اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

8 اذار... يوم اخر.. !؟؟ -//- يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

8 اذار... يوم اخر.. !؟؟

يعكوب ابونا

عبر التاريخ الطويل تحملت المرأة وزر انتماءها الانثوي الذي اضفى عليها الضعف الجسدي ليعكس على سلوكها واحساسها العاطفي الانساني ، استغل الرجل تلك الصفات ليعطي لنفسه الحق بانتهاك كرامتها وسلب ارادتها بحجة امتلاكه الذكورية والرجوله ليفرض سطوته وقوته الجسدية عليها  .....

هذا الواقع المهان لانتهاكات حقوق المرأة استمرحتى بعد ظهورالشرائع والاديان السماوية ،التي ذهب البعض منها الى اضافة صفات اخرى تنتقص من قيمة المرأة ومكانتها كانسانه عندما اعتبرتها ناقصة عقل ودين ، بالاضافة الى ورود العشرات من المصطلحات لصفات اخرى تنتقص من قيمتها وكرامتها وانسانيتها ، لينحصر دورها ليديهم في طقوس الطاعة والولاء للرجل واشباع غرائزية الجنسية..

طبعا المرأة لم تقف مكتوفة الايدي امام هذا الذل والقمع والهوان الذي مارسه الرجل والسلطات والشرائع ضدها ، بل ناضلت من اجل ان تثبت وجودها كانسانه اولا وكقوة فاعلة على ارض الواقع ثانيا ، ولتقول انها ليست وسيلة للتمتع فقط بل بان دورها كبيرا واساسيا في تطوروبناء المجتمع والانسان معا ، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدات الاصوات النسائية تعلو في الكثير من الدول منها اوربا وامريكا الشمالية مطالبة بتحسين ظروف العمل ، وحقها في التصويت وحريتها في اختيار ممثليها في المجالس الوطنية .. تطورالامرالى قيام عاملات صناعة النسيج في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية يوم 8 اذار عام 1857 باضراب عام ، ومن المصادفه ان يقمن يوم 8 اذار عام 1909 باضرابهن كذلك احتجاجا لظروف العمل السيئة ..

وفي عام 1910 عقد مؤتمر نسائي عالمي في كوبنهاكن في الدانمارك ، للاحتفال بنضال المرأة في انحاء العالم والسعي لنيل حقوقها المشروعة .. ولاول مرة تم الاحتفال عام 1911 بيوم عالمي للمرأة ، في كل من الدانمارك والمانيا والنمسا وسويسرا .. وبعدها اخذت الاحتفالات بيوم المرأة في الدول الاخرى وفي ايام مختلفه ..الا ان المؤتمرالذي انعقد في باريس عام 1945 ، بعد انتهاء الحرب العالمي الثانية ، للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي اعطى لهذه الاحتفالية دور اساسي للمرأة في المجتمع ، عزز ذلك الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة عام 1975 ، وفي عام 1977 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الدول لاعتبار يوم 8 اذار يوم للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقا للتقاليد والاعراف التاريخية والوطنية لكل دولة ، اطلق على هذا اليوم يوم المرأة العالمي ، فكان يوما احتفاليا اخرى للامم كافه ..

لذلك يفترض ان يكرس هذا اليوم من قبل المنظمات النسوية اومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بشؤون المراة ، بدراسة ومناقشة الانجازات والاخفاقات في مسيرة المرأة عموما ، لتقييم ما انجزته وما يجب ان تخطط له لتحقيق طموحاتها المستقبلية لبناء مستقبل افضل لها ولاجيالها القادمة ..   صحيح لقد تحقق للمرأة بعضا من المكتسبات في بعض الدول الا انها لازالت لحد يومنا تعاني  الكثير من الاخفاقات والمعانات ففي اكثر من 150 دولة اوضاعها المعاشية اكثرقسوة ..ومظاهر التميز تمارس ضدها في اغلب البلدان ، وان اغلبية فقراء العالم هم من النساء ، ولازلن يشكلن ثلاثة ارباع الاميين في العالم .....

هذا الواقع المدان يتحمل الرجل مسؤوليته فعليه ان يكفرعن ذنوبه ويستيقظ من غفوته وسباته وليقف الى جانب المراة ويساهم واياها في ثورة عارمه ضد العادات والتقاليد والافكار البالية التي تقيد وتتحكم بسلوكيته تجاه المراة ، لذلك عليه اولا ان يحرر نفسه من ربق تلك العادات والافكار والسلوكيات المرضية لانها تجعله عبدا لها طوال حياته ،ففاقد الشئ لا يعطيه ،  لنعمل اذا كما قال الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي  .....

" ثوروا على العادات ثورة حانق وتمردوا حتى على الأقدار "

التغيير مطلوب ولكن للافضل وليس للارتداد الى الوراء الى ازمان التخلف والتقهقر ، كما يحدث اليوم بما يسمى الربيع العربي ، وتبريرات اصحاب الفتاوي لها ، ومنهم القرضاوي عندما يقول بان الذي يجري هو صحوى اسلامية ، فنسائل هل الصحوه هي ارتداد ام تقدم ؟؟ فان كان هذا الذي يجري اسلاميا فعلا ، فلماذا نستنكر عندما يضعوا غيرالمسلمين اكثرمن علامة استفهام على الدين الاسلامي ..؟؟ اليست هذه الصحوات مصحوبه بالقتل والاغتصاب والسرقة والتفجيرات والانتهاكات لحقوق الانسان وترويع النساء بفرض الحجاب بالقوة في الشارع والمدرسة والجامعة والدوائر والمؤسسات الحكومية وانتشارالفساد المالي والاداري ونقص الخدمات تمارس كلها تحت هذا المفهوم ..؟؟

هل يعقل ان تكون هذه الاعمال المدانه مزايا العصرالحديث في بلداننا ؟ خاصة عندما نتذكرصرخت الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي في بداية القرن الماضي مطالبا بتحرير المرأة من الحجاب والذي هو حجاب العقل وقمعه وليس قطعة قماش على الرأس فقط، وذلك في قصيدته المشهورة (إسفري يا بنت فهر) جاء فيها:

اسفري فالحجاب يا بنت فهر هو داء في الاجتماع وخيم

كل شيء إلى التــــجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم

قارنوا ما كان عليه العراق وفكررجاله قبل اكثرمن 80 عاما ، وثقافة التخلف والارتداد الفكري والطائفي المقيت التي نعيشها اليوم ، قمع المرأة والاستغلالها واغتصابها بابشع الصور، قتلها بذرائع شتئ ومختلفه اجتماعية ، دينية ، سياسية ، عشائرية ، وفي وضع النهار، وكما هو معروف كانت هناك ما يسمى بجرائم الشرف وهو قتل النساء غسلا للعار وكانوا القتله يتمتعون بعقوبه مخففه لتلك الجريمه ، ومع ذلك نجد اليوم اختفاء تلك الجرائم ، ولكن بالمقابل زادت ظاهرت انتحار الفتيات وخاصة في شمال العراق ، فهل هذه طريقة جديدة وبديله لقتل الفتيات بدون ان تطال المجرميين يد العدالة ،لان الظاهربان هناك من يدفع الفتيات جبرا الى الانتحار ..لكي لا تطالهم العقوبه القانونية  ؟

دورنا ان نستنكر وندين هذه الاعمال ، ولنقف ضد كل انواع التمييز والاستغلال والعنف باشكاله المختلفة ضدها ،ونطالب لا بل نحمل الحكومة مسؤولية اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المجرمين والمسيئين للمراة ، طالبين تامين الامن والاستقرار لشعبنا وللنساء خاصة ليمارسن حقوقهن القانونية والدستورية ، علينا التزام اخلاقي بان نحرر المراة من سلوكيتنا المريضة وافكارنا المقيته لكي نستطيع معا كسب حريتنا وانعتاقنا من عبوديتنا المتواثة عبر الزمن الطويل ، وختاما اهدي لهن وللعراقيات الجميلات خاصة باقات من الورد عطرها الحرية والمساوات .. والى الامام .......

يعكوب ابونا ...........................7 /3 /2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.