اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

"الزمن الجميل"!// يوسف ابو االفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

"الزمن الجميل"!

يوسف ابو االفوز

 

دعوني أعلن مقدما بأني لطالما كتبت وتحدثت ضد ما يجري حاليا في بلادنا من تدهور شديد في الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، هذه الاوضاع المزرية التي يدفع المواطن العراقي، بغض النظر عن قوميته وطائفته ثمنا لها من دمه وبمعاناة عائلته وجيرانه، وكم من المرات رفعنا الصوت عاليا الى جانب القوى الديمقراطية والمدنية للاشارة الى السبب الاساس لكل هذا، إلا وهو طبيعة نظام المحاصصة الطائفية والاثنية السائد، والذي تحرص القوى المتنفذة من احزاب الاسلام السياسي على إدامته وتغذيته بشتى السبل من المناورات والتحالفات والالاعيب السياسية البهلوانية !

وبحكم كون الفريق السياسي الذي يدير الامور حاليا، وبشكل مباشر، هو "تحالف دولة القانون"، وبزعامة السيد نوري المالكي وطاقمه، فهم يتحملون المسؤولية الاولى في كل ما يجري بحكم كونهم مصدر القرار ويملكون الامكانيات لتحقيق اي تغيير حتى ولو بمستوى الحد الادنى من الشعارات الانتخابية التي  فازوا تحت ظلها لفترة حكم ثانية. 

نقول كل هذا ، حتى لا يتصور احد وكأننا ندافع بشكل ما عما يجري حاليا حين نتحدث عن أسلوبية ومفاهيم بعض المنتقدين للاوضاع الحالية، فقد لفت نظري مرارا اصرار البعض ــ  قولا وكتابة ــ وهو ينتقد الواقع الحالي المزري ، بترحمه على زمن  العراق الجميل وهو يوميء بشكل مباشر او غير مباشر الى فترة حكم البعثيين للعراق منذ عام 1968 وحتى يوم احتلال العراق عام 2003 ، فأي جمال هذا  كان تحت ظل حكم البعثيين، العفالقة الصداميين ؟؟

لنفتح ملفات هذا "الزمن الجميل" ولسنتذكر معا، التصفيات الجسدية والسياسية المنظمة لمختلف القوى السياسية، من الشيوعيين والديمقراطيين والاسلاميين، وبما في ذلك أيضا كوادر بارزة في حزب البعث نفسه ومن اركان النظام، وفي البال مسرحية قاعة الخلد عام 1979 وكيف انتقى صدام التكريتي رفاق دربه واحدا بعد الاخر ليرسلهم الى الموت ــ على يد رفاقهم ــ ليتوج تفرده على كرسي الحكم ناهيا أمرا، ثم جاءت سنوات الحروب المجنونة وعسكرة المجتمع العراقي . حروب ضد الجيران وضد ابناء شعبنا ، حروب التهمت الاخضر واليابس من ثروات البلاد والارواح، وتبعا لمصادر حيادية فقد العراق في حرب نظام صدام مع ايران ما بين 150 ألف و375 ألف عسكري، بالإضافة إلى 100 ألف مدني عراقي (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)، ورافق ذلك حروب ابادة جماعية ضد ابناء شعبنا من الكرد، ومأساة حلبجة عام 1988 شاخصة في البال كعلامة بارزة لحملات الانفال سيئة الصيت، التي من نتائجها تدمير الاف القرى وابادة اكثر من 182 الف مواطن بريء تم دفنهم في مقابر جماعية على طول البلاد وعرضها. وأيضا عمليات تجفيف الأهوار جنوب البلاد ومحاولة ابادة سكانها، ولا ننسى هنا سياسة تبعيث المجتمع وما رافقه من قمع سياسي وتسطيح لوعي الناس وتدجين لجمهرة غير قليلة من المثقفين الذين تحولوا الى طبالين ورداحين لـ "فارس الامة الضرورة" الذي تبينت حقيقته لاحقا في "يوم الحفرة" الشهير، 13 كانون الاول / ديسمبر 2003 ، يوم القت قوات الاحتلال الامريكي القبض عليه كجرذ مجذوم . وهل ننسى حملات التهجير لابناء شعبنا من الاكراد الفيليين ، وليس أخرا ما جرته سياسات المجرم الديكتاتور صدام التكريتي اثر غزوه الجارة الكويت ، وقرارات الامم المتحدة يوم 6 اب 1990 بفرض الحصار الاقتصادي وفق القرار 661 ، المصيبة التي تحملها أساسا شعبنا العراقي ودفع ثمنها بلدنا غاليا حيث تهدمت البنى التحتية للمجتع اقتصاديا واجتماعيا ، ليكون العراق واحدا من كثر بلدان المنطقة تخلفا، وعاد حسب تصريحات كبار المسؤولين الامريكان الى حقبة ما قبل الصناعة، ولم يتوقف النظام الديكتاتوري عن سياسته الرعناء، التي جلبت الخراب لبلدنا مما شجع حكومات الولايات المتحدة الامريكية لارسال جيوشها، لاحتلال العراق كمثابة لتنفيذ مخططاتها الاستراتيجية في المنطقة.

وبعد ... ماذا نذكر من هذا "الزمن الجميل" ؟

تعالوا يا من تتباكون بغير حق على زمن أغبر  جعل ــ ولاول مرة في تأريخ العراق ـ ملايين العراقيين يختارون المنافي والمهاجر بديلا عن الوطن في بحثهم عن سقف آمن  يحفظ كرامتهم الانسانية . تعالوا لنتفق بأنه  في زمنكم كانت ثمة عدالة من نوع خاص ، متفردة ، هو العدالة في توزيع الموت والحزن والهموم وتوزيع الثياب السود على كل بيت في العراق بغض النظر عن الطائفة والقوميته والمنطقه. فكفوا ــ يرحمكم الله ــ من تصديع رؤوسنا بالحديث عن زمن نثر فيه  الديكتاتور المجرم صدام  حسين التكريتي ونظامه البعثي البؤس والخراب في وطننا وجاءت قوات الاحتلال ممثلة بحكومة بول بريمر لتسقي ذلك وترعاه ، ثم جاءت حكومات المحاصصة الطائفية لتزيد الخراب خرابا فنصل الى ما نحن عليه الان !

 

 

* المدى / صفحة ألرأي ـ العدد رقم (2980) بتاريخ 2014/01/14

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.