اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حكومتنا الوطنية والارقام القياسية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عصام شابا الكلداني

 

 مساهمات اخرى للكاتب

·        حكومتنا الوطنية والارقام القياسية

 

الكل يعلم بان الارقام القياسية تسجل في اغلب الاحيان في السباقات الرياضية المنفردة كالعاب الساحة والميدان ورفع الاثقال الى اخره من الالعاب الفردية واحيانا الجماعية ايضا. ولكن ان تؤول تلك الارقام الى تشكيل حكومة وطنية ، فهذا يكون امر مستغرب حقا. اذ لم يحصل في التاريخ القديم ولا الحديث ومنذ ان بدات لعبة الانتخابات ومفهوم الديمقراطية ان يظل أي بلد في العالم دون حكومة بعد فترة ثمانية اشهر من اجراء الانتخابات البرلمانية.. قد يحصل ان تستمر الحالة شهرا او شهرين .. ولكن ان تطول الفترة ثمانية اشهر وربما ستستمر اكثر من هذا .. فذلك امر مستغرب حقا ويدعو الى التساؤل لدى المواطن العراقي البسيط قبل المثقف .. لماذا لم يتم لحد الان تشكيل الحكومة، واي نوع من الالعاب تمارس حاليا على ملعب الدولة الكبير.. هل هي لعبة الكراسي التي كنا نمارسها ايام طفولتنا السعيدة..ربما..  ولكن مع الفارق ان في لعبتنا الطفولية لم نكن نحضى بممارستها  باية امتيازات سوى كلمة ( عفية او عفارم عليك ) من المعلم او المعلمة واحيانا ضربة عصا خفيفة من المربي في حالة تلكؤنا او خسارتنا لكرسي اللعبة .. اما لعبة الكراسي الحكومية فهي على عكس كراسي لعبتنا اذ تمنح للفائز بها مزايا لم يكن يحلم بها حتى وان دخل الجنة السابعة .. ولهذا نعتقد نحن وجميع المواطنين بان هذه الكراسي تكمن وراء السبب الاول والمباشر في عدم استطاعة الحكومة من تشكيل ذاتها .. ولا ندري ان كان اللاعبون قد اجتازوا الرقم القياسي هم ايضا بالركض حول دائرة اللعبة ، ام لا زال هناك شوط إضافي اخر سينطلق في القريب العاجل.. كما اننا لا ندري كم عدد تلك الكراسي في تلك الدائرة ولا ندري كم عدد اللاعبين المحظوظين الذين يمارسون اللعبة.. فنحن في طفولتنا كنا نضع مثلا سبعة كراسي في دائرة اللعبة اما عدد اللاعبين فكان ثمانية .. ولكن بعد الركضة الاولى يسقط حق احدهم ويصبح عدد اللاعبين سبعة ويرفع كرسي واحد ليصبح عددها ستة بسبعة لاعبين ..وهكذا الى ان نصل الى كرسي واحد يتسابق عليه اثنان من اللاعبين  فقط .. وتبدا اللعبة النهائية بدوران الاثنين حول هذا الكرسي والذي يستطيع ان يجلس عليه يكون هو الفائز ويتقبل الثاني الخسارة برحابة صدر ودون تهديد او وعيد للفائز .. هذا كان لعبنا في صغرنا.. اذن لماذا لا تمارس هذه اللعبة الان في تشكيل الحكومة .. اليس ذلك افضل من الاخذ والرد وبين التاييد والرفض .  حيث يفوز بالكرسي المهم من يثبت جدارته ويقبل الاخر بخسارة موقعه بروح رياضية عالية .. لماذا لا تتوفر الروح الرياضية بين سياسيينا الكبار اجلهم الله..؟ اليست الديمقراطية تتميز بكونها رياضة السياسة والفائز فيها يتوج بطلا والاخر يقبل الخسارة عن جدارة وثقة بالنفس .. لماذا نقبل ذلك في سوح الالعاب ونرفضها في ملاعب السياسة .. عذرا اذا كنت قد اخطأت التعبير.. اذ ان ذلك أي الروح الرياضية للسياسة والسياسيين تطبق حرفيا في جميع بلدان العالم المتحضر عدا البعض منها طبعا.. اما في دولنا الشرق اوسطية عموما فان ديمقراطية بلدانها هي من نوع خاص ، اذ يتم احيانا تغيير الدستور في لحظة حرجة لغرض ان تطبق بنود تنصيب الرئيس او الملك على ابن هذا الرئيس او ذلك الملك وهذا ما حدث فعلا للعديد من بلداننا العربية بالذات حيث تم تغيير بنود دستور عدة دول  قبل لحظات من تنصيب الرئيس في موقعه الكبير واستلام الملك لعرشه الوثير.. وحين يريدون انتخاب رئيس للدولة مثلا يجرون استفتاء ..  اذ يسألون في ورقة الاستفتاء سؤالا واحدا فقط وهو.. هل تنتخب الرئيس ام لا.. علما بان المرشح للرئاسة لا يكون  الا شخصا واحدا فقط دون منافس .. هذه هي روح الديمقراطية في بلداننا العربية ...  ولكن في العراق الحبيب والحق يقال فان الديمقراطية وبعد سقوظ النظام  قد سارت في مسارها الصحيح فعلا . وجرت الانتخابات البرلمانية رغم وجود بعض النقد عليها الا انها تميزت بالروح الديمقراطية الحرة . ولكن طول فترة تشكيل الحكومة الى هذا الحد قد احبط الكثيرين  واثر سلبا على روح المواطن العراقي .. اذ ان المواطن وبجميع طبقات المجتمع اخذ ينظر الى الامور نظرة استهزاء وتهكم ، وبدا غير مهتم ان تشكلت الحكومة ام لا.. لأن اموره يسيرها الله وكما يقول المثل العراقي ( بقدرة قادر )  . اليس عجيبا ان يستمر في الحياة الطبيعية بلد كبير مثل العراق دون حكومة   .. عذرا مرة اخرى لأن هناك حكومة تمشية اعمال في البلد.. فهل يا ترى سيتوقف سباق الكراسي قي الوقت القريب ام سنشهد جولة اخرى من لعبة الكراسي الوثيرة وسيستمر المشهد التمثيلي الكوميدي الجميل .. وحينها سيدخل وطننا الغالي موسوعة جينيز للأرقام القياسية باعتباره اول بلد في العالم لم تشكل فيه حكومة بعد الانتخابات بثمانية اشهر او اكثر .. علما باننا قد دخلنا هذه الموسوعة من قبل في كثير من الامور منها..فنحن اول بلد في العالم يدخل ثلاث حروب مدمرة متتالية واول بلد في العالم في الفساد الاداري والمالي .. واول بلد في العالم يهجره مواطنيه بالالاف كل يوم ..واكبر بلد نفطي في العالم ولا زالت اكثر من 90% من شوارعه دون تبليط.. و...و .. الخ من الارقام القياسية الكبيرة.. .. فيا حبذا لو نسجل رقما قياسيا واحدا على الاقل  في مجال حقوق الانسان او احترام الاقليات العرقية والدينية او ايجاد مناهج دراسية حقيقية لطلاب العلم .. يا حبذا..؟ تحياتي 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.