اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• فقراء العراق وانتظارهم المضني لأسماك القرض

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 د. هاشم عبود الموسوي

مساهمات اخرى للكاتب

 

·        فقراء العراق وانتظارهم المضني لأسماك القرض

درس تطبيقي من اليابان

 

من اشد ما يعانيه الذين آمنوا بصدق عملية التغيير (وإنا واحدٌ منهم ) ، هو أن يروا العشرات والمئات من الفقراء وهم يتكدسون أمام أبواب موصدة أو شبابيك عمياء يجلس خلفها موظف بارد الأعصاب ، يعدهم بأن دورهم في استلام حقوقهم سيأتي بعد شهر أو شهرين أو أكثر وتستمر هذه الصور الحيّة كمرض كرونيكي لا يمكن الشفاء منه .

وفي كل منشآت وإدارات الدولة يوجد موظفون مهملون كما يوجد رؤساء مزعجون. وفي كلتا الحالتين نجد أصابع الاتهام تشير إلى الطرف الآخر فالموظف المقصّر يتهم رئيسه بإحباطه في الإدارة ، فيما يشكو الرؤساء من موظفين ومنتسبين لا يؤدون مهامهم ويضيعون أوقات العمل و يسببون المشكلات، ولكن الحقيقة التي تغيب عنا هي ان بعض الموظفين وحتى رؤساءهم يحتاجون الى التحفيز المستمر لينتجوا ويرحموا مواطنيهم الذين طال انتظارهم ليروا العطاء النزيه .وإذا كان بإمكاننا أن نقيس بعض التجارب من عالم الأسماك !! فدعونا نقرأ القصة التالية: (يحب اليابانيون الأسماك الطازجة ولكن المياه القريبة في شواطئهم ليس فيها العدد الكافي من الأسماك ، لذا صنعت شركة صيد الاسماك سفنا كبيرة لتبحر الى مناطق أبعد وتصطاد كمية اكبر من الأسماك ، إلا أن هذه السفن تحتاج الى عدد من الايام حتى تعود للشاطئ ، مما جعل الأسماك التي تصل الى الأسواق وهي غير طازجة ، فلا تروق للمستهلك الياباني ، وللتغلب على هذه المشكلة زودت شركات الصيد اليابانية سفنها بمجمدات للحفاظ على الأسماك ، وصار الصيادون يجمدون الأسماك حتى عودتهم ، مما مكنهم من الذهاب الى مناطق أبعد ، ولكن ذلك لم يعجب المستهلك الياباني الذي استطاع تمييز السمك الطازج من السمك المّجمد! فكرت الشركات مرة أخرى بحل سريع لأرضاء ذوق المستهلك وابتكرت طريقة جديدة بأن زودت سفنها بخزانات مياه لإبقاء الأسماك التي يتم اصطيادها حية حتى العودة وبالتالي بيعها وهي طازجة ، ولكن الأسماك بعد فترة قصيرة من الحركة في خزانات الماء تبدأ بالتوقف عن الحركة ، بسبب التعب والفتور، مع إنها تبقى على قيد الحياة .المشكلة أن المستهلك الياباني "الصعب الطباع" استطاع تمييز السمكة التي تتوقف عن الحركة ، ولم يجد فيها طعم السمك الطازج الذي يريده !! فكر اليابانيون وتوصلوا إلى حلٍ مبتكر وفعّال ، فقد وضعوا في كل  خزان لحفظ الأسماك الحيّة "سمكة قرش" صغيرة !! تقوم سمكة القرش هذه بالتحرك والدوران في الخزان وتتغذى على بعض السماك الموجودة فيه ، ولكنها تبعث الحيوية في بقية الأسماك التي تظل تتحرك الى ان تعود السفينة  إلى الشاطئ ، فيصبح مذاقها طازجاً وكأنه تم اصطيادها للتو) .

في مجتمعنا اليوم شبه كبير بعالم الأسماك ،  فالملل الذي يشعر به الموطنون من جراء الفتور لدى بعض منتسبي دوائر الدولة على مختلف المستويات ، مما جعلنا نشعر بأنهم متقاعسين وكسالى حد التخدر. أنا أرى السبب في ذلك يأنهم يفتقدون الدافع والحافز للعمل، فكل منا بحاجة إلى تحديات تناسبه وتكون دافعاً له على الحركة والتفكير و الإبداع ،وهذه التحديات هي اسماك القرش التي يحتاجها بعض الوزراء والمدراء العامين والموظفين ليحقق انجازات تفوق قدراته المعتادة ، مما يشعره بالإثارة والرضا ويحول العمل الى متعة ومهمة شيقة .... فهل سيظهر ذلك القرش المحفز ؟ وهل سنتذوق طعما طازجا لأعمال ممن اخترناهم وأجلسناهم في المراتب القيادية ؟؟؟                                                                                                                                             

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.