اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل بابا الفاتيكان لا يتعاطئ السياسة.؟ لكي يمنعها بطريرك الكنيسة الكلدانية!؟ -//- يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرا ايضا للكاتب

هل بابا الفاتيكان لا يتعاطئ السياسة.؟

لكي يمنعها بطريرك الكنيسة الكلدانية!؟

يعكوب ابونا

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نتجت ظواهر سياسية وعوامل جديده في العلاقات الدولية فتحت الباب للبحوث والدراسات السياسية ،أعطت لعلم السياسة أبعاداً جديدة  ، خاصة في الإجراءات السياسية لدول وحكومات لتؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل تسيير امورالمجموعات البشرية ، وفق دراسات للسلوك الاجتماعي السياسي للبشر ، لاستخدام النفوذ والقدرة على الاستحواذ والسيطرة على الاخرين ،

يعرف علم السياسة،  لغة بان الكلمة من ( ساس يسوس ، اي يتصرف الى معالجة الامور ، بمعنى تنظيم امور الناس وادارة شؤونهم ،) ..

اما اصطلاحا ، فقد جاء من كلمة بوليتك الانكليزيه ،

) وهي فن الحكم وادارة شؤون الدوله داخليا وخارجيا ، politics )

اما علميا يعرف بانه العلم الذي يدرس عملية صنع القرار ، يقوم على استقراء للحدث وترتيبه وترتيب نتائجه ،على ضوء الخبرة المكتسبة وتكتيك معين لتحقيق الهدف ......

وفق هذا التعريف هل يمكن لبابا الفاتيكان ان لا يتعاطئ السياسة ،، ؟؟

لان معروف بان عملية صنع القرار في الدولة مناط بالسلطة التنفيذية ( الحكومة ) وهم يمثلون في اغلب الدول الديمقراطية الفائزين بالانتخابات البرلمانية ، وطبيعي ان يكونوا هولاء ممثلين لجهة سياسية معينه ، ليجري تمثيلهم في الحكومة ،  ساعين الى تحقيق اهدافهم من خلال عملهم هذا ، لذلك اخذت السياسة حيزا كبيرا من حياة البشر ان كان على مستوى الدولة اوالفرد المواطن ، فاي موضوع  يخص الشان العام لابد ان يكون فيه رائحة السياسة حتى وان كانوا المتحدثيين به من غيرالمشتغلين بها ، سلبا كان اوايجابا ، لذلك امتد المفهوم السياسي ليلوج مختلف العلوم الانسانية ، مثلا في علم الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع السياسي وعلم النفس السياسي وعلم القانون السياسي وعلم الاحصاء السياسي وحتى دخل في الدراسات اللاهوتية ليكون هناك علم اللاهوت السياسي وغيرهم ..

البابا هو اسقف روما وهو رئيس اكبر الكنائس المسيحية في العالم وهي الكنيسة الرومانية الكاثوليكيه ، وهذه الكنيسة تقوم على نظام كهنوتي لم يكن معول به سابقا ،  وتذكر الموسوعة الحرة ، " بانه وعلى مر القرون طورت الكنيسة الكاثوليكية منظومة لاهوتية معقدة وثبتت بنية إدارية فريدة تحكمها البابوية اقدم ملكية مطلقة ، مستمرة في العالم. رأيسها الحالي هو البابا فرانشيسكو الاول ، "  .....

ولكن عندما نرجع الى تاريخ الكنيسة ومنذ نشؤها فان هذا النظام لم يكن معولا به  ، فمنذ انتشار المسيحية على يد الرسل ، وتبعهم الذين امنوا بالمسيح وامتلئوا بالروح القدس الذي انبثق يوم الخمسين بعد القيامه ( يوم العنصرة )، رجعوا هولاء الى بلدانهم فكانوا رسلا حاملين فكرة الخلاص والبشارة ،فشكلوا النواة الاولى للمسيحية في بلدانهم ، وبازدياد اعداد المؤمنيين كانت الحاجة تدعوهم الى اللقاء في احد البيوت، فكان اول الاسبوع يجتمعوا ليكسروا الخبر ويبنوا بعضهم بعضا في المحبة  كما يقول في أعمال الرسل  20 : 7  ، وعندما كان يزوراحد الرسل هذه الجماعات كان يقيم لهم شيوخا من بينهم للاهتمام بهم روحيا ،  والجماعة هي التي كانت تختارالشمامسه من بين المؤمنيين ، فشكلواهولاء نواة الكنيسة الاولى ، ولم يكن هناك فرق بين الخدام والشعب  بل الكل كانوا بمستوى واحد من حيث الكهنوت والسجود والاقتراب لله ، فعملوا حسب رسالة بطرس الاولى 2: "

5،كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ¬كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ¬ ،بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.

6، لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ: «هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى».

7،فَلَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ الْكَرَامَةُ، وَأَمَّا لِلَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ، فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ

اختلفت الكنائس في تفسير هذه النصوص فمنهم من اعتبر بان الكهنوت كان عاما لكل المؤمنيين وليس كهنوتا قاصرا على هيئة معينه او شخص معين من المؤمنيين ، الكل ملزم بالبشارة وليس حكرا على احد ، اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس ، متى 28 : 19  .. فالدعوه كانت  هكذا منذ البدء .. ولكن كنائس اخرى وجدت غير ذلك خاصة بعد ازدياد اعداد المؤمنيين في الغرب لياخذ توجها اخر خلافا لما كان ، فاخذوا بنظام كهنوتي تقليدا للنظام الكهنوتي اليهودي الذي يميزبين الشعب والكهنه ، من هنا جاء نظام تعيين الاساقفة  ورسامتهم ، وبلغ الامربعد ذلك الى حد خلع لقب رئيس الكهنة او( الحبرالاعظم ) على الاسقف ، وانظمه اليهم طبعا الشيوخ والشمامسه ليشكلوا هيكلية النظام كهنوتي الجديد ، ليعتبروا انفسهم هيئة مقدسة ، ولقد استطاعوا ببساطة ان ياثروا ويعودوا الشعب على اعتبارهم كذلك ،لان الناس انذاك كانوا يجهلون الكتاب المقدس الذي كانت حتى قراءته حصرا على هولاء ، وللاسف لحد يومنا هذا لازال البعض معتقدا بقدسية هولاء الذين صنعوها هم لانفسهم ... ،رغم كل هذه القنوات المعرفية التي يستطيع من خلالها كل انسان ان يتاكد من حقيقة ما يدعوه هولاء ، فالكتاب وتفسيراته ولاهوته متيسر لكل من يحب ان يغوص في المعرفة الايمانية.. ، لان العلم والمعرفه اللاهوتية والكتابية ليسوا حصرا باحد دون غيره ، لانه ليس برجال الدين يتم الخلاص...

بنوا هذا النظام  وفق توجه انساني ارضي يتنافى مع منطق العلاقة الروحية بين الله والانسان المباشره ، فهم بهذا اخترقوا وحجبوا العلاقة بين الله والانسان ، فيكونوا والحالة هذه قد انكروا دورومقام الرب يسوع المسيح كونه رئيس كهنة ( المخلص ) للانسان بفدائه وصلبه ، ، بذلك هوالوسيط الوحيد بين الله والناس ، ولان الله يقوم بمخاطبة ضميرالانسان وقلبه مباشرة بواسطة كلمته ، فالعلاقه بين الاب والكلمة هي العلاقة التي بنى من خلالها الابن علاقته بالانسان ، فلا تتجاوزهذه العلاقة علاقة الاب المباشره بابنائه البشر ، وعلى ذلك تقوم الصلاة التي اوصى بها السيد المسيح التي تبدأ (ابانا الذي في السماوات ... )، متى 5 :9

لذلك قيام الطبقة الكهنوتية ( الهيئة المقدسة ) بحجب العلاقة المباشره بين الله والبشر ، كان لتبرير قيام علاقة بديله هم محورها مع الله ، كمركزالوساطة بين الله والانسان ،وان التقرب الى الله ونيل الغفران لا يتم الا عن طريقهم وبغيرهم لا يمكن ان يكون.. وهذا المفهوم يقودنا الى القول بان جعلوا المسيحية امتداد لليهودية ، وفعلا كان هذا المفهوم متداولا سابقا ، حتى وصلت القناعة لدى البعض معلمون اليهود بان اعتبروا المسيحية فرع لها ، في الوقت الذي لو تحققنا من الامرلوجدنا بان كل المعطيات الايمانية واللاهوتية تؤكد بان اليهودية نقيضا للمسيحية ، والدليل اسفار العهد الجديد تبين ذلك بكل صراحه ووضوح ، وما اضطهادهم للمسيحيين الا خير دليل على هذا التناقض ، كما ان مفهوم العقيدة اليهودية من  الناحية اللاهوتية تؤكد بان المبادئ اليهودية هي ارضية بحته  ، واما المسيحيه هي سماوية بامتياز ،لان اليهودية هي بالخليقة القديمه ،اما المسيحية فهي بالخليقة الجديده ، ويؤكد هذا ،يوحنا 1 : 17 ، " لان الناموس بموسى اعطئ اما النعمة فبيسوع المسيح صارا ".......

تطور هذا النظام الكهنوتي الكنسي واستغلوا رجاله الظروف السائده انذاك واخذوا من خلالها السيادة والسلطان على الشعب ، ليحققوا اهداف ومنافع بعيدا عن الايمان ، فبعد ان كانت الخدمة للكنيسة والشعب المؤمن تقربا لله وبدون مقابل ، بعد ذلك تغيرالامر واخذوا يعملون لمجد اسهم ومصلحتهم ، ففي سنة 245م تم تعيين رواتب شهرية للاكليروس ، وزادة رغبه الاستحواذ وكسب المال ، فالتجوا الى انشاء ابريشيات خارج المدن كدوائر اسقفية ، ليكون لاسقف المدينة الحق لرسامة والتعيين في هذه الكنائس القروية خاصة ، ليظهر لقب أسقف المنطقة ، وادى تعدد الالقاب الى الاختلاف والانشقاق والانقسام في التسميات الكنسية ، ويذكرالعلامة يوحنا لورانس في ص31 من كتابه تاريخ الكنيسة المسيحية القديمة والحديثه ،"  فقرة 8 ، " ان رؤساء الكهنه كانوا يسمون قسوسا او شيوخا .. واحيانا يدعونهم ايضا اساقفه ، لانه يتضح باجلى بيان انهما كلمتان مترادفتان مستعملتان في العهد الجديد لرتبه واحدة بعينه ( أع 20:17 و28 ، تي 1: 5و7 و3و1 )  ..""

ورغبة الاستخواذ والتملك والطمع الذاتي لهولاء فغاب العمل الروحي  ، وتحول الى سلوكيات مادية علمانية ، فقادهم الى ان يزعموا ان الله اودعهم قوة فائقة وسلطانا ساميا في ادارة الكنيسة ، الامرالذي ادى الى الاختلاف والمنازعات بين الاساقفه والشيوخ ، ولازالت هذه الخلافات الكنسية لحد يومنا هذا .. كما يقول  اندرو ملر في ص 123 من كتابه مختصر تاريخ الكنيسة،

ولكن رغم كل ما تعرضت ومرت به المسيحية في فترات الاضطهادات العنيفة ،الا ان ثباتهم في المسيح ، واقدامهم على التضحية ، كانوا ينالوا شرف الشهادة ليصبحوا شركاء في الام المسيح لاجل اسمه ،،،  ولكن هذه الاضطهادات خفت بعد مجئ قسطنطين الكبير بعد ان حسم الامر مع منافسية على الحكم لصالحه فدخل روما سنة 312 م دخول الظافر المنتصر ، وفي سنة 313 م اصدر مرسوما الغى به جميع مراسيم الاضطهاد التي اصدرها الامبراطور ديوكليشيان ضد المسيحيين ، فنالوا من جراء ذلك الحرية والاحترام والاكرام ، واعيدت اليهم كنائسهم وممتلكاتهم وعينوا في الوظائف العليا في الدولة فاصبح لهم نفوذ وسلطان ، وفي شهر مارس من السنة نفسها نشر في مدينة ميلانو نصوص التحالف بين الكنيسة والحكومة ، مما مهد لجعل المسيحية الديانه الرسمية للبلاد ، فكان نتيجة هذا التحالف ان ظهرعلنا راية الامبراطورية الجديدة المسماة " لاباروم "  وكانت تحمل على الحروف اليونانية الاولى من اسم المسيح وصورة الصليب - وصورة الامبراطورمصنوعه من ذهب - وكان الغرض من ذلك ان تكون موضع عبادة للجنود المسيحيين والوثنيين معا ،كان هدف الامبراطورية من تمرير ذلك اكتساب ثقة وتعاطف الجميع  من الوثنيين والمسيحيين  ، ولكن من جانب اخركما يقال قد جعل المسيحية ان تقترن جهارا بعبادة الاصنام ، وذلك بشخص الامبراطور ،الذي كان وثنيا بالقلب ومسيحيا بالظاهر ، لانه ما كان يهمه هو كسب الجميع لغرض اعادة  امجاد الامبراطورية ولم شملها ،  فقرب الاساقفه ومنحهم انعامات عظيمة، وعهد بتربية ابنه لاكتانتينوس الشهير الذي كان مسيحيا ، ولكن هذا استغل هذه المكانه  وبسببها اخذ لنفسه مقام ومكانه في الكنيسة ليتحاور ويسحم الخلافات داخل الكنيسة ، وفي ذلك الوقت صارت الكنيسة تعرف بالمكاتبات الرسمية باسم الكنيسة الكاثوليكية، " مختصر تاريخ الكنسية " ...

كانت روما عاصمة الامبراطورية  واسقف روما كان رئيس الاساقفه ، الا ان بعد نقل قسطنطين عاصمة الى بيزنطه وبناء قسطنطينيه التي صارت العاصمة  بدل روما ، فرفع درجة الاسقفية فيها الى رتبه البطريرك ، وكان هذا ابتداء الانفصال الكنيسة اليونانية ، فاصبحت انذاك  اربعة بطاركه  واحد في روما ، والثاني في القسطنطينية ، والثالث في انطاكية  والرابع في الاسكندرية ، ... ولما كانت قسطنطينية عاصمة الامبراطورية العظيمه ، طبيعي ان يكون اسقفها اعظم الاساقفة ....

ولكن الحكومة شجعت الاساقفه في مطامعهم الا انها ارادت من وراء ذلك ان تحكم الكنيسة بسلطان مطلق ، وتكون هي المرجعية في حسم الخلافات الدينية ،امام هذه التغيرات التي حدثت من انسحاب الاباطرة من روما  ، واحداث بطريركية جديدة في قسطنطينية واخذ اساقفتها المكانه والاكرام من الاباطرة  ، لينافسوا اسقفية روما ، وغير ذلك  مما رافقه  الاحداث من متغيرات ، فالسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الصدد كيف استقبلوا اساقفة روما  هذه الاجراءات والتغيرات ؟؟....

هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة ....

ــــــــــــــــــــ

يعكوب ابونا......28 /6 /2013

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.