذكر أن هذين المفهومين كانا قد وردا مبكرا بالقرن الماضي في نشرة أصدرها أحد منظري تنظيم الجهاد في مصر وهو " محمد عبد السلام فراغه " فالمسلم ، حسب أقواله ، لا يجوز له دعم الأنظمة السياسية في بلده ، التي تدير صراعا ضد الإحتلال الإسرائيلي و الإختراق الإمبريالي ، لأن هذا الفعل يقدم دعما وتوطيدا لهذه الأنظمة التي أعلنها الأصوليون أنها معادية للإسلام . ودعا هذا المسلم الى الإنشغال بالعدو "القريب" _ قلب سلطات "الكفرة " في البلدان العربية التي تقف ضد إسرائيل و إستبدالها ب "سلطات إسلامية حقيقية " و تطبيق الشريعة . وبعد الإنتهاء من العدو "القريب" يمكن البدء بمصارعة العدو "الخارجي" المتمثل بالإمبريالية  و إسرائيل (1)

     لا تجد هذه الدعوة أنصارا لها في منظمة الجهاد فحسب . ففي مجرى محاكمات الأخوان المسلمين في سوريا بالقرن الماضي ، " صرح حسني عبدو" وهو أحد المتهمين وأحد قادة التنظيم تصريحا يتوافق مع مفهومي العدو " القريب" و العدو " البعيد" : (( عندما ننظف سوريا من المرتدين ، عندها نحول أسلحتنا ضد إسرائيل (2) . وأشار بوقت مبكر الكاتب المصري المشهور " فؤاد زكريا " الى أن أمريكا و إسرائيل لا تخشيان كثيرا من التنظيمات الإسلامية السياسية المعارضة ، لأنه عند العديد منها يعتبر شعار تحرير القدس والصراع ضد الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة الأخرى ، شعارامؤجلا الى ما بعد إقامة  "السلطة الإسلامية"  (3)

     يظهر مثل هذا التوجه السياسي الأيديولوجي ، لا سيما في الأعمال الأرهابية التي تنفذها التنظيمات الأسلامية ضد مؤسسات الدول العربية ، التي تسعى من أجل التنمية الأقتصادية و الأجتماعية لشعوبها النامية . ففي 29 تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1981، قتل وجرح  حوالي   200مجند في منطقة الأزبكية في دمشق نتيجة لعمل إرهابي نفذته عناصر من تنظيم الأخوان المسلمين في سوريا . وأصبحت حوادث مدينة حماة التي وقعت في شباط /فبراير من عام 1982 عبارة عن محاولة جادة لزعزعة الأوضاع في سوريا .

    ومثل هذه الحوادث ، لايمكن حصرها . حتى تلك العمليات التي يعلن عنها بواسطة أجهزة الدعاية كمآثر " بإسم الإسلام" ، " ضد الصلح مع اليهود"  ، إذا تفحصنا و درسناهاعن قرب ، يتبين لنا أن المقصود منها ليس ما هو معلن .

    على كل لا يجوز النظر الى علاقة الدوائر الحاكمة في أمريكا و إسرائيل بالتنظيمات الإسلامية السياسية المعارضة في الشرق الأوسط ، كعملية إنتظار إيجابي وإنتزاع مكاسب من الأنسياب الصدفي للظروف ، حيث تتحقق الإمكانيات من خلال نشاط عملي يجري من خلال الصلات التي أقامها الرسل الأمريكيين مع تنظيم " الأخوان المسلمون" في مصر ، على سبيل المثال . فذاك هو المرشد العام السابق " عمر تلمساني "، كان مضطرا الى الإعتراف بأنه على صلة مستمرة مع مستشار سفارة الولايات المتحدة في القاهرة " جوزيف لورنس " ، وكان دائما ينفذ طلباته (4) . كما ذكرت مجلة " الموقف العربي" الأسبوعبة اللبنانية في أحد أعدادها الصادرة في شباط / فبراير من عام 1987 ، ذكرت معتمدة على مصادر مقربة من مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن إدارة الرئيس " رونالد ريغان" كانت تقيم صلات دائمة مع " الأخوان المسلمون" في عدد من الدول العربية - مثل مصر ، والمغرب ، وتونس (5).كما أن جميع أركان تحرير الصحيفة الناطقة بلسان " الإخوان" في السودان خضعت لدورات تدريب تأهيلية في الولايات المتحدة . ويقتبس مراسل صحيفة " الواشنطن بوست " في لبنان عن أحد معارفه الإسرائيلين – ومختص بالشؤون العربية ، دون الإشارة الى إسمه يقتبس قائلا : "عندما تتوجه إسرائيل بطلب مساعدات مالية من اليهود الأمريكان ، عندها فقط نبدأ نحن الإسرائيليون بالتصريح بأن العالم العربي – وحش كاسر موحد ، وهو دائما على أهبة الإستعداد لرمي إسرائيل الضعيفة في البحر . أما حقيقة الأمر فإن الشرق الأوسط عبارة عن فسيفساء من الشعوب والثقافات )). وبعد فأن عدد الإثنيات والشعوب المتواجدة في الشرق الأوسط ، تابع هذا المراسل ( جورج راندل ) قائلا : (( إذا تمكنت إسرائيل أن تقيم صلات مع جميع هذه المجموعات المعارضة .. فسوف تتمكن من شق العالم الإسلامي)) (6) . كان يمكن للمراسل الأمريكي أن لا يستشهد بمجالس مجهولة . فهنالك خطة رسمية لدى الحكومة الإسرائيلية ، موجهة لزعزعة الأوضاع المسقبلية في منطقة الشرق الأوسط بإستخدام التناقضات الدينية – الإجتماعية التي تعيش فيها . وهنالك دور كبير سيوكل الى التنظيمات الدينية السياسية المعارضة لتحقيق هذا الغرض .

     ويتصور الإستراتيجيون الإسرائيليون دولتهم محاطة بعدة أحزمة من التناقضات , الأول – حزام الصراع المباشر " أي ، تلك الدول العربية التي هي في حالة عداء مستمر ودائم مع إسرائيل  . والثاني هو – حزام الدول العربية الأخرى ، التي تستطيع دعم دول الحزام الأول في حالات الحروب أو النزاعات . وفي الثمانينات حاول الإستراتيجيون الإسرائيليون توسيع منطقة "الإهتمام الإستراتيجي" للحزام الثالث – أفريقيا ، لا سيما شمالها و وسطها ، ودول الخليج العربي ( لاسيما إيران)، وتركيا ، وباكستان ، وأفغانستان (7) .

أتمنى أن أكمل هذه الدراسة في وقت لاحق ..

1) الطليعة الإسلامية –تنظيم ديني سياسي مغربي ، نشط منذ القرن الماضي في مدينة كازبلانكا في المغرب .

2) الأقصى _ مجموعة أصولية صغيرة ، تنشط في مصر منذ النصف الأول لأعوام سبعينات القرن الماضي .

3) أمل – تأسست في تموز/يوليو عام 1975، وهي حركة شيعية لفصائل المقاومة اللبنانية ( أفواج المقاومة اللبنانية)

4) جماعة الحق – إحدى تسميات تنظيم التكفير والهجرة .

5) جمعية الإرشاد –عبارة عن تغطية شرعية ل" الأخوان المسلمون" في الكويت في مرحلة الإنتداب البريطاني .

6) جماعة الدعوة الى الحق _ إحدى التسميات الخاصة لتنظيم التكفير والهجرة .

 

7) جمعية الإصلاح – التغطية الشرعية ل( الأخوان المسلمون" في الكويت لما بعد الإستقلال وربما حتى وقتنا الحالي .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.