اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• سياحة الإرهاب

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د. هاشم عبود الموسوي

            سياحة الإرهاب

بعد حروب عالمية طاحنة مرّت على البشرية حتى منتصف القرن الماضي، ظهرت عوامل وبوادر أدّت إلى نمو السياحة التي نعرفها اليوم، ومن هذه العوامل:

- ازدياد الشعور والرغبة لدى أفراد المجتمع الأوروبي إلى إزالة القيود السياسية والتطلّع إلى تكوين وحدة أوروبية شاملة، فكان ذلك بمثابة حافز قوي لنمو وتقدّم السياحة.

- الخطوات الاقتصادية الكبيرة التي حقّقتها دول أوروبا الغربية وما ترتّب عليها من ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة دخولها.

- التطوّر الكبير الذي طرأ على وسائل النقل الجوي والبري مما أحدث ثورة كبيرة في عالم السياحة.

- قيام الدول الصناعية بإصدار تشريعات عمالية تهدف إلى تخفيض ساعات العمل وزيادة فترة الإجازات السنوية وزيادة الأجور مما أدى إلى نمو السياحة وازدهارها.

- انخفاض أسعار الرحلات الشاملة بالطائرات (Charters) في الفترة من سنة 1960م إلى سنة 1966م، مما أدى إلى تضاعف هذه الرحلات، وساعد على تشجيع السياحة إلى مناطق بعيدة وفتح أسواق سياحية جديدة.

- ظهور الرغبات والاحتياجات الإنسانية كالأغراض الترفيهية والثقافية والصحية، مما أدى إلى تطور الحركة السياحية تطوراً كبيراً.

- اهتمام المجتمع الدولي بالسياحة كنشاط إنساني مرغوب للغاية يستحق الثناء والتشجيع من كافة الشعوب والحكومات. وعقد أول مؤتمر على مستوى الأمم المتحدة للسفر والسياحة في روما سنة 1963م. وقد اجتمعت فيه حكومات من جميع أنحاء العالم لمناقشة الطرق والوسائل المختلفة لتطوير السياحة بشكلٍ فعال. وقد كان هذا المؤتمر أداة فعالة لتشجيع السياحة في دول أوروبا الشرقية والدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وعلامة بارزة على طريق النمو السياحي خلال فترة الستينات من القرن الماضي.

* واستقر علم السياحة في أذهان خبراء السياحة في العالم، والتي صارت صناعة مركبة من الصناعات الغير تقليدية، والتي تعتمد على الأسلوب العلمي في مختلف أنشطتها (النشاط الفندقي – نشاط شركات السياحة والسفر – الإرشاد السياحي – المبيعات السياحية – الترفيه السياحي – النقل السياحي).

* صناعة السياحة مثلها كأي صناعة أخرى تقوم على مكونات أساسية تمثل عناصر الإنتاج الرئيسية، وهي:

- الموارد الطبيعية.         - العمل.            - رأس المال.

- فالموارد الطبيعية تمثّلها المقومات السياحية الطبيعية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الدول السياحية، مثل البحار والأنهار والمحيطات والموقع الجغرافي والمناخ، وما إلى ذلك من عناصر الجذب السياحي.

- أما العمل فهو يمثّل عنصراً أساسياً في حياة المجتمع الإنساني كله، ولولا العمل لما تطورت الحياة على كوكب الأرض. فالعمل عنصر هام من عناصر إنتاج المنتج السياحي، والتي عبّرت عنه وجسّدته تلك الإنجازات الإنسانية العظيمة على مر التاريخ والعصور البشرية المتلاحقة التي تمثّلها المقومات السياحية الصناعية (كالآثار التاريخية، والمعالم الحضارية الحديثة المنتشرة في كثير من دول العالم السياحية).

وعنصر العمل أيضاً يُمثّل من زاوية أخرى تلك الجهود البشرية التي يبذلها العاملون في مختلف الأنشطة السياحية المعروفة الحكومية والعامة والخاصة.

فالعمل هو المحرك الرئيسي لأي نشاط إنتاجي وخاصة النشاط السياحي...

- ورأس المال يمثّل عنصر رئيسي من عناصر الإنتاج التي تساهم مساهمة فعالة في تطوير المنتج السياحي بمكوناته الثلاثة (المقومات الطبيعية – المقومات الصناعية – الخدمات والتسهيلات السياحية). ورأس المال في السياحة تمثّله تلك الأموال المستثمرة في مختلف المشروعات السياحية (العامة والخاصة) بالإضافة إلى المنشآت السياحية المختلفة من مباني ومعدات وأجهزة كالفنادق والشركات السياحية.

- وبذلك تكتمل مقومات الصناعة السياحية كصناعة حديثة ظهرت في عالم اليوم.

لقد تعدّدت أنواع السياحة تبعاً للدوافع والرغبات والاحتياجات المختلفة التي تكمن خلفها وتحرّكها، فهناك السياحة الثقافية والترفيهية والعلاجية والدينية والرياضية، بالإضافة إلى أنماط أخرى جديدة – ساعد على نشأتها وانتشارها التقدم والتطور العلمي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وما صاحبهم من تطلعات ومتطلبات ذات نوعيات خاصة لم تكن معروفة من قبل – مثل سياحة المؤتمرات وسياحة المعارض وسياحة الحوافز وغيرها.. وهو ما ترتّب عليه الاتجاه إلى توفير خدمات وتسهيلات وتجهيزات وعناصر جذب تختلف إلى حدٍ كبير في خصائصها وصفاتها عما تحتاجه الأشكال الأخرى من السياحة التقليدية أو غير المتخصصة.

كل ما تقدّم يُمثّل الوجه المشرق لأهداف السياحة..

ولكن النظام الرأسمالي برؤيته النفعية، وبعد انفراده بالعالم بعد سقوط المعسكر الاشتراكي.. فقد صارت القيم الاجتماعية يتيمة الحال في منهج وتصرفات المجتمعات الرأسمالية، ونشأت عقلية تسعى للربح، دينها المنفعة ومنهجها الاستغلال. فابتكرت نوعاً جديداً من السياحة، سُمّي بـ(سياحة الإرهاب).

فقد ظهرت في العقود الأخيرة في ألمانيا إلى جانب الأنماط السياحية الأخرى المعروفة (دينية – تاريخية – ثقافية) هذا النوع المشوّه من السياحة ولخدمة السائح الذي يبحث عن الانفعالات المثيرة وبالتحديد اقتحام عالم المافيا بزيارة أوكاره ومتابعة مشاهد واقعية يقوم بها ممثلون لعمليات اغتيال السياسيون ورجال القضاء والتمتّع بمحاورات زعماء المافيا من خلال مشاهد تمثيلية بقصور الزعماء المعتقلين.

وتشهد بعض المكاتب السياحية بمنطقة كالباري وصقلية إقبالاً متزايداً على هذا النوع من (السياحة الشاذة) والتي تخصصت فيها شركة سياحية كانت قد حقّقت مكاسب طائلة من تنظيم رحلات مشابهة إلى سراييفو للسياح الألمان الذين تابعوا المجازر والمعارك عن قرب بالملابس العسكرية وكأنهم في حنين للحرب والدمار...!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.