اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• سـلاماً صباحُـنا الريان ، سـلاماً مرشحـونا الكـلـدان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي

سـلاماً صباحُـنا الريان ، سـلاماً مرشحـونا الكـلـدان

 سدني

في إحـدى محاضراتي في الثمانينات عـرضتُ مسألة عـلمية ذات جـواب محـدّد أمام طلابي فـتـنوعـتْ إجاباتهم وقـلتُ لهم بسُخـرية : نصَوّت عـليها لنخـتار الإجابة الصحـيحة بأصوات الأكـثرية ، فـردّ بعـض الطلاب قائلين : أستاذ ، هـذا عِـلـْم ، ما علاقـته بالتصويت ؟ قـلتُ : أريـد أن أمارس معـكم الديمقـراطية ! قالوا : لو إعـتـمدنا عـلى هـذه العـملية ، فـقـد تأتينا بنـتيجة مخالفة للحـقـيقة العـلمية ، قـلتُ : إنـني أخـتبركم وأنا فـخـور بنباهـتـكم ، نعـم إنّ المناخات البـيئية والدوافع الذاتية ، تـؤثـر عـلى ركـّاب الديمقـراطية فـيحـصلون على نـتيجة قـد تـتـناقـض مع الحـق والبديهية ، فـهل هي نعـمة لهم أم نـقـمة عـليهم وهُم عـلى مَركـَب تـتـقاذفه الأمواج البحـرية أو في عـربة تهـبّ عـليها العـواصف الرملية ؟ وفي حادثة مماثـلة في مطلع عام 2007 شاء زميل أن يشاركَ ، رجالاً آخـرين إجـتماعاتهم لمناقـشة مسألة ما ، ولم يكـن ملماً بمادة البحـث فـوافـقـهم مبـدئياً عـلى أمر ( لا يقـبله المنطق ) ، ولما سألته كـيف قـبــِلَ بذلك ؟ قال : أنـنا صوّتـنا عـليه ديمقراطياً ! فـقـلتُ له : إنّ أمراً كـهـذا لا يخـضع للتصويت الكـلول ، بل تـتحـكـّم به العـقـول ، فالمنطق أقـوى من ديمقـراطية الفـلول .  

ذكـرتُ هـذا كمدخل للتحـدّث عـن مجـريات الأحـداث الحالية لأمتـنا في العـراق بلـدنا ، لأشارك تـفـكيرَ المخـلصين الكـلـدان إخـوانـنا . فـنـتائج إنـتخابات مرشحـينا لا تـرسم الخـريطة الواقعـية ولا تعـكس المشاعـر الأصيلة لشعـبنا ، فـمعالِم اللعـبة واضحة لأبنائنا ، حـينما يرَونَ أنْ ليس بالخـبز وحـده يحـيا إنسانـنا ، بل بكل ورقة يمنحـها لهم السيد الملهَم مُموّل المحـتاجـين من أبناء قـوميتـنا . نعـم ، وبالإضافة إلى ذلك فالصراحة حـلوٌ مذاقـها ، الرب أعـطانا شمساً غـنية بأشعـتها وسماءاً سخـية بأمطارها ، وأرضاً صالحة لزراعـتها ولكـن أين هِـمّة ساكـنيها ، أليست الحـقـول تـُـثـمِـر بجـهـد زارعـيها ؟ لن تـتـوقـف الحـياة إذا واجه الزارعُ موسمَ كساد ولم يحـصد غـلـته ، فأمامه موسم قادم يـنـتـظره ، وإذا لم يفـلح ثانية والسنة مَطـّارة فـليواجه الخـلل المسبّـب له ، وإذا خاب أمله ثالثة فـليـبحـث عـن تـقـصيره ، وإذا عالج كل ذلك ولم يَـجْـن محـصولاً فالبـذور مريضة وليسأل عـن دواء يستخـدمه ، وإذا يئسَ وفـقـد أمله كـله ، فـلينسحـب من مباريات إحـتلال الكـرسي والإسم والمنصب وراتبه ، وليتـواضع دون خـجل ويتـقـوقع في مغارته دون أن ينـدب حـظه ، ، وينسى هَـمّه ويُغـَـطي جـسمَه حـياً بكـفـنه ، وينـتـظر برحابة صدر تابوته ، فالتـشبّـث بالأعـذار لن يحـل مشكـلته ، والرثاء عـلى نـتائج الماضي لن يُجـْديَ نفـعاً له ، وليطمئن ! فالفـلاّحـون كـثيرون بَدائـلَ عـنه ، والأرض كـفـيلة بـبـذور أصيلة في عـمق التراب لتــُـنـْبت زرعاً جـديـداً سليماً قِـوامُه غـزيرة سـنابله .

بكل صراحة نوصيكم يا سادتـنا أن تكـتـبوا نـظرياتكم في سجلات أطماعـكم تـضمنون عِـلـّيـَّـتــَكم ، أسِّـسـوا لكم منـتـدياتكم الربحـية تــُـثــْبـِتون تــَـقـدّمكم ، فـربطات أعـناقـكم تــُظـهـِر أناقـتكم في حـفـلاتـكم ، لكن حـناجـركم مقـطوعة الأوتار في مؤتـمرات شـعـبكم ، وتـجـعـلكم  مَـنـْسـيّـين أنـتم وأسماؤكم ، فـلا يسعـنا إلاّ أنْ نـقـول هـنيئاً لكم وأنـتم جالسون فـوق كراسيكم ومناصبكم مُصانة في جـيوبكم والمظلات تحـميكم من فـوق رؤوسكم .  

بكل أمانة نسألكم يا سادتنـنا مرشحـينا ، أما كان يُـفـترض بكم أن تـتشبّعـوا بفـكر قـومنا لكسب ثـقة أبناء شعـبنا ؟ أما كان الأفـضل لكم تـحـديد الممكـن إنجازه في برنامجـكم الذي تـناضلون من أجل تـقـديمه حـقاً لأمتـنا ؟ أما كان الأولى بكم تجَـنـب التـظاهـر أمامنا بالمطالبة بحـقـوق تعـجـيزية مغـرية لنا ، لتـعـوّضوا بـدلاً عـنها بما يتـيسّر في أفـقـنا ، من حـقـوق جـديرة بالسعي كي تـُـنـتـزعَ من الميدان والزمان الذين يرفـضانها كمكسب لصالح أبنائـنا ؟ ولكن مع الأسف ! فالمتهافـِت عـلى المناصب لا يمكـنه تحـقـيق المكاسِب ، ومَن يشترط أن يكـون الأول في تسلسل الأرقام والمراتب ، لا يَهمّه قـيادة المواكـب بل الظـهور في الملاعـب وفـوزه بالرواتب ، و يوهِـمنا بكـتابة سلسلة عـناوين لمشاريع العجـز في قائمة الفـرز وهـو عاجـز عـن قـيادة المراكـب .

 نـحـن نـكـنّ إحـتراماً لكل أبناء شعـبنا ولكـن أين قادتـنا بل أين قائـدـنا ؟ هـل يعـرفه أحـفاد الرافـدين في عـراقـنا ؟ هـل سمع العـراقـيون صوته مرة واحـدة من إحـدى قـنوات إعـلامِنا ؟ أين فارسنا المقـدام ليخاطِـب العـراقـيـين ويقـول لهم : هـذه قائـمتكم يا أبناء بـيث نهـرين الأصلاء أحـفاد حـمورابي ونبوخـذنصر النجـباء من زاخـو إلى الوركاء والبصرة الشماء ، إنـتـخـبونا فـنحـن منكم وإليكم ، فأرض العـراق تجـمعـنا وإياكم ، ومياه الفـراتـَين تـُروينا وتـُرويكم ، مثـلما دماء أجـدادنا تسقـينا وتسقـيكم .

يا سادتي الأشاوس : إلى اللقاء بعـد أربع سنوات حِـداد من نـَـفـْـيــِكُم ، لنراكم واقـفـين بإستـعـداد عـلى سواحل جُـزُركم تصفــّـقـون لركاب مخـتارين وهُم عـلى سفـينة نوح جـديـدة تبحـر أمامكم عـسى أن ترسو عـلى شاطىء أمان تــُـنـقـذ شعـبنا الذي هـو شعـبكم . ولا تـنسوا أنّ كـل كـلدانيّ يمثـل شعـبَـنا الكـلداني بإفـتخار ، في البيت كان أم في حـقـله العـلمي أم في مرفأ الإبحار ، فالسماء خـيمته وحـقـولنا موطىء قـدَمَيه في ساحة الأبرار بهـمّة الثـوّار . 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.